الجيش التركي يدخل الأراضي السورية وينقل جنوده ورفاة «سليمان شاه» لبلدة حدودية

حجم الخط
1

إسطنبول ـ «القدس العربي» نفذ الجيش التركي ليل السبت وفجر أمس الأحد، عملية عسكرية كبيرة وخاطفة تخللها نقل ضريح «سليمان شاه» جد مؤسس الدولة العثمانية من إحدى مناطق حلب بعمق (35 كم) داخل الأراضي السورية، بالتزامن مع عملية أخرى تخللها رفع العلم التركي على أرض سورية أخرى لنقل الضريح إليها، وذلك بمشاركة مئات الدبابات والآليات العسكرية والطائرات وجنود الجيش والكوماندوز.
ويقع قبر «سليمان شاه» جد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، قرب مدينة منبح في محافظة ريف حلب شمالي سوريا. وحسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا عام 1921، يخضع الضريح للسيادة التركية، ويسهر على حمايته جنود أتراك يتم تبديلهم بانتظام، باعتبار أن منطقة القبر هي الأرض التركية الوحيدة خارج حدودها.
وبحسب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، ووسائل إعلام تركية، فإن العملية التي شملت أيضا إجلاء 38 جنديا تركيا من أفرد حماية الضريح، شارك فيها 572 جنديا من الجيش التركي ووحدات الكوماندوز، و100 آلية عسكرية، و39 دبابة حربية، و57 عربة مدرعة، بالإضافة إلى مروحيات عسكرية وطائرات للإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوا من طراز «أواكس» وطائرات بدون طيار.
وبالتزامن مع عملية إجلاء الجنود والضريح، قامت قوات أخرى من الجيش التركي بالدخول إلى منطقة «آشمة» السورية، الواقعة غرب مدينة عين العرب (كوباني) والمتاخمة للحدود التركية، وقامت بالسيطرة عليها ورفع العالم التركي فوقها، تمهيدا لنقل الضريح إليها في وقت لاحق.
وتخلل العملية التي لم تشهد أي اشتباكات «تدمير جميع المباني التي كانت موجودة في مكان الضريح، بعد نقل جميع الأمانات ذات القيمة المعنوية العالية، وذلك لقطع الطريق أمام أي محاولة إساءة استغلال المكان»، بحسب داود أوغلو الذي أكد مقتل جندي أثناء العملية «بسبب حادث عرضي» على حد تعبيره.
وقالت رئاسة الأركان التركية إن العملية «لم تشهد أي اشتباكات، إلا أن أحد الجنود الأتراك سقط شهيدا، نتيجة حادث وقع خلال المرحلة الأولى من العملية». مضيفة: «تم نقل الأمانات التي تحمل قيمة عالية والتي تركها لنا أجدادنا، من ضريح سليمان شاه (في حلب)، الذي يعتبر أرضا تركية وفقا للمعاهدات الدولية، إلى تركيا بشكل مؤقت، تمهيدا لنقلها إلى قرية «آشمة» في سوريا، وذلك بسبب المشاكل الأمنية في سوريا والضرورات العسكرية».
وفي بيان مقتضب، قالت الخارجية التركية إنه لا تغيير في الاتفاقيات المتعلقة بضريح «سليمان شاه».
أوغلو الذي أظهرت صور بثتها وسائل الإعلام التركية متابعته لسير العملية من مقر رئاسة الأركان، أكد أن «عملية ضريح سليمان شاه تكللت بالنجاح، بعد نقل الرفات، والجنود الأتراك الذين يحرسون الضريح إلى داخل الأراضي التركية، تمهيدا لنقل الرفات مجددا إلى قرية آشمة».
وأضاف في مؤتمر صحافي عقد بمقر هيئة الأركان التركية في العاصـــمة أنقرة، أن قطعة أرض مجاورة لقرية «آشمة» وضعت تحت سيطرة الجيش التركي، وتم رفع العلم التركي عليها، قائلا إن «عملية ضريح شاه سليمان بدأت في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم أمس (بتوقيت تركيا) في حدود الساعة 00:30 بعد منتصف الليل، وتزامن ذلك مع توجه قوة عسكرية أخرى إلى قرية «آشمة» تمهيدا لنقل الرفات إليها».
وقال أوغلو: «قرار العملية اتخذ في أنقرة في إطار القواعد القانونية، دون طلب إذن أو مساعدة من أي جهة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى إخطار قوات التحالف الدولي، والجيش السوري الحر بالعملية، «لتفادي وقوع أي ضحايا بين المدنيين، وأخذ العمليات الجوية لقوات التحالف، بعين الاعتبار».
وأضاف: «عملية انسحاب آخر جندي تركي من منطقة ضريح «سليمان شاه»، تمت في الساعة 04:45 صباحا بتوقيت أنقرة، ووصلت أول مجموعة من الجنود الأتراك إلى أرض الوطـــــن في حدود الساعة 06:03 صباحا، ليعقــبها وصول بقية المجموعات، باستثناء مجموعة صغيرة بقيت في الأراضي السورية». دون ايضاح المهمة التي بقيت لأجلها المجموعة المذكورة.
وقالت وكالة الأناضول التركية، إن الرئيس، رجب طيب أردوغان، تابع بنفسه طوال الليل، سير وإدارة عملية «ضريح شاه سليمان»، مشيرة إلى أنه اتصل هاتفيا بكل من رئيس الوزراء ورئيس هيئة الأركان، وقائد القوات البرية، و «هنأهم على نجاح العملية».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سليم الجزائر:

    كنا نعتقد ان اردوغان اسلامي ولكن عملية نقل عظام نخرة من منطقة الى اخرى واعطائها كل هذه الاهمية تظهر مدى سطحية تفكيره وصدق ما كان يقوله اعداؤه ان الرجل عثماني ومهووس باحياء الامبراطورية من جديد واتوقع ان يكون هذا هو السبب الذي يؤدي الى سقوطه.

إشترك في قائمتنا البريدية