لم تكن مصادفة أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختار البرلمان التركي (وليس الأندونيسي مثلاً، كما قالت ترجيحات مبكرة يومذاك) لمخاطبة العالم المسلم، في مستوى شعوبه وقضاياها الكبرى، إسوة بأنظمته ومصالحها الصغرى؛ وذلك في أوّل إطلالة دولية، لأوّل رئيس أمريكي أسود، ولد لأب مسلم. ولسوف تتولى تلك الخطبة التشديد على البُعد الثقافي (الديني والحضاري والتاريخي، في معانٍ أخرى) وراء خطوة كهذه بصفة خاصة، ثمّ إبراز الخلفية الستراتيجية والجيو ـ سياسية لعلاقة الغرب بالعالم المسلم، وبتركيا خصوصاً.
وإلى جانب مستقبل التعاون في ملفات سياسية كبرى، مثل العراق وإيران والسلام العربي ـ الإسرائيلي والقضية القبرصية وأفغانستان والباكستان وناغورني ـ كارباخ، كانت الركيزة الفكرية، أو الثقافية لمَن يشاء، في خطاب أوباما هي امتداح التجربة الديمقراطية التركية. وذاك مديح شمل سيرورة نشوء تركيا الحديثة (ومن هنا جاءت فقرة التغنّي بشخص مصطفى كمال أتاتورك)، ثمّ التطورات اللاحقة التي عزّزت النظام الديمقراطي التركي (إلغاء محاكم أمن الدولة، وإصلاح قانون العقوبات، وتدعيم قوانين حرّية الصحافة والتعبير، ورفع الحظر عن تدريس اللغة الكردية…). وعلى نحو مبطّن، ولكنه غير خافٍ بالطبع، خاطب أوباما تركيا بوصفها، أيضاُ، دولة أطلسية تستضيف قواعد عسكرية أمريكية أساسية، تُناط بها مهامّ لوجستية وعملياتية لا يُستهان بها.
جرت مياه كثيرة في أنهار تركيا والولايات المتحدة منذ تلك الخطبة، غنيّ عن القول؛ ولم تكن تركيا في حينه أردوغانية ـ إذا جاز التعبير ـ إلى الدرجة التي هي عليها اليوم؛ كما لم يكن الجوار الإقليمي عاصفاً إلى هذا الحدّ، غير المسبوق: علاقات تركية ـ إسرائيلية لم تشهد، من قبل، هذا المستوى من الخلاف والتوتر والمواجهة؛ و»ربيع عربي» هزّ أنظمة استبداد مكينة عتيقة، وأعاد تركيب معادلات المنطقة الجيو ـ سياسية، بعد أن قلبها رأساً على عقب تقريباً؛ وتنظيمات جهادية متشددة لم تكتفِ بتسعير الممارسات الإرهابية، بل ذهبت بالعنف إلى أقصى أنساقه وحشية وهمجية؛ وتمدد إيراني في المنطقة، أتاح له الغزو الأمريكي للعراق أن يتطوّر إلى مشروع نفوذ إقليمي واسع الجغرافيا وجَشِع الأطماع، يقطع قوس منطقة عريضة تبدأ من العراق وسوريا ولبنان، دون أن تتوقف عند فلسطين والخليج العربي واليمن.
الأرجح أنّ هذا المشهد، المركب والمعقد والزاخر بالمعطيات المتفجرة، كان محور الدقائق الـ35 لاجتماع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء زيارة الأخير للمملكة مطلع هذا الشهر. هذه محادثات «على انفراد»، كما تصف اللغة الدبلوماسية طرازاً من مداولات ساسة العالم، على طاولة تنفرد عن المعلَن لكي تنتهج ما هو مكتوم وسرّي، حيث تُصاغ سياسات كبرى، وتُتخذ قرارات حاسمة. صحيح أنّ البيان الصحفي المشترك، الذي أعقب الزيارة، لم يشر إلى أيّ اختراق دراماتيكي في العلاقات السعودية ـ التركية، في مستوى اللفظ على الأقلّ؛ إلا أنّ علائم كثيرة تنبيء بأنّ تحوّلاً نوعياً سوف يطرأ على تعاون البلدين، في ميادين كثيرة، لعلّ أبرزها احتواء المدّ الإيراني في المنطقة عموماً، وإعادة «جدولة» الأولويات في تحديد الأخطار الأدهى؛ كأن يراجع العاهل السعودي قراءة أخيه الراحل الملك عبد الله لخطر الإخوان المسلمين بالمقارنة مع المدّ الإيراني، خاصة إذا نجحت طهران في انتزاع اتفاق دولي حول برنامجها النووي.
وهكذا فإنّ الأيام القليلة القادمة حبلى بالمتغيرات، أغلب الظنّ، ولعلّ تلك الدقائق الـ35 سوف تهزّ قوس النفوذ الإيراني ذاته، أوّلاً؛ قبل أن تنتقل الهزّات إلى سائر المنطقة، حيث الأرض حاضنة زلازل كثيرة، أصلاً!
صبحي حديدي
العرب يريدون رجلا بالافعال لا بالاقوال.
لقد نجحت الدول العربية على الصعيدين الداخلي و الخارجي في تحويل انظار شعوبها عن فهم الحقائق البسيطة في السياسة فما بالك بالمعقدة منها
داخليا فقد قطعت الطريق امام الاسلاميين معتدلين او متشددين للوصول الى الحكم و خارجيا فهناك اعادةترتيب لسلم العداوات فقد كانت اسرائيل هي العدوللجميع
عربا كانوا ام مسلمين و بقدرة قادر اصبح الحوار ممكنا و تبادللمصالح مع هذا
الكائن الغاصب و حلت محله كل التخوينات داخل الدول العربية فيما بينها و كذالك بين الدول الاسلامية شيعة و سنة
و تركت فلسطين و قد انفرد بها الغول الاسرائيلي في خضم هذا التمزق و الانشقاق في الجسم العربي اللاسلامي دعوا هذا اللقاء يمهد
دعوا هذا اللقاء يمهدللقاءات بين جميع الاطراف بغرض لم شمل جميع الفرقاء
من اجل حوار سياسي جاد .
اذا كانت هناك قوى شر تكالبت علىايران ومن ثم على سوريا وانتصرت ، فان العرب سيعودون الى سنوات الثلاثينيات ..وحتى نكون صرحاء فن الملايين من الشعوب العربية لا تزال تعيش في مستوى الثلاثينيات ولا تغطو ضوء الشمس بالبهتان..
أن ايران كأمة ودولة عظيمة انحني اجلالا واكراما امام انجازاتها وسر تفوق هذه الامة أنها لا تتلكأ على العرب ولو بفنجان قهوة .
الخليج العربي:يقول المثل مصري؛أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أستغرب!. شكرا.
شعوب منطقة الشرق الاوسط : العرب والاتراك والفرس تربطهم علاقات وثيقة اساسها الدين والجوار والتاريخ ( الحضارة الاسلامية ) ، ويشتركون في مواجهة عدو واحد غزى المنطقة واغتصب فلسطين الارض العربية الاسلامية المقدسة ، تلك هي اسرائيل المزروعة والمدعومة والمحمية من الغرب الاوروبي الامريكي الذي سعى سابقا وما زال يسعى للسيطرة على المنطقة ونهب خيراتها وجعلها سوقا دائمة لمنتجاته ، وما يجري في المنطقة من حروب وفتن داخلية ماهي الا صناعة غربية صهيونية لتحقبق اهدافهم المذكورة ، وان اهم اسلحتهم لتحقيق اهدافهم تقسيم المنطقة جغرافيا وقوميا وطائفيا لابقائها مفككة ضعييفة . وقد ان الاوان لكي تعي شعوب المنطقة وتتعاون لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد مستقبلها ، وما يجمعها من روابط الدين والجوار والتاريخ كفيل بتحقيق هذا التعاون الذي يؤمن لها العزة والكرامة والرخاء والسيادة .فهل يكون اللقاء التركي السعودي بداية لهذا الوعي .
هذه الزلازل والعلم لله ستبدأ بسقوط مدوي لنظام بشار الذي هو ساقط أصلا ثم تتلاحق الأحداث بتدحرج بيادق الدومينو حيث سيتم تصفية الحسابات مع الصفويين
بلبنان وسوريا والعراق واليمن وأخيرا رأس الأفعى إيران التي ستشتعل فيها ثورة ضد ملالي إيران وتنسلخ عدة قوميات كانت ترزح تحت الإحتلال الصفوي كالأحواز البلد العربي المنسي.
غاب العقلاء فحل البلاء.ولاحول ولاقوة إلا بالله