بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: بالأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس النواب أقرّ البرلمان اللبناني، في جلسة دامت 3 ساعات، قانون الانتخاب النسبي على أساس15 دائرة، مع تسجيل اعتراض كتلة الكتائب اللبنانية التي أصرّ رئيسها النائب سامي الجميّل على إبداء ملاحظاته على القانون، متهماً الحكومة بأنها تريد التمديد 11 شهراً كي تتمكن من تقديم «رشاوى انتخابية»، ما أثار تحفظ رئيس الحكومة سعد الحريري الذي رفض هذا الكلام وإنسحب من قاعة الجلسات، قبل أن يعود بعد شطب رئيس المجلس النيابي نبيه بري كلام الجميّل من المحضر.
وسبق الحريري الى المغادرة النائب عاصم قانصوه الذي انسحب من الجلسة بعد نقاش مع الرئيس بري حول عدم اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، مشيرا الى ان القانون «طائفي».
وكان رئيس المجلس دعا الجميع إلى «الواقعية»، فقال في مداخلته «كنا سنصل الى أزمة مصير وهذا القانون هو أفضل الممكن، والتسوية التي أوصلت إلى إقراره قد تكون أنقذت ما يمكن إنقاذه»، لافتاً إلى أن «التسوية التي حصلت لا تضر»، وأنه «حريص على حقوق الطوائف وليس الطائفية». وإذ أشار إلى أن «هذا التمديد غير مرغوب به»، أمل من الحكومة بـ «فتح دورة استثنائية في أسرع وقت للبت بأمور تشريعية وقضايا ملحة كسلسلة الرتب والرواتب واستعادة ثقة الناس».
وردّ بري على النائب سامي الجميل الذي استغرب كيف لا يُعطى المجلس فرصة للنقاش؟ سائلاً «هل مطلوب منا أن نكون شهود زور؟». فقال له بري «أربأ بك أن تكون شاهد زور، ولكن هناك سقف يرعى حدودي وحدودك وهو القانون وإذا جاءني اقتراح للتصويت بمادة وحيدة سأطرحه».
ووصف الجميّل قانون الانتخاب بأنه مفصّل على قياس البترون، وهي الدائرة التي يترشح عنها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
ومن بعبدا، رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أن اعتماد قانون جديد للانتخابات على أساس النسبية للمرة الأولى منذ قيام الدولة اللبنانية، سيحدث تغييراً مهماً في الحياة السياسية اللبنانية، وينتج طبقة سياسية ذات قدرات على تحقيق التغيير المنشود والإصلاح في مختلف المؤسسات لا سيما لجهة الحد تدريجياً من الفساد». وأعرب أمام زواره، عن أسفه» لعدم تضمن القانون الانتخابي «كوتا نسائية»، لكنه لفت إلى «أن تعويض ذلك ممكن من خلال اقبال النساء على الترشح إلى الانتخابات النيابية، خصوصاً أن الدستور لا يميز في تقديم الترشيح بين الرجل والمرأة». وأكد أن «اعتماد البطاقة الممغنطة في التصويت يخفف من مشقة الانتقال للناخبين من مناطق سكنهم إلى بلداتهم وقراهم الأساسية، كما يضع حداً لأي تزوير أو استغلال أو ممارسة ضغوط على الناخبين».
ومن معراب غمز رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من قناة حزب الكتائب بقوله «نسي البعض انهم كانوا قد وافقوا على النسبية مع 15 دائرة تحديداً في اجتماعات بكركي وطالبوا به حين كنا نناقش المختلط ثمّ هاجموه بعد التوافق عليه».
وعلى مقربة من ساحة النجمة كانت مجموعات من الحراك المدني تنفّذ اعتصاماً رمزياً رفضاً للتمديد لمجلس النواب. وأشار المعتصمون إلى «أن القانون الذي أقرّ لم يكن على قدر التوقعات ولا التطلعات».
ولدى محاولة المعتصمين الاقتراب من ساحة النجمة تصدّت لهم القوى الأمنية واشتبكت معهم.