غزة ـ« القدس العربي»: تواصلت الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة الخمسة»، وسط ترقب لشكل تلك الفعاليات خلال الأيام المقبلة، المتوقع أن تشهد نشاطا متزايدا مع اقتراب موعد منتصف الشهر المقرر كيوم لـ «الزحف» واجتياز الحدود. وأعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد الشهداء والمصابين، خاصة الذين تعرضوا لحالات بتر في الأطراف.
وفي سياق العمل الشعبي السلمي، أفتتح معرض للصور بعنوان «عيون الحقيقة في دائرة الاستهداف»، تناول صور الصحافيين الفلسطينيين الذين قضوا أو أصيبوا خلال المواجهات التي اندلعت على الحدود الشرقية للقطاع منذ 30 آذار/ مارس الماضي.
وأقام الفعالية التجمع الإعلامي الفلسطيني، في منطقة «مخيم العودة» المقام شرق مدينة غزة، بحضور كبير من الصحافيين الفلسطينيين في القطاع.
يشار إلى أن اثنين من الصحافيين قضيا برصاص جيش الاحتلال منذ اندلاع المواجهات، وهما ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، فيما أصيب العشرات منهم بجراح، بعضهم أصيب بأعيرة نارية أدت إلى بتر في الأطراف، وآخرون بحالات اختناق.
وفي السياق نفسه ، نظمت حركة الجهاد الإسلامي لقاء سياسيا في مخيم العودة شرق بلدة جباليا، شارك فيه لفيف من قيادة الحركة، وعدد من الوجهاء والشخصيات الاعتبارية.
وقال القيادي في الجهاد جميل عليان، إن الشعب الفلسطيني بهذه الفعاليات «يؤكد على صوابية وعدالة قضيته»، مؤكدا على ضرورة استمرار الفعاليات الشعبية على الحدود.
وأضاف «أن شعبنا بكافة أطيافه وفئاته شارك بكل قوة في هذه المسيرة، وما زالت الإبداعات تخرج من الشباب الثائر، حتى أصبح العديد من الوحدات التي تقود مسيرة العودة بكل عنفوان وقوة في وجه الاحتلال».
وأشاد في الوقت ذاته بدور الصحافيين الذين قال إنهم «خاضوا هذه المواجهات بالصورة، وقدموا الشهداء والجرحى»، معربا عن ثقته بأن هذه المسيرات «ستنتهي برضوخ للاحتلال الإسرائيلي أمام مطالب شعبنا».
كذلك شهدت المخيمات فعاليات شعبية، ذات طابع سلمي، ووصل إلى المخيم المقام شرق بلدة جباليا حشد من السكان، بينهم أطفال قضوا وقتهم في اللهو في أماكن الترفيه التي أقيمت في المكان.
واندلعت مواجهات محدودة في مناطق حدودية شرق القطاع، رشق خلالها الشبان جنود الاحتلال بالحجارة، فيما رد الجنود بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وجاءت المواجهات بعد أن تمكن المتظاهرون مساء أول أمس من قطع أجزاء من السياج الحدودي في منطقة تقع إلى الشرق من جنوب القطاع.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية المواجهات بلغ 44 شهيدا، يضاف إليهم خمسة آخرون لا تزال سلطات الاحتلال تتحفظ على جثامينهم، بعد استهدافهم خلال عملية اجتياز الحدود.
وأوضحت أن من بين الشهداء خمسة أطفال، وأن عدد الإصابات بلغ حتى أمس 6793 مصابا بجراح مختلفة، بينهم 4003 حالات جرى علاجها في المشافي، و2790 إصابة تعاملت معها النقاط الطبية ميدانيا.
وتشير إحصائية وزارة الصحة أن 160 إصابة كانت خطرة، و1944 متوسطة، و1899 طفيفة، ومن بينها 1935 أصيبوا بالرصاص الحي.
وأصيب 297 في منطقة الرأس والرقبة، و518 في منطقة الأطراف العلوية، 139 في منطقة الظهر والبطن، 1942 في منطقة الأطراف السفلية، وحسب الوزارة فإن الإصابات تسببت في 24 حالة بتر في أطراف المصابين.
ومنذ اندلاع المواجهات أعلنت وزارة الصحة عن إصابة 89 من أفراد الطواقم الطبية، وتضرر 22 سيارة إسعاف بشكل جزئي.
يشار إلى أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت، زعم أن جنود جيشه جابهوا خلال المواجهات على حدود غزة خلال الأسابيع الأخيرة، محاولات اختطاف وتسلل الى تجمعات سكنية إسرائيلية.
والمعروف أن إسرائيل لا تزال تقف عاجزة أمام مواجهة المسيرات الشعبية، وتستخدم ضد المشاركين «القوة المميتة»، وتعمل على تصعيد الأوضاع عسكريا، حيث لجأت أخيرا إلى قصف أهداف داخل غزة ردا على عملية اجتياز الحدود، وأنذرت باستمرار هذه الهجمات في الأيام المقبلة، وذلك مع اقتراب فعاليات يوم «الزحف».