الدوحة ـ «القدس العربي»: أكد حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022 أن المناقشات لا تزال جارية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن البطولة التي ستستضيفها قطر في 2021 بديلا لكأس القارات.
وقال الذوادي إن هذه المسألة لم تحسم بعد، لكنها قد تحسم بعد انتهاء بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا منتصف العام المقبل. وكشف الذوادي، على هامش المؤتمر الأول لأمن وسلامة الفعاليات الكبرى، أن أكثر من بديل لا يزال حيز المناقشة ومنها بطولة كأس العالم للشباب في 2021 وكأس العالم للأندية. وعن إمكانية استضافة مونديال الأندية في حال زيادة عدد الأندية المشاركة فيها إلى 24 ناديا، مثلما تردد من اقتراحات مؤخرا بشأن تطوير البطولة، قال الذوادي إن هذا الأمر لم يحسم بعد من الفيفا ولكن قطر على استعداد لاستضافة البطولة بأي حجم يكون مقررا لها وعلى استعداد لاستضافة أي بطولة أخرى. وكان الفيفا وافق على نقل بطولة كأس العالم 2022 من فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير في قطر، إلى فصل الشتاء لتقام في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2022 .لكن سيكون من الصعب إقامة بطولة كأس القارات أيضا في شتاء 2021، علما أنها البطولة التي تستخدمها الدول المضيفة لبطولات كأس العالم من أجل اختبار استعداداتها قبل عام واحد على استضافة المونديال. ولهذا، ينتظر أن تستضيف قطر بطولة أخرى في شتاء 2021 لتكون بديلا عن كأس القارات.
وعن موعد الكشف عن تصميم الاستادات الأخرى لكأس العالم، حيث كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث النقاب عن تصميم ستة استادات فقط حتى الآن، وكان آخرها استاد «الثمامة»، أجاب الذوادي بأن اللجنة ستكشف قبل نهاية العام الحالي عن الاستاد السابع. وأشار إلى أن الكشف عن الاستاد الثامن سيكون في مطلع العام المقبل، موضحا أن العدد النهائي للاستادات لم يحسم بعد، حيث تنتظر اللجنة الموافقة النهائية من الفيفا على اعتماد ثمانية استادات فقط لاستضافة فعاليات البطولة. وعن سير الاستعدادات في الاستادات المختلفة ومدى تأثره بقرار المقاطعة من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأزمة الخليجية الدائرة منذ شهور، قال الذوادي إن شيئا لم يتغير في ما يتعلق بالجدول الزمني للاستعدادات. وأوضح أن بعض التأخيرات حدثت قبل وبعد قرار المقاطعة لكن جرى التغلب عليها سريعا، من دون أي تأثير أو تأخير في الخطة الزمنية الموضوعة سلفا لاستعدادات المونديال. وكان وفد إعلامي زار استاد «الوكرة»، على هامش تغطية مؤتمر أمن وسلامة الفعاليات الرياضية، وشاهد تطور العمل في الموقع بشكل ملحوظ، حيث تقترب أعمال الانشاءات الخرسانية من نهايتها، ليقترب الاستاد من انتهاء العمل فيه خلال الشهور المقبلة لتسليمه في الموعد المحدد قبل نهاية عام 2018 .وقال الذوادي إنه لا يستطيع تحديد نسبة الأعمال المنتهية في انشاءات الاستادات حاليا لكنها تسير طبقا للجدول الزمني الموضوع ومن دون أي تأخيرات ملحوظة. وعن الأثار المترتبة على قرار المقاطعة في ما يتعلق باستيراد مواد البناء من الخارج بعدما كان استيرادها من إحدى دول المقاطعة، قال الذوادي إن اللجنة بالتشاور مع الأجهزة المعنية في قطر وضعت خطة بديلة وسريعة لاستيراد هذه المواد من بلدان أخرى لتسير الأعمال من دون أي تأخيرات. وأضاف أن قطر كان لديها إيمان تام بضرورة استغلال هذه البطولة لتنمية الاقتصاد الموحد من خلال استيراد مواد البناء وغيرها من المستلزمات من الدول المجاورة لكنها اضطرت للاستيراد من بلدان أخرى في ظل قرار المقاطعة. وأشار الذوادي إلى أن أحد المبادئ التي حرصت عليها قطر في الاستضافة هي استفادة المنطقة بأكملها من أول بطولة كأس عالم في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن بلاده حريصة أيضا على ضرورة الاستفادة من هذه البطولة بعد انتهائها من خلال ترك إرث حقيقي للأجيال القادمة. وقال: «نرى أن عدم الاستفادة من هذه البطولة بعد انتهائها يعتبر فشلا… لا بد من ترك بصمة وأثر واضح للبطولة على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها. إنها فرصة لا تتكرر في العمر، ولدينا العديد من المبادرات للاستفادة من هذه البطولة في مختلف المجالات». وعما يثار منذ فترة طويلة وبشكل شبه منتظم عن ظروف العمال في منشآت كأس العالم بقطر، قال الذوادي إنه ما من دولة في العالم لا تواجه مشاكل مع العمال، مع التفاوت في هذه المشاكل بين دولة وأخرى وخاصة العمالة الوافدة. وأضاف: «لكننا في قطر حرصنا على تحسين وتطوير ظروف العمال بشكل منتظم وسريع فهي فكرة أساسية لدينا… مواجهة العمال لظروف صعبة في عملهم بالاستادات أمر لا نقبله دينيا ولا أخلاقيا ولا ثقافيا». وأكد الذوادي: «نرحب بالانتقادات البناءة في أي مجال، ومنها ما يتعلق بظروف العمال، ونعمل على عدة محاور لتحسين الظروف بشكل منتظم لكننا لم نصل بعد للهدف المنشود». وأضاف: «نتواصل مع مؤسسات ونقابات عمالية عالمية وأبرمنا اتفاقيات مختلفة في الآونة الأخيرة، منها اتفاقية مع نقابة عمال الأخشاب والبناء، ونضع أيدينا في يد أي شخص من أجل الاستمرار في تطوير وتحسين ظروف العمال». وعن مؤتمر أمن وسلامة الفعاليات الكبرى والتعاون مع الانتربول في مجال تأمين الأحداث الرياضية الكبرى، قال الذوادي: «لقد عملت قطر بدأب واستمرار لضمان بيئة آمنة وسالمة لشعبها حيث كانت البيئة المستقرة الآمنة بمثابة أساس النمو السريع لدولتنا على مدار العقدين الأخيرين… وبجانب هدفنا الأساسي المتمثل في مرور الفعاليات بدون حوادث، تتمثل رؤيتنا في ما يتعلق بتأمين كأس العالم في تحقيق إنجاز مماثل لما حققته الدولة بشكل ناجح». وأوضح: «سنعمل على استضافة كأس العالم 2022 بمنتهى الأمان والسلامة بناء على أفضل الممارسات بين الشركاء المحليين والدوليين من خلال التنظيم والإدارة ومشاركة المعلومات وتبادل المعرفة وإنفاذ القانون بفعالية… كما نود أن يستمتع الناس بوجودهم في قطر والتمتع بتجربة زيارة الشرق الأوسط بدون مخاوف بخصوص أمنهم». وأضاف: «لهذا، شاركت اللجنة الأمنية في التخطيط للفعاليات المحلية والدولية منذ إنشائها. وشارك أعضاء اللجنة وأشرفوا على العمليات التأمينية في فعاليات مثل بطولة أوروبا 2016 في فرنسا وبطولة كأس العالم 2014 في البرازيل وفي مباريات منفردة في الدوري الإنكليزي والإسباني والفرنسي. ولعبت اللجنة أيضا دورا مهما في استشارة مصممي الملاعب الخاصة بنا والمساهمون معنا لضمان تحقيق المتطلبات الأمنية لتصميمات أماكن المسابقة».
وأضاف: «تقع شراكتنا مع الانتربول ومشروع الملاعب في صميم نهجنا للتعامل مع كأس العالم 2022 بطريقة وقائية. وبخلاف مشاركتنا في أمن كأس العالم 2022، تهدف هذه الشراكة إلى وضع مركز تميز لمساعدة الدول الأعضاء في الانتربول في التخطيط وتنفيذ السياسات وعمليات التأمين للفعاليات الرياضية الكبرى. ونأمل بأن تترك هذه الشراكة إرثا مستمرا لمجتمع إنفاذ القانون الدولي ونهجه في التخطيط لأحداث مثل كأس العالم والأولمبياد».