إسطنبول – «القدس العربي»: المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية محمد العطار قال لـ «القدس العربي» إن التدخل الروسي والإيراني أتى ضمن انسجام في الهدف بين موسكو وطهران، اذ ان الأخيرة تطمح إلى ان تسود على الارض السورية، غايتها «تشيّع» السكان والوصول إلى المياه الدافئة، وإنشاء الهلال الشيعي من طهران إلى البحر المتوسط، مروراً ببغداد ودمشق وبيروت.
أما المصالح الروسية فهي ابعد من ذلك، وتبدأ من انتشال موسكو مما كانت تعاني منه، من عزلة على المستوى الدولي، الا ان تدخلها في سوريا، وقبلها اوكرانيا والقرم، عزز مركزها السياسي واظهرها على انها شريك دولي للولايات المتحدة وند لها تقريباً. إضافة إلى وصولها إلى المياه الدافئة فهو الحلم القيصري – السوفييتي – البلشفي وصولاً إلى روسيا الاتحادية الحالية، حيث كان هدفاً طيلة تلك العقود السابقة، حتى تحقق من خلال التدخل في سوريا.
وتحدث العطار، عن الملف الاقتصادي، اذ تعتبر روسيا تدخلها في سوريا وصرف كل روبل روسي على الأرض السورية، يجب ان يعود للخزينة الروسية أضعافاً مضاعفة، لا سيما بوجود دور لبعض الدول الخليجية التي تبنت تكاليف الحملة، مما جعل روسيا تحارب بتكلفة صفرية مع احتمال إضافة مرابح أجور لعملها، مشيراً إلى «السيطرة الروسية على اقتصاد سوريا والسياسة الخارجية السورية حيث تعتبر المتحدث الاساسي والمفاوض عن النظام، منذ بداية الأزمة، وبشكل رسمي منذ عام 2015. وضرب العطار مثلاً القواعد البحرية والجوية الروسية على الارض السورية وتعاقد شركاتها على النفط والفوسفات في القلمون والبادية السوري، اضافة إلى ما تطمح في الحصول عليه من خلال مشاريع اعادة الاعمار وهذا ما يجعلها متعجلة جداً ونشطة سياسياً باتجاه اوروبا ودول المنطقة لمحاولة اعادة جزء من اللاجئين قهراً وجبراً تحت اسم العودة الطوعية.
وانتهى العطار إلى القول إن المصالح الإيرانية – الروسية تتفق في العموم وقد تختلف في الجزئيات الصغيرة جداً، وما أجج اختلافهما هو السياسة الخارجية الأمريكية التي تطالب بإخراج إيران وميليشياتها من سوريا إضافة إلى المطالب الإسرائيلية التي ترفض التواجد الإيراني بالقرب من حدودها، والضربات المتكررة باتجاه مواقع طهران العسكرية، الأمر الذي أحرج روسيا امام شريكتها الأمريكية التي تتقاسم معها المصالح.