رام الله – «القدس العربي» : أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب وفتاة (شقيقان) برصاص الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس المحتلة. وبحسب الوزارة فإن الفتاة هي مرام صالح حسن أبو اسماعيل (24 عاما) وهي متزوجة وأم لطفلتين «ريماس وسارة» بحسب ما عرضت المواقع العبرية صورة هويتها، وشقيقها القاصر واسمه إبراهيم صالح طه (16 عاما).
وبحسب العديد من شهود العيان الذين تواجدوا عند المعبر بحكم ازدحامه الدائم فإن جنود الاحتلال الإسرائيلي فتحوا النار بشكل كثيف صوب الفتاة والشاب دون سبب وتركا على الأرض ينزفان لفترة طويلة حتى فارقا الحياة. ولم تسمح الجنود لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليهما. وتم إغلاق معبر قلنديا في كلا الاتجاهين.
وادَعت شرطة الاحتلال في بيان أصدرته أمس أن أفراد حرس الحدود أطلقوا النار على شابة فلسطينية كانت تتقدم نحو الحاجز ترفع سكينا بالرغم من اختلاف الرواية الإسرائيلية بشكل كبير عن رواية شهود العيان الذين أكدوا أن إطلاق النار كان من مسافة بعيدة جداً.
وكشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن قرار اتخذته حكومة الاحتلال وأبلغت طواقم الإسعاف الإسرائيلية التابعة لنجمة داوود الحمراء به ويتلخص بمنع تقديم الإسعاف لأي فلسطيني يصاب خلال تنفيذه عملية. وأوردت صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية أن سلطات الاحتلال بررت قرارها بمزاعم وجود تهديد أمني من احتمالية كون المنفذ يحمل حزاما ناسفا ويفجره في المكان وإصابة طواقم الإسعاف الطبية التابعة لنجمة داوود الحمراء.
يذكر أن العديد من منفذي العمليات تركوا ينزفون حتى الموت في جميع العمليات التي استشهد فيها منفذوها على الرغم من أن بعضهم أصيب بجراح غير خطيرة. في حين تكتفي طواقم الإسعاف الإسرائيلية بتقديم الإسعافات لجنود الاحتلال أو المستوطنين في الموقع. ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف الفلسطينية في العديد من العمليات من تقديم الإسعافات لمنفذي العمليات قبل الإعلان عن استشهادهم والفيديوهات التي انتشرت بعد كل عملية كانت تؤكد ذلك.
على الجانب السياسي تتسارع الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على المناطق المصنفة «ج» وضرب الوجود الفلسطيني فيها بوتيرة متزايدة. ولتحقيق ذلك تتجند جميع المستويات والمؤسسات الرسمية في إسرائيل لتهجير المواطنين الفلسطينيين عبر مواصلة عمليات هدم المنازل ومصادرة الأراضي وتدمير الممتلكات وسحب الهويات وتوسيع عمليات البناء الإستيطاني في جميع المناطق الفلسطينية وبشكل خاص في القدس الشرقية بغية القضاء على أية فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة.
وأدانت الخارجية الفلسطينية اقتحام عشرات المستوطنين لأراضي المواطنين في بلدة عرابة قضاء جنين تحت حماية جيش الاحتلال حيث نصبوا الخيام وأقاموا طقوسا تلمودية ورددوا شعارات عنصرية معادية للعرب. كما أدانت الوزارة اقتحام المستوطنين منتزه بلدية يطا الأثري وتنظيمهم صلوات تلمودية حول بركة الماء تحت حماية مكثفة من قوات الإحتلال.
ومن الجدير بالذكر أنه منذ بداية العام الجاري صعّد الاحتلال اعتداءاته ضد منازل المواطنين الفلسطينيين في إطار مخطط مدروس يتركز في القدس الشرقية والأغوار ومحيط المستوطنات وعلى التلال التي تصنفها إسرائيل أنها «تلال حيوية وذات أهمية استراتيجية».
وأكدت الوزارة أن التدمير الإسرائيلي الممنهج والمستمر لفرص إقامة دولة فلسطينية بات مكشوفاً أكثر من أي وقت مضى في ظل غياب أية مساءلة من جانب المجتمع الدولي ما يزيد من شهية اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل على مواصلة تغوله في تنفيذ برامجه ومخططاته القائمة على تكريس الاحتلال وإفشال الجهود الدولية الهادفة إلى إحياء عملية السلام والبدء بمفاوضات جادة وذات معنى.
فادي أبو سعدى