أسيرُ بكتفٍ واحدةٍ
الأخرى تركتُها في الماضي
إذا عُدتِ
فأبكي عليها
أما أنا فدعيني
أتأمل غريمي: رقاصَ الساعةِ!
الحبُّ يا حبيبتي
يحتاج جبلا أشمَّ كـ»ماردين» *
وطيورًا محلقةً كأضلاعي
أتنفَّسُكِ بعمقٍ
أتنفَّسُكِ على ارتفاعٍ منخفضٍ
أمتشقُ جسدكِ كسيفٍ دمشقيٍّ
ونخوضُ معًا أرضَ الآلهةِ والأنبياءِ
أين المحاربونَ؟
لا أرى سوانا
هنا
آخذُكِ منكِ وأعيدكِ إليَّ
فلا تبقين سوى عطرٍ
يملأُ الفراغَ الذي يساويكِ
ولا يفارقُكِ
تنظرينَ إليَّ
حزينةً كتمثالٍ تدمريّ
يلفُّك الضبابُ
مثل جنةٍ سوريَّة
تحت خدّ الصَّباحِ
على بعدِ ليلةٍ ونصف
من عرقِ الإبطِ
ونعناعِ الترقوة
تجهشين
يساوركِ الشَّكُ بي
وليس الشَّكُ سوى
رقصةٍ في الهوا
وللهوى
الأزرقِ السماويِّ
يا لقمري الأسمرِ
يقطرُ دمًا فضيًا!
يا لقبلتي
لها طعنةُ الخنجرِ!
تقولين لي:
تريثْ في الجري إلى حقولي
وزرعتِ وردةً في السياجِ
أقولُ لكِ:
أنا الرَّهَوانُ
الضَّجِرُ
حكيمٌ قديمٌ
بروحِ طفلِ
تقولين لي:
حنانيك
أقولُ لكِ:
لا!
واعلمي لطائِفي:
السمُّ في الكرزِ الأسودِ
والدَّواءُ في شاربِ الذِّئبِ
لا تقربي شقيقةَ النُّعمانِ
كي لا تُوقظي عاصفَتي
أنا اللَّهبُ الماردُ
فوقَ ذهبِ السنابلِ
أنا فورةُ الحبِّ
في بذرةِ الخسِّ
وحاذري
إذا استوى السرطانُ – برجي –
مع العذراءِ – قلعتُكِ المُحصَّنةِ الحصينةْ –
أنا من يقرأُ فنجانكِ
وأقذفهُ في البحرِ
أمشي في العصرِ
إلى القصرِ
أناوِئُك لأوطّدَ سلطانَكِ
أشعلُ الحرائقَ
بكِ لأجلكِ
فأغمضي عينيكِ
أو دعيهما
في خوفِ النَّعامةِ
في رجفةِ الصَّوتِ
في خجلِ الغَمامةِ
بيني وبينكِ
جسرٌ معلقٌ
على هاويةِ الفراتِ..
لا تنظري إلى الخلفِ
إذا جئتِ إليّ
الجسدُ الفتيُّ إذا اهتزَّ
يتفرَّسُ به الماءُ
لم تأتِ ساعةُ اللَّهوِ مع الموتِ
أتتْ
لا تندمي على ما هو آتٍ
أصبحتِ تفهمين
غزلَ الصخورِ الكريمةِ
في الشلالات المبتذلةِ
الأمواجَ الجافةَ
في طريقِها إلى الحلمةِ
فاحلمي بقدومي
على مهلكِ
ودعيني أُكمِل هُبوبي
على عَجَلي.
* ماردين: مدينة جبلية ساحرة تطل على «عامودة»، مسقط رأس الشاعر
شاعر سوري
عبدالله الحامدي