شابة أردنية «بدوية» تتجاوز في تأهيلها التعليمي أعتى الامتحانات في فرنسا وتسعى للالتحاق بوظيفة تخدم فيها بلدها ويسمع مديرها بأن أكبر رأس في مؤسسة دافوس يطلبها للعمل في مؤسسته الكونية فيتم استهدافها وتتكرر محاولات تطفيشها الادارية.
يجتهد المدير ثم الأمين العام للوزارة في مضايقة الشابة المتميزة من جنة الاسترخاء والخمول وقص الأظافر ومن نطاق الخدمة النسائية حيث تتحلق الموظفات أمام مديرهن لتناول وجبة إفطار مع شاي بالنعنع أثناء الدوام الرسمي.
بالمناسبة داخل غرف الغالبية الساحقة من مدراء الأقسام في مختلف الوزارات الأردنية وفي أول فترات الدوام الصباحي يوجد نوعان من الشاي مع ساندويتشات «كعك وبيض» شاي بالنعنع وشاي بالميرمية حيث يجلس المدير كالذكر وتقدم الموظفات المتكلسات خدمات الإفطار تفاعلا مع الفهم الاجتماعي لدور المرأة.
غالبا وحرصا على وحدة الصف الرسمي يتم تناول وجبة الإفطار الصباحية في المكاتب الإدارية على صفحات جريدة «الرأي» الحكومية ومباشرة بعد استبعاد وقراءة صفحة الوفيات.
دخلت شخصيا لإحدى الدوائر لمراجعة معاملة..قابلت المدير…تحلق حولي وحوله خمسة موظفين لسبب لا أعرفه وسرعان ما شعرت بأني في مشهد من مسلسل «وضحة وبن عجلأن» حيث يتحلق العامة حول الشيخ بلا سبب وجيه ويمارسون معه الاسترخاء والخمول.
قبل ذلك دلفت إلى إدارة متخصصة بتسجيل العقارات الساعة التاسعة صباحا ولم أجد موظفا واحدا في مكتبه وكأنهم اختفوا جميعا فعلمت من المراسل الشاب بأن القوم في «استراحة الكعك والبيض» بالطابق السفلي المخصص لأرشيف الملفات.
انتظرت مرة لأكثر من ساعة أمين الصندوق لكي ادفع رسما مخصصا للخزينة وحجة غياب الرجل حسب مديره المباشر انه مصر على أداء صلاة الظهر جماعة وفي المسجد القريب من وزارة المالية وعندما حضر صاحبنا بقي لعشر دقائق على حساب وقتي وهو يمسح ماء الوضوء ثم يصلي على النبي ويتكاسل في أداء الخدمة المطلوبة منه فيما يقرأ زملاؤه ما تبقى من الجريدة التي استهلكت صباحا وظهرت عليها آثار وبقايا النعنع.
الشابة المتميزة باللغة الفرنسية التي قبلت اصلا بوظيفة بائسة مع مدراء أكثر بؤسا في بلادها ووطنها تدفع وستدفع ثمن تأهيلها الراقي ومكانتها العلمية لأن أعتى الأذكياء في المجتمع الاداري الأردني يمكن إحباطه من العدد الهائل من المترهلين والأقل ذكاء والذين يشكلون الأغلبية اليوم.
سمعت شخصيا الزميل المخضرم عدنان الزعبي يقول بان ما يحصل من «إنهيار إداري» سببه الوزير الضعيف الذي يستعين بأمين عام أضعف والذي بدروه يستعين بمساعدين «طايح حظهم» تماما فيكون الأداء كما يحصل تماما.
وسمعت شخصيا موظفا رسميا يقر بانه قرأ للتو كتابا من إدارة حكومية يخاطب إدارة أخرى «لم تعد موجودة» بصورة قانونية بمعنى الجماعة في أجهزة الحكومة لا يعرفون بأن الإدارة اياها الغيت ولم تعد قائمة وانه لا يوجد تحديث معلومات.
موظفة اخرى اعلم بحالتها ولدت وتعلمت وتربت بدولة أوروبية عملاقة وحصلت على ارفع شهادات التأهيل وغادرت عائلتها المقيمة في اوروبا إلى عمان لكي تقدم مساهمة في خدمة الوطن.
احتاج الأمر لخمسة اشهر فقط لكي تشد صديقتنا الأخيرة شعرها وتعرضت لهجمة شرسة من زملاء العمل بدعوى انها «مغتربة» ومن الذين ولدوا وفي فمهم معلقة ذهب…لعنت الصبية اليوم الذي قررت فيه المساهمة في معركة «البناء الوطني» وإستقلت اول طائرة لكي تعود للوطن الثاني الذي احترم عقلها وجدارتها.
في الحالة الأردنية ثمة متخصصون متمرسون بالتعذيب البيروقراطي البشع وظيفتهم الوحيدة ليس فقط منع وإعاقة العمل ولكن ايضا منع من يرغب من زملائهم في العمل والأنجاز.
يزاحمك كثيرون في الإدارة الأردنية إذا خططت كموظف للعمل الجاد والمنتج ويتعربشون بك في العتمة ويحيكون لك عشرات المؤامرات الصغيرة.
مستثمر عراقي من الوزن الثقيل يدبر له حريص موعدا مع مسؤول في مديرية مراقبة الشركات تأسيسا لاستثمار بعشرة ملايين دينار فيباغته مساعد المدير بالسؤال البلدي التالي : «يا زلمة من عقلك بدك تحط عشرة ملايين في الأردن»؟.
فورا سحب المستثمر ملفه وغادر في أول طائرة إلى ألمانيا.
يفسر لي صديق بيروقراطي متمرس يعمل في الأمن سبب النشاط غير المعتاد في الخط الجوي الوحيد العامل بين عمان والخرطوم عبر القاهرة..طائرات تحمل عشرات الموظفين الأردنيين الذين يحصلون على شهادات عليا بالإدارة من جامعات سودانية ويزورون هذه الجامعات مرتين فقط خلال عامين الأولى للتسجيل ودفع الرسوم والثاني للحصول على «كرتونة» الشهادة التي سرعان ما تعترف بها وزارة التعليم العالي فتزيد من امتيازات الراتب الوظيفي.
يعرف كل الوزراء بان هذه الشهادات مزورة تماما ويقسم أحدهم أمامي بان وزارة ما فيها اليوم 120 حاملا لشهادة دكتوراة من النوع الذي يكرس «أمية» من يحملها.
أعرف رجلا يحمل شهادة دكتوراة فعلية من أهم جامعات أمريكا وضع في مكتب مع سكرتيرة وانيطت به مهمة في غاية التعقيد..تلقي شكاوى المواطنين وإحالتها لإدارة أخرى وظيفتها تنحصر في جمع الشكاوى بتقرير موحد يرسل لإدارة ثالثة مهمتها التواصل مع مكتب «معالي الوزير» لاحظوا المكتب وليس صاحب المعالي نفسه.
زاد عدد حاملي شهادات عليا بمقدار 400٪ في السنوات الخمس الأخيرة وتراجع تماما بل انهار مستوى الخدمة والأداء في مفارقة لا يمكنها ان تحصل إلا في الإدارة الأردنية وللأسف الشديد.
حسب صديقي العسكري المتمرس عوني عدوان الأردني متميز بالمهارة الفردية لكن عند العمل الجماعي يسقط الجميع.
يمكن ان نختم بابتسامة رسمها صديق وهو يختصر مشكلة المزاج الإداري الأردني : يخسر منتخب النشامى بهدفين لصفر أمام الإمارات فتلتقط بعد المباراة كاميرا التلفزيون الأردني كابتن الفريق للتعليق على الخسارة فيقول «..الحمدلله..الله وفقني أنا وضربت كرة اصطدمت بالعارضة ولم أسجل».
إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»
بسام البدارين
مش كان افضل ذكر الشابة الاردنية بدون ما تذكر اصولها وقرعة ابوها مكان كافي فقط ان تقول – شابة اردنية -وانتهاء اسلوبك واهدافك صار واضح لطفل قبل الختيار
كلام واقعي جدا…..و لكنه لا يوصف الا جزء بسيط من عقلية جامدة و سلوكياتت لا تنتمي لا للاخلاق او حتى للدين……انا اغتربت في احدى الدول الاوروبية…و اعمل حاليا موظف حكومي…..الوضع مأساة…..مصيبة….واقول لأكتر المتفائلين اننا نتأخر كل يوم سنة عن الامم الحية المتقدمة…..
شابة اردنية بدوية ؟ احنا بلاردن مافي عنا هل مصطلحات من يحمل جنسية الاردنية حتى لوكان يهودي هواردني بشرط ان يكون انتمائو للاردن
وضع الرجل المناسب في المكان الغير مناسب هو بالضبط ماتسعى لة الدول الغربيه ابتداءا من فوق لتحت حتى تبقى الدول العربية متخلفة شعوبها مستهلكة بكسر اللام ومستهلكة بفتح اللام منهوبة الثروات