إسطنبول ـ «القدس العربي» من اسماعيل جمال: أيدت روسيا، التي تدعم النظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة، إقامة «مناطق آمنة» في سوريا بهدف تعزيز وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أمس الأربعاء.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد لقاء قمة بينهما في سوتشي الروسية على البحر الأسود إن «موقفنا المشترك هو أن إقامة مناطق آمنة يجب أن يؤدي إلى تعزيز نظام وقف إطلاق النار».
واعتبر بوتين أن تلك المناطق يجب أن تصبح مناطق حظر جوي إذا توقف القتال على الأرض بالكامل.
وقال الرئيس الروسي «إذا تمت إقامة منطقة تخفيف التصعيد، فحينئذ لن يحلق فوقها الطيران شرط ألا يسجل أي نشاط عسكري في تلك المناطق».
وأكد بوتين أنه بحث مسألة هذه المناطق الآمنة المقترحة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال محادثتهما الهاتفية مساء الثلاثاء. وقال بتحفظ «إذا كنت فهمت الأمور جيدا، فإن الإدارة الأمريكية تدعم هذه الفكرة».
وفي خامس لقاء في زحمة الاتصالات والمباحثات الدولية مع روسيا حول إقامة «منطقة آمنة» في سوريا، وانطلاق مباحثات «أستانة» التي تركز على بحث مقترح «المناطق العازلة»، ركزت مباحثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في روسيا على إيجاد حل للملف السوري.
وفي مستهل اللقاء بينهما، أكد أردوغان لبوتين أن البلدين «قادران على اتخاذ خطوات كفيلة بتغيير مصير منطقة الشرق الأوسط»، مضيفاً: «اليوم أمامنا فرصة جدية لبحث علاقاتنا الثنائية والمسائل الإقليمية.. الدولتان تتحملان مسؤولية كبيرة فيما يخص التطورات في الشرق الأوسط».
وجرى بحث الملف السوري بالتزامن مع تقديم موسكو لمقترحها على الوفود المشاركة في مباحثات أستانة حول إقامة مناطق آمنة في سوريا تتولى تركيا إلى جانب موسكو وطهران مراقبتها، في الوقت الذي انسحب فيه وفد المعارضة السورية المسلحة من المباحثات احتجاجاً على استمرار قصف النظام على المناطق المدنية و»عدم التزام روسيا بتعهداتها».
ويسعى أردوغان لإعطاء زخم جديد لفكرة المناطق الآمنة أو المناطق العازلة لا سيما مع إعلان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من روسيا، أمس الأربعاء، دعمها لإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين في سوريا، بالتزامن مع اتصال بوتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب والذي اتفق فيه الزعيمان على ضرورة إنهاء الأزمة السورية في أقرب وقت «وركزت المباحثات على إقامة مناطق آمنة في سوريا»، بحسب بيان البيت الأبيض.
وقبيل مغادرته إلى روسيا، قال أردوغان إن تركيا وروسيا توليان أهمية كبرى «لتعزيز» وقف إطلاق النار في سوريا وأنهما ستستمران في العمل من أجل إنهاء النزاع هناك، وقال: «هدف البلدين من أجل سوريا هو وقف سفك الدماء في أسرع وقت ممكن لحماية وحدة أراضي البلاد و(إيجاد) حل سياسي»، مضيفاً: «نحن منخرطون في تعاون مثمر بشأن سوريا. وأخذنا خطوات مشتركة أدت إلى ظهور آمال جديدة لإيجاد حل سياسي.»