باتت موسكو قبلة الدول الإقليمية في المنطقة، وبعد ان فرضت نفسها كلاعب رئيسي في سوريا على حساب الأمريكيين، تقاطر زعماء الدول الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليخطبوا ود الكرملين، طامعين في خيمة دولية جديدة يستظلون بها عوضا عن الدور الأمريكي المنسحب تدريجيا.
الولايات المتحدة وحلفاؤها في محور الاعتدال بدلوا مواقفهم عدة مرات وتراجعوا لحد إعلانهم تسوية تقبل ببقاء النظام السوري ومؤسسته العسكرية التي أمضوا سنوات يدعمون الحرب عليها، ولم يتدخلوا مباشرة في الصراع المسلح ضد النظام السوري، بينما ظلت روسيا وإيران متمسكتين بمواقفهما منذ اللحظة الأولى بدعم النظام، وأرسلتا قواتهما المسلحة للتدخل مباشرة في الحرب دعما للأسد وللميليشيات الموالية له ومن ضمنها الكردية التي يدعمانها الآن في كيانها المستقل ذاتيا شمالا، أمام عجز كامل من قبل تركيا على مواجهة هذا التهديد، إلا لفظيا، بينما ظلت الأفعال والقوة المسلحة من قبل «محور الاعتدال» موجهة فقط لخدمة الأجندة الأمريكية لا أجندتهم هم، الحرب على الإرهاب. وهكذا فان أي جهود لحل الأزمة الروسية تنطلق من موسكو، ستصب حتما في مصلحة النظام السوري، وستؤدي بالنتيجة لشرعنة وجوده دوليا، عبر تسوية ستسير على ما تم البدء فيه في مفاوضات جنيف، وستمنح بعض شخصيات المعارضة دورا شكليا في حكومة قد يوكل إليها انهاء أي وجود معارض للأسد بتدجين بقايا جماعات المعارضة من خلال مزيد من صفقات الهدن ونزع السلاح ضمن ما بات يعرف بالمصالحة الوطنية .
بل ان بندقية هذه الفصائل ستستخدم ليس فقط لحفظ أمن المناطق «المتصالحة» بل لقتال المجموعات التي ترفض التسوية، ومعظمها مجموعات جهادية، ولعل المثال الأفضل لهذه التجربة هو قوات سوريا الديمقراطية، التي ضمت مجموعات من مقاتلين كانوا يوما من الجيش الحر في حلب وادلب، قاتلوا بقيادة الميليشيات الكردية ضد فصائلهم ورفاقهم السابقين وقراهم في ريف حلب الشمالي.
روسيا وإيران ، تشكلان اليوم محورا مهيمنا في الشرق الأوسط ، تأمين دعم وغطاء لحلف إيران الطائفي الممتد في عواصم المشرق العربي، وبعد انسحاب الولايات المتحدة التدريجي وترددها عن التصدي لهذه القوة الصاعدة بعد سنوات من ثورة الخميني، فان الدول الحليفة للأمريكيين فضلت هي الأخرى تأمين حليف إقليمي دولي جديد، فبادر زعماؤها بزيارات لا تنقطع لموسكو، رغم ان الطائرات الروسية لم تنقطع هي الأخرى عن صب حممها اليومية على رؤوس السوريين، بل على رؤوس قوات المعارضة الحليفة لهذه الدول.
وبغياب قوة عربية أو دولة إسلامية سنية قادرة على مواجهة الهيمنة الإيرانية المدعومة روسيا، فان الغليان في الشارع العربي سيتصاعد، وقد يزعزع حكومات عربية عديدة أثبتت فشلها في التصدي لهذا التحدي الداهم، وهو تحد وتهديد قومي ثقافي تاريخي غير مسبوق بهذه الحدة وبهذا السقوط المهين لكل مراكز المشرق مرة واحدة، ولكن الغليان المقبل قد لا يكون سلميا على شاكلة الربيع العربي، بل سيقفز مباشرة للتمرد المسلح، الذي لا يبدو ان هناك قوى مرشحة لقيادته سوى الجهاديين، وهكذا فان الفشل الرسمي العربي والإسلامي السني يمنح التيار الجهادي الفرصة الأكبر للانتعاش والديمومة وفي ساحات جديدة مستفيدا من الغضب والاحباط الشعبي غير المسبوق، لتبدو كل الضربات التي تتعرض لها هذه الجماعات في العراق وسوريا غير مجدية، حتى وان أدت لانحسارهم وخسرانهم لمدن عديدة، فالمظلومية السنية التي منحت الجهاديين هذه المدن في العراق وسوريا ستستمر لتمنحهم غيرها.
٭ كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
وائل عصام
الشعب العربي يا أستاذ وائل نائم
نائم نائم نائم – فقد أصبح مسالماً كالحمائم – فالعسكر فيهم قائم – ينحرهم نحر البهائم
الحل هو مع المجاهدين الذين خذلوا كل المتآمرين من صهاينة العرب والأعاجم
اللهم ثبت المجاهدين في كل مكان – اللهم وحد قلوبهم وانصرهم بنصرك
الكروي داود يقول لهم : أنتم أمل الأمة من بعد الله فلا تخذلوننا
ولا حول ولا قوة الا بالله
نعم أخي داود الشعوب العربية نائمة او مخدّرة من هول ماتراه او تقاسيه يوميا…
نعيش معضلة حقيقية،لا أدر كيف الخروج منها..
أعتذر منك أخي داود على الخطأ الذي وقع مني في مقال سابق عند كتابتي اسمك،،والله متأسّفة يا شيخ المعلقين*داود الكروي*
وأشكر أستاذنا وائل عصام على كتاباته المتميزة كما عهدناه
حياك الله يا أستاذة منى وحيا الله الجميع – مشكلتي دائما حين يسقط حرف الألف من إسمي !!!! ههههههه
ولا حول ولا قوة الا بالله
افهم من كلام الكاتب العزيز ان الحلف الإيراني الروسي قد انتصر ،وها هي تركيا تحاول قطف ثمار هذا الانتصار بتحالفها مع هاتان الدولتين وتغيير سياستها الفاشلة،لكن هل الجهاديين هم من سينتفضون ضدالانظمة ؟؟؟؟ الشعوب العربية لا تريدهم ،والفضل لداعش واخواتها ،انها المؤامرة المحكمة على العرب ،انشاء الله نعيش( ولا نأكل غيرها)