نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي من عبد الحميد صيام: يبلغ عدد ضحايا الاتجار بالبشر عشرات ملايين الأشخاص الذين يقعون في براثن العمل القسري والاستعباد الجنسي وتجنيد الأطفال وغير ذلك من أشكال الاستغلال والانتهاك. هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع بالجمعية العامة المخصص لمناقشة الخطة الدولية لمحاربة الاتجار بالبشر.
وقال: «إن الاتجار بالبشر يستغل الأضعف من النساء والفتيات والفتيان في أعمال الجنس ونزع الأعضاء البشرية، ويجبر أطفالا على الشحاذة، ورجالا على العمل القاسي».
وتستفيد أعداد كبيرة من المشاريع والأعمال في شمال العالم وجنوبه من ذلك البؤس، في مجالات متعددة من البناء إلى إنتاج الغذاء والسلع الاستهلاكية. وأضاف: «غالبا ما يتشابك الاتجار بالبشر مع التمييز العرقي أو القائم على نوع الجنس أو غير ذلك من أشكال التمييز. في السنوات الأخيرة جلبت الصراعات المتصاعدة وانعدام الأمن وعدم الاستقرار الاقتصادي اختبارات جديدة. وفيما فر ملايين الأطفال والنساء والرجال من بلدانهم سعيا للسلامة، وجدوا أنفسهم تحت رحمة من لا يرحمون».
وقال غوتيريش إن الشبكات الإجرامية استغلت هذه الاضطرابات واليأس لتوسيع نشاطها الوحشي، فتواصل الجماعات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام السعي لاحتجاز واستعباد الفتيات والنساء والفتيان. كما يستخدمهم آخرون في العمل القسري.
وتعمل هذه الجماعات بشكل منظم ودولي، كما تتمتع بمهارات تكنولوجية وقدرة على استغلال الفجوات الناجمة عن سوء الإدارة وضعف المؤسسات. ودعا غوتيريش إلى التصدي لتلك الجماعات بحزم. وتحدث عن عمل المتاجرين بالبشر في ظل الإفلات من المساءلة. وقال إن اهتمام العالم بأنشطة تجار المخدرات يفوق التفاته لجرائم المتاجرين بالبشر، داعيا إلى تغيير ذلك.
وفي اجتماعها حول خطة عمل الأمم المتحدة لمحاربة الاتجار بالبشر اعتمدت الجمعية العامة بالإجماع إعلانا سياسيا بهذا الشأن، وأكدت الدول الأعضاء، في الإعلان، التزامها بخطة عمل الأمم المتحدة العالمية وأعربت عن إرادتها السياسية القوية من أجل اتخاذ إجراءات متضافرة حاسمة لوضع حد لهذه الجريمة الشنيعة أينما ارتكبت.
وأشار الإعلان السياسي إلى التزام الدول بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، وطبيعتها المتكاملة غير القابلة للتجزئة. ونوه بأن الخطة تشمل التزامات ذات صلة بمكافحة جميع أشكال الاتجار بالأشخاص، مؤكدا أهمية الشراكات في هذا الصدد وعلى أن خطة التنمية المستدامة وخطة العمل الدولية المتعلقة بمحاربة الاتجار بالبشر خطتان متعاضدتان لا متناقضتان.
وقد استمع الاجتماع الذى استمر يومين لتقييم خطة العمل العالمية للامم المتحدة حول هذه القضية إلى شهادة حية من خلال الجلسة الافتتاحية من ضحايا الاتجار بالبشر قالوا ان الناجين يحتاجون إلى سماع الأمم المتحدة إلى حكاياتهم.