الناصرة – «القدس العربي»: عبر جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قلقه من التدني الكبير بالدافعية لدى جنوده في الخدمة في وحدات قتالية. ويستدل من نتائج نشرها أمس أن هناك تراجعا في نسبة المتجندين المتدينين أيضا. ويتضح من هذه المعطيات أن دالة الانخفاض بالدافعية للخدمة في وحدات قتالية بدأت منذ2011 حيث وافق وقتها %79 من الجنود الذين طلب منهم الانخراط بوحدات قتالية، وهذا العام انخفضت النسبة إلى %67
ويوضح الجيش أن تدني الدافعية مرتبط جدا بالتربية في البيوت ومرده البحث عن الراحة والخدمة قريبا من البيت والابتعاد عن الخطر والبحث عن خدمة في وحدات تكنولوجية تتيح لهم الانخراط بالعمل في مهن مربحة. كما أوضح أن هناك انتقالا من الخدمة في وحدات مشاة قتالية مثل وحدة « جولاني» إلى وحدات قتالية أخرى مثل الجبهة الداخلية وهي أقل خطورة.
وتظهر معطيات قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي انه يتحول فعليا من «جيش الشعب» وهو مصطلح سكه رئيس حكومة إسرائيل الأول دافيد بن غوريون، إلى «جيش مهنيين وحرفيين» نتيجة تدني عدد المتجندين.
وحسب جيش الاحتلال يبلغ معدل التجنيد الحالي للرجال 72 % من السكان اليهود، ومن بين الذين لم يتجندوا أعلن 15٪ منهم أنهم يكرسون أنفسهم لدراسة التوراة و 7٪ استفادوا من الإعفاءات الطبية، و 3٪ يتواجدون في الخارج، و 3٪ غير مناسبين للتجنيد. وأما في صفوف النساء فتشير المعطيات الى ان 58٪ منهن تم تجنيدهن، و 35٪ تم إعفاؤهن دينيا، و3٪ تم إعفاؤهن لأسباب طبية، و 2٪ يتواجدن في الخارج، و 1٪ بسبب الزواج، و 1٪ لسن مناسبات للتجنيد.
كما يستدل من المعطيات أن ظاهرة سجن الجنود تحافظ على أعداد كبيرة – فمنذ بدء العام وحتى اكتوبر/ تشرين الأول الماضي ، تم سجن 10618 جنديا، بينما تم خلال عام 2016 كله، سجن 14,051 جنديا. وتم سجن 47٪ من هؤلاء الجنود في سجون عسكرية لارتكابهم مخالفات الفرار من الخدمة، و 34٪ بسبب ارتكاب مخالفات تأديبية، و 7٪ ارتكبوا جرائم جنائية، و 12٪ سجنوا لأسباب أخرى ولم يبلغ عن اعتقال جنود تورطوا بقتل وإصابة مدنيين فلسطينيين رغم تأكيد الجرائم هذه من قبل منظمات حقوقية.
ورغم حدوث انخفاض طفيف، فإن ظاهرة التسرب بين الجنود ما زالت واسعة الانتشار، ويجد الجيش صعوبة في التعامل معها. وحسب المعطيات فإن 14.8٪ من الجنود يتسربون خلال الخدمة، مقابل 7.6٪ من النساء. وفي العام الماضي، تسرب أكثر من 7000 جندي وجندية من الخدمة خلال أقل من عام ونصف من تجنيدهم. ويعتقد الجيش أن مرد ازدياد التهرب من الخدمة أو التسرب منها هو حالة الهدوء الأمني علاوة على البحث عن المصلحة الذاتية.
وقرر الجيش هذا العام إجراء استبيان حول المحفزات في يوم التجنيد، فقط، عندما كان المجندون الجدد يتوجهون إلى الوحدات والقواعد التي تم إرسالهم إليها. وفي استطلاع أجري على الإنترنت لمجندين في سلاح المدرعات في يوم تجنيدهم، أجاب 23٪ بأنهم لا يرغبون في الخدمة كمقاتلين في المدرعات، وقال 64.8٪ إنهم يريدون الخدمة في المدرعات، والباقي لم يردوا.
ومن المتوقع ان يعاني الجيش الاسرائيلي خلال السنوات الثلاث المقبلة من نقص ضئيل يصل الى حوالى 5 آلاف جندي في كل عام بعد إصلاح يقضي بتقصير خدمة الرجال لمدة 30 شهرا التي ستجرى على مرحلتين. ويعتقد الجيش انه يمكن تعويض النقص بواسطة الوحدات المقاتلة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا، ومن خلال تجنيد الاحتياط وإضافة عدد الجنود في الخدمة الدائمة في المهن الداعمة للقتال.
ويستدل من معطيات نشرها الجيش الاسرائيلي، امس أنه لا ينجح، للسنة الخامسة على التوالي، بتحقيق الهدف المحدد في مسألة تجنيد المتدينين. ويتبين من المعطيات ان عدد الجنود الذين تم تجنيدهم في 2017، يصل الى 2850 جنديا. ورغم تسجيل ارتفاع في عدد المتجندين المتدينين، 50 جنديا مقارنة بالعام الماضي، إلا أن ذلك لا يقترب من السقف الذي حدده الجيش خلال العامين الأخيرين – 3200 متجند متدين.
يشار الى أن أوساط المتدينين اليهود الأرثوذكس (الحريديم) لا تخدم بالجيش بدوافع دينية ، وبدلا من الجيش يذهب أبناؤها لمدارس دينية لتعلم التوراة.
وديع عواودة: