عواصم ـ وكالات: اجتمع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس الأحد، في مدينة عدن (جنوب) مع قيادات وزارة الدفاع، وتوعد جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) إذا لم تستسلم وتسلم السلاح ومؤسسات الدولة.
وذكرت الوكالة اليمنية الرسمية للأنباء (سبأ) أن اجتماع هادي بالقيادات العسكرية جرى بحضور رئيس الحكومة، أحمد بن دغر.
وقال هادي خلال الاجتماع: «إننا مع السلام الحقيقي العادل، وأي تفاوض أو عملية سياسية تستلزم تطبيقا حقيقيا لما نص عليه القرار (الدولي رقم) 2216، من انسحاب للميليشيات الحوثية وتسليم للسلاح ومؤسسات الدولة».
وشدد الرئيس اليمني على أن وعود الحوثيين في الجنوح للسلام تأتي مع خسارتهم للمعارك، لكن «عادتهم في نقض كل المواثيق والاتفاقات لم تعد مقبولة إطلاقا».
وتابع: «أقول بكل وضوح لميليشيا الحوثي وداعميها في نظام طهران، إما تنفيذ المرجعيات الثلاث المتوافق عليها دون انتقاء أو التفاف أو مماطلة، أو تتحملون وحدكم النتائج المترتبة على ذلك التعنت والمراوغة».
ويُقصد بالمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216. ويعتزم المبعوث الدولي مارتن غريفيث زيارة العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الإثنين؛ لإجراء مباحثات مع هادي.
واعترف الرئيس عبدربه منصور هادي، بوجود أخطاء كثيرة ارتكبتها الحكومة، أثناء تشكيل القوات الحكومية «الجيش الوطني»، خلال الثلاث السنوات الماضية.
وقال «ان هناك اخطاء ترافق اَي عمل يراد بناؤه وقد رافق ويرافق تشكيل الجيش الوطني كثير من الأخطاء، لابد من الوقوف أمامها. وتصحيحها، وعدم تجاهلها او التمادي معها».
وأضاف «من مخرجات الحوار الوطني الذي انقلب عليه الحوثيين واتفق عليها اليمنيون بناء جيش وطني ومهني، قوات مسلحة تكون ملك للشعب مهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها ووحدة وسلامة أراضيها وسيادتها ونظامها الجمهوري، وتتولى الدولة وحدها انشاء هذه القوات، ويحضر على اَي فرد او هيئة او حزب او جهة او جماعة او قبيلة انشاء اَي تشكيلات او فرق عسكرية او شبه عسكرية».
وحسب وكالة سبأ الرسمية، وجه الرئيس هادي قادة الألوية والوحدات العسكرية، برفع كشوفات سريعة لمدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة تتضمن القوام والتواجد والانضباط ومن تنطبق عليهم شروط الخدمة وحصر الجرحى وغيرها.
وفي السياق، قتل جنديان يمنيان وأصيب 3 آخرين، الأحد، في انفجار قذيفة داخل معسكر للجيش في محافظة عدن جنوبي البلاد، حسب مصدر عسكري.
وقال المصدر ـ فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، إن «جنديين قتلا وأصيب 3 آخرون، في انفجار قذيفة داخل معسكر اللواء 39 مدرع التابع للمنطقة العسكرية الرابعة، بمدينة خور مكسر بمحافظة عدن (جنوب)».
وأضاف: «انفجرت قذيفة آر بي جي في الجنود أثناء عملية صيانة اعتيادية يقومون بها داخل المعسكر».
وفي أبريل/نيسان، سقط 20 جنديا ما بين قتيل وجريح؛ إثر انفجار صاعق أدى إلى تفجير مخزن الذخائر بمعسكر جبل حديد في مدير خورمكسر بمحافظة عدن، حسب مصادر عسكرية وطبية حينها.
وأعلن التحالف العربي في اليمن، أمس الأحد، احتجاز الحوثيين لسفينة بميناء الحديدة منذ شهرين.
ونقلت قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية عن التحالف، امس، قوله إن «ميليشيا الحوثي تحتجز السفينة G Muse في ميناء الحديدة منذ شهرين لأسباب غير معروفة»، دون تفاصيل أكثر عن السفينة وظروف الاحتجاز.
ولم يصدر تعليق من الحوثيين بشأن ما ذكره التحالف.
وتنفذ القوات الحكومية، بإسناد من التحالف العربي، منذ 13 حزيران/ يونيو الحالي، عملية عسكرية لتحرير مدينة «الحديدة»، ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر، لتحريرها من الحوثيين.
ومنذ عام 2015 ينفذ التحالف العربي، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للحكومة، في مواجهة المسلحين الحوثيين. ويسيطر الحوثيون، المتهمون بتلقي دعم عسكري إيراني، على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وخلفت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
