بيروت ـ «القدس العربي» : في خطوة بارزة في توقيتها في خضم الجدل السياسي ـ الإعلامي الدائر حول عرسال، وقبيل جلسة الاثنين الحكومية، دخل فوج اللواء الثامن في الجيش اللبناني بعد الظهر مدينة عرسال من جهة وادي حميد والمصيدة، وأقام حواجز داخلها وعند مداخل المخيمات، كما قام بدوريات مؤللة، وسط ترحيب حار ونثر للأرز من الأهالي.
وتأتي خطوة انتشار الجيش في وقت نجحت حركة الاتصالات التي تولاها رئيس الحكومة تمام سلام في الساعات الماضية في لجم الخطاب السياسي في جلسة مجلس الوزراء الخميس، فبقي النقاش مضبوطا وتحت السيطرة، رغم ارتفاع سقفه خلال طرح قضية عرسال التي تقرر استكمال البحث فيها خلال جلسة حددت عصر الاثنين المقبل. وفي مقابل إصرار وزراء فريق الثامن من آذار على الاستحصال على أجوبة واضحة من المسؤولين الأمنيين حول خطواتهم المقبلة لتحرير عرسال «المحتلة» وفق تعبيرهم، كان لسان حال سلام ووزير الدفاع والداخلية سمير مقبل ونهاد المشنوق واحدا، في الدعوة إلى عدم تضخيم الخطر وإلى الاتكال على الجيش والقوى الامنية المتأهبين لرد أي خطر.
وفيما سأل وزراء «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» عن سبب انتظار الدولة فعل الجماعات المسلحة لتكون هي في موقع رد الفعل، أكد الرئيس سلام ان «ما يقال عن عرسال مضخم ولا حاجة لتصوير الخطر داهما وماثلا على الأبواب، فالأمور تحت السيطرة والجيش متأهب»، معتبرا « ان لا حاجة لاستعجال القرارات التي يجب ان تدرس بترو وعناية، فتحصين البلاد في وجه التحديات، يتطلب عدم زعزعة ركائز الحكومة». وعلى الموجة عينها، لاقاه وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي شدد على ان لا داعي للهلع ولقرع طبول الحرب في عرسال، مضيفا «إن عدد المسلحين لا يتجاوز العشرات ولا داعي للمبالغة، ولا أمر طارئا عسكريا أو أمنيا في عرسال، والجيش يحصن قواعده في المنطقة وقادر على الدفاع عن كل القرى اللبنانية التي تحدث عنها السيد حسن نصرالله».
وتابع «أنا أول من أعلن عرسال محتلة، لكنكم رفضتم اخلاء النازحين لـ8 أشهر وأوصلتمونا إلى هنا». الطمأنة نفسها كررها وزير الدفاع سمير مقبل في مداخلته حيث أكد ان الوضع في عرسال مستقر وتحت السيطرة والدخول بالقوة إلى عرسال ومخيماتها مكلف ويحتاج قرارا سياسيا».
وكانت جلسة الحكومة بدأت باقتراح تقدم به وزير الصحة وائل ابو فاعور قضى بالمباشرة ببحث جدول الاعمال قبل النقاش السياسي، حيث عين المجلس 5 قضاة في مجلس القضاء الاعلى.
وفي سياق متصل توقفت مصادر سياسية في قوى «14 آذار» عند المواقف التي صدرت عن «جبهة النصرة» لا سيما ما يتصل بعدم الرغبة بالدخول إلى لبنان، معتبرة ان الحزب يحاول من بوابة عرسال، إنقاذ النظام في سوريا وليس تحرير الجرود، وهو يستخدم المدينة «فزاعة» لتأمين مصالح حليفه السوري بمحاولة اقحام الجيش في المعركة لحماية ظهره في المواجهة تحت عنوان «محاربة التكفيريين».
تزامنا، رأت كتلة «الوفاء للمقاومة» ان «التصدي لخطر المجموعات الإرهابية التي تتخذ من عرسال مقرا لها هو واجب وطني على الجميع، ولا يحتمل أي تقصير»، معتبرة ان «الحكومة مسؤولة عن القيام بواجباتها في هذا الصدد»، مؤكدة ان «المقاومة دوما جاهزة للدفاع عن لبنان وشعبه، فضلا عن انها حق مشروع، وهي تساند الجيش والمؤسسات الامنية والعسكرية في هذا الأمر»، موضحة انه «طالما هناك تهديد فإن شرعية المقاومة باقية باسم القانون الدولي، وما تنص عليه الاتفاقيات والنصوص العالمية مهما حاول البعض تلفيق الأكاذيب حولها».
واعتبرت كتلة «الوفاء للمقاومة» في بيانها الأسبوعي ان «الأصوات التي صدرت عن البعض في تيار «المستقبل» تأتي في سياق افتعال المشاكل وإخراج المواضيع عن حقيقتها»، مشددة على انها «لن تفلح في التغطية على تورط حزبهم في احتضان عصابات الإرهاب التكفيري في لبنان، واعتداء هذه الجماعات على الجيش والجهات الأمنية». ولفتت الكتلة إلى ان «دخول الفراغ الرئاسي عامه الأول يجب ان يحفز جميع الأفرقاء على انتخاب رئيس للجمهورية يستجيب لهذه المرحلة، على ان يتمتع بأكثرية مسيحية وقبول عام من الشعب اللبناني حتى تستطيع المؤسسات الدستورية استعادة هيبتها ودورها وعملها لإعادة الأمن والاستقرار إلى لبنان». وأكدت الكتلة ان «الحل السياسي في كل بلد هو السبيل الوحيد في الحفاظ على حدود كل البلدان الشقيقة التي تتعرض إلى العدوان حتى تستعيد الأمن والاستقرار على أراضيها»، مدينة «كل عدوان ضد كل شعب شقيق أو أي تدخل خارجي في سياسة وأمن اي بلد عربي صديق تشنه إسرائيل أو بلد عربي»، مستنكرة «كل محاولات عرقلة الحوار في أي بلد مجاور للوصول إلى تفاهم سياسي».
سعد الياس
* من الآخر : ( حزب الله ) بعد ما ورط نفسه في ( المحرقة ) السورية
يحاول جاهدا توريط ( لبنان ) والجيش اللبناني في سوريا ولكنه
سيفشل حتما لأن الجميع يعرف أنّ توريط لبنان في سوريا يعني
خراب لبنان وتفتيته ؟؟؟
* شكرا