كازان (روسيا) – د ب أ: اكتشف الجيل الذهبي للمنتخب الألماني أن كل الأشياء الجيدة تصل إلى نهايتها، بعد أن ودع الفريق منافسات كأس العالم بروسيا من دور المجموعات للمرة الأولى منذ ثمانين عاما.
بعد أربع سنوات من التتويج بمونديال البرازيل، تعرض مانويل نوير وماتس هوميلز ومسعود أوزيل ورفقائهم إلى الإهانة بعد خسارتهم امام المنتخب الكوري الجنوبي صفر/2 ليودعوا البطولة في قاع المجموعة السادسة. هؤلاء النجوم برفقة جيروم بواتينغ وسامي خضيرة، شكلوا جزءا من المنتخب الألماني الذي مزق المنتخب الإنكليزي بعدما تغلب عليه 4/صفر في بطولة أوروبا للشباب تحت 21 عاما.
المنتخب الإنكليزي، باستثناء جيمس ميلنر وثيو والكوت، لم يحقق الكثير، بينما حقق اللاعبون الألمان أعظم الانجازات. أربعة منهم ظهروا بجانب توماس مولر، في مونديال 2010 عندما أنهى المنتخب الألماني البطولة في المركز الثالث، ليثبتوا أن «المانشافت» حولوا طريقة لعبهم في عقد من الزمان، بعد أداء مروع في «يورو 2000».
ووصل الجيل الذهبي إلى ذروته بعد أربعة أعوام، حيث فاز بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه بعد الفوز على المنتخب الأرجنتيني 1/صفر في البرازيل. ومع العلم بضرورة إدخال بعض التحديثات، جلب لوف وأوليفر بييرهوف، مدير المنتخب، فريقا شابا في كأس القارات التي أقيمت العام الماضي، والتي فاز بها المنتخب الألماني، وتألق لاعبون أمثال جوليان دراكسلر وليون غوريتسكا وتيمو فيرنر. لكن، في روسيا، اعتمد لوف على العديد من اللاعبين الذين يثق بهم، على سبيل المثال الدفع بمانويل نوير أساسيا على حساب مارك أندريه تيرشتيغن، حارس برشلونة، رغم أن حارس بايرن ميونيخ كان بعيدا عن المشاركة في أغلب مباريات الموسم الماضي بسبب الإصابة.
وأخطأ نوير بشدة في الهدف الثاني لكوريا الجنوبية، ولكن السبب الحقيقي الذي جعل اختياره يثير القلق هو انه فضح اعتماد لوف على الجيل الذي وقف بجانبه. وتم استدعاء بعض اللاعبين الشباب مثل تيمو فيرنر وجوشوا كيميتش، ولكن كان هذا بمثابة نصف خطوة وليس خطوة كاملة. وبعد هزيمة أولى أمام المكسيك، اتخذ لوف بعض القرارات باستبعاد أوزيل من مواجهة السويد التي انتهت بفوز المنتخب الألماني 2/1، فقط ليعيده مرة أخرى أمام المنتخب الكوري الجنوبي واستبعاد مولر بدلا منه. لم تكن هناك خطة واضحة.
واعترف هوميلز بعد الهزيمة أمام كوريا الجنوبية: «آخر مباراة كنا مقنعين فيها كانت في خريف 2017، كان هذا قبل مدة طويلة». واشتكى لوف قائلا: «افتقد فريقنا في هذه المباراة للأداء الراقي الذي دائما ما يقدمه كما لم تتواجد الديناميكية التي تؤدي لصنع فرص تسجيل الأهداف». وظهرت تقارير أفادت بوجود صدع في الفريق خلال البطولة، بين اللاعبين القدامى والجدد، حيث تفاجأ بعض اللاعبين من عدم استدعاء ليروي ساني لاعب مانشستر سيتي بعدما قدم موسما رائعا في الدوري الإنكليزي. ربما كانت سرعته ستمكن المنتخب الألماني من فك الدفاع الكوري المنظم.
ورفض لوف، الذي لمح إلى أن مستقبله غير مؤكد رغم توقيعه على عقد جديد حتى 2022، الفكر السائد بأن المنتخب الألماني سيدخل الأوقات الصعبة. وعند سؤاله عما إذا كانت ألمانيا بصدد الدخول في فترة مظلمة، قال لوف: «لا أعتقد ذلك. حتى مؤخرا كنا الفريق الأكثر ثباتا من حيث مستوى الأداء في آخر عشرة إلى 12 عاما. كنا دائما في الدور قبل النهائي».
وأضاف: «لدينا لاعبون صغار موهوبون للغاية، لدينا الكثير من الإمكانات. هذا حدث لأمم أخرى من قبل. يجب علينا استخلاص الاستنتاجات الصحيحة». وأظهرت إسبانيا، حتى عشية إنطلاق البطولة عندما أقالوا جولين لوبتيغي، الطريق الصحيح للتعامل مع ذل الخروج من دور المجموعات في مونديال 2014 كحامل للقب. لم يصابوا بالهلع، قاموا بتغيير المدرب فيسنتي دل بوسكي قبل دورة كأس العالم، ولكن ليس على الفور، وتحت قيادة لوبيتيغي تمكنوا من دمج الشباب مع الخبرة. فرنسا أيضا، بعد الفوز بكأس العالم 1998 والاستسلام في مونديال 2002، تعافوا ووصلوا للمباراة النهائية في 2006، ووجدوا أيضا المزيج الصحيح بين الخبرة والشباب، مثل تيري هنري عندما كان يبلغ 28 عاما.
ربما في خلال أربع سنوات، عندما يصل الجيل الفائز ببطولة كأس القارات 2017 إلى ذروته، مع وجود لاعبين مخضرمين مثل كروس ومولر يجد المنتخب الألماني المزيج المناسب.