الروس يدخلون إلى درعا المدمرة والنظام يرفع علمه على مبنى البلدية والمعارضون يسلمون أسلحتهم

حجم الخط
2

دمشق – «القدس العربي» : ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن قواته دخلت جنوب مدينة درعا الخاضع للمعارضة ورفعت العلم الوطني في مهد الانتفاضة ضد حكم بشار الأسد والتي تحولت إلى حرب مستمرة منذ سبع سنوات. وقال التلفزيون الحكومي إن الجيش رفع العلم قرب مكتب البريد، وهو المبنى الحكومي الوحيد في الجزء من المدينة الذي كانت تسيطر عليه المعارضة منذ أيام الانتفاضة الأولى في 2011. وكان شهود أفادوا بأن مركبات تابعة للحكومة السورية ترافقها الشرطة العسكرية الروسية دخلت منطقة في مدينة درعا أمس الخميس من أجل رفع العلم.
وتوصل معارضون في مناطق من درعا إلى اتفاق على تسليم الأراضي يوم الجمعة الماضي. وقال مسؤولون في المعارضة إن مقاتلين متحصنين في جزء من مدينة درعا لا يزالون يجرون محادثات مع ضباط روس لضمان الحصول على ممر آمن للخروج. وقال مسؤولون بالمعارضة وشاهد إن وفدا عسكريا روسيا رفيعا دخل منطقة تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا بجنوب سوريا اليوم الخميس وبدأ مفاوضات بشأن تسليمها لحكم الدولة. وأبلغ مسؤول في المعارضة رويترز بأن المفاوضات تسير بشكل سلس وبأن الروس ملتزمون حتى الآن بشروط اتفاق يشمل تسليم الأسلحة وإجلاء المقاتلين غير الراغبين في العيش تحت سيادة الدولة.

دخول الروس

ودخلت مركبتان مدرعتان تحملان ضباطاً روساً منطقة الشياح في المدينة القديمة المدمرة. وبدأ الضباط محادثات مع قادة من الجيش السوري الحر بشأن تطبيق شروط اتفاق الاستسلام. وقال مسؤول من المعارضة إن المقاتلين يأملون أن يفي الروس بوعدهم بالإبقاء على وجود دائم للشرطة العسكرية الروسية داخل الجيب لحماية المدنيين ومقاتلي المعارضة السابقين الذين آثروا البقاء تحت سيادة الدولة. ويعيش نحو ألفي مقاتل من المعارضة وأسرهم تحت الحصار في جزء من مدينة درعا. ويريد كثيرون منهم الرحيل بسبب خشيتهم من الطريقة التي ستعاملهم بها الحكومة.
وفي الأثناء ذكرت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري «أن الجيش السوري وسع أمس نطاق هجومه لاستعادة الجنوب الغربي من البلاد ليشمل «حوض اليرموك» الذي يسيطر عليه تنظيم «الدولة» حيث قصفت طائرات حربية روسية المنطقة»، وأوضح المصدر، «أن الضربات الجوية بدأت على حوض اليرموك عند مسافة أقل من 10 كلم على خط فك الاشتباك في الجولان العربي السوري، وذكرت أنه في حوض اليرموك هناك أكثر من 30 ألف مدني يتخذهم «جيش خالد بن الوليد» المبايع لداعش دروعاً بشرية». وذكرت ان تعزيزات ضخمة وصلت محافظة القنيطرة تمهيداً لانطلاق عملية عسكرية واسعة «لاجتثاث ما تبقى من مقاتلين واستعادة المحافظة كاملة إلى الدولة» حسب الصحيفة. قال مصدر عسكري مسؤول في مدينة درعا لـ»القدس العربي» إن مدن وبلدات ريف درعا الشرقي بدءًا من بصرى الشام وحتى طفس غرباً مجردة من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، عدا مدينة درعا التي لم يزل يستحوذ المقاتلون المحاصرون داخلها على أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، قائلاً «الريف الشرقي مسيطر على سلاحه الثقيل والمتوسط وحتى الخفيف شبه منتهٍ، بحكم ان قوات النظام تدخل على القرى والمدن وتسحب السلاح منها وبذلك اصبح كل السلاح تحت سيطرة النظام ما عدا أحياء درعا البلد حيث يفاوض مقاتلوها على التهجير».
وحسب القيادي من المعارضة في درعا «حسين أبو شيماء» فقد دخلت امس الخميس ورشات فنية من بلدية النظام الى درعا البلد وتم رفع علم النظام السوري، فوق مبنى البريد بالقرب من «أيقونة الثورة» المسجد العمري، بالتزامن مع دخول الشرطة العسكرية الروسية مع وفد من النظام السوري لحضور مناسبة «رفع العلم» فيما يجري الفريق المفاوض اجتماعاً مع الجانب الروسي داخل المدينة لحسم وضع الـ 1000 مقاتل المحاصرين فيها بسلاحهم الخفيف مع بعض الأسلحة المتوسطة.
وانتقالاً الى الريف الغربي في طفس أوضح المتحدث الذي فضل حجب هويته لاسباب وصفها بالامنية ان مدينة «طفس قد سلمت سلاحها هي الأخرى» ومع سيطرتها على هذه المنطقة، تصبح قوات النظام على تماس مع «جيش خالد» المبايع لتنظيم الدولة، من الجهة الشرقية. لافتاً الى تشكيل حواجز عسكرية مشتركة مع النظام في الجبهات الشمالية الغربية للمدينة في كل من «حيط وجلين وبسرية وزيزون» وهي جبهات مشتعلة مع تنظيم الدولة. وعزا المتحدث قتال الخصوم في صف واحد، كتفاً لكتف، الى ان «المواجهات العسكرية ضد تنظيم الدولة والتي اسفرت عن انسحاب مقاتلي المعارضة من بلدة «حيط» التي دخلها النظام السوري مؤخراً، دفع الطرفين «بحكم واقع المصالحة للالتحام ضد العدو المشترك».
وبذلك يكون النظام السوري قد استعان بمقاتلي «المعارضة» بعد ان أجبرهم على تسوية أوضاعهم، لقتال تنظيم الدولة لسببين، أولهما الاستفادة من خبرة هؤلاء المقاتلين المطلعين على مواقع وتحصينات تنظيم الدولة، والثانية الاستعاضة بهم عن الميليشيات الإيرانية ومقاتلي حزب الله، ممن سيؤججون غضب الكيان الإسرائيلي، الذي لا يرغب بالفوضى على حدوده، ودفعاً لاحتمال ان يتحمل النظام السوري مغبة هذا التدخل في المنطقة المعروفة بحساسية موقعها.

أوضاع مأساوية

دعت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس إلى إتاحة الوصول إلى 210 آلاف نازح فروا من القتال في جنوب سوريا وفي حاجة عاجلة للأدوية والخدمات الصحية ومن بينهم مصابون يتعين إجلاؤهم.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية، لقي ما لا يقل عن 15 سورياً، بينهم 12 طفلاً، حتفهم الأسبوع الماضي بسبب الجفاف وأمراض ناجمة عن تلوث المياه.
وقالت المنظمة إن ثلاثة من أربعة مستشفيات ومراكز صحية عامة في درعا والقنيطرة مغلقة أو لا تعمل بكامل طاقتها. وأضافت «نطالب جميع الأطراف بفتح الباب أمام المواطنين في جنوب سوريا والسماح بوصول آمن للأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجونها وبمنح ممر آمن للمصابين بإصابات شديدة كي يصلوا إلى مستشفيات خارج المنطقة لإنقاذ حياتهم».

الروس يدخلون إلى درعا المدمرة والنظام يرفع علمه على مبنى البلدية والمعارضون يسلمون أسلحتهم

هبة محمد ووكالات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    خانوك يا درعا يا مهد الثورة السورية العظيمة

  2. يقول سلام عادل(المانيا):

    اذا كانت ماساة الشعب السوري الحالية ستنتهي بدخول درعا والسيطرة عليها من قبل النظام وهي رمز يمثل البداية فلتكن درعا رمز للنهاية لتلك الماساة

إشترك في قائمتنا البريدية