الدوحة ـ «القدس العربي»: كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدولة قطر عن مجسّم استاد «الثمامة» في مطار حمد الدوليّ، والذي سيُعرض في صالة المطار الرئيسية كجزءٍ من جهود التحضير لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، وتعريف زوار دولة قطر باستعداداتها لاستضافة البطولة.
وخصصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث حفلاً مميزا للمناسبة، بحضور حسن عبدالله الذوادي، الأمين العام للجنة. وأكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط القطرية، وبدر محمد المير، الرئيس التنفيذي للعمليات بالمجموعة. وممثل عن السفارة التركية بالدوحة. إلى جانب هلال جهام الكواري، رئيس المكتب الفني، وناصر الخاطر، مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة، وياسر الجمال، نائب رئيس المكتب الفني، وفاطمة النعيمي، مديرة إدارة الاتصال.
وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أعلنت الأحد الماضي عن تصميم استاد «الثمامة»، سادس استادات كأس العالم 2022، والذي يستضيف مباريات دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي، بطاقة استيعاب تصل إلى 40 ألف متفرج.
ويستوحي الاستاد تصميمه الفريد من القبعة العربية التقليدية المعروفة في قطر باسم «القحفية»، والتي تُشكل جزءاً من اللباس التقليديّ للرجال في أرجاء الوطن العربيّ إذ يرتدونها تحت «الغترة» و»العقال» لتثبيتهما. ويُعد استاد «الثمامة» أول استادات كأس العالم التي تُصمم بالكامل بأيدٍ قطرية عربية، إذ تولى تصميم الاستاد المكتب الهندسي العربي، أقدم شركة استشارية هندسية معمارية في قطر، وقد قاد فريق العمل المعماري القطري إبراهيم الجيدة، الذي صمم أيضاً مبنى وزارة الداخلية الجديد في قطر ومقر معرض مطافئ الدوحة والمبنى السابق لإدارة مؤسسة قطر المطبوع على ورقة المئة ريـال قطري.
وفي تعليقه على الإعلان عن تصميم استاد «الثمامة»، قال حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «نحن سعيدون بالكشف عن هذا التصميم الذي يعكس ثقافتنا وتقاليدنا، ويُذكرنا في هذه الأوقات بالذات بما يجمعنا كشعوب خليجية وعربية. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على التزام دولة قطر برؤيتها لكأس العالم 2022 كبطولة للمنطقة والعالم العربيّ وبحرصها على أن تتاح الفرصة لكل الخليجيين والعرب للمساهمة في تنظيم البطولة، والأبواب لا تزال مفتوحة لهم جميعاً منذ اليوم وحتى أن نستقبلهم كضيوف ومشجعين عام 2022 لنحتفل سوية بأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة». وحول الكشف عن تصميم الاستاد الذي سيتسع لـ40 ألف متفرج، قال الذوادي إن التصميم الفريد يعكس إيمان قطر بأن كأس العالم 2022 بطولة تمثل العالم العربي والمنطقة. وأضاف: «تصميم استاد الثمامة مزيج متناغم بين تقاليدنا التي نفخر بها، وتطلعنا للمستقبل. إن الرجل القطري خاصة والعربي عامة مرتبط بشكل كبير بالقحفية التي ترافقه منذ أيام صباه الأولى. وعلى اختلاف مسمياتها وأنماطها بحسب المنطقة الجغرافية، إلا أن القحفية تستخدم ذات الاستخدام في كافة أرجاء الوطن العربي. جميعنا ارتيدناها صغاراً وكانت على مر الأجيال إحدى الخطوات المبكرة التي ترسم ملامح شخصية الرجل القطري». وتابع: «كنا حريصين على الجمع ما بين الماضي والمستقبل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتصاميمنا. وهو أمر واضح للعيان في استاد البيت في مدينة الخور كما الحال في بقية الاستادات، لذلك يأتي استاد الثمامة بتصميمه المرتبط مباشرة بالهوية القطرية ليشكل إضافة مميزة إلى قائمة مشاريعنا».
الأول رقمياً
ورغم أنه الاستاد السادس الذي تكشف اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن تصميمه، إلا أن استاد «الثمامة» هو الأول الذي يتم الإعلان عنه رقمياً. وعن ذلك، قال الذوادي: «أردنا أن نكثف نشاطنا الرقمي حتى تتسنى لنا فرصة الوصول إلى قطاع واسع من الجمهور. قلنا منذ اليوم الأول أن كأس العالم هذه خاصة بالعالم العربي، لذلك من المهم جداً لنا أن يحتفل العالم العربي معنا وينضم لنا في هذا الإعلان، لا سيما وأن الاستاد مستلهم من القحفية التي تشكل موروثاً نتشاركه جميعاً».
من جانبه، قال المهندس هلال الكواري، رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «يُضاف هذا التصميم إلى خمسة تصاميم استوحيت في معظمها من الثقاقة العربية والطراز المعماري الخليجي. ويعكس ذلك التزام قطر باستثمار هذه البطولة لتعريف العالم بالثقافة العربي. كما يأتي هذا الإعلان ليؤكد على استمرار العمل بوتيرة متسارعة لإنجاز كافة استادات كأس العالم 2022، والعمل جارٍ بالفعل في سبعة من الاستادات المرشحة لاستضافة البطولة، بعد تدشين استاد «خليفة الدولي» في مايو الماضي». وعن تصميمه لأحد استادات كأس العالم، قال المعماري القطري إبراهيم الجيدة: «يغمرني شعور بالفخر والسعادة لمساهمتي في تصميم أحد الاستادات التي ستستضيف أول كأس العالم في المنطقة والعالم العربي، وجاء تصميم الاستاد المستوحى من الثقافة العربية ليؤكد حرص دولة قطر على استثمار هذا الحدث الرياضي الضخم لتعريف العالم بثقافتنا العربية ولمنح الفرصة للكوادر القطرية والعربية للمساهمة بشكل فاعل في استضافة البطولة ولتقديم هذه الكوادر للعالم بعد أن يرى بعينه الإنجازات التي يُمكن لشباب هذه المنطقة تحقيقها إذا ما منحوا الفرصة لذلك».
تقنية التبريد المبتكرة
وأشارت اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى أن الأعمال التمهيدية وأشغال الحفر الأولية في استاد «الثمامة» اختتمت في 2016، وبدأت أعمال المقاول الرئيسي في الربع الثاني من العام الحالي، فيما يُتوقع إنجاز الاستاد الذي سيزوّد بتقنية التبريد المبتكرة بحلول عام 2020. وفي وقت البطولة سيتسع إلى 40.000 مشجع وفي مرحلة ما بعد البطولة سيتم تخفيض عدد مقاعد الاستاد إلى 20 ألف مقعد، وستمنح قطر المقاعد الإضافية للدول التي تفتقر للبنى التحتية الرياضية حول العالم، فيما ستُستغل مساحة المدرجات العلوية لبناء فندق مطل على الاستاد يضم 60 غرفة، إلى جانب مجموعة من المرافق التي سيتم الاتفاق عليها مع أهالي الثمامة لضمان تلبية احتياجاتهم ما بعد الصافرة النهائية عام 2022. وإلى جانب التصميم العربي للاستاد، يتولى تحالفٌ قطري – تركي أعمال تشييد الاستاد، ويجمع هذا التحالف بين شركتي «هندسة الجابر» و»تيكفين» للإنشاءات، كما تتولى شركة قطرية هي «تايم قطر» إدارة المشروع، ليُجسد استاد «الثمامة» التزام دولة قطر باستثمار كأس العالم لتعزيز نمو الاقتصاد القطريّ واقتصاد المنطقة بشكلٍ عام.
مرفق متكامل
وسيشهد الاستاد بطاقته الاستيعابية الجديدة أنشطة مختلفة، كاستضافة مباريات كرة القدم وفعاليات رياضية أخرى ليجمع أبناء الوطن العربي والمنطقة معاً، كما سيضم عيادة تابعة لمستشفى «سبيتار» المعتمد من الفيفا كمركز متميز في الطب الرياضي، وستقدم العيادة الخدمات اللازمة لعلاج الرياضيين المحترفين من داخل قطر وخارجها. وستصبح المنطقة المحيطة بالاستاد مركزاً مجتمعياً يضم منشآت ومرافق لرياضات متعددة مثل كرة اليد وكرة المضرب والكرة الطائرة وكرة السلة والسباحة. وستحتوي المنطقة المحيطة مضامير للجري وركوب الدراجات الهوائية وركوب الخيل، بحيث توفر متنفساً للرياضيين من الرجال والنساء. وبالإضافة إلى خيارات الرياضة المتعددة المتاحة للجميع، سيتم إنشاء عدد من متاجر التجزئة والوحدات التجارية لضمان تحول المنطقة إلى مركز زاخر بالرياضة والنشاط، بالإضافة إلى مسجد، وفندق عصري صغير داخل الاستاد.
إسماعيل طلاي