عندما زار الرئيس المصري حسني مبارك قناة «الجزيرة» في الدوحة، نظر إلى المبنى، الذي لم يتعد الطابق الواحد، ثم التفت إلى وزير إعلامه صفوت الشريف، وهو في دهشة، وبدا كما لو كان يحدث نفسه بصوت مسموع: كل هذا يخرج من علبة الكبريت هذه؟!
بدا مبارك مستدعياً إلى ذهنه مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو»، وهو مبنى عملاق متعدد الطوابق بني على مساحة (12) ألف متر، ومع ذلك فإن النجاح المبهر يخرج من علبة الكبريت، وهي لحظة كانت فارقة في موقف الوزير المصري، الذي كان ينظر لنفسه على أنه فوق الجدل وأكبر من الخلاف السياسي، حول أي موضوع، فلم يكن يدخل طرفاً في الهجوم على «الجزيرة» قبل هذا اليوم، وعندما كانت تطالبه بعض الأقلام بأن يحذو حذو بعض الدول العربية بوقف مراسل «الجزيرة» عن العمل، كان يرد أن «الجزيرة» ليس لها مراسل من القاهرة ليلغي ترخيصه، أو مكتباً ليغلقه، ولم يكن هذا صحيحاً، لكنه كان مؤمناً بفكرة الوجود العرفي وليس القانوني للمحطة، وظل الأمر على هذا الحال لسنوات، ولعل طريقته هذه أنتجت له هيبة بمرور السنوات عليه في منصبه الوزاري، فلم يقترب منه سوى قلمين على مدى ثلاثين عاماً بالنقد، الأول كان قلم الدكتور حلمي مراد، عندما جرى اختياره وزيراً للإعلام وتساءل في مقال وحيد كيف لواحد كان متهماً في قضية فساد المخابرات، أن يصبح وزيراً؟ والثاني كان قلمي، وكان هجوماً متواصلاً، مع إدراكي بأن لدغته والقبر!
بعد هذه الزيارة اعتبر صفوت الشريف أن كلام مبارك يمثل إدانة له، فكان يخصص البرامج في تلفزيونه للهجوم على «الجزيرة»، التي سحبت الريادة من القاهرة، مع أنها لا تبث من ناطحة سحاب مثل مبنى «ماسبيرو»، وإنما من علبة كبريت!
لم يحضر مبارك ووزيره احتفال القناة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بالذكرى العشرين لإطلاق إرسالها، ليرى كيف أنها لم تعد مجرد علبة كبريت، فقد صارت من حيث الكيان، مؤسسة، ومن حيث تعدد قنواتها، شبكة، ومن حيث المبنى قصرا مشيدا، فقد شهد احتفال هذا العام الخروج من «علبة الكبريت»، إلى مبنى جديد كان قد بدأ تشييده منذ ثلاث سنوات. كما شهد افتتاح الاستوديوهات الجديدة للقناة، في عملية الانتقال الثالث، فقد انتقلت من قبل من استوديو إلى استوديو، ولكن داخل علبة الكبريت أيضاً، والاستوديو الأول هو الذي كانت تبث منه «الجزيرة مباشر مصر»، والآن هو استوديو بث «الجزيرة مباشر».
وبعد هذا الانتقال لم تعد تبث من استوديو واحد، فقد صار لها أكثر من استوديو، وكان يمكن لمبارك لو شاهدها، أن يلتمس لوزيره العذر، وإن كان التلفزيون المصري لا تنقصه الاستوديوهات، بل لا ينقصه المحترفون في المجالات كلها، وإن كانت تنقصه الإرادة السياسية، ويحد من نجاحه نظرية الاختيار للمواقع العليا، فيتم الاحتفاء بالفشل، ويجري تصعيد أهل الثقة لا أهل الخبرة، لاحظ أن صفاء حجازي محدودة الإمكانيات هي رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون الآن!
سمو الأمير وسمو المواطن
هناك محاولات كثيرة لمنافسة القناة، انتهت إلى رماد تذروه الرياح، ومن أول «العربية»، إلى «الحرة»، إلى «سكاى نيوز العربية»، وفي مصر كانت تجربة قناة «النيل للأخبار»، ثم محاولة قناة «الحياة»، التي وئدت في مهدها بالتذكير بأن القانون المصري لا يعطي القنوات الخاصة ترخيصا بقنوات سياسية أو إخبارية، إذ كانت رؤية صفوت الشريف تقوم على أن نشرة الأخبار عمل من أعمال السيادة!
لقد مر عشرون عاما على افتتاح «الجزيرة»، التي كانت بمثابة صدمة، لم يكن للأمعاء العربية أن تهضمها بسهولة، فأي حكم هذا، الذي يخرج بقناة تلفزيونية لا تهتم بأخبار سموه، وإنما تنطلق لتخاطب سمو المواطن، إلا إذا كنا حيال مؤامرة، ولم نكن نعلم أن القناة قرار لحاكم تأخر ليقدم الشعوب، وكانت عنواناً لإعلام جديد، تأخر فيه سمو الأمير ليتقدم سمو المواطن. وفي ثورات الربيع العربي راهن الإعلام العربي على الأنظمة الشمولية، وانحازت هي للمواطن، وكانت هذه مرحلة اكتمال المهمة ووضوح الرؤية.
الأمير لم يعد هو «أمير البلاد»، بل صار «الأمير الوالد»، وعندما جاء للمحطة ليشارك في احتفالها بمرور عشرين عاماً على انطلاقها، كان يحتفل بمولوده، الذي أدخله التاريخ، في وقت خرج منه حكام لدول كبرى، أزمات كثيرة سببتها لهم «الجزيرة»، كان في غنى عنها، لكنه لم يتراجع عنها، ولم يواريها التراب بحثاً عن الهدوء، وكان يمثل الحماية لها، فهي مشروع عمره، وعندما دعي بصوت جمال ريان الجهوري ليلقي خطابه، كان تصفيقا حاداً ينطلق من حيث يحتشد المحتفلون إلى الفضاء الفسيح، لم يكن تصفيقا بروتوكوليا للأمير الوالد، بقدر ما كان تقديراً لصاحب المشروع.
أيقونات «الجزيرة»
عشرون عاماً بالتمام والكمال، مرت على الإطلاق الأول والثاني، كان النجم فيهما هو جمال ريان، كان في الظهور الأول يملأ الأمل عينيه، وفي الثاني كانت قطرات الدمع تتجمع في مقلتيه توشك أن تغادرهما لولا انتهاء الافتتاح، وفي الواقع أنه كان نجم الافتتاح الأول، وقد قدم الحفل بعاطفته الجياشة، وليس بمهنيته المجردة تشاركه المبهرة أبدا خديجة بن قنة. يبدو جمال ريان شخصاً حاداً إن اقتصرت علاقتك به على الشاشة، لكنه على الخلاف من ذلك من قريب، هل يصدق المشاهد أن جميل عازر، إنساناً طيباً في الواقع، يضحك ويبتسم!
إنها أيقونات القناة، جمال، وجميل، ومحمد كريشان، وخديجة بن قنة، وأحمد منصور، وفيروز زياني، وإيمان عياد، وتوفيق طه، وفيصل القاسم طبعا.
والذين جاءوا من بعدهم، سلمى الجمل، وغادة عويس، وحسن جمول، ومريم بعالية، ورولا إبراهيم، ومحمود مراد، وزين العابدين توفيق، وحسينة أوشان، وصابرين الحاج فرج، فضلا عن فتى الشاشة الأسمر عثمان آي فرح.
وقد جاءت أجيال جديدة، ببرامج جديدة، مع هذا الشكل الجديد، ومن سباق الأخبار، إلى المقابلة، إلى المسافة صفر، وللقصة بقية، وكان يمكن أن نسأل عن معنى المسافة صفر، لولا أن الخبيرة العسكرية الكبيرة «سامية زين العابدين»، أرملة فقيد الجيش المصري العميد عادل رجائي، في ظهورها التلفزيوني أكدت أن زوجها قتل من المسافة صفر، وإنها كمحررة وحاصلة على دورات عسكرية تعرف معنى المسافة صفر!
والتغيير المهم من وجهة نظري هو في البرنامج الصباحي، وكنت قد كتبت كثيرا في هذه الزاوية أن «الجزيرة» ينقصها هذا البرامج الذي يهتم بالأخبار الاجتماعية والمنوعات.
خسرنا برنامج «في العمق»، ولم نخسر مقدمه علي الظفيري، الذي أمتعنا في أولى حلقات برنامجه الجديد «المقابلة» بحواره مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وبالجانب الإنساني في حياته. وقد أُوقف «في العمق» فقد رفع عنا الحرج للاعتراف بأنه البرنامج الوحيد الذي تمنيت المشاركة فيه، وقد دعيت لذلك مرة واحدة، وأسفت لأني كنت قد سافرت عند الاتصال بي لاسطنبول.
«في العمق» برنامج من الوزن الثقيل، يناقش موضوعاته بجدية بعيداً عن الصراع والحدة، وهو مثل برنامج «من واشنطن» في رصانته، والذي استطاع عبد الرحيم فقراء أن يحافظ على نجاحه كل هذه السنوات، وإذ كنا قد خشينا من فشله بعد أن تركه مقدمه الأول حافظ المرازي، لكن فقراء امتلك القدرة على المحافظة على هذا النجاح.
على ذكر حافظ المرازي، فإن كثيرين خسرتهم القناة وخسروها، مثل المرازي، وغسان بن جدو، والليلتين: الشايب والشيخلي، ويسري فودة، وسامي حداد، ولم تخسر طبعاً لونة الشبل!
البرامج الجديدة
في برنامجه «بلا حدود»، من داخل الاستوديوهات الجديدة، طرح أحمد منصور على «ياسر أبو هلالة» مدير الأخبار سؤالاً حول طبيعة البرامج الجديدة، مشيراً إلى أن هناك من يقولون إنها قريبة من البرامج القديمة، التي اشتهرت بها في فترة من الفترات، حتى برامج التحقيقات، هي مثل برامج يسري فودة «سري للغاية»، و«نقطة ساخنة»، لأسعد طه، وبرنامج حواري كان يقدمه «سامي كليب»، في فترة ما قبل إقامته في الدوحة!
لا أحد يخترع العجلة، وقد يختلف الشكل، وطريقة التناول، لكن تظل شخصية المذيع هي ما تميز هذا البرنامج عن ذاك، فهل في الأجيال الجديدة من يمكن أن يتفوق بأدائه على «فودة»، و«سامي»، والعبقري أسعد طه؟! وهل يمكن لـ «ٍسلام هنداوي» صاحبة «المسافة صفر»، أن تنافس صاحب «نقطة ساخنة»؟ أم أن الاعتماد سيكون على الأجيال الجديدة من المشاهدين، التي لم تشاهد جمال ريان وهو يطل على المشاهد قبل عشرين عاماً؟!
تقييم البرامج الجديدة أمر سابق لأوانه، لكن يظل مرور عشرين عاماً على إنشاء قناة انحازت للمواطن، وانتصرت للإنسان، وكانت بجانب الربيع العربي، أمرا يستحق الاحتفاء، حتى وإن كان التطوير ألغى برامج مثل «حديث الثورة»، و«الواقع العربي»، فليس بعد إلغاء «المشهد المصري»، ما يستحق الرثاء.
من مقعد المشاهد، نحيي «الجزيرة» في مرحلة ما بعد «علبة الكبريت».
صحافي من مصر
سليم عزوز :
يا أستاذ سليم … لقد ارتكبت خطأ مهنيا جسيما !!
بعدم ذكرك ( سهوا أو عمدا ) للفاتنة.. جمانة نمور ؟
هل تعرضت لقرصة أذن من ….!!
*يزم الحاج المكسر ة رجليه شفتيه … ويحتار .. اصابته باااالغة وهو صااابر .. لكنه ابن قرية جنوبية .. تؤمن عن ظهر قلب بكل ما يقوله القادة .. ينظر الي في حيرة … بالغة يفضحها بريق عينيه .. فهو لا يستطيع الربط بيني هو يثق بي بحدة شديدة .. متاكد من صدقي فما بالي .. اقول خلاف الجميع … الحج (..) والحج( ..) و الحاجة (..) رحمها الله كانو يفتحون معي على الجزيرة بمجرد ان ادخل على عكازتي … نشرب الشاي الذي يعده لنا احد الشباب … الذي يريد ان يخدم الجرحى بعينه .. يمتليء قلبي شفقة واسى .. وانا انظر الى بساطة هؤلاء .. ودماء هؤلاء .. واغرق في ااسؤال … هل باتي يوم ننقسم ! واتى مهولا ملطخا بالدم فلا نامت اعين الجبناء
وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية منشقة عن حزب الاسد الله سابقا
الجزيرة،جامعة مفتوحة،مثل،الوثائقية،تعلم فيها ومنها الملايين بدافع ذاتي،وإستقبلوها بحب داخلي،لاإكراة فية ولا إحتكار !
في ضوء إعلام عربي رسمي باهت وبأس،يلهث بالمدح والقدح!
القناة،فكرة ورسالة أعادة الثقةللإنسان العربي بأن العملة الجيدة،تطرد العملة الرديئة من السوق.
وبفضل سياسة وضع الشخص المناسب،في المكان المناسب،
تسبح الجزيرة،في أعالي البحار،ليلطم موجها،الوجوة،المأجورة
.
قناة الجزيره .. الإنجاز العربى الوحيد حتى الآن دائما إلى الأمام
كنت مواطنا عربيا يستمع إلى أخبار وطنه و الوطن العربي عبر أثير هيئة الإذاعة البريطانية ” هنا لندن ” ، تلك الأخبار التي كانت تأتي بدون ضمان أو مدة صلاحية ، لكنها كانت تتمتع بمصداقيتها لانعدام المنافس ، سواء من الداخل أو من الخارج ، و بينما كنت أقلب القنوات ، أضع هذه في قسم المفضلات ، و تلك في سلة المهملات ، إذ أطلت الجزيرة في أول نشرة من نشراتها الإخبارية ، يقرؤها جمال ريان ، فتوجست منها خيفة و ريبة ، و ظننتها تمزح ، أو أنها مقلب من مقالب الكوميديا حول الإعلام العربي ، و خصوصا عندما رأيت بأن شعارها ، الرأي و الرأي الآخر ، فلم أعتد أن أرى على شاشة عربية الرأي و نقيضه ، لم أكن أعرف من أين تبث إرسالها ، إلى أن قال جمال ريان : هذه أول نشرة للأخبار من قناة الجزيرة في قطر ، لم أكن أعرف شيئا عن قطر، ربما لم أكن أعرف أين تقع قطر ، فلم أهتم بالأخبار القادمة من دولة لا أعرف أين تقع ، و إذا بحسناء فاتنة تقدم النشرة الجوية و أحوال الطقس ، فلم أعر أي اهتمام لمعرفة هل ستمطر السماء في قطر، ما دمت لا أعرف أين تقع قطر ، لكن النشرة الجوية كانت تحدد درجة الحرارة في غرفتي التي كانت تقع في جزيرة الواقواق بالنسبة لدولة قطر ، لكن الحسناء كانت حسناء بما يكفي لأن أطلع على درجات الحرارة و البرودة في الكرة الأرضية قاطبة ، و توالت الأخبار و الأحداث و الوقائع ، و ظهر المذيعون و المذيعات تترا ، و صارت لهم أسماء و برامج و أوقات يظهرون فيها في كل يوم و في كل أسبوع ، جمال ريان ذو الصوت ” اللندني ” الرخيم و الرنان ، و ذو المهنية العالية و الذكاء في قراءة الأخبار ، جميل عازر ذو الطلعة الرصينة و الوقورة ، و ذو الجلسة ” الفاردة على جنب ” ، و هو يطرح الأسئلة على المراسلين أو على الضيوف عبر الأقمار الاصطناعية ، و كأنه يتصيد المفردات من قواميس نوادر العرب ، و فيصل القاسم ذلك المشاكس في اتجاهه المعاكس ، الذي كان و لايزال يدير حلبته الفكرية بدون سقوط ضحايا بشرية تذكر ، ثم رائد الرأي و الرأي الآخر سامي حداد ، الذي كان يطرح الأسئلة على ضيوفه و كأنها في ” برشام ” داخل قلمه الخاص بكل إمعان و تأن ، ثم خديجة بن قنة ، ذلك الصوت الشجي و العبقري ، الذي كان و لازال يجعل وقع الخبر عليك بردا و سلاما ، و إيمان عياد ، ذلك الوجه الصبوح ، و الصوت الناعم ، و الممتلئ رقة و حيوية . يتبع
و محمد كريشان ، ذلك الشاب اليافع و المهذب إلى أقصى الحدود ، تحس باحترامه للمشاهدين ، و كأنه قد خرج من التلفزيون و جلس معكم في الصالون ، ليطلب يد كريمتكم المصون ، ثم التحق صوت مغربي كان مألوفا لدي في” التلفزة المغربية تتحرك ” ، عبد الصمد ناصر ، ذلك الصوت العميق الذي يحرك في نفسي الحنين إلى الوطن ، و آخرون و أخريات من الرعيل الأول و الثاني من قراء الأخبار و مقدمي البرامج ، الرأي و الرأي الآخر، الاتجاه المعاكس ، بلا حدود ، حوار مفتوح ، شاهد على العصر ، كانت اللغة ما شدني للمتابعة ، حيث تماهت اللكنات في بوثقة واحدة ، و هي لغة الجزيرة ، كبديل ل ” صوت العرب ” ، حيث كنت أتسمع مخارج الحروف لأعرف كلا من هذه الباقة الفيحاء ، المقتطفة من كل البلاد و الأنحاء ، من أي البلاد قد جاؤونا يقدمون الأخبار ، من المغرب و من المشرق و من الشام و من بلاد الحجاز ، تشكيلة عربية في تحالف إعلامي جعل ” الفأر يلعب في عبي ” ، فقررت أن أقوم بمقارنة أخبار الجزيرة بأخبار الفضائيات الحكومية للدول العربية ، و هناك كانت الطامة الكبرى ، فالقنوات الحكومية في حيرة من أمرها ، و كأنها ضبطت في حالة ” تسلل ” حسب التعبير الكروي ، تهرب بالكرة نحو المرمى و تسجل الهدف فلا يحسب ، كذلك كانت تلك القنوات ، تقدم الخبر بدون مضمون أو تفاصيل ، و ذلك المضمون و تلك التفاصيل كنت تجدها في الجزيرة ، و في البرامج الحوارية كانت و لازالت تلك القنوات ليس لديها الرأي الآخر ، بل ليس لديها الرأي أساسا ، فاخترعت رأيا هو نفس الرأي لكن بشكل آخر ، لعلها تحافظ على مواطنيها من الغواية التي تسللت إلى البيوت ، المتمثلة في الجزيرة ، التي تغلغلت في النفوس و دخلت العقول و غيرت الأفهام و المفاهيم ، و تبنت القضايا القومية العربية ، و تربعت على عرش الوجدان العربي ، أسقط قي أيدي الحكومات ، بعد كل المحاولات ، و خسرت كل الرهانات ، إلى أن أصبحت الحكومات تخاطب مواطنيها عبر الجزيرة القطرية ، لعل البيان يكون له بعض المصداقية ، فالمواطن كان قد مل النشرات الإخبارية الحكومية ،” قام سيادة رئيس الجمهورية ، بزيارة الدولة الشقيقة الفلانية ، لترسيخ العلاقات الثنائية ، و تأكيد المصالح البينية ، في المجالات الثقافية و التجارية ، و عاد سيادته سالما غانما إلى أرض الوطن ، ماذا جرى ؟ و ماذا تم ؟ لا أحد يعلم ” .
يتبع
فنهنئ قناة الجزيرة بعيدها العشرين ، التي بدأت ناجحة من أعلى القمة ، ففشلت في النزول من القمة و أتعبت كل من حاول اللحاق بها .
من جديد ارجوا ان تمكن الجزيره مشاهديها من مشاهدة البث الحي مباشره من موقعها وعدم ارسالهم لجهات اخرى تطلب اشتراكات لمشاهدة الجزيره ضمن باقتها مثل مايحدث في امريكا..
لايستطيع من كان يشاهد الجزيره عبر موقعها ان يشاهدها بحلتها الجديده!!
كل عام والعاملون في “الجزيرة”«علبة كبريت» بألف خير!
فهي سيدة القنوات الفضائية وعلامة فارقة وشمعة مضيئة في سماءالإعلام.ببساطة :
1)نجحت “الجزيرة” بفضل مهنيتها والثقة التي اكتسبتها من جمهور المشاهدين، فدخلت البيوت والقلوب من دون إكراه .
2)نجحت “الجزيرة” لأنها مثلت صوت الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، تدافع بكل قوة وصلابة عن البسطاء، تنتصر للضعيف والمظلوم، وللحق، وتقف ضد الأنظمة السلطوية والدكتاتورية التي تمتص دماء شعوبها وهي تتربع على جثثهم، وتحكم من على أشلائهم.
3)نجحت “الجزيرة” كقناة فضائية عالمية، لأن المواطن العربي والمشاهد في أي مكان، وجد فيها ضالته بالصورة والصوت، و أيضاً بالمهنية، فكانت “الجزيرة” حضوراً بالميدان في أي حدث، لا تصنعه، ولكنها تغطيه وتنقله للمشاهد بنزاهة وموضوعية وبالسرعة المطلوبة.
4) نجحت “الجزيرة” لأنها كانت منذ ولادتها، صوت من لا صوت له ومنبر من لا منبر له، لا تحيد عن رسالتها وخطها المهني الذي رسمته لمسيرها منذ انطلاقتها الأولى.
5)أغلقت الأنظمة السلطوية والدكتاتورية مكاتبها واعتقلوا صحفييها وحرقوا ممتلكاتها.
6) أصبحت أداة تثقيف وحوار ومرجعية للكثير من أحداث التاريخ المهمة.
للأسف خسرت الجزيرة بعضاَ من رونقها بسبب سيطرة سعودية خفية عليها. بدأ ذلك مع ملف الصراعات في سوريا وانقلاب السيسي في مصر ومازالت مستمرة ومن جهة أخرى أصبحت الجزيرة على حسب مشاهدتي تميل إلى الاعتبارات الخليجية أكثر منها المواطن العام عربياً وبرنامج الصباح الجديد أصابني بصدمة