بيروت ـ «القدس العربي»: نتيجة لمواصلة قوى الجيش اللبناني تكثيف عمليات الدهم والتفتيش بحثاً عن المسلحين الفارّين، أقدم كلّ من المدعوين ناصر محمود البحصة وعزام راشد طالب وصلاح محمد عبد الحي، على تسليم أنفسهم لقوى الجيش في منطقة الشمال، وذلك لحملهم السلاح والإشتراك مع آخرين في الإشتباك مع وحدات الجيش في بلدة بحنين وجوارها.
وأفادت معلومات عن اشتباك الجيش مع احد المسلحين في المنية ما أدى إلى مقتله.في حين تحدثت أنباء عن ان الجيش ألقى القبض على شخص من آل خلف من جماعة الشيخ خالد حبلص في المنية.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان ان «قوة من الجيش دهمت في محلة أبي سمرا – طرابلس، عدداً من الأماكن المشتبه باختباء مسلحين فيها، حيث أوقفت ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة من التابعية السورية، وضبطت في أحد هذه الأماكن ثلاث بنادق حربية نوع كلاشنكوف وقاذف آر بي جي وعشر قنابل يدوية، بالإضافة إلى كمية من الذخائر والأعتدة العسكرية المتنوعة.
كما دهمت قوة من الجيش عدداً من مخيمات النازحين السوريين في منطقة المنية، وأوقفت ثمانية أشخاص للإشتباه في علاقتهم بالجماعات المسلحة.وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم».
تسلّم رئيس الحكومة تمام سلام من سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري رسالة تفيد أن حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بصندوق التنمية السعودي تعتزم تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكي من المبالغ التي خُصصت للفلسطينيين سابقاً للمساهمة في إعمار مخيم نهر البارد، نظراً لأنه من المشاريع الهامة التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان واستمراراً لدعم المملكة لجهد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في إعادة إعمار المساكن المدمرة، على رغم أنه سبق للمملكة أن ساهمت في إعمار المخيم بمبلغ 35 مليون دولار أمريكي، وذلك بناء على الرسالة التي كان قد وجهها الرئيس سلام إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الحاجة لتغطية العجز في تكلفة إعمار المخيم.
وأدلى السفير السعودي بتصريح أعرب فيه « عن ثقته بحكمة الزعماء اللبنانيين وفي طليعتهم الرئيس سلام وبقدرتهم على التعامل بحكمة مع كل ما يستهدف أمن لبنان واستقراره»، داعياً «جميع الأطراف إلى تغليب العقل وعدم استجلاب المشكلات من الدول المجاورة إلى لبنان، وتجنب القيام بأدوار أو إتخاذ مواقف لا تخدم مصلحة لبنان الوطنية».
وأثنى على « ما يقوم به الجيش اللبناني في سبيل الحفاظ على البلاد وأمنها»، كما أثنى «على وقوف القوى السياسية إلى جانب الجيش ومؤازرتها له بالكلمة والموقف، لأن هذا الجيش منبثق من فئات الشعب اللبناني كافة ويُشكل عامل اطمئنان واستقرار لجميع المواطنين»، مؤكداً «ان لبنان يستحق من جميع أبنائه التضحية والعمل من أجل ما يتطلبه الوضع الراهن من جهد لحفظ الأمن والوقوف وراء الجيش»، وداعياً «إلى الإقلاع عن المواقف الفئوية والإستعاضة عنها بالتركيز على ما فيه مصلحة لبنان وما يؤدي إلى وحدة أبنائه وجمع شملهم تحت راية واحدة».
على خط آخر، أعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال المجلس العاشورائي الذي أقيم في مجمع الإمام الحسن في بلدة قعقعية الجسر أنه « بعد أن استفاق البعض لسبب من الأسباب وأذعن بأن هؤلاء هم قوم إرهابيون لم يعد لأحد أن يعيب علينا كيف نواجههم خصوصاً أن هؤلاء يخدمون مشاريع أمريكا والغرب، وهم يصبون في نهاية الأمر ـ عبر تقسيمهم وتفتيتهم لأوطاننا وزرع الفتن بين شعوبنا ـ يصبون في خدمة المشروع الاسرائيلي».
وتابع «نحن لا نغفل عن عدوانية إسرائيل، وإن المواجهة مع هؤلاء التكفيريين تأخذ بعض الوقت حين يتستر هؤلاء وراء بعض الناس الذين يحيطونهم بالرعاية والعناية، ذلك لأننا لا نريد أن نستبيح المضللين ولأننا نحرص على أرواح المدنيين ولأننا نريد للمكونات السياسية الطائفية والمذهبية في لبنان أن تعود للعيش معاً في مجتمع واحد ووطن واحد وتحمل هموماً واحدة وتقرأ في كتاب واحد وتشخص العدو وتحدد الصديق والحليف».
وشدد رعد على «ضرورة تقوية الجيش اللبناني وتسليحه، من هنا كان ترحيب حزب الله بالهبة الإيرانية غير المشروطة والمجانية، والتي لا يترتب عليها مجيء خبراء إيرانيين ولا تدريبات ولا تأهيل وما شاكل ذلك «.ودعا إلى «اتخاذ قرار بقبول هذه الهبة لأن من شأنها أن تقوي وضع الجيش في مواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين يتحدون كل اللبنانيين».
وقال «إننا لا نفهم حتى الآن هذا التأخير في الإجابة ولماذا يتردد البعض في قبول هذه الهبة. ونقول لأهل السيادة: هذه الهبة غير المشروطة مصلحة سيادية وطنية عليا، والذي لا يقبلها يطعن بالسيادة الوطنية. بل نكاد نقول أنه لا يملك قدرة على استقلال موقفه الوطني، وهو يريد أن يأخذ في الإعتبار الموقف الأمريكي المتحفظ والموقف الخليجي الرافض والموقف الغربي الطاعن».
وختم «إننا نريد أن نأخذ مصلحة شعبنا في الإعتبار. ألستم أصحاب الشعار لبنان أولا؟ فهذه الهبة تصب في خدمة لبنان أولاُ، وإذا رفضتموها تكونون كمن يطعن بالشعار الذي ضحكتم به على الناس كل الفترة الماضية. ندعو هؤلاء ليكونوا أسيادا في قراراتهم ومستقلين ووطنيين في مواقفهم».
سعد الياس