الجميع كانوا نجوما عدا… كريستيانو رونالدو!

حجم الخط
0

مدريد – «القدس العربي» في كل عام ينتظر عشاق طرة القدم حول العالم مباراتين دون سواهما، على أحر من الجمر، حيث تنصب الأنظار على العاصمة الاسبانية مدريد مرة، وعلى عاصمة اقليم كتالونيا مدينة برشلونة مرة أخرى، ليشهد نحو 500 مليون متفرج حول العالم كلاسيكو الأرض… وفي ما يأتي نستعرض أحداث الكلاسيكو الأخير.
كان الرباعي بيبي وإيكر كاسياس وكريم بنزيمة وإيسكو هم نجوم ريال مدريد وليس كريستيانو رونالدو في مباراة السوبر كلاسيكو التي جمعته بغريمه التاريخي برشلونة السبت الماضي وانتهت بفوزه 3/1.
ورغم إحراز كريستيانو رونالدو لهدف التعادل لفريقه في المباراة من ضربة جزاء لم يساهم النجم البرتغالي بشكل فعال في الفوز العريض الذي حققه النادي الملكي.
وحقق ريال مدريد الفوز بالمباراة بكل سهولة دون الحاجة إلى تألق نجمه الكبير الذي كان ظهوره الوحيد في اللقاء في الدقيقة 34 عندما قام بتسجيل هدف التعادل لصالح أصحاب الأرض من ركلة جزاء ليزيد من رصيد أهدافه في الدوري الأسباني إلى 16 هدفا بعد انقضاء تسع مراحل. وتصدى رونالدو خلال الموسم الجاري من المسابقة لتسديد خمس ركلات جزاء نفذهم جميعا بنجاح.
ورغم ذلك، لم يكن رونالدو في أفضل حالاته خلال الشهر الأخير، حيث أنه أخطأ في تنفيذ العديد من التمريرات السهلة واتخذ قرارات غير صائبة في الكثير من الأحيان، بالإضافة إلى القلق الذي كان يعتريه من وقت لآخر.
وبدا النجم البرتغالي خلال لقاء الكلاسيكو كما لو كان يريد أن يظهر بشكل أكثر تفوقا على زملائه بمحاولته إضفاء المزيد من الجمالية غير الضرورية على بعض الكرات. وحصل رونالدو على بطاقة صفراء إثر اعتدائه على البرازيلي داني ألفيش الظهير الأيمن لبرشلونة.
وكان المدافع بيبي الذي يعد أبغض اللاعبين إلى قلوب جماهير برشلونة، على غير المتوقع هو بطل ريال مدريد الأول في الموقعة. واشتهر بيبي بانفعاله الزائد خصوصا تحت قيادة جوزيه مورينيو المدرب السابق لريال مدريد، حتى أن أداءه كان يرقى إلى العنف المتعمد في كثير من الأوقات، إلى أن جاء كارلو أنشيلوتي ليعيد ضبط معدل الأدرينالين في دمائه بعد أن كان خارج السيطرة لفترة طويلة. ونجح المدافع البرتغالي في وضع ريال مدريد في المقدمة في الدقيقة 50 بعد أن ارتقى فوق الجميع في ظل سلبية غير مبررة من دفاعات الفريق المنافس ليضع الكرة برأسه في الشباك الكتالونية.
«بيبي بيبي بيبي»، كانت تلك هي صيحات جماهير ريال مدريد بعد تقدم فريقها بهدفين وكأنها أرادت أن تعمق جروح جماهير برشلونة التي كانت تحتل ركنا صغيرا في أطراف مدرجات ملعب سانتياغو بيرنابيو. وقال سيرخيو راموس: «لقد كانت هدية رائعة لبيبي… لقد أحرز هدفا جميلا».
وجاء الهدف الثالث لريال مدريد ليقضي على أمال عاشقي برشلونة بعد ساعة واحدة من انطلاق المباراة عندما تصدر إيسكو نجم وسط الريال المشهد بمهاراته الجمالية التي عرف بها قبل عامين، والتي طالبه أنشيلوتي أن يضحي بها من أجل أن يصبح لاعبا أساسيا في قائمته وهو ما تفهمه اللاعب بنجاح.
وتمكن إيسكو من استخلاص كرة بدت في طريقها إلى أقدام الفريق المنافس عندما أخطأ المخضرم أندرياس إنيستا في التعامل معها على الخط الجانبي للملعب ليقتنص نجم وسط الريال الفرصة ويقوم بصناعة هجمة مرتدة خطيرة تنتهي عند أقدام الفرنسي كريم بنزيمة الذي يسكنها شباك الحارس كلاوديو برافو. «إيسكو إيسكو إيسكو» كان ذلك هو النداء الثاني لجماهير ريال مدريد في مدرجات البيرنابيو.
وظهر بنزيمة خلال اللقاء كما لو كان مجموعة من المهاجمين وليس مهاجما واحدا، حيث أبدع اللاعب الفرنسي في التحرر من الرقابة وتنفيذ تمريرات متقنة وتسجيل هدف. يذكر أن بنزيمه نجح في التسجيل خلال مباريات السوبر كلاسيكو الأربع الأخيرة التي أقيمت على ملعب «سانتياغو بيرنابيو». وتمكن بنزيمة مرة أخرى من استعادة ثقة المدرجات التي لم يكن يلقى منها دائما تقديرا لقيمته.
وكان آخر أبطال الريال في ليلة الانتصار هو الحارس إيكر كاسياس الذي استطاع تغيير مجريات اللقاء في دقائقه الأولى بعد تصديه الرائع لمحاولة ليونيل ميسي في الدقيقة 22 لتسجيل الهدف الثاني لبرشلونة الذي كان آنذاك متقدما 1/صفر عن طريق نجمه البرازيلي نيمار.
وتفوق كاسياس على نفسه عندما ذاد عن مرماه بعد أن وجد نفسه وجها لوجه مع ميسي وعلى قرابة أربعة أمتار فقط من الشباك في محاولة تصدي رائعة أقرب إلى المعجزات منها إلى أي شيء آخر. وعاد كاسياس خلال تلك اللقطة إلى أيام تألقه في الماضي ليقلب الكلاسيكو رأسا على عقب. وتعرض كاسياس قبل دقائق قليلة من انقاذ مرماه من هدف ميسي المحقق إلى وابل من صافرات الاستهجان من قبل مجموعة من الجماهير البيضاء عقب تمريرة خاطئة قام بها لزملائه، لكنها هكذا هي كرة القدم تصنع من المنبوذ بطلا في دقائق.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية