في خبرين صحافيين مهمين كشفت جريدة «الغارديان» البريطانية الآثار الشائكة لتدخّل المال السياسي الخليجي في السياسات العالمية والعربية، عبر فضحها قبل أيام للعلاقة المثيرة للجدل بين الإمارات والوسيط الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، وكذلك لوقائع خطيرة لمحاولات تدخل المسؤولين في الدولة المذكورة في سياسات بريطانيا الداخلية والخارجية فيما يتعلق بجماعة «الإخوان المسلمين».
قام مسؤولو أبو ظبي في الواقعة الأولى بمفاوضات سرّية مع ممثل الأمم المتحدة الإيطالي من خلال إغرائه بوظيفة أكاديمية براتب قدره 35 ألف جنيه شهرياً، وهو ما أدّى عملياً إلى توريط ليون أثناء عمله لتسوية النزاع الليبي بأخذ مواقف غير محايدة ظهرت في اعترافات موثّقة في رسائل ووثائق لدى الصحيفة البريطانية.
أدّى الإعلان هذا، إلى ضرب مصداقية الأمم المتحدة لدى الليبيين وغير الليبيين، وهو سيؤدي، على الأغلب، إلى تدمير ما أنجز من اتفاق بين طرفي الصراع في ليبيا، وهو أمر يدفع ثمنه الليبيون والمنطقة بالدماء البشرية والفوات التاريخي، ويعزز من الفوضى التي يعتاش عليها الطغيان العربيّ وأشكال التطرّف الناتجة عنه.
ويبين الحدث الثاني الذي كشفته «الغارديان» عن محاولات أبو ظبي الضغط على لندن لتقبل إجراءاتها المضادة لـ380 من المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات، ومحاولة «إقناعها» بكبح تغطيات «بي بي سي» للأحداث العربية، وباعتماد وجهة نظر أبو ظبي فيما يتعلّق بالإسلام السياسي من خلال إعلان سياسة بريطانية رسمية ضد الإخوان.
وإذا كان «إغواء» الوسيط الأممي برناردينو ليون تم بالمال فإن أبو ظبي لجأت مع بريطانيا إلى سياسة «العصا والجزرة» الشهيرة التي كان منطوقها: «إفعلوا ما نطلبه منكم لتحصلوا على صفقات سلاح ونفط لشركاتكم الكبرى، أو امتنعوا لتخسروا المليارات (وهو ما حصل فعلاً… إضافة إلى طرد مستشارين عسكريين بريطانيين)».
يتعلّق الأمر بداية باتجاه أقلّ ما يقال عنه إنه «يتجاوز الحدود» السياسية للإمارات، بحيث تُرى آثاره في معارك ونزاعات هائلة واستخدام فائض للمال السياسي في كل المنطقة العربية والعالم بشكل ينعكس سلباً على الإمارات، الدولة الغنيّة في منطقة شديدة الاضطراب، ويعرضها إلى احتمالات عديدة يصعب تقدير حجم أخطارها ومساوئها على المدى البعيد.
فإذا كان استهداف شخصيات وجمعيات محسوبة على الإخوان (وغير الإخوان) داخل الإمارات، بمزاعم استهداف هذه الشخصيات والجمعيات التي تعايشت مع أسس الدولة منذ عقود، ممكناً داخل الإمارات نفسها، فالحال إن بعد مشروع الانقلاب على هؤلاء في مصر وتونس وسوريا واليمن، باهظ الثمن.كما أن الإمارات، والمنطقة ككل، ما تزال تدفع ثمن هذا التوجّه لدعم انقلابات أجهزة الاستبداد القديمة على الثورات الناشبة في العالم العربي من خلال تزايد الاستقطاب الذي يعتاش طرفاه عليه: طغيان مقابل تطرّف، فرأينا كيف ازدهر تنظيم «الدولة الإسلامية» مع تبدّد آفاق آمال العرب بتغييرات حقيقية، وكيف رفع الجنرالات سقوف القمع تحت حراسة يافطة «مكافحة الإرهاب»، وكيف تدفق مئات الآلاف من المهاجرين هاربين من بلاد يرفرف فوقها البوم والغربان وطائرات «الدرون».
وبالنسبة لبريطانيا، فإن أسوأ ما حصل هو انكشاف سوء فهم الإمارات لآليات اشتغال دولة مؤسسات ديمقراطية مثل بريطانيا، فلا هي، ولا خبراء علاقاتها العامة «الفهلويون» (وخاصة البريطانيين منهم الذين حصلوا على مبالغ مالية كبيرة لتقديم «نصائحهم»)، نبهوا أبو ظبي إلى أن إمكانيات خضوع السلطة التنفيذية البريطانية لهذا النوع من الضغوط معدومة لأن أي كشف لتجاوب مع هذه الضغوط كان كفيلا بإسقاط رئيس الحكومة والمتورطين فيها.
رأي القدس
إلى عماد حمدي يبدو أنك عايش في نعيم الإمارات ، على كلا دولة الإمارات أصبحت مشهورة بتدخلاتها السافرة في شؤون الدول العربية وابتزازها بالمال لبعض السياسين لمحاربة جماعة الإخوان المسلمين الذين هم جزء من النسيج العربي الواحد وأعتقد جازما بأن المسؤولين الاماراتيين سيدفعون الثمن غاليا نتيجة سياستهم التخبطية في منطقة ملتهبة ومقبلة على مزيد من الاشتعال.
سياسة خالف تذكر
كلام موزون وتحليل ممتاز.
لن استغرب ان يخضع كاميرون للضغوط الاماراتية ..وهو في انتظار زيادة
الدفع ..” يبيع بالغالي ”
الغرب يتبع مبدأ المصلحة قبل كل شئ .. ولذلك سيتم اتفاق باطار وغلاف ديمقراطي لتحجيم الاخوان ..
والايام القادمة ستثبت ان الخسة والنذالة هي صفات ملازمة للسياسة الخارجية الغربية والبريطانية خصوصا بقدر ما يتعلق الامر بالمسلمين والعرب.
وشكرا للقدس
مغالطات الربيع العربى سبب نكسة الشعوب
الوطن العربى يحكم بإنقلابيون عسكريون وبملوك لم تنصبهم شعوبهم على عروشهم, بل عينهم الإستعمار كعملاء
هؤلاء الحكام يعتبرون الشعوب المصدر الوحيد لتهديد عروشهم, وبالتالى يرفضون الديمقراطية ويستخدمون كل وسائل القمع
ألأمنية والمغالطات الدينية لتأمين عروشهم.
تكلف قطاع الإعلام بمهمة إعادة تشكيل المواطن إلى كائن مطيع لأسياده الذين يمسلون إرادة ألله على ألأرض.
لا يمثل هذا النمط من الحكم أفضل النمازج للنهضة الإقتصادية والحضارية
ولذالك نجد شعوبنا, رغم قدراتها الخلاقة على بناء الحضارات, من أكثر شعوب العالم تخلفا.
تجرأت بعض الشعوب على الثورة ضد قدسية الحكام, “الربيع العربى” مطاابين ببعض الحقوق الديمقراطية والإقتصادية والحريات المدنية.
نشبت معارك وصقط شهداء وتمكنت هذه الشعوب من الإطاحة ببعض الحكام.
إعتبرر الملوك ثورة الربيع العربى كتهديد مباشرلعروشهم ولذلك يحيكون مؤامرات وخوضون معارك لإجهاض إرادة الشعوب وإرجاع كل الأحوال إلى ما كانت عليه قبل هذه الثورات.
لم تقدر حركة ألإسلام السياسى قدسية هذه المعارك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
سؤال يحتاج الى جواب صريح ..
هل نحن وطن واحد أم دول ؟
لماذا هكذا أوصلنا أنفسنا نحن العرب ؟؟
أعتقد هذه تكهنات وترهات وافتراءات تشوبها الحسد والحقد من أبناء العم الذين هم من بني جلدتنا ، اصبح الدفاع عن بعضنا من الماضي ، واليوم ننهش لحومنا بأيدينا ، والغريب البعض يتلذذ بطعم لحم أخيه …
ولكني والله إني أقولها بكل حق ..
هل نظرت الى تلك القبله وغيرها الكثير من المواقف التي بصم بها ولي العهد الشيخ محمد بن زايد على جبين ذلك الجندي بكل عفوية الأب وصدقها ( بمعنى النفس الطيبة المحبة للأخرين )، وحب ما يتمناه لنفسه أن يكون مع شعبه والانسان .
حينها تعرف كيف بنى وربى الشيخ زايد رحمه الله الدولة الاتحادية …
وهذا سر النجاح الحقيقي …
اتركونا من الملاسنات الواهية ، ولننظر الى الامام ، والحلول الناجحة لوطننا العربي الذي دمرته أصابع الربيع الغربي …
خراب البيوت من تكوين الأحزاب …
ودمار العقول من ديمقراطية الغرب …
التي لا تتناسب معنا نحن أهل الاخلاق وسلوك العرب …
لا تقل لي اختلف معك ، فليس الان وقت الاختلاف …
وانما نحن بحاجة لترقيق الأمور والائتلاف …
اسال الله العظيم أن يجمع شمل ووحدة العرب و المسلمين على يد واحدة عاجلا غير آجل …
من يعطيني اسم دولة عربية تملك المال ولاتستخدم نفس الاسلوب الاماراتي؟؟
هذه السياسة تدل على الخوف من مصير محتوم ، فصحوة العرب الإسلامية ستغير العالم ، فما بالك بدولة بسيطة كالإمارات !
دولة الامارات العربية المتحدة ذات سيادة و قانون يسعد من يعيش على اراضها لا فرق بين مواطن و مقيم ،،،، و لكن لا ترمى بالحجر الا الشجرة المثمرة ،،،،، حفظ الله شيوخ الامارات و جميع المقيمين على ترابها الطاهر ،،،،
الذي يزيدني حيرة لماذا قبلت الامارات رموزا من عائلة الاسد بعد الذي ارتكبوه من جرائم بحق
الشعب السوري المسلم ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ و أيضا قبلت بعضا من رؤوس الأموال
في بنوكها والتي تمول رواتب بعض الشبيحة المتورطين بجرائم قتل السوريين
شكراً للقدس العربي على هذا المقال, أود أن أنوّه إلى أن المدعو برناردينو ليون إسباني وليس إيطالي. أما بالنسبة لتأثير الإمارات على السياسة البريطانية فهو عديم الجدوى وبريطانيا لا تنظر للأمارات إلا كمستعمرة ولا يتجرأ حكام الإمارات أن يلعبوا مع الإنكليز فكل مصالح الإمارات النفطية وغير النفطية يسيرها الإنكليز من حقول البترول إلى شركات الطيران ( كالإتحاد والإمارات وفلاي دبي إلخ) والتي رؤساءها كلهم إنكليز. أذكر عندما كنت أعمل في الإمارات, طلب الإنكليز مساهمة مالية أكبر في تكاليف حرب الخليج الأولى والتي سميت حرب تحرير الكويت فرفض الشيخ زايد -رحمه الله- فغضبت مارجريت تاتشر وأوعزت إلى وزير ماليتها – ووريثها في رئاسة الوزراء- جون ميجور. قام جون ميجور بلعبة دولية حيث أفلس على إثرها اكبر بنوك الإمارات وهو بنك الإعتماد والتجارة الدولي خسرت بموجبه الإمارات ٢٥ مليار دولار بأسعار ذلك الزمان عام ١٩٩٢على ما أذكر.أفلس البنك فيما بعد وزال عن الوجود ولم يعد أحد يسمع عنه! هيهات للإمارات أن تهدد بريطانيا!