الرئيس الأمريكي يعتزم إقامة «منطقة آمنة» في سوريا ومشروع الدستور الروسي يقلّص صلاحيات الرئيس ويلغي عروبة الدولة

حجم الخط
4

عواصم ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، عزمه إقامة منطقة آمنة في سوريا لحماية المدنيين.
وأشار ترامب في لقاء تلفزيوني مع قناة «إيه بي سي» الأمريكية، أمس الخميس، إلى أنَّ أوروبا ارتكبت خطأ كبيرا بالسماح لملايين اللاجئين بالدخول إليها، قائلاً «حتما سأقيم منطقة آمنة في سوريا».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن ترامب بصدد «تمهيد الأرض لتصعيد التدخل الأمريكي في سوريا عن طريق الإيعاز إلى وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الهاربين من الصراع في سوريا».
من جانبها أعلنت روسيا، امس الخميس، أن الولايات المتحدة لم تنسق معها أية خطط لإقامة «مناطق آمنة» في سوريا، داعية الرئيس الجديد دونالد ترامب، إلى دراسة «العواقب» المحتملة لهذا القرار.
جاء ذلك على لسان دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بيسكوف في التصريح الذي نشرته قناة «روسيا اليوم» إن «شركاءنا الأمريكيين لم يتشاوروا معنا. إنه قرار سيادي لهم»، في إشارة للمنطقة الآمنة.
وأضاف «الأمر المهم هو ألا يؤدي ذلك إلى تردي وضع اللاجئين».
وفي هذا الصدد، دعا المتحدث الروسي، الإدارة الأمريكية إلى ضرورة دراسة كافة «العواقب المحتملة» من اتخاذ هكذا قرار، دون توضيح ماهية هذه العواقب.
وأعلنت تركيا الخميس انها ستدرس عن كثب مشروع ترامب لإنشاء «مناطق آمنة» في سوريا او الدول المجاورة لها لاستقبال النازحين السوريين، وهي فكرة تدعمها أنقرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي اوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة «لقد رأينا ذلك»، مضيفا «المهم سيكون نتيجة تلك الدراسة ونوع التوصية التي ستخرج بها».
وأوضح «اقترحنا (إنشاء مناطق آمنة) منذ البداية. جرابلس هي المثال الأفضل»، مشيرا الى أن آلاف السوريين يعودون إلى هذه المدينة التي استعادها مقاتلو المعارضة السورية في آب/اغسطس بدعم من الجيش التركي من أيدي تنظيم «الدولة».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أمس الخميس عن مسؤول في وزارة الخارجية ترحيب الدوحة بتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقامة مناطق آمنة في سوريا. وقطر أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أحمد بن سعيد الرميحي مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية إن الدوحة ترحب بتصريحات ترامب. وأكد «ضرورة توفير ملاذات آمنة في سوريا وفرض مناطق حظر جوي (وهو ما) يضمن سلامة المدنيين».
إلى ذلك نشر جزء من المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد، وهي تضيف لصلاحيات البرلمان إعلان الحرب وتنحية الرئيس وتعيين حاكم المصرف المركزي وتعيين المحكمة الدستورية.
وتقترح المسودة توسيع صلاحيات البرلمان السوري بقدر كبير على حساب صلاحيات الرئيس السوري.
وجاء ذلك في المادة 44 من مسودة المشروع، إذ ورد فيها «تتولى جمعية الشعب الاختصاصات الآتية: إقرار مسائل الحرب والسلام، تنحية رئيس الجمهورية من المنصب، تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا، تعيين رئيس البنك الوطني السوري وإقالته من المنصب».
ولم تشر المسودة الروسية إلى حقّ رئيس الجمهورية بحلّ المجلس النيابي، كما لم تشر إلى إمكانيته بتعيين نائب رئيس له، وهما من حقوق الرئيس المسجلة في الدستور الحالي.
وتقترح المسودة الروسية منح رئيس الجمهورية صلاحية إعلان الاستفتاء حول المصالح العليا للبلاد.
وتقترح المسودة الروسية الإبقاء على مدة ولاية رئيس الجمهورية والمحددة بسبع سنوات مع إمكانية الترشح لولاية واحدة تالية.
وتقترح المسودة الروسية إزالة تعابير تشير إلى عربية الجمهورية السورية (بما في ذلك كلمة «العربية» من اسم الجمهورية العربية السورية) وإحلال اسم «الجمهورية السورية» للتشديد على ضمان التنوع في المجتمع السوري.
كما اقترحت المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد جعل تغيير حدود الدولة ممكناً عبر الاستفتاء العام، واعتبار اللغتين العربية والكردية متساويتين في أجهزة الحكم الذاتي الثقافي الكردي ومنظماته.
وتشير المسودة الروسية إلى ضرورة مراعاة التمثيل النسبي لجميع الأطياف الطائفية والقومية لسكان سوريا في التعيينات الحكومية، مع تخصيص بعض المناصب لتمثيل الأقليات.
وتشدد المسودة على عدم جواز استخدام القوات المسلحة في المجال السياسي واضطهاد السكان أو عملية انتقال السلطة.
وتؤكد المسودة على سمو القانون الدولي والمعاهدات التي تقرها سوريا واعتبارها جزءاً أساسياً من النظام القانوني للدولة.
وكان الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانا حول سوريا، التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، قد وزّع مشروعه المقترح للدستور السوري. وسبق لموسكو أن أعلنت، في أيار/مايو الماضي، أنها تعد مثل هذا المشروع، انطلاقا من نتائج مشاوراتها مع أطراف النزاع السوري ودول المنطقة.

الرئيس الأمريكي يعتزم إقامة «منطقة آمنة» في سوريا ومشروع الدستور الروسي يقلّص صلاحيات الرئيس ويلغي عروبة الدولة
أنقرة ستدرس خطة واشنطن… والدوحة ترحب باقتراح ترامب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    وهل السوريين ناقصي أهلية حتى يفرض الروس عليهم دستوراً معلباً ؟
    لقد كان للسوريين دستور ديموقراطي منذ الخمسينات من القرن الماضي !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول ابو عرب:

    كل ما يحدث هو نتيجه افعال العملاء ونتيجه حتميه من مصالح الدول الاوروبيه والغربيه وحتى مصالح روسيا في هذا البلد المدمر على يد ابنائه مع كل اسف !

  3. يقول علي النويلاتي:

    الشعوب هي التي تخط دساتيرها، فمن أعطى الحق لهذا الإستعمار العنصري الجديد حليف عائلة الأسد الفاسدة المجرمة أن يخط دستور للشعب العربي السوري؟ ومن أعطاه الحق أن يقترح شطب عروبة سوريا وشعبها؟ وهل ترضى روسيا أن تخط الولايات المتحدة الأمريكية دستوراَ لها؟ إنه دليل جديد بأن روسيا ليست صديقة للشعب السوري، ودليل آخر على طبيعة هذا النظام الطائفي المجرم فلولا معرفة روسيا المسبقة بمواقف هذا النظام وعدائه للعرب والعروبة لما تجرأت بمثل هذا الإقتراح العنصري المعادي للشعب السوري ومصالحه بشكل خاص والعربي بشكل عام.

  4. يقول خليل ابورزق:

    لاحظ استعمال المتحدث الروسي لعبارة شركائنا الامريكان و احترامهم لقرارات الامريكان السيادية.
    وهذا يعيدنا لاصل التدخل الروسي و هو مساومة الامريكان بدون الاصطدام المباشر معهم. اما السياسة الامريكية فكانت التأكد من عدم تسليم التيار الاسلامي الارهابي او المتشدد او المعتدل السلطة في سوريا. واذا كان شعار الاقلية في سوريا الاسد او ندمر البلد فشعار امريكا كان لا الاسد و لا الاسلاميين و لو تم تدمير البلد. و بالطبع فان الامريكان حرصوا على عدم التدخل المباشر و الكثيف بسبب اوضاعهم الاقتصادية و بناء على درس العراق.
    المهم ان جميع الاطراف الموجودة تمثل مصالحها بما فيها روسيا و ايران و امريكا و اسرائيل و الاقلية الحاكمة في سوريا و الفصائل المسلحة الممولة و المدارة من الخارج وهي على اختلاف و تناقض مصالحها تتفق على شي واحد هو قمع الارادة الحرة للشعب السوري لان الحرية معدية و لان هذا سيغير كل المعادلات السارية في الشرق منذ قرن على الاقل.

إشترك في قائمتنا البريدية