بيروت- «القدس العربي»: لمناسبة العيد الـ73 للجيش اللبناني، أقيم احتفال مركزي في الكلية الحربية، في ثكنة شكري غانم في الفياضية، تقدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس المكلف سعد الحريري، قائد الجيش العماد جوزف عون، إضافة الى عدد من النواب والوزراء والدبلوماسيين ورجال الدين وقادة الاجهزة الامنية وضباط من المؤسسة العسكرية.
استهل الاحتفال بضع الرئيس عون إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش .وبعد ان اطلق رئيس الجمهورية تسمية الدورة بإسم دورة فجر الجرود،سلّم السيوف للضباط الـ35 المتخرّجين بالتزامن مع تلاوة اسمائهم.
وفي كلمة له المناسبة ، قال قائد الجيش العماد جوزف عون « ثلاثة وسبعون عاماً والجيش يسطّر صفحات مشرقة في تاريخ الوطن، حافلة بدلالاتها القوية ومعانيها العميقة. وإذا كان الأول من آب هو اليوم الذي نحتفل فيه بمناسبة عيد الجيش، بحيث تجتمع قلوب اللبنانيين قاطبةً على التقدير المتجدد والثقة العالية بالمؤسسة العسكرية، فإن كل يوم من ايام العسكريين هو مناسبة للالتزام الوطني الصادق والتضحية بلا حساب، حفاظاً على امن المواطنين وسلامتهم».ولفت إلى «ان السنوات الماضية حملت العديد من التغيّرات والأحداث والمحطات، لكن حقيقة لامعة برزت فلم ينل منها تعاقب الأيام ولا خطورة التحديات، هي حقيقة ان لبنان، ذلك الوطن الاستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، ينهض بعد كل محنة، ويتجاوز كل تجربة يخوضها، فيخرج اقوى واصلب، ويمضي ابناؤه اكثر ثقةً وإيماناً بوطنهم».
واضاف «في عيد جيشنا، نجدد الاعتزاز بإرثنا المشرّف، مستذكرين دماء الشهداء والجرحى التي ستبقى امانة في اعناقنا، ونؤكد اننا سنظل حماة للبنان ورسالته الإنسانية الجامعة، في وجه العدو الإسرائيلي والخطر الإرهابي».
وتوجه العماد عون إلى «ابناء وطننا العزيز»، بالقول «عهد منا في يوم عيدنا، ان يكون أمنهم عنواناً وهدفاً نضعه نصب أعيننا على مرّ الأيام».
من جهته، عاهد رئيس الجمهورية ميشال عون الجيش «بأن يكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه وتطوير قدراته القتالية وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات ليكون على الدوام على قدر المهات التي يقوم بها والتي تنتظره في المستقبل، بالتوازي مع ورشة العمل والمهمات التي تنتظر الحكومة العتيدة في معركة بناء الوطن اللبنانيين».
«فجر الجرود»
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تخريج الضباط قال «اخترتم ان تحمل دورتكم اسم «فجر الجرود» وفي رمزية هذا الاسم عِبر ومسيرة حياة، فتلك الجرود التي خيّم عليها ليل الإرهاب طويلاً وسالت على ارضها دماء وسقط شهداء وعانى مخطوفون حتى الشهادة وبكى اهل واحبة قد بزغ فجرها بسواعد أبطال وقرار قيادة وبسالة تضحيات حرّرت الأرض وطهرتها من الإرهاب».
وتابع «اكدت العملية العسكرية النوعية التي قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين والتي اجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها على اهلية مؤسستنا العسكرية واكتسابها ثقة دولية وإيمان ابنائها بدورهم الجوهري في الدفاع عن وطنهم وبأنهم في النهاية خشبة الخلاص له وسط العواصف والاضطرابات».
وتطرّق رئيس الجمهورية الى مسألة تشكيل الحكومة قائلاً « تحقق في الفترة الأخيرة إنجاز انتظرناه لسنوات وهو إجراء الانتخابات النيابية وفق قانون عصري توافق عليه اللبنانيون وفي اجواء ديمقراطية مشهود لها وأفضت الانتخابات إلى التعبير عن صوت الشعب الذي اختار ممثليه وعليه الآن ان يراقب اداء من اوصلهم إلى قبة المجلس النيابي»، وشدد على «ان صوت اللبنانيين الذي تمثل في مجلس النواب يجب ان ينعكس ايضاً على تشكيل الحكومة العتيدة، وكلنا تصميم في هذا الإطار الا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر والا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار او يعطل مسيرة الدولة».
وأكد « أن عزمنا واضح، وهو ان تكون هذه الحكومة جامعة للمكوّنات اللبنانية من دون تهميش اي مكوّن، او إلغاء دوره ومن دون احتكار تمثيل اي طائفة من الطوائف»، معتبراً أنه « إذا كانت بعض المطالب قد أخّرت حتى الآن تشكيل الحكومة، فأود هنا ان أجدد تأكيد عزمي بالتعاون مع دولة الرئيس المكلف على إخراج البلاد من ازمة تأخير ولادة الحكومة مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني لأن اي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا هو خيانة للوطن وآمال الناس».
تغريدة حريرية
وفي عيد الجيش، غرّد الرئيس الحريري عبر «تويتر» قائلاً «تحية الى الجيش في عيده السنوي الثالث والسبعين. نتذكّر في هذا اليوم، وكل يوم، شهداءنا الضباط والعسكريين، وتضحيات كل فرد في قواتنا المسلحة ليبقى لبنان سيداً حراً مستقلا، ولتبقى الدولة فوق الجميع وراعية وضامنة للجميع، وليبقى الأمان والاستقرار لكل اللبنانيين.»
كما غرّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع قائلًا «لا جمهوريّة قويّة من دون جيش قوي… مبروك لنا جميعًا بعيد الجيش الـ73، هذا الجيش الذي أثبت في مناسبات عديدة روحه المؤسساتيّة، انضباطه، كفاءاته القتاليّة العالية وبذل الدم في سبيل أمن المواطن اللبناني». كذلك، هنأت السفارة الأمريكية في لبنان الجيش اللبناني بمناسبة عيده، وخصّت الضباط المتخرجين الذين يحملون بفخر اسم دورة فجر الجرود، لافتة الى» أن هذه العملية أثبتت أن الشعب اللبناني يستطيع أن يثق بقدرة الجيش اللبناني على الدفاع عن لبنان ».
وشددت السفارة الأمريكية « على فخرها بكونها شريكة للجيش اللبناني»، مشيرة الى « أن الحكومة الأمريكية قدمت على مدى السنوات العشر الماضية الى الجيش اللبناني أكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي التدريب والمعدات، وقامت بتدريب أكثر من 32,000 جندي لبناني».
سعد الياس