القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن الجيش المصري، أمس الثلاثاء، مقتل 8 مسلحين، ومجندين وإصابة ضابط و3 مجندين أثناء «عمليات الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية» خلال عملية «سيناء 2018» التي ينفذها في سيناء والصحراء الغربية منذ شهر فبراير/ شباط الماضي.
وفي بيانه الذي يحمل رقم 23 عن العملية، قال الجيش إن «مقتل المسلحين الثمانية جاء خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات أثناء عمليات التمشيط والمداهمة في وسط وشمال سيناء».
وحسب البيان عثر بحوزة المسلحين المستهدفين على «كميات من الذخائر والملابس العسكرية والمبالغ المالية وأجهزة اتصال لاسلكية وجهاز لاب توب وكاميرا تصوير وجراكن تحتوي على مواد متفجرة في وسط سيناء».
وتابع أن «القوات العسكرية ضبطت ودمرت (20) عربة من أنواع مختلفة، وعدد (79) دراجة نارية بدون لوحات معدنية خلال المداهمات».
كما قام «عناصر المهندسين العسكريين باكتشاف وتفكيك وتفجير عدد (15) عبوة ناسفة تم زراعتها على محاور التحرك المختلفة لاستهداف قوات الجيش في مناطق العمليات، إضافة إلى تدمير عدد (80) وكرا عثر بداخلها على عدد من العبوات الناسفة والذخائر ومواد الإعاشة وبعض الكتب التي تدعو إلى الفكر التكفيري وضبط (11) كغم من المواد المخدرة وسط وشمال سيناء»، طبقاً للبيان، الذي أكد كذلك «القبض على عدد (64) فردا من المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». وحول تأمين الحدود الغربية مع ليبيا، بين الجيش أن «القوات الجوية استهدفت ودمرت سيارتين محملتين بكميات من الأسلحة والذخائر بعد توافر معلومات استخباراتية تفيد بمحاولة اختراقهما للحدود الاستراتيجية الغربية».
وتابع: «تم اكتشاف مخزن تحت الأرض مغطى بالرمال في المنطقة الصحراوية جنوب مطروح عثر بداخله على (544) مسدسا 9 مم و (3) بندقية آلية وقناصة وعدد (3) بندقية خرطوش وكميات من الذخائر».
وزاد أن « قوات حرس الحدود تمكنت من إلقاء القبض على (578) فردا في محاولة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الغربية، بالإضافة إلى القبض على عدد (27) فردا يحملون جنسيات مختلفة في محاولة للتسلل عبر الحدود الغربية، وفي منطقة السلوم تم ضبط بندقية قناصة بالإضافة إلى (15) خزنة، (430) طلقة مختلفة الأعيرة، بالإضافة إلى ضبط ( 400000 ) قرص مخدر، و (615) كغم لجوهر الحشيش المخدر».
وتطرق بيان الجيش إلى نشاط القوات البحرية، مشيراً إلى «استمرارعناصر القوات الخاصة البحرية في أعمال التمشيط وتضييق الحصار بطول الساحل ومنع العناصر الإرهابية من التسلل وتشديد إجراءات التأمين والحراسة».
توزيع مساعدات
وعن المساعدات التي يقدمها لأهالي سيناء، أعلن الجيش «استمرارا لتلبية المطالب والاحتياجات التموينية لأهالي شمال ووسط سيناء خاصة في شهر رمضان، تواصل القوات المسلحة دفع القوافل الغذائية وتوزيع كميات كبيرة من الحصص التموينية لإمداد المواطنين بكافة السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية».
وقتل نحو 208 مسلح، 34 جنديا على الأقل منذ بدء عملية «سيناء 2018» في 9 شباط/فبراير، استنادا إلى الأرقام الرسمية التي يعلنها الجيش المصري.
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة بإعادة فرض الأمن في سيناء في غضون ثلاثة أشهر.
وأطلق الجيش عملية موسعة تحت اسم «سيناء 2018»، في فبراير/ شباط 2018، بعد هجوم مسلح استهدف مسجدا في شمال سيناء وأسفر عن مقتل أكثر من 300 مدني.
ومنذ أطاح الجيش بالرئيس الشرعي محمد مرسي في 2013 بعد احتجاجات شعبية ضده، تخوض قوات الأمن المصرية وخصوصا في شمال ووسط سيناء مواجهات عنيفة ضد مجموعات جهادية متطرفة، بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية سيناء) المسؤول عن شن عدد كبير من الاعتداءات الدامية في البلاد.
انتقادات حقوقية
وقبل أسبوع قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية إن الجيش المصري تمادى في أعمال هدم المنازل والبنايات التجارية في شمال سيناء ضمن حملته العسكرية.
واكدت المنظمة ومقرها في نيويورك في تقرير نشر على موقعها أن «أعمال الهدم الجديدة طالت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وما لا يقل عن 3 آلاف بيت وبناية تجارية، فضلا عن 600 بناية تم هدمها في كانون الثاني/يناير، وهي الحملة الأكبر من نوعها منذ بدأ الجيش رسميا أعمال الإخلاء في 2014».
لكن المتحدث العسكري المصري أكد أن «حجم التعويضات للأهالي المتضررين بلغ أكثر من 900 مليون جنيه مصري (50 مليون دولار)».
وأشار إلى «قيام القوات المسلحة بتوفير كافة السلع الأساسية والاحتياجات الإدارية والطبية للمواطنين في مناطق العمليات (…) وتأمين وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية للأهالي».