نيويورك «القدس العربي»: في سابقة هي الأولى من نوعها طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يلتقي بالقيادات العربية والإسلامية في منطقة نيويورك الكبرى. وقد قامت الجمعية الثقافية التركية الأمريكية بترتيب اللقاء لنحو 300 من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية بمن فيهم قيادات الجاليات التركية والتي قدم ممثلون عنها من العديد من الولايات الأمريكية.
عقد الاجتماع في مقر الجمعية في شارع بارك الشهير وسط منهاتن من بعد ظهر الخميس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين. وكان من بين الحضور ممثلون عن الجاليات الفلسطينية والمصرية والسورية والتونسية والمغربية والعديد من دول آسيا الإسلامية. وقد شاركت «القدس العربي» في اللقاء والذي إنتهى دون أن يتقبل الرئيس التركي أي أسئلة كما كان مأمولا.
دخل أردوغان القاعة واستقبل بالهتاف والزغاريد والتصفيق. وكان من بين الحضور من هتف لفلسطين وغزة في إشارة لأردوغان بأن لا ينسى معاناة غزة المحاصرة بعد إتفاقه الأخير مع الكيان الصهيوني. وبعد كلمة الترحيب به من رئيس الجمعية وقف الرئيس أردوغان مخاطبا الجمهور لنحو ساعة.
ركزت كلمة الرئيس على محاولة الانقلاب الفاشلة التي خطط لها وحاول تنفيذها «أعداء تركيا الذين هم أعداء أصدقاء تركيا أيضا». وقال «قائد هذا الانقلاب يعيش بكل حرية وترحاب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد قدمنا للسلطات الأمريكية طلب تسليمه للحكومة التركية. قدمنا لهم مئات الوثائق والأدلة الدامغة التي تثبت تورطه وتورط أنصاره بهذا الإنقلاب اللئيم». وأكد أن السلطات الأمريكية لم تتجاوب مع هذا الطلب رغم أن هناك إتفاقا بين البلدين لتبادل المجرمين موقعا من الطرفين إلا أن الولايات المتحدة لم تلتزم بالإتفاق وما زال المتهم حرا طليقا رغم ما سببه من مقتل أكثر من 200 مدني وعسكري وجرح عدة آلاف «الذين حموا الديمقراطية التركية بدمائهم وبالتفاف الشعب حول قيادته المنتخبة». ثم تطرق أردوغان في حديثه للجمهور الذي كان غالبيته من العرب، إلى الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط الذي وصفه بأنه ملتهب وصعب. وقال «هناك عشرة آلاف داعشي في سوريا وعشرة آلاف مثلهم في العراق. ورغم تعاوننا مع الجميع للقضاء عليهم إلا أننا نعي أن من مصالح أعدائنا وأعداء أصدقائنا أن تبقى الأمور كما هي حتى يضغفونا وينهكوا قوانا ويحرمونا من العدل والسلم في المنطقة». وأضاف «أعداؤنا لا يريدون أن يروا تركيا قوية ولا دولا شرق أوسطية قوية وإنما يسعون جاهدين لخلق أنظمة دكتاتورية تكون عبئا على شعوبها وخادة لمصالح غيرها».
ثم توجه إلى الجمهور قائلا «أشكركم على حضوركم وعلى وقفتكم مع الحق والعدل والقيادة الشرعية المنتخبة في تركيا رغم أنكم تعيشون في الغربة. استمروا في دعمكم للحق والوقوف مع مصالح الشعوب التي تريد أن تعيش بسلام وعدل مثل شعوب أمريكا وأوروبا وبقية دول العالم».
وبعد انتهاء الكلمة وقف الحضور مدة طويلة وهم يصفقون ويهتفون لتركيا وفلسطين ومصر. وقد لا حظ الرئيس التركي كثافة الوجود المصري في القاعة وإطلاق هتافات تطالب بالحرية لمصر فما كان منه إلا أن حياهم بتحية رابعة. وقد عبر بعض الفلسطينيين عن خيبة أملهم بسبب عدم تعرض الرئيس التركي للقضية الفلسطينية في كلمته المطولة.
عبد الحميد صيام
بالعرف الديبلوماسي .توجد هكذا نوع من اللقاءات .لكن لقاء السلطان اردوغان .لما يعتقد بلقاء رعايا سلطنته ومن بايعه في المهجر له الكثير من المعاني.فهو ربما يريد أن يضغط على أميركا لتسلمه السيد غولن .وهذا مستحيل.لسبب بسيط أن لدى المعارض التركي الكثير من الأشياء السرية عن علاقته بأميركا.والانقلاب العسكري الفاشل.