موسكو – د ب أ: لم يكلف دانييل سوباسيتش، حارس منتخب كرواتيا، نفسه عناء محاولة التصدي لتسديدة النجم الصاعد كيليان مبابي، التي أحرز منها الهدف الرابع لمنتخب فرنسا، في نهائي كأس العالم.
وأصبح لاعب باريس سان جيرمان (19 عاما)، أول مراهق يسجل في المباراة النهائية للمونديال، بعد الأسطورة البرازيلي بيليه، الذي تمكن من هز الشباك، عندما كان يبلغ 17 عاما، في نهائي مونديال 1958. ولم يكن مبابي سوى ثالث مراهق يشارك في نهائي كأس العالم بعد بيليه والمدافع الإيطالي جوسيب بيرغومي، الذي لعب في نهائي مونديال 1982 أمام ألمانيا الغربية. وعقب تتويجه بكأس العالم في تلك السن المبكرة من مسيرته، فإن مبابي، الذي يعتبر أحد أبرز المواهب الصاعدة حاليا، سيتجنب الضغوط والانتقادات التي يعاني منها حاليا الأرجنتيني ليونيل ميسي طوال العقد الماضي، الذي أخفق في الحصول على لقب المونديال، في ظل السؤال الذي يدور في ذهن الكثيرين، عما إذا كان يستحق الحصول على لقب أفضل لاعب في التاريخ من عدمه.
وهنأ بيليه اللاعب الفرنسي الشاب بالإنجاز الذي حققه، حيث كتب على «تويتر»: «فقط المراهق الثاني الذي تمكن من هز الشباك في نهائي كأس العالم!! مرحبا بك في النادي، مبابي، إنه رائع أن يكون لديك بعض الشركاء». رغم أن مبابي لم يقدم أفضل أداء له في المونديال الحالي، الذي شهد تتويجه بجائزة أفضل لاعب صاعد، فإن سرعته المفرطة سببت صداعا دائما للجانب الأيسر في المنتخب الكرواتي. وتمكنت فرنسا من اعتلاء منصة التتويج في روسيا من خلال الاعتماد على الهجمات المضادة، التي لعب خلالها مبابي دورا حاسما، الأمر الذي منحها الأفضلية في اللقاء. واستخدم مبابي مهاراته خلال البطولة، حيث كانت بعيدة كل البعد عن المبالغة، فمن خلال لدغاته ومراوغاته المجدية تمكن من فتح الثغرات في دفاعات المنافسين، بدلا من الاستعراض وإهانة الخصوم، وهو ما منح البهجة لمحبي الكرة الجميلة. ولعب مبابي بطريقة مبسطة في الجناح الأيمن منحته رخصة التجول داخل دفاعات المنافسين، ليتمكن في النهاية من تسجيل أربعة أهداف في جميع المباريات السبع التي لعبها المنتخب الفرنسي. وكانت المباراة أمام الأرجنتين في دور الستة عشر، على وجه التحديد، شاهدة على القدرات الهائلة التي يملكها مبابي، الذي أحرز هدفين ساهما في الفوز 4/3. ويرى بعض المتابعين أن هذه المباراة شهدت استلام راية التألق والإبداع من ميسي، الذي أصبحت حظوظه ضئيلة للغاية في الفوز بكأس العالم مستقبلا، إلى مبابي الذي ينتظره مستقبل مشرق. وتوج مبابي بالدوري الفرنسي مع فريقه السابق موناكو عام 2017، قبل أن يساهم في فوز باريس سان جيرمان باللقب الموسم المنقضي، الذي شهد حصول الفريق على ثلاثة ألقاب محلية، لكن الفوز بكأس العالم يعد الأغلى والأهم بكل تأكيد. وولد مبابي في كانون الأول/ديسمبر عام 1998، الذي شهد تتويج فرنسا بكأس العالم للمرة الأولى، ليساهم المهاجم الأسمر في إعادة اللقب لبلاده بعد غياب 20 عاما. وفي ضاحية بوندي، مسقط رأس مبابي، كان محبوه يرقصون في الشوارع، وهم يتابعون حصول فرنسا على اللقب الثاني، ومع التألق اللافت لمبابي في الوقت الحالي، فمن المرجح أن تشهد السنوات المقبلة المزيد من الإبداع.