لندن ـ «القدس العربي»: أثارت التغطية الإعلامية المتباينة في العالم العربي للإنقلاب الفاشل في تركيا موجة من الجدل الكبير على الانترنت، وفجَّرت عاصفة من الأسئلة الكبيرة بشأن كيفية توجيه الإعلام في العالم العربي، خاصة وأن العديد من القنوات الإخبارية الكبرى تورطت في «أخبار كاذبة» وتغطيات منحازة، على الرغم من أنها تتظاهر علناً بأنها مستقلة، وأنها لا تتلقى الأوامر من أحد.
وبدت العديد من وسائل الإعلام في العالم العربي شبه متأكدة من سقوط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونجاح الإنقلاب العسكري ضده، وذلك طوال الساعات الأولى لمحاولة الإنقلاب الفاشلة، وهو ما دفع الكثير من القنوات التابعة لدول على علاقة سيئة بأردوغان أن تقوم بتغطية منحازة، لكن المفاجأة كانت في وسائل الإعلام المستقلة التي يرى كثيرون أن تغطيتها تكشف مدى ارتباطها بأجهزة الأمن.
وتعرضت وسائل الإعلام المصرية والإماراتية لأكثر الإنتقادات، حيث تبين أن الكثير من الأخبار التي بثتها في الساعات الأولى لم تكن تمت للحقيقة بصلة، فيما ربط الكثير من النشطاء على الانترنت بين تغطية هذه الوسائل الإعلامية للإنقلاب في مصر والإنقلاب في تركيا، وتساءلوا عن حجم الأخبار التي كان سيتبين أنها «كاذبة» لو فشل الإنقلاب العسكري في مصر عام 2013؟
ورصد الكثير من النشطاء ما سموه «أخباراً كاذبة» في وسائل إعلام إماراتية ومصرية، وأحيانا في الإعلام الغربي الناطق بالانكليزية، ومن بين هذه الأخبار قصة طلب أردوغان اللجوء في ألمانيا، ليظهر بعد فترة وجيزة في مطار أتاتورك في اسطنبول مخاطباً أنصاره.
وقال العديد من المغردين على «تويتر» والمدونين على «فيسبوك» إن «الأكاذيب التي انكشفت بسبب فشل انقلاب تركيا، تُظهر الحجم الكبير من الأكاذيب التي لم تنكشف بسبب نجاح الإنقلاب في مصر».
وتساءل كثيرون عن الإعلام المستقل وكيف يقوم بالتغطية ذاتها، ويستخدم العبارات ذاتها، ما يعني أن ثمة جهة واحدة تقوم بتوجيهه، وأنه ـ أي الإعلام – غير مستقل في المطلق.
وتداول النشطاء على الانترنت صوراً للصحف المصرية الصادرة صباح اليوم التالي لمحاولة الإنقلاب الفاشلة والتي عنونت جميعها تقريباً بالعبارة ذاتها، بينما التفت موقع الكتروني رصد الحراك الإعلامي إلى أن صحف الأردن أيضاً استخدمت العبارة ذاتها التي استخدمتها صحف مصر الصادرة في اليوم التالي للإنقلاب.
إعلام الإمارات
وأثارت كل من قناة «سكاي نيوز عربية» في أبوظبي، وقناة «العربية» في دبي، وصحف الإمارات التي صدرت في اليوم التالي للإنقلاب جدلاً بشأن التغطية.
وبثت «سكاي نيوز عربية» خبراً بعد أقل من ثلاث ساعات على محاولة الإنقلاب الفاشلة، قالت فيه إن أردوغان طلب اللجوء في ألمانيا، وسرعان ما تراجعت لاحقاً عن الخبر وحذفت التغريدة التي تتضمنه، لكنها عادت لاحقاً ونشرت التغريدة ذاتها بعد أن أثارت انتقادا على الانترنت.
وبعد عدة أيام على نشر خبر لجوء أردوغان، بثت القناة خبراً يفيد بانفجار ضخم في أنقرة، واستخدمت كافة المنصات التابعة لها لنشر الخبر، سواء على الشاشة أو من خلال الانترنت، ليتبين سريعاً أن الانفجار المزعوم ليس سوى حريق في شقة سكنية في أحد أحياء أنقرة، وقامت أجهزة الدفاع المدني بالتعامل معه دون أن يؤدي إلى أي اصابات أو وفيات.
ونشرت وكالة «الأناضول» للأنباء تقريراً اتهمت فيه «سكاي نيوز عربية» بالكذب والتضليل واختلاق الأخبار، وقالت إنها رصدت «عدداً كبيراً من الأكاذيب التي روجتها القناة، وكان آخرها زعمها أن انفجاراً ضخما هز أنقرة».
وأضاف تقرير الوكالة: «عندما تحرت الأناضول حقيقة هذا الخبر من المصادر المعنية بطريقة مهنية سليمة لا تمارسها بأي حال «سكاي نيوز» اكتشفت ان الأمر لا يعدو كونه حريقا بسيطا عاديا في أحد المنازل في انقرة ليس له أدنى دافع إرهابي أو حتى جنائي، وإنما مجرد حادث حريق عادي لم يتسبب بأي حال في سماع دوي انفجار».
وتعرضت تغطية قناة «العربية» التي تبث من دبي لحملة انتقادات واسعة على الانترنت، حيث كتب الناشط عمر مدنية مغرداً على «تويتر»: « ما تزال قناة العربية تحرض ضد اعتقالات الإنقلابيين في #تركيا، القناة خرست عن آلاف الاعتقالات التي قام بها السيسي ضد رافضي الإنقلاب في مصر!».
أما الإعلامي والسياسي التونسي محمد الهاشمي الحامدي فنظم استفتاء على الانترنت حول تغطية قناة «العربية» وسأل جمهوره: «قناة العربية ترفض الاتهامات الموجهة لها بأنها كانت داعمة لمحاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا. فما رأيكم؟ حيث أجاب 83٪ من المشاركين في الاستطلاع بأن القناة كانت داعمة للإنقلاب ومسرورة به، فيما قال 17٪ فقط من المشاركين في استطلاع الرأي أن القناة كانت «ناقلة للخبر بموضوعية».
أما السياسي الكويتي المعروف حاكم المطيري فكتب على «تويتر»: «قناة العربية، وقناة إم بي سي، وصحيفة الشرق الأوسط، تعبر بكل جرأة عن المشروع الأمريكي وأهدافه في المنطقة وبأموال شعوبها ولن يستطيع أحد إيقافها!».
وكتب أحد النشطاء: « قارنوا بين تغطية قناة الجزيرة وقناة العربية لإنقلاب تركيا لتدركوا مرة أخرى البون الشاسع بين الاحترافية والانحياز المصاب بالفوبيا».
الإعلام المصري
وحظي الإعلام المصري بموجة انتقادات واسعة بعد أن فشل الإنقلاب العسكري في تركيا، خاصة برامج الـ«توك شو» المسائية التي أمضت ليلة الإنقلاب وهي تحتفل به، لكنها غابت في اليوم التالي وغيرت من لهجتها مباشرة لتتهم أردوغان بأنه دبر «مسرحية الإنقلاب».
وظهر الإعلامي المصري المعروف أحمد موسى على قناة «صدى البلد» مساء يوم الإنقلاب معلنا أنه سيواصل السهر مع مشاهديه حتى الصباح، كما أعلن عبر «تويتر» أن أردوغان الداعم للإخوان سيسقط في تركيا.
وقال أحمد موسى: «هذا ليس إنقلابا عسكرياً، وإنما هي ثورة ضد أردوغان من داخل الجيش» مبدياً فرحه طوال الساعات الأولى بالإنقلاب العسكري.
لكنّه غاب تماماً عن مشاهديه وعن «تويتر» عندما تمكن أردوغان من إفشال الإنقلاب، ليغير خطابه في اليوم التالي بالقول إنها كانت مسرحية مدبرة من أردوغان ذاته.
وصعد اسم أحمد موسى إلى قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في مصر على «تويتر» خلال اليوم التالي للإنقلاب، حيث تلقى سيلاً كبيراً من الإنتقادات، وكتب أحدهم ساخراً: «هو تركيا عملت إنقلاب ازاي من غير ما تاخد أحمد موسى ومصطفى بكري على سبيل الإعارة؟».
أما الصحف المطبوعة فظهرت في اليوم التالي للإنقلاب الفاشل بعناوين متشابهة تقريباً، حيث كتبت كل من «الأهرام» و«المصري اليوم» عناوين متشابهة بشكل حرفي، وعنونتا: «الجيش التركي يطيح بأردوغان».
الإعلام الغربي
يشار إلى أن وسائل إعلام غربية أيضاً أثارت تغطياتها بعض الجدل، حيث اعتبر الكثير من النشطاء على الانترنت ان الغربيين انحازوا للإنقلاب في بدايته، كما أن وسائل الإعلام الغربية تعاطت مع الحدث بصورة منحازة.
وانتقد المدير السابق لشبكة «الجزيرة» الإعلامية، ورئيس منتدى الشرق الإعلامي وضاح خنفر التغطية التي قامت بها جريدة «الغارديان» البريطانية لمحاولة الإنقلاب في مصر، حيث لفت في تغريدة له على «تويتر» إلى أن الإعلام الغربي يبرر الإنقلاب العسكري ويشارك مرة أخرى في التآمر ضد شعوبنا.
وكانت «الغارديان» عنونت تقريرها عن الإنقلاب العسكري الفاشل بعبارة: «كيف ألهب أرودغان الأوضاع في تركيا».
وعلق خنفر على هذا العنوان بقوله: «هكذا يبرر الإعلام الغربي للإنقلابيين»، وأضاف: «ردود الفعل الغربية بائسة، مرة أخرى نشهد تواطؤا ضد الديمقراطية في بلادنا».
وقال في عدة تغريدات على «تويتر»: «لا شك في أن الشعب التركي سينتصر ضد حفنة الإنقلابيين».
وأضاف: «المؤشرات الأولية تدل على أن الشعب يتسلم زمام المبادرة، سيفشل الإنقلاب».
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [ النمل : 50 ] .
. وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [ آل عمران : 54 ] .
وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ [ إبراهيم : 46 ] .
لا أدري ما الذي فعله الإسلاميين بهؤلاء الكارهين لهم كره الموت
ولا حول ولا قوة الا بالله
اذا كانت كل هذه الدول من امريكا الى الدول الغربية ، الامارات ،الاردن ، مصر ، العراق ….الخ فرحانة وسعيدة بالانقلاب الفاشل ،اذا هنالك مشكلة ليس في هذه الدول مجتمعة بل باردوغان محكومته ! فلا يعقل ان يتدخل في شؤونهم الداخلية ويسدي النصائح الغير مطلوبة ولا مرغوبة وتقبل هذه الدول ذلك لان لديه اوهام اعادة السلطنة المندثرة ! فما معنى ان يطلب من مبارك والقذافي وبشار الاسد التنحي عن الحكم ، او يقول انه لا يحترم السيسي لانه اطاح بالرئيس المنتخب الشرعي (مثله)!
ليلتفت الى امور بلده ويكفي الناس شره حتى يتلقى ما لا يسره !!!
أرجو مشاهدة حلقة جوتيوب الأخيرة لتعرفوا أي درك نزل إليه إعلام الإنقلاب
والأعجب هو المواطن الجالس أمام الشاشة والذي يصدق الشئ ونقيضه
مثلا يصدق بأنها تبقى أد الدنيا ويصدق أنها شبه دولة