هل تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من احكام قبضته على الحكم بعد ان «نجح في سحق جماعة الاخوان» (حسب تعبير تقرير لوكالة الانباء الفرنسية الاسبوع الماضي) بعد مرور عام على فض اعتصامي رابعة والنهضة؟ هل مازال يواجه اخطارا اساسية؟ وما هي تلك الاخطار؟
اسئلة معقدة يصعب الاجابة عنها بشكل واف في هذه العجالة، خاصة انه من الحتمي الوصول اولا الى فهم عميق لمصادر القوة التي يقوم عليها النظام، قبل التعامل مع الاخطار التي تهدده، ثم مدى وعيه بها، ومدى قدرتها على التأثير في الوضع السياسي في البلاد.
اولا- من دون شك فان المؤسسة الامنية (الجيش والشرطة) تأتي في مقدمة الركائز التي يستقي النظام منها قوته، بل ووجوده نفسه، وهو يستفيد من مخزون شعبي تاريخي من مشاعر الاحترام والثقة للقوات المسلحة. ويتبدى هذا جليا في القبول العام لاشراك الجيش في مشاريع تنموية ضخمة، مثل انشاء اقليم قناة السويس، وغير ذلك، بل ان البعض طالب مؤخرا باسناد حل قضية انقطاع الكهرباء الى الهيئة الهندسية في المؤسسة العسكرية بسبب ما تتمتع به من انضباط.
ثانيا- المصدر الثاني لقوة نظام السيسي هو نوع من «المزاج الشعبي الداعم لشخصه» وهو يقوم على شعور بالعرفان بدوره في انهاء حكم جماعة «الاخوان»، ويتناسب هذا «المزاج» طرديا او عكسيا مع مشاعر عامة بالنفور والكراهية للجماعة، لدى نسبة كبيرة من المصريين، ما يفسر استمرار الحملات الحكومية الدؤوبة التي تستهدف الابقاء على تلك المشاعر وتقويتها عبر التركيز على الخطر الارهابي وربطه بالموقف من الجماعة.
ثالثا – وهذا يقودنا تلقائيا الى المصدر الثالث وهو وسائل الاعلام. ومن الواضح ان النظام، ومن اليوم الاول، اعتبر ان دورها يمثل اهمية قصوى لنجاحه. ومن الحقائق البارزة ان السيسي التقى الاعلاميين اكثر من اي فئة مهنية او سياسية اخرى، بل انه رفض لقاء زعماء الاحزاب بسبب اعتقاده انها مجرد واجهات اعلامية، وهو السبب نفسه الذي جعله يرفض الانضمام الى او تشكيل حزب سياسي، مكتفيا بما سماه «الظهير الفكري» ردا على السؤال بشأن افتقاده لظهير سياسي.
الا ان النظام بدأ يدرك في الاونة الاخيرة، ومع مقاربة «شهر العسل» على الانتهاء، انه لم يكن ممكنا الاكتفاء بتلك الركائز للنجاح وربما الاستمرار، بل ان بعضها يحمل في طياته خطرا حقيقيا عليه. وهكذا بدأ يتحرك الى توسيع تلك القاعدة، سعيا الى الوصول لمرحلة تمكنه من مراجعة اسباب قوته وتنقيتها. ومثال ذلك:
اولا- مشروع «صندوق تحيا مصر»، الذي تبناه السيسي شخصيا ومنحه شعار حملته الانتخابية، كوسيلة لاستقطاب رجال الاعمال لدعمه بالاموال السائلة الضرورية لخلق حالة من الحراك الاقتصادي، خاصة مع بوادر متنامية على فتور حماس دول خليجية في دعم الاقتصاد المصري. واذا كنا نصدق ما قاله رئيس تحرير احد الاصدارات الصحافية الحكومية مؤخرا، فان مصر لم تحصل على دولار واحد من المساعدات الخليجية، منذ تولي السيسي الحكم. واذا كان السيسي حصل لنفسه على «قلادة الملك عبد العزيز» نتيجة لزيارته الاخيرة للسعودية، فليس واضحا ان كان حقق اي فائدة للاقتصاد الوطني من ورائها. ويبدو ان الرياض ليست راضية تماما عن بعض توجهات السيسي في السياسة الخارجية، ومنها الاستقلالية النسبية في الموقف تجاه النظام السوري، وكذلك «اللهجة القومية الناصرية» في تحركاته السياسية، ومنها تحالفه مع روسيا وما يعنيه من تحول استراتيجي محتمل، وارساله وزير خارجيته لزيارة بغداد بعد اتصال مع نوري المالكي المعادي للسعودية، واخيرا عدم اغلاقه الباب تماما امام تقارب محتمل مع ايران. ومن الصعب معرفة ان كان السيسي سيتمكن من تحقيق الهدف من صندوق، وهو «ان يكون عنده مئة مليار جنيه على جنب» حسب تعبيره، او ماهية المشاريع التي ستنفق فيها.
ثانيا- اعادة بناء الجهاز البيروقراطي المتهالك للدولة عبر تخطيط جديد للمحافظات، وما يعنيه من اعادة للنظر في اجهزة الحكم المحلية الغارقة في الفساد والبطالة المقنعة.
ثالثا- اعتماد سياسة الصدمات الايجابية عبر الاعلان عن سلسلة من المشاريع القومية الكبرى (بناء ثلاثة الف كيلومتر من الطرق الجديدة، واستصلاح اربعة ملايين فدان، وبناء خمسة ملايين شقة، الى جانب حفر قناة سويس جديدة) وهي تحتاج الى سنوات لانجازها، لكنها تمنحه مادة للاستهلاك الاعلامي، والاهم ما يحتاجه من الوقت للانتهاء من الملفات الامنية والاقتصادية الضاغطة. الا ان الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، حيث بدأ النظام يعاني من مردود عكسي على اكثر من صعيد، حتى تحولت بعض ركائز قوته المفترضة الى مصادر لمخاطر محدقة.
فقد ادى افتقاره الى برنامجي اقتصادي حقيقي الى انفجار عدد من المشاكل الحياتية في وجهه، ومنها تفاقم ازمة الكهرباء التي بينت مدى عدم واقعية طرحه الانتخابي لـ»اللمبات الموفرة للطاقة» كحل لازمة الطاقة المعقدة. وادى هذا الى تصاعد التآكل في شعبيته، وهو ما بدا واضحا في ضعف الاقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية.
اما الاعلام الذي يعول عليه كثيرا فقد تحول الى نافذة يعود منها نظام مبارك بوجوهه القبيحة واساليبه المرفوضة عند اغلب المصريين، الى درجة يبدو معها ان اولئك «الشبيحة» الذين يتقمصون ادوار اعلاميين اصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على النظام يفوق كثيرا ما تمثل اي جماعة سياسية او دينية معادية. وليس واضحا متى سيدرك النظام ان اولئك (الاعلاميين) ليسوا من حرك الجماهير في الثلاثين من يونيو، وانهم لو كانوا قادرين على ذلك لنجحوا في دفعهم للتصويت بكثافة في الانتخابات، بل انهم فقدوا مصداقيتهم تماما عند اغلبية المشاهدين.
اما الاعمال الارهابية فقد فشلت تاريخيا في تحقيق اي مكاسب سياسية لمن يقوم بها او يقف وراءها في مصر، ولا تمثل اي خطر على بقاء النظام، بل انها تعطيه غطاء من الترهيب لممارسة ما يريد من اجراءات للحفاظ على الدولة وسط «قبول شعبي ولو على مضض» بالنظر الى ما يشهده المحيط الاقليمي من اهوال.
ومع اصرار جماعة الاخوان على نهجها الحالي، فقد فشلت في الاستفادة من النقص في شعبية النظام الحالي. وهكذا فانه مشهد يدفع البلاد مرة اخرى الى حالة من الفراغ والاحباط، وهذا يمثل حقا الخطر الاكبر ليس فقط على النظام، بل وحاضر مصر ومستقبلها ايضا.
٭ كاتب مصري
خالد الشامي
مقال اكثر من رائع ويظهر شجاعة كبيرة من كاتبه في وقت تكمم فيه الأفواه. فقط أضيف ان الاخوان كسبوا تعاطفا ما بسبب عشوائية النظام لكنه ليس دعما حقيقيا يدفع نحو عودتهم للحكم. وكما قال الكاتب المحترم ان جمود الاخوان حرمهم من الاستفادة من تراجع شعبية النظام.
التيارالسياسي الثالث هو الحل , حزب الحرية والديمقراطية . شباب من المهنيين والصناعيين وغيرهم من المؤمنين بالحرية والديمقراطية , الغرض إنشاء مجتمع المساواة القائم علي الحرية الفردية في القناعات الدينية والسياسية والوطنية وفي العمل والنجاح . الطريق الوحيد للخروج من حالة الإضطراب السياسي الإقتصادى والمعيشي الحالية هو إتباع الطريق التشاركي الديمقراطي في إطار حزب سياسي علي يمين الوسط من الطيف السياسي , معظم التيارات السياسية في الساحة المصرية هي علي يسار الوسط , وبهذا الحزب يعود التوازن الأيديلوجي ويصبح التركيز منصب علي التطور السياسي والإقتصادى والإجتماعي المتكامل والتعامل مباشرة مع أولوياتة بالأسلوب الفعال . النقطة الثانية من البرتامج هي مكافحة الفساد بلا هوادة . لا تهاون مع الفساد بأشكالة حتي يتم القضاء علية .
السيسي حكم مصر منذ 3 7 2013
مالذي تحسن منذ ذلك الوقت في مصر
أصبح أعداء الرئيس مرسي يترحمون على أيامه
السيسي خدع الشعب المصري لكنه لم يخدع الا نفسه مع السعوديه
ولا حول ولا قوة الا بالله
مقال عظيم وكاتب محترم. لكن اظن الناس سيتحملون لانه لايوجد بديل لديهم
وماذا بعد القضاء على الاخوان وهو لم يفعلها بعد .؟
هل يتحول كل من يعارض التطبيل والفشل الى اخوان ؟
من يكتب هذا التعليق هو واحد ممن كانوا فى حملة السيسى الشعبيه والذين كانوا يدعون الناس لانتخابه من اجل مصر ومن اجل ان يكون المايسترو الذى يقود لكن يبدو اننا كنا واهمين وانه لثانى مره يجرى استغفال المصريين وسرقة ثورتهم .
مره من الاخسوس ومره من فاسدين الحزن البوطنى .
شعبيته بدأت تتاّكل وستظل .
الكل بدأيعرف انه انقلاب حدث من الجيش على جماعة الاخوان وتجار الدين وكنا نريد ان تكون ثورة بالمعنى الحقيقى لكن يبدو ان المثل الذى يقول زفتى اوسخ من ميت غمر لم يكن يكذب .
كنا نثور على مرسى لانه يريد بيع او تأجير قناة السويس لكن هاهو السيسى سيفعلها بعدما فصلها من تحت ادارة الدولة ووافق مجلس الدوله على طلب السيسى بجعلها مستقلة عن حكومة مصر .
قريبا وبعد رفع الدعم عن كل شىء وجعل الكل يدفع من اجل ان يسمن قطط البيروقراطيه والمستشارين سيكون ليس هناك دولة وان لكل مواطن دولته التى يعيش فيها ويحكمها لانه الكل هلل ليونيو2013 من أجل العداله التى كنا نريد تحقيقها لكن يبدو انه لا عداله سوى فى ان يسرقنا الفاسدين ورجال الاعمال فى دولة السيسى
من زمان لم يقرأ الواحد مقال تحليلي بهذا العمق و التشخيص ا
الخطر الأكبر علي نظام السيسي.. هو محاولة كسب الوقت وذلك بتعليق شماعة مشاكل مصر المستعصية تعليقها علي الاخوان .. بث الكراهية للإخوان ، الذين لهم شعبيتهم شاء من شاء او ابي من ابي ، لن ياتي بمكاسب طويلة المدي للنظام السيساوي .. سياسة الإقصاء والانقسام لن تؤدي الا لمزيد من التدهور الاقتصادي الذي تئن مصر من وزره من زمن طويل .. مصر تحتاج لتصالح بين ابنائها عدا ذلك فالتدهور سيستمر ولن تخرج من كبوتها بالقبضة الأمنية والنظام مهما استعمل من اداوات بطش لن يستطيع سحق الاخوان ..
الى هشام محمود
انا معاك ان النظام مهما استعمل من اداوات بطش لن يستطيع سحق الاخوان اواى جماعة اخرى تتاجر بالدين, لكن الناس او افراد الشعب العاديين قد القوا بالاخوان و اى احد غيرهم من تجار الدين فى سلة المهملات و سوف نرى فى الانتخابات البرلمانيه القادمة , ماهى عدد الاصوات التى سوف يحصل عليها ذلك التيار , لتدليل على صحة كلامى
الارهاب المشار اليه محدود جدا و لا يقارن بارهاب قوات الانقلاب و ادواته و ما يواجه النظام الانقلابي في معظمه رد فعل محدود جدا على ارهابه ذاته.
اما مسؤولية نظام الاخوان عن الارهاب المعادي للانقلاب فهي محددة بانهم كانوا قادرين على لجم الحركات المتطرفة لو كانوا في الحكم
لقد تعمد الكاتب الفاضل ان يتجاهل الخط السلمي للاخوان الذين بامكانهم و حلفائهم ان يحولوا نظام الانقلابيين الى جحيم لو ارادوا الثأر لقتلاهم فقط. تصور فقط عدد من يمكن ان يحمل السلاح من اهالي و اصدقاء ضحايا الانقلاب؟؟؟؟. تصور لو ارادت الاخوان تجنيد 5000 مسلح فقط…يجب ان الاعتراف للاخوان برد فقلهم الوطني العاقل و النبيل
الى خليل ابورزق
الاخوان و حلفائهم من الجماعة الاسلامية الارهابية فعلوا كل ما فى وسعهم لحرق البلد , لو انت ناسى انا ممكن افكرك بالاقسام التى تم اقتحامها و تدميرها و الضباط و الجنود الذين تم قتلهم و سحلهم و الكنائس التى تم حرقها و الاخوه المسيحيين الذين تم طردهم من منازلهم و خطف اولادهم مقابل فديه و قطع الطرق و قتل من يرميه حظه العاصرمن المصريين فى طريق مظاهراتهم ( السلميه ) و تفجير محطات الكهرباء و قتل ضباط الجيش و ……و …… الخ نقول كمان و لا كفاية كده؟
و بعد ان القت الشرطه القبض على الكثير منهم و هرب البعض الاخر تظهر زوجاتهم الان على شاشات التلفزيون من اجل استعطاف المصريين على ازواجهم الهاربين و القاتلين امام اعيننا , و لكننا لن نسى لهم ما فعلوه فى حقنا و لن يعيشوا بيننا مره اخرى الا فى السجون
Abdo Shihata- EGYPT
للاسف الشديد تعليقك هذا يدل على قصر نصر عميق فى السياسه ، من اليوم الأول للانقلاب عرفنا أن الحريات فى مهب الريح وأن العسكر قد أعادوا عقارب ساعة الحريه إلى الوراء عشرات السنين . العسكر هم السبب الرئيسى فى تدهور الشعوب العربيه ومعهم الملوك وهذا ما أوصل مصر والدول العربيه إلى الحاله المزريه التى هم عليها الآن ، أن أختلف معك سياسيا لا يعنى أن أقتلك وأن أتخلص منك بكل الطرق ، وإنما عن طريق صناديق الإقتراع وبطرق حضاريه وليس ن طريق الإنقلابات العسكرية وتأتون بخائن وبقاتل بنى وطنه ويدعى الوطنيه ، السيسى ثبت أنه لايملك أى قدرات للقياده .شعب منقسم على نفسه على هذه الشاكله لن يقوى على القيام بأى تنميه حقيقيه ، لذا يلجأ السيسى للشحاته داخلياً وخارجياً وهذه قد تبقيك على قيد الحياة حيناَ من الدهر ولكنها لاتنمى بلدا. والمساعد فى الغالب لايود مساعدتك حتى تفوقه تقدماً .
القيادة العسكرية التي أوصلتها الى الحكم ضروف الفوضى وليس الثورة الشعبية، تتحول مع الإيام الى كذبة كُبرى في حياة الناس وإن منتخبة منهم، لأنها ببساطة شديدة عدوة طبيعية ليس فقط للنهج الديمقراطي، وإنما لذات الثورة الشبابية الشعبية، ثورة يناير 2011، الثورة الأعظم في تاريخ مصر والمنطقة وحتى العالم أيضاً. ثورة كهذه حرام أن يسرقها لصوص الرجعية المحلية والعربية والعالمية، هنا مكمن الخطر الأكبر على مستقبل البلاد والعباد، وليس حُكم الإخوان المسلمين على عيوبه، فهذا مُنقلب عليه وهو في أول الطريق.