الرئاسة الجديدة هي الأوسع تمثيلاً والخلافات طبيعية ولا يوجد خطر يتهدد بقاء وإستمرار الائتلاف

حجم الخط
1

 اسطنبول -«القدس العربي»:  أعتبر سياسيون وكتاب سوريون أن الرئاسة الجديدة لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية الأوسع تمثيلاً للقوى المعارضة منذ تأسيسه وأن الإنتخابات تمت بشفافية وبإرادة سورية حرة، مبدين ثقتهم بأن الائتلاف لا يتهدده خطر البقاء والإستمرار في عمله كون أن الخلافات الحالية طبيعية طالما بقيت تحت مظلته.
فايز سارة عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أعتبر الخلافات الحالية تمثل ما أسماه «الحد الأدنى» قائلا: «دائما كانت هناك خلافات داخل الائتلاف لأننا نتحدث عن تحالف يتشكل من جماعات سياسية ومدنية وأهلية وعسكرية وشخصيات مختلفة فمن الطبيعي أن يكون بينها خلافات في المواقف والاستراتيجيات والأيديولوجيات».
ومنذ أيام يشن عدد من قيادات الائتلاف على رأسهم ميشيل كيلو عضو الائتلاف ورئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين هجوماً إعلامياً ضد هادي البحرة الرئيس الجديد للائتلاف الذي تم انتخابه في التاسع من شهر تموز/ يوليو الجاري، بأغلبية كبيرة عن منافسيه. وأعتبر كيلو، أن ما وصفه بثلاثي الرئيس السابق للائتلاف أحمد الجربا والرئيس الحالي هادي البحرة وعضو الهيئة السياسية فايز سارة، يقود الثورة السورية نحو الهاوية، وشدد على أن الثورة السورية «في آخر أيامها».
سارة، الذي رفض التعقيب بشكل مباشر على إتهامات كيلو، قال في حوار خاص مع «القدس العربي» إنه لا يعلم الأسباب والدوافع لهجوم كيلو، مضيفاً: «كل القوى عموما متفقة تحت سقف الائتلاف وكل شخص لا يريد أن يكون تحت هذا السقف يخرج كما فعل البعض وخرج». ونوه سارة إلى أن الخلافات طالما بقيت محكومة بسقف الائتلاف فهي أمر عادي وطبيعي فالجميع له الحق في التعبير عن رأيه، مستدركا: «لكن أحيانا تتحول الأمور الى حسابات وخلافات شخصية وتكون الإتهامات غير صحيحة وتأخذ منحى مختلفا وغير موضوعي وتتسم بالتخوين والتشكيك». وأضاف:»الائتلاف يعمل ومستمر وهذه الخلافات ليست خلافات ذات قيمة وليست جوهرية والدليل أن الائتلاف يعمل مع قيادة هي الأوسع تمثيلاً منذ أن تأسس»، لافتاً إلى أن كل القوى والتيارات الموجودة فيه ممثلة الآن في الهيئتين السياسية والرئاسية، وأن الائتلاف يعمل للمرة الأولى ببرنامج واضح تم طرحه قبل الإنتخابات وسيتم العمل عليه وتطبيقه. ورأى سارة أن الهجوم يحدث من طرف واحد حيث لا توجد تصريحات مضادة والجميع ملتزم بالعمل، مستبعداً حدوث أي انقسام داخل هيئات الائتلاف «لأنها خلافات لا تشكل خطرا ولن تحدث تطورات غير متوقعة» نافياً وجود أي تدخل لقوى خارجية فيما يحدث.
كما توقع سارة أن يحدث تطور كبير في عمل الائتلاف الفترة المقبلة على مستوى الوحدة الداخلية، إضافة الى وجود توجهات قوية نحو الداخل من أجل تنظيم العلاقة مع القوى العسكرية على الأرض والحراك المدني والسياسي والأهلي والإهتمام بوضع الحكومة الذي تراجع على الأرض، مؤكداً على السعي الحقيقي نحو تعزيز العلاقة مع «الأصدقاء الإقليميين والدوليين نحو تكريس قدرة أعلى للائتلاف ليكون فاعلا في المجال السياسي والعسكري من أجل تحقيق أهداف الشعب السوري»، وذلك في ظل وجود وعود جدية بدعم الائتلاف بشكل أكبر، بحسب سارة.
من جهتها رأت بهية مارديني الكاتبة الصحافية السورية المقربة من رئاسة الائتلاف أن الخلافات الدائرة هي أمر صحي إنطلاقاً من أن الائتلاف مكون من كتل مختلفة التوجهات، واستدركت: «لكن في الفترة الأخيرة تصاعدت حدتها كثيرا ولجأ البعض إلى الإعلام لتصفية الحسابات بأساليب لا تليق ابدا به، على خلفية الإنتخابات ونتائجها». وعبرت في تصريح لـ «القدس العربي» عن ثقتها بأن الائتلاف لن يشهد انقساما او تصعيدا، مشيرة إلى أن احمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف لم يرد ابدا على التصريحات والإتهامات والرئيس الحالي هادي البحرة لم يرد سوى مرة واحدة أيضاً، فهم «منغمسون في العمل داخل الائتلاف في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها، ويحاولون ترتيب البيت الداخلي».
وحول مهمة الرئيس الجديد قالت مارديني: «لا أحسد هادي البحرة على مهمته التي تعتبر صعبة دون شك خاصة في ظل التطورات في المناطق الشمالية والشرقية في الداخل السوري»، مشيرة إلى وجود إتصالات حثيثة مع مجموعة الدول أصدقاء سوريا التي عقدت اجتماعا في اسطنبول. وأضافت: «نأمل ألا تشهد الارض مزيداً من التراجع لأن الشعب السوري لم يعد يحتمل مزيدا من القتل والدمار والتهجير والبراميل المتفجرة التي يمطر بها النظام المدنيين» مؤكدةً أن إعادة الملف السوري إلى واجهة المجتمع الدولي ودعم المعارضة في الداخل بشقيها السياسي والعسكري ستكون من أهم أولوليات الرئيس الجديد، بالإضافة إلى موضوع ترتيب البيت الداخلي وأن البحرة «سيستمع إلى كل الآراء من الأعضاء الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه».
وطالبت قيادات المعارضة بأن يكونوا على «قدر المسؤولية ولا تلقي جميع مشاكلها على القوى الإقليمية» معبرة عن إعتقادها ان الانتخابات تمت بشفافية وبإرادة سورية خالصة ولاقت القيادة الجديدة ترحيباً وقبولاً دولياً، متوقعةً إنتهاء الحملة «التي يشنها البعض ضد الرئيس الجديد» قريباً.
الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد الرحمن مطر رأى أن المعارضة السورية باتت لا تقدر على حل خلافاتها المتكررة، وقال: «لا شك أن المعارضة لم تستطع حل مشاكلها وخلافاتها مع مرور اكثر من ثلاثة أعوام على الإنتفاضة الوطنية». وأضاف: «ما يحدث الآن ليس بعيداً عن ما حدث طوال السنوات الماضية حيث كان التناحر وعدم الإنسجام والتفاهم هو الميزة الطاغية على الائتلاف»، معتبراً أن الأجسام السياسية للائتلاف كانت وما زالت ساحة لتنفيذ ما أسماه «الولاءات الإقليمية والدولية». وتابع: «في الواقع لم تكن كل القوى المنضوية في إطار المعارضة السورية، هدفها المباشر هو دفع الحراك الوطني باتجاه الحرية والكرامة، ثمة قوى كانت تهدف لبسط سيطرتها ونشر أفكارها ورؤاها السياسية، سواء عبر فرض دورها في مؤسسات المعارضة لتوجيهها وفق ما تشاء، أو في دورها على الأرض» ولفت إلى أن الخلافات الأخيرة كشفت حجم الصراعات على «قيادة المعارضة وليس خلافات على خطط وبرامج، وكل ذلك نابع من ولاءات كل طرف، وكان جليّاً منذ البدء ان الدعم المالي والعسكري والإغاثي، بعيداً عن قناة موحدة، عمق الخلافات وجذّرها، وقاد الى ما نحن فيه اليوم، من الإنحناء أمام التجاذبات المختلفة التي جعلت من المعارضة غير ذات قيمة وجدوى». وأتهم مطر جميع مكونات الائتلاف بالمسؤولية عن تراجع مكانة الائتلاف ودوره طوال الفترة الماضية، مشدداً على أنه «لا يمكن الحديث عن انجازات للمعارضة طالماً ما زال البعض يعتبر الائتلاف ملكيه خاصة له».
وقال:»قبل أن تتم التوسعة قبل نحو عام، كان الإتهام يوجه للإخوان المسلمين، كقوة تعطيل لسياقات العمل الوطني، ولكن اليوم من الواضح أن جميع القوى، بمن فيها الديمقراطيون، تريد الاستحواذ على صناعة القرار وعلى تنفيذه، من أجل خدمة مصالحها الضيقة». وعبر مطر عن أمله في أن تكون الخلافات هذه المرة تعبر عن ظاهرة ايجابية تؤدي إلى إعادة بناء مؤسسات المعارضة على أساس وطني «عبر مراجعة حقيقية للإخفاقات السابقة وإنشاء هيئة رقابة مستقلة»، وختم بالقول: «نريد للمعارضة الإختلاف على برامج العمل من أجل إسقاط النظام، وليس صراعاً من أجل الإمتيازات».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تائب:

    الجربا لم يرد على هذه الاتهامات لانه لابسته لبس ويكفي فتح ملف فساده لتنكشف الأموال التي سرقها وعجبي لفائز سارة كيف يرضى لنفسه وهو قامة معارضة ان يكون مستشار عند رجل طارئ على المعارضة
    اما بهية مارديني فهي مستفيدة من تلميع الجوخ
    بالمختصر
    كلهم لصوص

إشترك في قائمتنا البريدية