السبسي: لست نهضوياً ولكن استقرار تونس يستوجب التحالف مع النهضة

حجم الخط
4

تونس – «القدس العربي»: نفى الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، وجود نية لديه لتوريث نجله الحكم، مشيرا إلى أن بلاده ليست «دولة خلافة».
كما أشار إلى أن التحالف مع حركة «النهضة» الإسلامية ضروري لاستقرار تونس، واعتبر أن حزب «نداء تونس» يدفع ثمنا باهظا بسبب صراع قياداته على السلطة، مقللا من إمكانية نجاح الحزب الجديد، الذي يستعد الأمين العام السابق لـ»النداء» محسن مرزوق للإعلان عنه قريبا.
وقال قائد السبسي، في حوار بثه التلفزيون الحكومي مساء الأربعاء، إنه لم يرث الحكم من أحد، مشيرا إلى أن الشعب التونسي هو من انتخبه لهذا المنصب، و« في الجمهورية الثانية رئاسة الجمهورية تقع بالانتخاب الحر والنزيه، وأنا لا أستطيع أن أورث ابني لأننا لسنا في دولة خلافة أو ملكية».
ويتهم بعض السياسيين الرئيس التونسي بمحاولة توريث الحكم لنجله، حافظ قائد السبسي، بشكل غير مباشر عبر تمكينه من السيطرة على حزب «نداء تونس»، في وقت تشير فيه بعض المصادر إلى أن قائد السبسي أبدى مؤخرا استعداده لإنهاء جميع المهام القيادية لنجله، والذي يشغل حاليا منصب «أمين وطني مكلف الإدارة التنفيذية والممثل القانوني للحزب»، بهدف المحافـظة على تمـاسك «نداء تـونس».
وفي ما يتعلق بالعلاقة المتميزة مع حركة النهضة والتحالف، المتين والمثير للجدل بين حزبه والحركة الإسلامية، قال الرئيس التونسي: «لا أحد يستطيع أن ينعتني بأني نهضاوي، كما أنه خلال الانتخابات جميع من في الحركة صوتوا ضدي، باستثناء الشيخ راشد الغنوشي وعشرة أشخاص معه، ولذلك أنا لا أدين للنهضة بأي شيء، ولكن الشعب التونسي هو الذي اختار النهضة، فالسيادة عند الشعب وليس عندنا نحن، وحتى لو منحنا الشعب الأغلبية المطلقة فلن نحكم وحدنا، كي لا نتحول لحزب مهيمن»، مشيرا إلى أن اختيار التحالف مع النهضة وتشكيل ائتلاف حاكم يقوده رئيس مستقل هو خيار «صائب» وضروري لاستقرار البلاد.
وفي السياق ذاته، فند قائد السبسي التصريحات التي تؤكد أن أزمة «نداء تونس» ناتجة عن «التعايش» مع حركة «النهضة»، مؤكدا أن الأزمة الحالية التي يعيشها «النداء» نبعت من الصراع المستمر بين قياداته على المناصب والسلطة.
واستبعد نجاح بعض القوى اليسارية، التي غادرت «نداء تونس» في تجاربها السياسية الجديدة (في إشارة إلى الأمين العام السابق للنداء محسن مرزوق)، مضيفا: «الأيام بيننا، والمستقبل في العمل المشترك».
وكان مرزوق أعلن مؤخراً «انفصاله التام» عن «نداء تونس» وتأسيس «مشروع ديمقراطي وطني حداثي» منفتح على جميع القوى الحداثية التي رفضت الانضمام في وقت سابق لـ»النداء»، مشيرا إلى أن حزبه الجديد، الذي سيعلن عنه رسميا في آذار/مارس المقبل، سيواصل «المشروع البورقيبي» (الذي قام عليه النداء)، وسيكون «المنافس الأول» للأحزاب الكبرى في الانتخابات البلدية المقبلة.
وفي ما يتعلق باستقالة مدير الديوان الرئاسي، رضا بلحاج، أكد قائد السبسي أن هذا الأمر تم بالاتفاق معه لأنه لا يريد الخلط بين الحزب ومؤسسة الرئاسة، مشيرا إلى أنه سيقوم خلال أيام بمنح بلحاج وساما وطنيا (مثلما فعل مع مرزوق عندما كان مستشارا له).
من جهة أخرى، اعتبر قائد السبسي أن أدء الحكومة الحالية «معقول» مؤكدا تمسكه برئيسها الحالي الحبيب الصيد.
وأكد أن لقاءه ببعض الشخصيات السياسية المعروفة، كمهدي جمعة، وأحمد نجيب الشابي، ونوري الجويني، هو من باب الاستشارة في بعض الأمور السياسية ولا علاقة له باستبدال أحدهم برئيس الحكومة الحالي.
وحول السياسة الخارجية لبلاده، أكد قائد السبسي استقلالية القرار التونسي، وعدم التدخل في الدول الاخرى، موضحا ان تونس لم «تنتصر» للسعودية في أزمتها مع ايران، لكنها حاولت توظيف «أصولها العربية» في سياستها الخارجية، عبر العودة إلى محيطها الحقيقي، مذكرا بزيارته الأخيرة لعدد من البلدان العربية.

حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    لا بد من خطوة عملية لتكريس التوافق من خلال تغيير كل المديرين الجهويين ورؤساء المصالح في جميع القطاعات خاصة منها العمومية. كذلك بالنسبة إلى البلديات يجب تغيير الكتاب العامين وبالولايات. وحيثما ثمة حركة مالية ينجر عنها فساد كذلك الشأن بالنسبة للموانىء جميعها. لا بد من تشكيلة جديدة تتطابق والتغيير. بلغة أخرى يجب تقليع المسامر المصددة التي لم تعد تصلح لا للعادة ولا للعبادة. وبذلك يسهل عمل الحكومة.

  2. يقول algere:

    كلام في الصميم

  3. يقول moussalim.ali:

    – استقرار تونس ، أو توريث الحكم للإبن ؟ .

  4. يقول الصعيدي:

    الشعب التونسي شعب راقي سيحافظ علي مكتسبات ثورته وليس كشعوب اخري ضحك عليها بثورات عكسية ارجعتهم الي اسوء من ذي قبل!

إشترك في قائمتنا البريدية