رام الله- «القدس العربي»: عادت الحياة إلى شوارع فلسطين بعد أن عادت قوافل الطلبة الفلسطينيين إلى المدارس بعد شهر من الإضراب المتواصل الذي خاضه المعلمون الفلسطينيون للمطالبة بحقوقهم. وأتى تعليق الإضراب التجريبي لمدة أسبوع حالياً بعد تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا وموافقة حراك المعلمين على العودة للمدارس وإعطاء القيادة الفلسطينية والحكومة معها فرصة للبدء بتطبيق الاتفاق.
وكان الرئيس عباس قد ألقى خطاباً ظهر أول من أمس السبت وإلى جانبه رئيس الوزراء رامي الحمد الله، قرر فيه وبالتشاور مع رئيس الحكومة إتمام تطبيق الاتفاق الموَّقع بين الحكومة واتحاد المعلمين عام 2013 كاملا «وهو الذي ينادي به المعلمون» ومنح المعلمين زيادة طبيعة العمل بنسبة 10% موزعة بالتساوي مع بداية عامي 2017 و2018 والعمل على دراسة وضع الإداريين وِفق الاتفاق الموقع في 16 فبراير/ شباط ودفع ربع دفعات مما اتفق عليه المتأخرات قبل الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل.
كما قرر الرئيس الفلسطيني وبالتشاور مع مفوض عام المنظمات الشعبية تصحيح أوضاع الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين بالوسائل الديمقراطية، وهو ما قد يعني إجراء انتخابات جديدة وقبول استقالة المجلس الحالي الذي يرفضه المعلمون الحكوميون. وفي ختام الخطاب دعا الرئيس أبو مازن المعلمين والمعلمات والعاملين في وزارة التربية والتعليم كافة، إلى الدوام لإنقاذ العام الدراسي والحفاظ على مسيرتنا التعليمية.
وبعد خطاب الرئيس عباس وقراراته، أعلن الحراك الموحد للمعلمين تعليق الإضراب وانتظام الدوام في المدارس لمدة أسبوع احتراماً لقرار الرئيس. وقرر الحراك إعطاء الحكومة الفرصة لصرف الجزء الأول من المستحقات لكافة المعلمين خلال هذا الأسبوع، على أن يتم التشاور مع قواعد المعلمين في جميع المحافظات والأخذ بقرارهم بالنسبة للاستمرار بالإضراب أو الالتزام بالدوام للأيام القادمة.
لكن حراك المعلمين طالب بعدم استقبال المشرفين التربويين وعدم الالتزام بالأعمال الكتابية والتحضير وعدم المساس بأي معلم مضرب او اتخاذ اي نوع من الإجراءات الإدارية ضده.
وعلمت «القدس العربي» أنه وخلال التصويت في المحافظات على تعليق الإضراب والعودة للمدارس نشب خلاف هو رؤيتهم لما جاء في خطاب الرئيس وإن كان كافياً للعودة إلى المدارس أم يتوجب الاستمرار في الإضراب. وتجاوزا للخلاف جاء تعليق الإضراب لمدة أسبوع على أن يتم تقييم الأمور بعد ذلك.
وخرج الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حول فكرة تأخر القيادة الفلسطينية ومعها الحكومة لمدة شهر كامل قبل معالجة أزمة إضراب المعلمين الفلسطينيين. فكتب الإعلامي فتحي برقاوي على صفحته يقول إن ما فعله الرئيس يخلو من الحنكة السياسية لكنه سعيد بعودة المعلمين والتلاميذ إلى مدارسهم. ثم كتب مجدداً يقول «قبل ثلاثة أسابيع وتحديدا في 20 فبراير/شباط الماضي كتبت هنا: ان حل إضراب المعلمين ليس عند وزير التربية بل هو عند ثلاثة حسب الترتيب، الرئيس ثم وزير المالية فرئيس الوزراء. السؤال: لماذا أبطأ وضيع شهرا تعليميا وهو يعلم ان الحل بين يديه؟ هل من حقنا ان نحاسب المقصر منا؟.»
فادي أبو سعدى