مدريد – د ب أ: أصبح البرتغالي كريستيانو رونالدو في الوقت الراهن الوحيد صاحب المستوى الثابت من بين الثلاثي الهجومي لريال مدريد (غاريث بيل وكريم بنزيمه ورونالدو)، فقد بات النادي الملكي يعتمد بشكل أكبر في كل مرة على النجم الكبير في تسجيل الأهداف في ظل غياب التوفيق المستمر للثنائي بنزيمه وبيل.
ورغم أهميتها القليلة، سلطت مباراة الريال التي تعادل فيها 1/1 أمام أتلتيك بلباو على أمر حاضر طوال الموسم: يصل فريق المدرب زين الدين زيدان إلى منطقة مرمى المنافس بشكل مستمر ولكن حارس الخصم يخرج دائما بطلا من ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، معقل الريال، في الوقت الذي يتمسك فيه الأخير بأسلوبه التكتيكي العقيم الذي يعتمد على الكرات العرضية. ونجح 12 من أصل 25 فريقا زارو هذا الموسم «بيرنابيو» في حصد نقاط، وهو لم يحدث منذ 18 عاما، والتفسير الوحيد لهذه الظاهرة عجز النادي الملكي عن ترجمة فرصه الهجومية لأهداف. وبهدفه في مرمى بلباو، تمكن رونالدو من معادلة رقمه القياسي في التسجيل في مباريات متتالية (12 مباراة و22 هدفا). وعلى جانب آخر، أحرز بنزيمه ثلاثة أهداف فقط في المباريات الـ17 الأخيرة، اثنان منها كانا من ركلتي جزاء، فيما غاب عن التسجيل خلال اللعب الحر طوال 789 دقيقة. وبالإضافة إلى ذلك، أصبح بنزيمه سببا رئيسيا لإثارة القلق في الريال، بسبب غياب فاعليته وتأثيره في ظل مروره بحالة من انعدام الثقة، كما لم يعد يشارك بشكل مؤثر في أداء الفريق الجماعي كما كان يفعل في الأمس القريب. ويحدث الأمر ذاته مع غاريث بيل، الذي تحول مع مرور الأسابيع إلى لاعب بديل. وسجل بيل هذا الموسم 14 هدفا في 32 مباراة، ما تعد إحصائية غير مقبولة للاعب الذي كلف خزانة الريال أكثر من 100 مليون يورو، وهو الأمر الذي أدركه زيدان ليقرر الإبقاء عليه على مقاعد البدلاء خلال الشهر الأخير. ويثير الاعتماد المبالغ فيه على رونالدو قلقا كبيرا داخل أروقة العملاق الإسباني قبل المواجهة التي يحل فيها ضيفا على بايرن ميونيخ الأربعاء المقبل في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، التي يعد الفوز بها الأمل الوحيد للريال هذا الموسم. وقال زيدان عقب التعادل مع بلباو: «سنذهب إلى ميونيخ لتقديم مباراة جيدة وندرك أن علينا أن نسجل هدفا». والآن يتعين على المدرب الفرنسي أن يقرر إذا كان سيراهن على بنزيمه وبيل ليرافقا رونالدو في مباراة الفريق على ملعب «اليانز أرينا»، معقل البايرن، أو اللجوء إلى خطة بديلة تفاديا للاخفاق من جديد في استغلال الفرص وترجمتها لأهداف. لكن على أي حال ليس من المنتظر أن تحدث طفرة كبيرة في أداء الريال خلال تلك المباراة، طبقا لما قال زيدان: «في المباريات الأخيرة سنحت لنا فرص ولم نسجل كثيرا، ولكن يجب عدم التفكير في هذا، ويجب أن نكون إيجابيين، ليس علينا أن نسمع لما تقولونه أنتم، بل علينا أن نفكر بإيجابية».