نواكشوط- «القدس العربي»: أعرب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن «قناعته الراسخة بأن لا بديل لموريتانيا عن الحوار الشامل الذي سيمكن من حل مشاكل عديدة على مستويات عدة».
وأوضح في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» «أن الحوار السياسي الشامل سينطلق في وقته المقرر وهو شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري».
وقال «لقد طالبنا بالحوار عدة مرات لأن الحوار ضروري لترسيخ الديمقراطية ولإعطاء دفع جديد لمؤسسات الدولة، وكل لقاء ينعقد تكون له دائما انعكاسات إيجابية كما سيكون فرصة للتفاهم حول أمور عدة في مقدمتها ترسيخ الديمقراطية».
ولم يشر الرئيس ولد عبد العزيز في هذه المقابلة لمقاطعة المعارضة الموريتانية للمشاورات التي نظمتها الحكومة تمهيدا للحوار، كما لم يشر لاحتمال مقاطعة المعارضة للحوار المرتقب، غير أن المراقبين لاحظوا أنه لم يوجه للمعارضة انتقادات كعادته في خرجاته الصحافية، وهو ما فسر بأنه نوع من المهادنة لإفساح المجال أمام الجهود المبذولة حاليا لإقناع المعارضين بالالتحاق بالحوار.
وأكد الرئيس الموريتاني على «ضرورة أن يشارك الجميع في الحوار» مبرزا «أن مساعيه لتنظيم حوار شامل مدعومة على نطاق واسع داخل موريتانيا حيث تستعد الأحزاب السياسية والمجتمع مدني والشخصيات المرجعية المهتمة بالحوار للمشاركة فيه»، حسب تعبيره.
ودعا الرئيس الموريتاني «الأحزاب السياسية والنقابات للانضمام للحوار المقرر لأنه فرصة هامة للتفاهم».
وتحدث عن تجربة موريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب فقال «إن بلده تعرض لهجمات إرهابية من الخارج لكن الحكومة الموريتانية اتخذت الإجراءات اللازمة لمواجهته حيث طورت مقدرات الجيش الموريتاني على مستويات التدريب والتجهيز حتى أصبح مهيئا لمواجهة خطر الإرهاب».
وقال «إن المقاربة الموريتانية لمكافحة الإرهاب شملت كذلك محاورة الشبان الذين وقعوا ضحية لدعايات المنظمات الإرهابية حيث تمكنت الأجهزة الحكومية من إعادة هؤلاء الشبان للاعتدال وإبعادهم عن التطرف».
وقال «إن الحل العسكري على أهميته لا يكفي وحده بل لا بد من الحوار مع اجتثاث أسباب الإرهاب، وهي انعدام العدل وعدم توفر السكان على ظروف الحياة المناسبة وعدم حل المشكلات الاجتماعية، فهذه كلها، يضيف الرئيس الموريتاني، مشاكل يجب حلها لكونها مسببة للإرهاب»، مضيفا «أن الحل يكمن في تحسين الظروف المعيشية للسكان وتحسين القطاعات الخدمية من صحة وتعليم وفرص عمل»، حسب تعبيره».
وحول عودة الاستقرار لليبيا أعرب الرئيس ولد عبد العزيز عن «أسفه لتحول ليبيا إلى ساحة للعمل الإرهابي معربا في الوقت نفسه عن أمله في «أن يتمكن الليبيون من حل مشاكلهم بأنفسهم عبر الحوار والتفاهم».
وتحدث الرئيس الموريتاني عن وجود عشرات الآلاف من اللاجئين الماليين وعدد كبير من اللاجئين السوريين في موريتانيا فأوضح «أنه على الحكومات أن تتحمل مسئولياتها الإنسانية أمام هذا الوضع»، مضيفا «أن موريتانيا قائمة بواجبها في هذا الصدد بوصفها عضوا في الأمم المتحدة».
وأعرب عن أمله في أن تستتب الأوضاع الأمنية في البلدان غير المستقرة ليتمكن اللاجئون من العودة إلى دولهم».
عبد الله مولود