السجال الديني

حجم الخط
16

أثارت قضية التفريق بين «القرآن الكريم والمصحف» جدلا كبيرا في تونس، مؤخرا، كما أثارت «نهاية أسطورة البخاري» الجدل نفسه قبل بضعة أشهر في المغرب. وفي كل مرة تظهر في الوطن العربي سجالات من هذا النوع، حول الإسلام، أو القرآن أو السنة، أو حول أحد الصحابة، أو التاريخ الإسلامي. ولما كان هذا السجال عادة ما ينجم عن خطابات تصب في ما يعتقده المسلمون، كانت ردود الأفعال قاسية، تصل حد التكفير، أو رصد جوائز مادية مجزية لمن يتصدى لتلك الخطابات. وتكثر ردود الأفعال التي تملأ الدنيا وتشغل الناس، ثم سرعان ما يغتال الزمن تلك السجالات، وكأنها كانت فرقعات سياط في هواء.
أتساءل: ما جدوى هذا السجال؟ وما مدى مساهمته في فتح حوار حقيقي حول الإسلام، أو الثقافة الإسلامية؟ وما هي القيمة العلمية والمعرفية المضافة حول ما هو مشهور من ادعاءات حول القضايا المثارة؟ كما أنني أتساءل من جهة أخرى: ماذا يضير المنزعجين من مثل هذه الخطابات؟ وإلى أي حد يمكنها أن تسهم في زعزعة الاعتقاد، أو القضاء على الإسلام، إلى الحد الذي يجعلهم يعلنون النفير ضد هؤلاء؟
لقد انتهى زمن الاتهام بالزندقة لكل المعارضين والمخالفين، كما كان في التاريخ الإسلامي. كما ولّى عهد مطاردة الساحرات، وإعدام كل من يأتي باكتشاف علمي جديد يراه الأوصياء على الدين، أنه يعارض الشريعة المسيحية. ألا يمكن فتح حوار هادئ مع ما ينشر من آراء مخالفة للاعتقاد؟ وإذا ما بدا الحوار مستحيلا، ألا يمكن الصمت عنه، وترك الفقاعات تنفجر من تلقاء نفسها؟ إلى متى سنظل نخوض مع الخائضين في سجالات عقيمة عن الدين، وندعي أننا نخوض «الجهاد» ضد من يريد التشكيك في العقيدة؟
إن الكثير مما يقال الآن عن القرآن الكريم قيل في زمانه، وتكفل النص القرآني نفسه بالرد عليه، من زعم أنه مُكتتب، أو أنه أساطير الأولين. وخلال كل التاريخ الإسلامي ظلت تتردد مثل هذه الدعاوى بأشكال متعددة، ومتجددة، كما بقيت تتوالى مع أعمال بعض المستشرقين، الذين سعوا بكل ما أوتوا من قوة فيلولوجية للنيل منه بشتى الوسائل والسبل. فماذا حصل بعد كل هذا التاريخ السجالي؟ فالأذان ما يزال على الصوامع، والمصاحف تطبع، وأعداد المسلمين تتزايد، اليوم، من كل بقاع الأرض، أكثر مما كانت عليه في الأزمنة السابقة.
لا يقدم السجال، سواء كان إيجابيا أو سلبيا حول الدين أو القرآن، ولا يؤخر شيئا. فلا المساجلون بالسلب صدوا الناس عن الإسلام، ولا المدافعون حولوا المسلمين إلى مؤمنين أو محسنين. يغتاب بعض المسلمين بعضهم بعضا، وهم متوجهون إلى المسجد، وبعد خروجهم منه يأتون في ناديهم المنكر.
منذ أن طرحت قضية الإرهاب صار الإسلام مشجبا تعلق عليه كل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فلا فرق بين من ينادي بالخلافة الإسلامية، والشورى، أو من يطالب بالدولة العصرية والديمقراطية. كل يوظف الدين، ويخلق السجالات، أو يمارس الدعوة، لتحقيق مكاسب سياسية ومالية، ولا يهم واقع الشعوب الإسلامية البالغ الانحطاط. إنما الأهم هو المصلحة الخاصة. لقد جرّب المسلمون هؤلاء وأولئك، فرأوا «داعش» تمارس تقتيلا وعنفا لا يقل شراسة عما مارسته الأنظمة الحزبية و»الديمقراطية»، أيا كان الشعار الذي ترفعه وضعيا أو دينيا، إن الصراعات التي تخاض في الوطن العربي، والإسلامي، باسم الدين، هجوما أو دفاعا، ليست سوى حروب من أجل مصلحة سياسية لفائدة فئة معينة، وضد مصلحة الشعوب. ماذا لو تركوا الدين للديان جل جلاله، وتصارعوا حول الوطن بلغة السياسة، والخطاب والفكر السياسيين؟
لا يمكن لأي صراع حين تغيب الأفكار والمشاريع والبرامج، إلا أن يعتمد على جاهز القول، ولاسيما حين يكون متصلا بمتخيل ثقافي، أو معتقد ديني، لدى الفئات والجماعات الاجتماعية المعنية بالتحول أو التقدم، ليتم الادعاء بأن السجال، ضمنيا، يخدم المطالب، ويؤدي إلى تحقيق المصالح. ومن هنا كان اعتماد الدين الإسلامي وما يتصل به تاريخيا وثقافيا ركيزة السجال وممارسة الصراع. وليس في هذا سوى صرف الانتــباه عن القضايا الجوهرية.
إن الدين والفن، من جهة، والفكر والعلم، من جهة أخرى، من مقومات الوجود الإنساني. ولا يمكن لأي جماعة اجتماعية مهما بلغت من الرقي الحضاري، أن تستغني عنهما، أو تعيش بدونهما. فلا الدين ينوب عن الفكر، ولا العلم يحل محل الفن. إن كلا من هذه الفعاليات له محله الحيوي والضروري في حياة الإنسان. فالذين حاربوا الدين باسم الفكر، أو حاربوا العلم باسم الدين، أو قللوا من قيمة الفن مقابل العلم، أو جعلوا العلم بديلا عن الفكر، في كل التاريخ الإنساني، أبان التاريخ أنهم قصيرو النظر، وأن الإنسان لا يمكنه أن يعيش بمقوم دون غيره من المقومات. وليس السجال بخصوص أي مقوم بدون الالتفات إلى غيره سوى ضرب من الأوهام التي لها تواترات في التاريخ.
يمكننا تجاوز السجال بممارسة البحث العلمي في الدين. أما الهجوم أو الدفاع عنه فليس سوى تحريف للصراع.

٭ كاتب مغربي

السجال الديني

سعيد يقطين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صوت من مراكش:

    ازعم انه يوجد من بين انصار اصحاب السجال من هؤلاء و الئك من لم يقرؤوا و لا صفحة

    من كتاب صحيح البخاري او نهاية اسطورته لرشيد ايلان و تجدهم متعصبين لهذا الرأي

    او ذلك السجالات ذات التقابلات من قبيل اسلامي مقابل حداثي عربي مقابل عجمي

    باتت تحظى بكبير الاهتمام وهي سجالات تبعد المواطن عن مكامن الخلل الحقيقي في المجتمع

    في النهاية اود ان اقول للدكتور سعيد يقطين اننا نفتقد لمثل كتاباتك الرصين في مواقعنا الاليكترونية

    المغربية فهناك ساد اصحاب السجالات المشار اليهم في المقال أعلاه

    تحياتي

  2. يقول محمد- مصر:

    المقال في مجمله يحمل تصورا طيبا، وخاصة ما يتعلق بفكرة صرف الأنظار عن القضايا الكبرى والمهمة . بعض المحسوبين على الفكر والثقافة عميت بصائرهم عن رؤية ما يجري لشعوبهم وزملائهم عمدا أو جهلا، على يد الطغاة والجبابرة الذين يحكمون العالم العربي. وتمنيت لو أنهم التفتوا إلى البحث عن الفارق بين السجن والمعتقل ، والقهر والقضاء، والطاغية والحاكم، والتبعية والاستقلال، والثورة والانقلاب.. وبناء السجون وهدم المدارس وانهيار التعليم وتجبر الجهل.. وغير ذلك من قضايا يذهب ضحيتها مئات الألوف، بل الملايين من الأبرياء. إن المثقفين الذين يخدمون الجبابرة ويجعلون نضالهم المقدس ضد الإسلام والمسلمين والثقافة العربية، أدوات رخيصة للغاية في يد فرعون وهامان وجنودهما، وكلهم فاسقون، وظالمون، ومهزومون، ومفضوحون على الملأ. نسأل الله العافية!

  3. يقول سوري:

    لقد جمع المأمون الخليفة العباسي علماء عصره في حلقة بحث لإثبات او دحض فكرة ان القرآن ” مخلوق ” اي ليس منزلا. ولم تثر هذه العملية اية ردود فعل من المسلمين وحتى العلماء. والنقاش والجدل في كل امور الدين والدنيا هما من صفة العقل البشري، وهناك مؤلفات لا تعد ولا تحصى في هذا الجدل فلا ضرر ولا ضرارا في هذه المسألة فالدين سيبقى صامدا ومستمرا،

  4. يقول S.S.Abdullah:

    بداية جميلة للسجال، وأضيف أظن بدون الاعتراف هناك فرق بين اللسان العربي ولغة القرآن، لن تحل مشكلة أهل الفلسفة مع أهل الحكمة في دولة الحداثة لثقافة الـ أنا أولا ومن بعدي الطوفان، والتي هذه الثقافة تسببت في الحرب العالمية الأولى والثاني في القرن العشرين، ويجب الانتباه لذلك بعد وصول ممثلها (دونالد ترامب) لرئاسة أمريكا في انتخابات عام 2016، مع أنه كان من المفروض أن يتم ارساله للسجن لاعترافه أثناء المناظرات بينه وبين هيلاري كلينتون أنه لم يدفع ضرائب طوال 18 عام من خلال استغلال ثغرات قانونية فشلت/قصّرت هي وبقية النواب في مجالس الشعب الأمريكي في الانتباه لها عند صياغة القوانين الأمريكية، كما فشل الرئيس الأمريكي عام 2015 باراك أوباما في إصدار قانون لتغيير معنى الأسرة في قاموس اللغة الأمريكي، لتحويلها من علاقة بين الـ أنا (الرجل) والـ آخر (المرأة) إلى علاقة بين الـ أنا والـ أنا بغض النظر كان رجل أو امرأة او حيوان او حتى آلة (روبوت)؟! أليس في ذلك ضرب عرض الحائط لمعنى الأخلاق والحكمة في كل قواميس لغات البشر، فكيف بلغة القرآن بعد ذلك؟! ولكن بالتأكيد هناك فرق عن نتائج ديمقراطية كندا.
    http://www.iog.ca عنوان معهد الحوكمة الكندي، توصل في أحدث ما وصل له على أرض الواقع إلى أن أفضل طريقة للوصول للحوكمة الرشيدة واللامركزية بواسطة الأتمتة هو من خلال اعتماد مبدأ المساواة في حق تعليم اللغة لكل أقلية في الدولة بنفس مستوى حق تعليم اللغة الأم في الدولة، وهذا الاكتشاف هو أساس مفهوم اقتصاد الأسرة (مشروع صالح التايواني) في محاربة شبح الإفلاس الذي يواجه نظام اقتصاد الفرد ( رأسمالي كان أم شيوعي أو مشترك بينهما كدولة بنظامين كما هو حال الصين) في أجواء العولمة والاقتصاد الإلكتروني، التي خلخلت أسس القطاع العام والقطاع الخاص ومفاهيم المنافسة وهل الآلة أهم أم الإنسان أهم، ومن هنا أصبح مفهوم حق تعليم اللغة حتى بالنسبة للآلة مسألة مهمة للمنافسة على عقد التوظيف في الحكومة الإلكترونية بالنسبة لأي إنسان في الدولة بغض النظر كان من أقلية أو أكثرية، ومن هنا أهمية مشروعنا لأن الإنسان هو من يدفع الضرائب ويجب أن يكون اهتمام الدولة في خلق أجواء تعمل على توفير وظائف بأجر يكفي لإعالة أسرة الإنسان بكرامة، وإلا سيهاجر إلى دولة أخرى ليدفع لها الضرائب على حساب دولته فتعاني من شبح الإفلاس في أجواء العولمة والاقتصاد الإلكتروني

  5. يقول عبد المجيد - المغرب:

    لقد كان الكاتب موفقا إلى حد بعيد في تصديه لما سماه السجال الديني الدائر هذه الأيام وقبل هذه الأيام بين من يخوض في مواضيع في الدين لا تقدم ولا تؤخر ولن تنفع الناس في شيء، وبين من يغالي في رد الفعل في الجهة المقابلة. صحيح أن الكاتب حاول مسك العصا من الوسط، ولكنه- وهذا هو المهم- أكد صراحة وتلميحا إلى أن لا جدوى من هذه المناقشات.
    وبالرجوع إلى موضوع الجدال أو السجال كما سماه الكاتب، وخاصة ما أثير قبل أيام من حديث حول القرآن والمصحف، نجد أن الذين أثاروا هذا الموضوع لم يأتوا بجديد بل رددوا ما حكاه القرآن الكريم على لسان الذي خاضوا في موضوع القرآن في صدر الإسلام: (( فقال إن هذا إلا سحر يوثر إن هذا إلا قول البشر)) ( المدثر 24 و25) ولذلك، ينبغي اعتبار ما يثار اليوم هنا وهناك سواء حول القرآن الكريم أو حول الدين برمته، عاديا ولا يستحق ردات الفعل المغالية التي رأيناها في المدة الأخيرة.

  6. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    أخي S.S.Abdullah شملت مواضيع أو أفمار متعددة بشكل مختصر في تعليق قصير. طبعاًهذه مقدرة لابأس بها, لكن صياغة بهذا الشكل لن تعطي ولا واحدة من الأفكار الواردة في التعليق حقها المطوب.

    1. يقول S.S.Abdullah:

      أهلا وسهلا بأي استفسار، لتحديد ما يحتاج إلى إضافة من مداخلتي مع تحياتي وتقديري

    2. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      شكراً أخي S.S.Abdullah, ليس قضية استفسار لكن كل فكرة تم تناولها تحتاج إلى نقاش أطول مما هو وارد في التعليق. مثلاً تفسير القرآن أنا عادة أعطي رأيي من وجهة نظر رجل علمي يعمل في حقل الفيزياء, فليست المسألة مسألة اللسان العربي ولغة القرآن فقط, بل أعمق وأبعد بكثير.

    3. يقول S.S.Abdullah:

      من وجهة نظري لكل منّا قاموسه اللغوي الخاص في فهم معنى المعاني، ناتج عن اختلاف خبرة كل منّا في الحياة، أنا لاحظت هناك فرق بين لسان ي مجتمع ولغة أي مهنة، ولذلك من وجهة نظري قسم الموارد البشرية، يمثل القسم الذي يعمل على تحويل ثقافة الـ أنا وثقافة الـ آخر داخل الشركة/المؤسسة/الدولة إلى ثقافة الـ نحن كأسرة إنسانية تتكامل فيما بين ثقافة الـ أنا وثقافة الـ آخر من أجل المصلحة العامة وهي العمل على زيادة رفاهية الجميع، وفي أي موضوع بدون تشخيص المشكلة كما هي على أرض الواقع لن يمكن إيجاد حلول، المشكلة الأساسية هي نظام التعليم في دولة الحداثة ينتج لنا ثقافة الـ أنا أولا ومن بعدي الطوفان، ناهيك أن التعليم داخل البيت ينتج لنا دلوعة أمّه في العادة، فكيف يمكن التوفيق بين هاتين الثقافتين ومن ثم العمل على تحويلها إلى ثقافة الـ نحن كأسرة إنسانية تتواجد في أجواء العولمة والاقتصاد الإليكتروني، وهذا ما حاول الإجابة عليه معهد الحوكمة الكندي في الوصول إلى الحوكمة الرشيدة من خلال اللامركزية، حيث هناك فرق بين الإدارة الرشيدة والحوكمة الرشيدة هي في مفهوم من المسؤول عن توفير رأسمال مصاريف ميزانية الأسرة/الشركة/الدولة يوميا، وإلا لن يمكن تأسيس أسرة أو شركة فكيف سيكون حال الدولة إذن؟! فموضوع احترام حق تعليم لغة الأقلية مثل حق تعليم اللغة الأم والتعامل بشكل متساو هو الطريق للوصول إلى المساواة والعدالة في اقتصاد الأسرة (مشروع صالح التايواني).

  7. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    مع الشكر الجزيل لك ياىأخي سعيد يقطين, نعم هذه السجالات والجدالات العقيمة سواء عن الدين أو عن الايديولوجيات السياسيىة, وهذا الصراع الجدلي العقيم, علماني أو إسلامي أو قومي الخ, هي التي أوصلتنا إلى هذا الانحطاط وهذا المأزق الحضاري, الذي يكاد يقضي علينا حضارياً. متى نرى أن مصلحة الشعوب ومشاريعها الحضارية هي الأساس, ومتى نتحث لغة السياسة، والخطاب والفكر السياسيين والفكر والعلم والفن عموما بدلا من هذا الهراء والعبث, يعلم الله.

  8. يقول دينا:

    مقال ركيك..
    المكتوب لشيء والهدف غير ..
    والحمد لله على نعمة طاعة الله باخلاص من الداخل والخارج ..
    فليس كل مدافع صادق ..
    حسبنا الله

  9. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    من المقال ” … ماذا لو تركوا الدين للديان جل جلاله، وتصارعوا حول الوطن بلغة السياسة، والخطاب والفكر السياسيين؟ ”
    .
    هذا هو عين العقل، لكن من ينادي بهذا يوصف مباشرة بالعلماني، ثم بسرعة يقدف في النار. لان العلمانية ارتبط
    اسمها بالاقصاء و الغطرسة للاسف في بعض الدول العربية، و لو ان الاستبداد قد يكون باي شيى، دينا، دمقراطية،
    علمانية، اشتراكية، شيوعية …
    .
    العلمانية اصلا ليست ضد الدين، بل ضد تدخل رجال الدين باسم الله في السياسة و حياة الفرد. و قد نسميها “حسن الادارة”.
    .
    هناك احزاب بمرجعية دينية لكن علمانية في المانية ” حزب ميركل” و تركيا “حزب اردغان” و حتى حزب العدالة و التنمية
    في المغرب يمكن وصفه بالقريب من العلمانية، و النهضة في تونس تتجه بسرعة الى العلمانية بمراجعات جريئة. كل هذه
    الاحزاب اتبتث بالممارسة (عدى النهضة لعدم وجود تجربة حقيقية) انها تاتي بنتائج إيجابية للمجتمع. اما الحكم باسم
    الدين فقد جربناه لقرون. العقل و المنطق يقول هنا، يجب اعطاء الفرصة للاحزاب دات المرجعية الدينية شريطة فصلها
    لرجال الدين عن السلطة، و ليس الدين، لانه مرجعية قيم تستمد هذه الاحزاب منها توجتاتها السياسية.
    .
    آن الاوان الى فتح صفحة جديدة من الحوار، بين جميع الفرقاء، بدون اقصاء و لا التكلم باسم الله في الارض.

  10. يقول سلام عادل(المانيا):

    الحقيقة قد اخالف الكاتب بما ذهب اليه بانه (لا يقدم السجال، سواء كان إيجابيا أو سلبيا حول الدين أو القرآن، ولا يؤخر شيئا. فلا المساجلون بالسلب صدوا الناس عن الإسلام، ولا المدافعون حولوا المسلمين إلى مؤمنين أو محسنين. يغتاب بعض المسلمين بعضهم بعضا، وهم متوجهون إلى المسجد، وبعد خروجهم منه يأتون في ناديهم المنكر). اعتقد ان الولوج في تلك المواضيع من قبل الكتاب والمفكرين تفتح صفحة جديدة من العلاقة بين المسلمين انفسهم سواءا المتشددين او المنفتحين على الاخر او على بعضهم البعض,فهناك ما يعتقده المتشددون ثوابت ولا يجب المس بها او التطرق اليها واذا استطاع الفريق الاخر اثبات ان هناك الكثير من المغالطات في مفاهيم الدين قديما لا زالت موجودة ويؤمن بها المسلمون فانهم سوف يحدثون ثورة او انقلاب في الفكر الديني ونقده ويجعلون المجتمعات تتغير كثيرا في نمط واسلوب تفكيرها.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية