لندن ـ «القدس العربي»: أكد سفير إيران السابق في المكتب الأوروبي للأمم المتحدة، علي خرم، أن الصين منعت أوروبا من تقديم مقترحات إيجابية في حزمة محفزاتها لإبقاء إيران في الاتفاق النووي بسبب تهديدات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بإغلاق مضيق (باب السلام) هرمز، كاشفاً أن روسيا تحرض بلاده على إغلاق هذا المضيق وبقوة.
فيما قال الموقع المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية بأن الاتحاد الأوروبي يعتمد سياسة شراء الوقت، وأنه لن يقدم على خطوة عملية لدعم الاقتصاد الإيراني إلا بعد استثناء أمريكا شركاته من العقوبات، وأن ذلك لن يحصل.
وخلال حديثه لموقع «انتخاب» التحليلي المقرب من جماعة هاشمي رفسنجاني، كشف سفير إيران السابق في المكتب الأوروبي للأمم المتحدة، علي خرم، أن بكين عارضت أوروبا في عرض حزمة المحفزات الاقتصادية على إيران بسبب تهديد روحاني بإغلاق المضيق.
وأضاف أنه وبعد معارضة الصين، حذف الأوروبيون بعض الأجزاء الإيجابية التي كانت في صالح إيران، من حزمة مقترحاتهم.
وقال إن روسيا تحرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية على إغلاق المضيق، لأن النفط الروسي لا يمر عبر هذا المضيق، وأن إغلاقه يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط إلى أكثر من 150 دولار لكل برميل، وأن موسكو تبحث عن ذلك لإنعاش اقتصادها وهي تصدر يومياً أكثر من 10 ملايين برميل من النفط.
وعلى صعيد آخر ذي صلة بالموضوع، كتب موقع «الدبلوماسية الإيراني» بأنه أخيراً وبعد مرور شهرين على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قدمت أوروبا حزمة مقترحاتها لدعم الاقتصاد الإيراني، واصفاً الحزمة بأنها لا تتضمن أي دعم عملي ومؤثر لضمان صادرات البلاد النفطية وإنهاء القيود المصرفية والمالية المفروضة على إيران.
وأضاف أنه وفي واقع الأمر المقترحات الأوروبي تتماشى إلى حد كبير مع استراتيجية أمريكا في محاصرة الاقتصاد الإيراني بشكل كامل، مشيراً إلى الاتصال الهاتفي بين روحاني والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حيث أعرب الرئيس الإيراني عن خيبة أمله إزاء المقترحات الأوروبية بشأن إرضاء إيران للاستمرار بالالتزام بالاتفاق النووي.
وأوضح الموقع المقرب من الخارجية الإيرانية بأن أوروبا تعتمد سياسة شراء الوقت حتى تتضح الصورة فيما يتعلق بسياسة أمريكا للحصول على بعض الإعفاءات للشركات الأوروبية في تعاملاتها التجارية مع إيران.
وشدد «الدبلوماسية الإيرانية» على أنه لا يمكن لأوروبا ألا تواكب أمريكا خاصة في المجال الاقتصادي، وأن أفضل شاهد على ذلك هو تصريحات أنغيلا ميركل خلال حديثها الهاتفي مع حسن روحاني، الذي قالت إن «الأوروبيين يعتقدون أنه يجب أن يواصل الجانبان الإيراني والأوروبي المفاوضات حول كيفية الحفاظ على الاتفاق النووي بهدوء وبعيداً عن التصعيد»، ما يؤكد على أن أوروبا لا تريد أي تصعيد مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف الإيراني.
وبيّن أن أوروبا تلعب بالألفاظ والتصريحات فقط، لأنها قلقة من التأثير السلبي للعقوبات الأمريكية على شركاتها، وأن الاتحاد الأوروبي لا يريد المزيد من التصعيد في التوتر الحاصل بينه وبين الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب التجارية.
وأكد أن أمريكا لن تستثني أيا من الشركات الأوروبية أو غير الأوروبية من العقوباتها على إيران، وأن الاختلاف بين أوروبا وأمريكا في سياساتهما تجاه طهران هو أن واشنطن تعمل على إسقاط النظام الإيراني بينما أوروبا لا تريد ذلك.
صباح الخير! الحمد لله والشكر على نوم العوافي الهادئ المريح