بيروت ـ «القدس العربي»: يكاد لا يمر يوم من دون أن تشهد جرود عرسال توتراً أو اشتباكاً بين الجيش اللبناني ومسلحي «جبهة النصرة» و»داعش» بموازاة استمرار عملية التفاوض لإطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى المسلحين الذين يبدون إستياءهم مما يسمونه كذب ونفاق الحكومة ومماطلة الدولة في تلبية مطالبهم وتهديدهم بقتل جندي لبناني جديد. تزامناً، إتخذت وحدات الجيش إجراءات لمنع وصول المازوت والمواد الأولية الى المسلحين المتمركزين في جرود المنطقة بهدف التضييق على المجموعات المسلحة وإرباكها مع اقتراب موسم الشتاء نظراً لكونها تعتمد بشكل أساسي على الوقود في سبيل ضمان تحركاتها وتأمين تمركزها في الجرود.وقد أبقى الجيش على مسارب محدودة ومضبوطة لتأمين نقل الوقود والمواد الغذائية إلى أهالي عرسال، كما عمد إلى فتح منافذ باتجاه إحدى المناطق الجردية حيث تتواجد الكسارات والمقالع لتزويد آليات عملها بمادة المازوت تحت مراقبة الجيش بغية ضمان عدم تسرّب هذه المادة إلى المجموعات المسلحة.
وقد أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي «أن الامريكيين سرّعوا وتيرة ايصال المساعدات العسكرية للجيش»، نافياً «ما تردد عن أن الجيش افتقد الذخيرة في معركة عرسال مع الإرهابيين».
واشار قهوجي في حديث صحافي الى «أن الذخيرة كانت متوافرة لخوض معركة طويلة وقاسية مع الإرهابيين، وأن المساعدات للجيش ستصل بشكل أكثر كثافة من الأمريكيين والفرنسيين، ومن بينها سلاح نوعي وصواريخ للطائرات وقذائف وعتاد قتال ليلي»،لافتاً الى «أن تأخير صرف الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار يعود الى أمور روتينية».
وأوضح «ان الجيش منع دخول صهاريج المحروقات الى الجرود بعد بلدة عرسال، ولن يسمح بمرور اي شاحنة تموين او محروقات الى الجرود حتى لا يستفيد منها المسلحون، وقد اقفل الجيش كل المعابر والمسارب والطرقات بين الجرود وبين بلدة عرسال، وعزل البلدة بنسبة كبيرة جداً عن الجرد، وترك ممرات صغيرة تحت المراقبة للأهالي من أجل تفقد أرزاقهم وممتلكاتهم خارج البلدة».
في غضون ذلك، لايزال الحديث عن الإنتخابات النيابية يشغل الأوساط السياسية في ضوء اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على اهمية اجراء هذه الإنتخابات وتقليله من المخاطر الأمنية التي تحول دونها ونفيه أي صفقة بين التمديد للمجلس والتشريع.
إلا أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دوّن في تغريدة عبر «تويتر» ما يلي «كلام كثير سيقال عن صفقة للتمديد للمجلس، لكن لا صفقة ولا من يحزنون»، مؤكداً أننا «لن نشارك بالإنتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية».
ودعى الحريري الفريق الآخر الى «إنهاء الفراغ في الرئاسة ونحن على استعداد لأي استحقاق آخر، خلاف ذلك هناك رهان على المجهول وربما السقوط في الفراغ التام».
وأعقب موقف الحريري تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق «أن تنظيم الإنتخابات النيابية في هذه الظروف، ووسط غياب الأمن السياسي، هو ضرب من الجنون»، لافتاً الانتباه الى انه «ليس مستعداً لتحمّل مسؤولية التجمّعات الإنتخابية التي ستكون معرضة لمخاطر أمنية حقيقية «، مبدياً خشيته من «أن الإنتخابات لن تمر على خير إذا حصلت في ظل هذه الأوضاع، بل أكثر من ذلك ربما يؤدي تطور الأمور في محيطنا، وفي الداخل، خلال المرحلة المقبلة الى تعذر انعقاد الحكومة في لحظة ما، ولذلك أنا أؤيد التمديد من الآن لسنتين وسبعة اشهر».
وأوضح أنه «تبلّغ من المعنيين أن هناك حاجة الى 30 ألف عنصر من الجيش وقوى الأمن لمواكبة الإنتخابات، مشككاً في امكانية تفريغ هذا العدد لهذه المهمة، في حين ان التحديات الأمنية تحاصر لبنان من كل الجهات».
وفيما تعتبر أوساط في قوى 8 آذار أن الرئيس نبيه بري يمسك الحريري من اليد التي توجعه بإعتبار أن المال غير متوافر لتيار المستقبل لإجراء الإنتخابات، رحّب النائب مروان حماده «بالمبادرة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري»، واعتبرها «صرخة ضمير في الصحراء السياسية»، وقال تعليقاً على ربط الرئيس الحريري الإنتخابات النيابية بواجب اجراء الإنتخابات الرئاسية اولاً «ان في ذلك تعبيراً صادقاً عن تمسكه بنص وروح الميثاق الوطني والدستور، بغية ابعادهما عن المناورات السياسية الجارية التي تدور في حلقة مفرغة، وتزيد في فرط العقد السياسي وانحدار الطبقة السياسية في نظر الناس. فالظاهر اليوم ان اللبنانيين وضعوا امام خيارين: التمديد بالنص او التمديد بالإنتخاب. وكلا الخيارين تفوح رائحتهما من الترشيحات والتزكيات والمقايضات المطروحة».
وختم حماده «حبذا لو توجهنا جميعنا الى ساحة النجمة لانتخاب رئيس فوراً وقبل كل شيء، ثم نعود الى بيوتنا، ونترك الشعب اللبناني يختار بعيدا عن كل هذه المساومة».
سعد الياس
أعتقد أن الرئيس الأفضل للبنان هو قائد الجيش العماد قهوجي
فلبنان يحتاج للأمن أولا خاصة أحداث سوريا وتدخل حزب الله
ولا حول ولا قوة الا بالله