الداخلية المغربية: بلجيكا طلبت منا تعاونا «وثيقا» في مجال الأمن

حجم الخط
4

الرباط – «القدس العربي»: تولي أجهزة المخابرات الأوروبية اهتماما بالتعاون مع مثيلتها المغربية في مكافحة الإرهاب، وذلك نظرا للخبرة الواسعة للاجهزة المغربية في هذا الميدان ونجاح استراتيجيتها في الهجمات الاستباقية على الشبكات المرتبطة بالتنظيمات المتطرفة، ومن جهة ثانية كون العديد من أفراد هذه الشبكات في أوروبا ينحدرون من أصول مغربية.
وبعد التعاون مع فرنسا وإسبانبا قالت وزارة الداخلية المغربية إن الحكومة البلجيكية طلبت من المغرب تعاونا وثيقا ومتقدما في مجال الاستخبارات والأمن بعد اعتداءات باريس الأخيرة.
وأوضح البلاغ الذي أرسلت نسخة منه لـ «القدس العربي» أنه «إثر اتصال هاتفي أجراه العاهل البلجيكي الملك فيليب مع الملك محمد السادس عبر فيه عن طلب بلجيكا من المغرب إرساء تعاون وثيق ومتقدم في مجال الاستخبارات والأمن، بعد الاعتداءات الأخيرة في باريس وامتداداتها في بلجيكا وبلدان أوروبية أخرى، أجرى وزير الداخلية محمد حصاد مباحثات مع نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية البلجيكي همت التفعيل الملموس والفوري لهذا الطلب، على غرار التعاون القائم مع فرنسا».
وأضاف البلاغ، أنه «من جهتهما، تباحث مع عبداللطيف الحموشي المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية) وياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية) مع نظيريهما البلجيكيين حول الهدف نفسه».
وأكد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل ببروكسيل أن بلجيكا تعمل على تعزيز التعاون مع المغرب في مجال محاربة الإرهاب.
وقال شارل ميشيل خلال ندوة صحافية عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي والذي خصص لبحث الوضع الأمني في البلاد بعد اعتداءات باريس، إن «الحكومة معبئة، خاصة على مستوى وزارة الداخلية من أجل تعزيز مستوى التعاون مع المغرب في مجال محاربة الإرهاب».
وأكد ميشيل على دور ومسؤولية الحكومة البلجيكية العمل على أن يكون التعاون وثيقا في مجال محاربة الإرهاب سواء مع المغرب أو مع بلدان أخرى.
كما أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الأمن والداخلية البلجيكي يان يانبون أن الحكومة البلجيكية تشيد عاليا بالتعاون مع المغرب في المجال الأمني. وقال يان يانبون، الذي نوه بمستوى التعاون بين وزارتي البلدين إن تعاون الحكومة المغربية يحظى بتقدير كبير وانه أجرى اتصالا مع نظيره المغربي، عقب الاتصال الهاتفي بين عاهلي البلدين، مؤكدا أن «المغرب يمكن أن يقدم عناصر أساسية لمساعدتنا في التحقيقات الجارية».
وأضاف الذي وصف هذا التعاون بالمتميز، أن الوزارتين ستتبادلان جميع المعلومات الضرورية لسير التحقيقات المرتبطة بالاعتداءات الإرهابية التي هزت في 13 نوفمبر العاصمة الفرنسية والتي قدم بعض مرتكبيها من بلجيكا.
ودفع قرار بلجيكا القاضي بطلب مساعدات من المغـرب، بعد الاعتداءات الإرهابية ضد باريس، وبعد التهديدات الـتي تتعرض لها العاصمة البلجيكية بروكسل، كل من هولندا ولوكسمبورغ، للاعتراف بقـوة المغرب، فيـ مكافـحة الإرهـاب والتطـرف الديـني، نتيجة سـياسته المعـتدلة والمشـهود لهـا بالكفـاءة في هـذا المجـال.
وأفادت تقارير صحف أوروبية، صباح أمس الثلاثاء، أن دول مجموعة «بنيلوكس» التي تتألف من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، كانت ترفض في السابق أي تعاون أمني مع المغرب، وهددت في مناسبات كثيرة باتخاذ إجراءات قاسية ضد المغرب «بسبب تدخل أجهزته في شؤونها الداخلية» وهو الجهاز الذي كان يعرف بنشاطه الهام في أوساط الجالية الكبيرة في هذه الدول، ما تسبب في توتر علاقة الرباط وعواصم هذه الدول في أكثر من مناسبة.
وكانت مصادر قد أفادت بأن مسؤولين أمنيين مغاربة قدموا معلومات ساعدت نظراءهم الفرنسيين في القيام بمداهمة في ضاحية سان دوني بباريس الأسبوع الماضي والتي قتل فيها عبدالحميد أباعود أحد المشتبهين بهم الرئيسيين في التفجيرات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر الحالي واعتبرت أسوأ تفجيرات في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال موقع «اليوم 24» أن الملك محمد السادس اتصل بالعناصر الاستخباراتية المغربية، وأثنى على مجهودها، الذي شرف المغرب. ودعاهم إلى الاستمرار في العمل على مكافحة الاٍرهاب سواء داخل المغرب أو خارجه.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قدم للملك محمد السادس، خلال لقاء جمعها نهاية الأسبوع الماضي في الإليزيه، شكره لمساهمة المغرب في تفكيك الخلية التي نفذت هجمات باريس، بحيث كانت الرباط قدمت معلومات استخباراتية «ثمينة» لفرنسا عن مكان العقل المدبر للتفجيرات عبد الحميد أباعود والذي كان الجميع يعتقد بأنه في الرقة، في حين أكدت معلومات استخباراتية مغربية أنه في باريس، وبالضبط في منطقة سان دوني، حيث كان يتحصن بشقة هناك، رفقة قريبته حسناء آيت بولحـسن، التـي قتلـت إلى جانـبه على يـد قـوات النخـبة الفرنسـية.
وذكرت وسائل إعلام بلجيكية وفرنسية ان الأجهزة الأمنية في بروكسيل أوقفت مغربيا مقيما في بلجيكا يدعى ابرايمي لازيز (39 سنة) يوم الخميس الماضي بتهمة تقديم المساعدة لصلاح عبدالسلام خلال مروره المفترض من بروكسيل، بعد هجمات باريس الأخيرة.
وقالت صحيفة «لونوڤيل بسرفاتور» الفرنسية تم اعتقاله بينما كان على متن سيارته «سيتروين» في بروكسل، ووجدوا أسلحة في سيارته وآثار دماء، وستبين الشرطة العلمية ما اذا كانت فيها «DNA» أو بصمات صلاح عبدالسلام.
ويتابع ابرايمي بتهمة قتل أو المشاركة في قتل 130 شخصا، والمشاركة في أنشطة منظمة إرهابية، وحمل السلاح، وسيتم تقديمة يوم الأربعاء المقبل أمام المحكمة الابتدائية في بروكسل لتنظر في استمرار اعتقاله من عدمه.
وحسب وسائل إعلام بلجيكية فإن أحد الشهود هو الذي دل الشرطة على مكان تواجد «ابرايمي لازيز» ولقائه بصلاح عبدالسلام بعيد أحداث باريس.
وقالت صحيفة «20 دقيقة» الإلكترونية إن المحققين وجدوا أنفسهم أمام لغز رسالة «اس ام اس» توصل بها ابرايمي أثناء التحقيق معه كتب فيها «اليهودي غير موجود هنا»، ويستمر البحث في مصدرها ومرسلها وما إذا كانت لها علاقة بصلاح عبدالسلام واعترف حمزة اتوه ومحمد عمري الموقوفان في باريس في وقت سابق بعلاقتهم مع صلاح عبدالسلام وقالوا انه «جد عصبي ومستعد للانفجار»، وقد تم تمديد فترة اعتقالهم المؤقت إلى مدة شهر.

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد العزيز-الجزائر:

    وزير الداخلية المغربي يتحدث عن “خبرة المخابرات المغربية في مكافحة الإرهاب” و كأن المغرب هو الذي عانى من “العشرية السوداء” و ليس الجزائر

    1. يقول عماد المانيا:

      أخي العزيز لأن الجزائر عانت من الإرهاب في العشرية السوداء فمن المنطقي أن مخابراتكم ضعيفة و من المنطقي كذلك أن الدولة التي تملك مخابرات قوية لا تعاني ، وليس العكس. . حفظ الله المغرب والجزائر وجميع المسلمين من كل شر

  2. يقول Khalid:

    المقال يخص التعاون الأمني بين الاتحاد الاروبي والمغرب فما دخل الجزاير
    في الموضوع؟؟؟

  3. يقول amir:

    لطالما طلبت المغرب من الجزائر الدخول في تعاون امني لكن شيوخ المرادية يرفضون دلك قطعا و دون مبررات ، اما من يتحدت عن العشرية السوداء ، فمخابرات الجزائر هي من خلق الارهاب نكاية في فوز جبهة الانقاد،وهناك كثب عديدة لظباط منشقين عن هدا الجهاز كذليل على هدا الكلام

إشترك في قائمتنا البريدية