السرطان يقتل رئيس الموساد السابق الملطخة يداه بدماء العرب

حجم الخط
2

الناصرة – «القدس العربي»: عبرت قيادات عسكرية وسياسية واسعة في إسرائيل أمس عن حزنها على رحيل رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» السابق مئير داغان الذي صرعه السرطان أمس. وعبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن عميق حزنه برحيل اللواء مائير «قائدا ومحاربا شجاعا» قدم الكثير لتعزيز أمن إسرائيل في الحروب وفي هيئة الأمن القومي ولاحقا في منصب رئيس الموساد. وأشار إلى أن داغان احتفظ بصورة في مكتبه تظهر جنودا نازيين يهينون جده دقائق قبل إعدامه في المحرقة، وكانت هذه الصورة دوما نصب عينيه. وتابع نتنياهو «خلال الثماني سنوات التي شغل فيها داغان قاد هذا الجهاز في عمليات جريئة ورائدة».
ولد مئير دغان في أوكرانيا عام 1945 لوالدين نجوا من المحرقة النازية. هاجر مع أسرته من أوكرانيا إلى فلسطين عام .1950 درس في جامعة حيفا العلوم السياسية وكان مهتما بالتاريخ وبعدها التحق بالمؤسسة الأمنية متنقلا بين عدة مناصب.
بدأ خدمته العسكرية في 1963ضمن وحدة المظليين وقاتل في سيناء خلال عدوان 1967. تقلد مناصب مهمة في جيش الاحتلال وأسس عام 1970 وحدة «ريمون» الخاصة وهي أول وحدة مستعربين إسرائيلية ارتكبت الكثير من الجرائم في غزة بعد احتلالها عام 1967 بالتعاون مع جهاز المخابرات العامة «الشاباك».
خاض داغان غمار تجارب أمنية واسعة وفي 1970 أصيب بساقه بعدما اصطدمت مركبته بلغم في غزة، ولاحقا أصيب مجددا خلال خدمته العسكرية. شارك في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 قائدا لفرقة مدرعات التي هاجمت بيروت الغربية. بسبب خبرته الأمنية الواسعة عمل داغان بعد خدمته العسكرية رئيسا لما يعرف بمجلس مكافحة «الإرهاب» ومستشارا لقائد الجيش.
وفي عام 2002 عينه شارون رئيسا للموساد وتم تمديد ولايته ثلاث مرات حتى 2011. وخلال رئاسته للموساد نفذ الجهاز عدة عمليات اغتيال منها القيادي في حزب الله عماد مغنية في 2008 في دمشق والقيادي في حركة حماس) محمود المبحوح في دبي عام.2010 وبعد فضح جريمة الاغتيال في دبي قال بعض المعلقين الإسرائيليين وقتها إن المبحوح ألحق الأذى البالغ بإسرائيل في مماته أكثر مما في حياته.
وكان داغان قد صعد من عمليات الاغتيال والعمليات الخاصة في محاولة لاستعادة قوة ردع وهيبة «الموساد» بعد فشل محاولة الجهاز اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان عام 1997 التي أدت لاستقالة رئيسه وقتها الجنرال داني ياتوم.
كما نسبت للموساد في فترة رئاسته اغتيالات وعمليات سرية كثيرة داخل إيران لإعاقة المشروع النووي وكذلك تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور عام .2007وكشف في إسرائيل عدة مرات أنه حال دون قيام حكومتها بقيادة بنيامين نتنياهو وباراك أوباما بمهاجمة المفاعلات النووية في إيران في الفترة 2011-2009 خوفا من تورطها بمغامرة عسكرية خطيرة. ونقل عنه قوله «لا يمكن لهجوم عسكري أن يوقف المشروع النووي الإيراني وبحال قمنا بذلك سنجد أنفسنا أمام واقع جديد تتمكن فيه طهران من حل مشاكلها السياسية والاقتصادية من خلال دفعنا جموع الإيرانيين للوقوف خلف المؤسسة الحاكمة».
وجاءت أهم تصريحاته اللافتة عشية الانتخابات العامة الأخيرة حيث شارك في مهرجان سياسي كبير في تل أبيب في 2014 .وقال بكلمته والدمع يغالبه إنه قلق من قيادة إسرائيل، داعيا لاستبدالها بقيادة جديدة تخدم الجمهور بدلا من خدمة ذاتها. وكان داغان قد خضع لعملية زرع كبد أحيطت بالسرية في روسيا البيضاء عام 2012 بعدما أصيب بالسرطان الذي لم يبرحه حتى صرعه أمس. داغان الذي غير اسم عائلته السابق هو بيرمان تبرعت وفق وصيته بقرنيتي عينيه وسيدفن في مستوطنة روش بيناه في الجليل الأعلى القائمة على أراضي القرية الفلسطينية المهجرة الجاعونة.

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Assad:

    جنودا نازيين يهينون جده دقائق قبل إعدامه في المحرقة، وكانت هذه الصورة دوما نصب عينيه.

  2. يقول hisham jordan:

    did you understand that the Palestinian didn’t hurt your grand father, and your family and even your self, but your self and all who came from Ukraine and other countries to falasteen who made the ruining , destruction and push millions of Palestinian refugee, n,nothing will pass with out cost,allh god is great

إشترك في قائمتنا البريدية