لندن ـ «القدس العربي»: في مرحلة ما بعد الربيع العربي تغيرت طبيعة العلاقات في المنطقة، فالثورات العربية التي نجحت ثم أجهضت أدت لولادة تحالفات جديدة أحيانا بين الأعداء. ففي العراق تحالفت الولايات المتحدة مع عدوتها إيران لقتال تنظيم الدول الإسلامية رغم تفاوت مواقفهما من النظام السوري التي تحاول طهران الحفاظ عليه في السلطة وتحاول واشنطن التخلص منه والإطاحة به.
وفي اليمن دعمت الولايات المتحدة السعودية وإن بقدر ضد الحوثيين الذين يلقون دعما من طهران في الوقت الذي تدير فيه الإدارة الأمريكية حوارا مع الإيرانيين حول ملفهم النووي. وفي سوريا غير التحالف التركي- السعودي ميزان القوة وأصبح النظام وحلفاؤه في موقف الدفاع ويخسر كل يوم جبهات جديدة فيما بدأ يفكر حلفاءه في حل يمنع سقوط دمشق بيد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. وساد مصير الأسد محادثات القمة الدولة السبع التي أنعقدت في ألمانيا هذا الأسبوع.
السعودية وإسرائيل
وضمن لعبة التغيرات ولقاء المصالح بين الدول تبدو السعودية وإٍسرائيل التي ظلت العدو المركزي للأمة العربية مثارا للإهتمام.
لكن تطورات حدثت على موقف كل منهما. فالسعودية مثل إسرائيل تخشى من إمتلاك إيران القنبلة النووية. وفي الوقت الذي تملك فيه الأولى البرنامج النووي تهدد الثانية بالحصول عليه من خلال الباكستان كما يقال أحيانا.
ولا يعرف إن كانت التهديدات هذه حقيقية أم لممارسة الضغط على الولايات المتحدة الراغبة بتحقيق صفقة مع إيران.
وعلى خلفية تلاقي المصالح السعودية- الإسرائيلية جاءت تصريحات كل من الجنرال المتقاعد أنور ماجد عشقي ودوري غولد، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة والمدير الجديد لوزارة الخارجية في مؤتمر نظمه مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي حيث قالا إن ممثلين عن البلدين عقدا منذ بداية عام 2014 لقاءات سرية في الهند وإيطاليا ودولة التشيك للتباحث في كيفية التعامل مع إيران.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن غولد قوله «كلانا حليف للولايات المتحدة» وأضاف «آمل أن تكون بداية للتباحث حول القضايا الإستراتيجية المشتركة».
وتشير صحيفة «كريستيان ساينس مونتيتور» في تعليق كتبه دينس حسن زاده أجيري أن إسرائيل ظلت الدولة الوحيدة في المنطقة التي تهدد بمواجهة إيران نووية لكن الوضع تغير بعد الربيع العربي حيث انضمت السعودية وبدأت تعبر عن نفس مظاهر القلق.
ورغم تلاقي المواقف إلا أن لكل دولة سبب في محاولتها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. فإسرائيل ترى في المشروع هذا تهديدا لوجودها. أما السعودية فترى فيه زيادة في هيمنة ونفوذ إيران على المنطقة. وتتعامل كل من السعودية وإسرائيل مع محادثات مجموعة 5+1 وإيران كدليل على قوة إيران ونفوذها. وأدى تحول إيران للعدو الأكبر للسعودية وحلفاءها في الخليج (باستثناء عمان) لتغير في مواقف الرأي العام وإن صدقنا استطلاع مركز «التخصصات المختلفة» في هزيرليا الإسرائيلية والذي أظهر أن نسبة 53% من السعوديين يرون في إيران العدو الأول ويأتي تنظيم الدولة في المرتبة الثانية 22% أما إسرائيل فالثالثة بنسبة 18%.
الكل يشتري سلاح إسرائيل
ولاحظت مجلة «إيكونوميست» هذه التحولات ورصدتها في عددها الأخير ووصفت «العلاقة الجديدة» بأنها تعبير عن «فرينماميز» (أي أصدقاء-أعداء) وأشارت في المقال إلى الكيفية يتعامل فيها الإعلام السعودي مع الخطر «الفارسي» الذي حل محل «الخطر الصهيوني» و»الإسرائيلي» الذي ظل حاضرا في الصور الكاريكاتيرية السعودية.
وتشير في هذا الإتجاه إلى رسم كاريكاتيري ظهر في صحيفة سعودية صور مسؤولا إيرانيا وهو يتلاعب بأربع دول بين يديه تعبيرا عن نفوذ إيران المتزايد: سوريا، العراق، اليمن ولبنان. وفي رسم ظهر المسؤول الإيراني وقد لف على خصره حزاما ناسفا مكونا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت في السياق نفسه إلى لقاء عشقي مع معلقة أن أحدا لم يندهش هو متوقع عندما اعترفت السعودية وإسرائيل بأمريكا أنهما عقدتا سلسلة من اللقاءات.
وبحسب إيلان مزراحي، مدير الأمن القومي الإسرائيلي السابق فتحسن العلاقات بين البلدين هو تعبير عن المصالح الإستراتيجية المشتركة حيث قال إن «السعوديين مثلنا قلقون من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية وخائفون من عدم التزام أمريكا بحمايتهم». وتذكر «إيكونوميست» أن تلاقي المصالح ليس جديدا بين البلدين ففي الستينات من القرن الماضي هزمت السعودية وإسرائيل والملكيين اليمنيين وبرعاية بريطانية الرئيس المصري جمال السعودية عبدالناصر. كما ويتذكر إسرائيليون كيف دعاهم الأمير بندر بن سلطان الذي كان سفيرا للسعودية في واشنطن إلى مرزعته هناك وتحدث معهم بشكل صريح حول مؤتمرات السلام.
وعن الوضع الحالي ترى المجلة أن تداعيات الربيع العربي وتعامل الرئيس باراك أوباما مع إيران أثر على موقف الحليفين القديمين.
مضيفة أن تراجعا في مواقف الرأي العام والدول العربية الرسمية بفكرة إسرائيل كعدو مركزي للعالم العربي الذي تقوم دوله بالدفاع عن الفلسطينيين. وكدليل على هذا تقول إن بشار الأسد، الرئيس السوري ظل يتحدث عن المقاومة لإسرائيل فيما بقيت الحدود بين بلاده وإسرائيل هادئة لمدة أربعة عقود ولم تطلق منها رصاصة. وفي الوقت نفسه قام جيشه بتدمر مخيم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق. والأمر ليس مختلفا في مصر التي اعترف رئيسها عبدالفتاح السيسي الذي جاء إلى السلطة قبل عامين بأنه اتصل هاتفيا مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي «كثيرا» حسبما نقلت عنه صحيفة «واشنطن بوست».
وفي المقابل أغلق السيسي كل المعابر مع غزة في أثناء حرب غزة صيف عام 2014 وحظر التعامل مع حركة حماس، الحركة الإسلامية الفلسطينية. وكدليل عن تغير المواقف تشير المجلة إلى ما قاله يوسي ألفير، المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق أن كل واحد يشتري طائرات «درون» بدون طيار ملحما أن دولا عربية تقوم بشرائها.
وتعترف المجلة بتغير المزاج العام من إسرائيل بسبب المواقف من إيران لكنها ترى أن مبادرات كهذه لن تؤدي إلى بناء نوع من العلاقات مع إسرائيل كتلك التي أقامتها مع إيران الشاه حيث عاش ألالاف الإسرائيليين بمن فيهم عملاء الموساد بهدوء وراحة في طهران. وفي الوقت الحالي ليست هناك إشارات عن إعادة فتح الممثليات التجارية الإسرائيلية في كل من أبو ظبي ومسقط.
وتعلق أن إسرائيل هي التي تحتاج العلاقات مع الدول العربية خاصة نتنياهو الذي يرغب في علاقات مع الدول العربية لأنها ستساعده على توصيل الرسالة نفسها إلى واشنطن وأوروبا حيث أصبح شخصية معزولة. ومن هنا فاللقاء في واشنطن تم بين شخصية لها علاقة بالقرار الإسرائيلي أي غولد و بين السعودي عشقي الذي لا يؤثر بالقدر نفسه في السياسة السعودية. وتنهي المجلة بالقول إنه حتى لو كان الدعم العربي للقضية الفلسطينية مجرد كلام فهناك قلة من القادة العرب من هم مستعدون للحديث علنا. ويرى روس ريدل المحلل في معهد «بروكينغز» أن حربا جديدة ستندلع في غزة وستعود كل الأمور لما كانت عليه، فلم يحن الوقت لغياب الصورة الكاريكاتيرية المعادية لإسرائيل من الصحافة العربية بالكامل كما تقول.
قنبلة نووية سعودية؟
وعلى صعيد التهديدات السعودية يرى فريد زكريا المعلق بصحيفة «واشنطن بوست» إن الرياض لا تستطيع الحصول على السلاح النووي.
ويقول إن السباق النووي يعتبر من القضايا التي تثير الخوف في الشرق الأوسط . وبين الفترة والأخرى تقوم السعودية بإطلاق تصريحات حول استعدادها للحصول على السلاح النووي في حالة فشل المجتمع الدولي الحد من طموحات إيران.
وآخر التليمحات جاءت في تصريحات للسفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز الذي قال لصحيفة «دايلي تلغراف» «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». ويعلق زكريا على هذه التصريحات «السعودية لن تبني قنبلة نووية ولا تستطيع بناءها، فالسعودية لم تبن سيارة (بحلول عام 2017 من المتوقع أن تنتج المملكة أول سيارة). ويمضي زكريا قائلا إن السعودية يمكنها حفر ثقوب في الأرض لاستخراج النفط وليس أكثر.
وتمثل عائدات النفط نسبة 45% من منتجاتها المحلية وهو رقم عال مقارنة مع دول نفطية أخرى مثل نيجيريا وفنزويلا. ومن ناحية عائدات الحكومة تعتمد بنسبة 90% على الثروة النفطية.
فرغم سنوات من الإستثمارات الحكومية الضخمة والدعم الكبير والطاقة الرخيصة لا تتجاوز مساهمة التصنيع في الدخل السنوي العام عن 10%.
ويثير الكاتب تساؤلات حول الكيفية التي ستقوم بها السعودية تدريب الفنيين والعلماء لإدارة مشاريع علمية سرية. فالنظام التعليمي «الرجعي» كما يصفه لا يساعد في هذا، وتأتي السعودية في المرتبة 73 من ناحية التحصيل الدراسي العالي في الرياضيات والعلوم حسب تصنيف منبر الإقتصاد العالمي وهي مرتبة متدنية بالنسبة لبلد غني. وفيما جاءت إيران في المرتبة 44 مع أن الدخل السنوي العام للفرد أقل مقارنة مع السعودية.
ويواصل زكريا هجمته على السعودية متسائلا عن قوة العمل التي تريد العمل في الصناعة النووية السعودية المتخيلة.
ويحيل إلى ما كتبته كارين إليوت هاوس المحررة السابقة لـ «وول ستريت جورنال» التي كتبت في «عن السعودية» واصفة سوق العمل في المملكة أن «واحد من كل ثلاثة في السعودية هو أجنبي.
واثنان من كل ثلاثة ممن لديهم وظائف هم من الأجانب. وفي القطاع الخاص الذي يعاني من فقر الدم تسعة من بين كل عشرة لديهم وظائف هم غير سعوديين.. وباختصار فالسعودية هي مجتمع فيه الكثير من الرجال لا يريدون العمل في الوظيفة المؤهلون لها ومجتمع لا يسمح فيه للمرأة بالعمل ونتيجة لهذا فمعظم العمل يقوم به الأجانب».
كل هذا لا يعني أن النظام في السعودية على حافة الإنهيار فالبلد قوي أقتصاديا مع أن الإنفاق العام في تزايد في وقت تتراجع فيه عوائد النفط. ويقول إن العائلة المالكة استخدمت بمهارة نظام الرعاية والسياسة والدين والإضطهاد للحفاظ على استقرار البلد. وهو ما أدى لولادة نظام راكد بنخبة لديها ثروات ضخمة.
ليس «حزما» بل «فزعا»
ويرفض زكريا الحديث عن الحزم المتزايد للسعودية والذي وصفه البعض بالإستراتيجي مشيرا إلى أنه في الحقيقة رد عاطفي وتعبير عن جزع يتغذى من المشاعر المعادية لإيران. وكمثال عن التصرفات السعودية المتسرعة يذكر رفض المملكة لمقعد في مجلس الأمن (تشرين الأول/اكتوبر) 2013) الذي حصلت عليه بعد سنوات الحملات التي كلفتها ملايين الدولارات.
وبررت تخليها عن المقعد بأنه جاء احتجاجا على السياسة الأمريكية في المنطقة. وحتى في الحملة الأخيرة على اليمن يرى زكريا أنها لم تحقق أهدافها.
وينقل ما قاله بروس ريدل إن الحملة الجوية والدمار للبنية التحتية قد «خلق أضغانا بين اليمنيين وجيرانهم من دول الخليج الغنية مما سيسمم العلاقات بين الطرفين لسنوات قادمة، فلطالما حنق اليمنيون على جيرانهم الأثرياء والأن ربما رغبوا بالإنتقام».
وحتى لو حاول السعوديون شراء السلاح النووي سرا فسيكونون عرضة للعقوبات الدولية والحملات الإنتقامية. ولأن السعودية تعتمد كثيرا على الأجانب وشركاتهم الذين يقومون ببناء البنية التحتية ويشترون نفطها ويصدرون إليها بضائعهم. ففي حالة فرض عليها الحصار كإيران وكوريا الشمالية فسينهار اقتصادها. ويتناول ما يقال عن تعاون سعودي- باكستاني نظرا للدعم الذي قدمته الرياض للمشروع النووي الباكستاني. وهذا صحيح لكن حكومة إسلام أباد واعية كثيرا للمخاطر التي قد تنتج عن تعاون مثل هذا.
ورفضت الباكستان في نيسان/إبريل دعم السعودية في اليمن. ويتكهن زكريا بالقول إن السعودية بعد عشرة أعوام من الآن لن تمتلك السلاح النووي مهما حصل مع إيران والمحادثات الجارية حول ملفها. والسبب هو أن السعودية «غير قادرة» كما يقول. وفي النهاية فما يقلق السعودية ليس الملف النووي الإيراني ولكن تداعياته وخروج طهران قوية بعد الإتفاق بشكل يجعلها في موقع لمواصلة سياساتها للتدخل في شؤون المنطقة.
لا نهاية للحرب
والمهم للسعودية الآن هي تحقيق تقدم في اليمن حيث أصبحت الحرب فيها بلا نهاية. وترى مجلة «إيكونوميست» أن بداية محادثات السلام في جنيف لا تعطي أمالا كبيرة بقرب نهاية الحرب. وتقول إن الغارات الجوية المستمرة منذ 3 أشهر لم تعد الشرعية ولا أدت لوقف تقدم الحوثيين. بل وعندما أطلق هؤلاء صاروخ «سكود» داخل الأراضي السعودية ضحد فكرة تدمير الطيران السعودي لدفاعات الحوثيين.
وتعتقد المجلة أن الهجوم الصاروخي يعبر عن خطة للحوثيين وأنصارهم من أتباع علي عبدالله صالح لنقل المعركة إلى داخل السعودية وإحداث ضرر في البلاد وإظهار مكامن ضعف المملكة.
وتعرض السعوديون لضغط دولي للحد من الغارات الجوية التي أدت لسقوط مدنيين إلا أن الغارات قوت من عزيمة الرياض ودفعتها لمواصلة الحرب. لكل هذا لا يتوقع أن تحقق المفاوضات بين الحكومة والمتمردين التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف وتبدأ يوم 14 حزيران/يونيو الكثير.
والسبب هي تردد الحوثيين الذين استطاعوا منذ خروجهم من معاقلهم في شمال اليمن العام الماضي السيطرة على العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى واجزاء كبيرة من الميناء الجنوبي عدن التخلي عن مكتسباتهم. وهو ما سيطالب به الرئيس المنفي عبد ربه هادي منصور. وترى المجلة أن الخلافات السعودية- الإيرانية تجعل من الصعوبة بمكان تحقيق «سلام» بين المتحاربين. ورغم كل هذا فالمصالحة ـ السلام ضرروي لكل الاطراف بدءا من الحوثيين الذين توسعوا فوق طاقتهم ويعانون من نقص الوقود والمياه.
وتعلموا الدرس من خلال نزيف دم كبير أن أعداءهم في وسط وجنوب اليمن مستعدون للقتال حتى آخر رصاصة. وقامت بعض القبائل المعادية للحوثيين بعقد تحالف مصلحة مع تنظيم القاعدة. وبنفس السياق لم تكن هذه القبائل قادرة على إعادة هادي الذي يشرب الشاي في الرياض إلى اليمن.
ومن ناحية السعودية فلن تقوم بإرسال قوات برية خوفا من الوقوع في مستنقع اليمن. ولم يفعل حصارها لليمن سوى زيادة الكارثة الإنسانية. وأصبح 20 مليون شخص أي نسبة 80% بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية. وكل ما يمكن تحقيقه ويؤمل به في جنيف هو اتفاق مبدئي يخفف المعاناة ويفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية. وتؤكد على أهمية التشارك في السلطة قبل الإنتخابات واستبعاد أي دور لكل من هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح مشيرة للدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه خالد بحاح، رئيس الوزراء الحالي.
وفي النهاية تقول إن الحرب لن تتوقف حتى في ظل اتفاق. وقد يتراجع الحنق الطائفي بعد اتفاق لكن الجهوية ستستمر خاصة أن الحراك الجنوبي ليس ممثلا في المحادثات.
جنوب لبنان وجنوب السعودية
وكل ما أثبتته الحرب الحالية هو محدوية القوة الجوية كما يقول دانيال سوبلمان في «فورين بوليسي» الذي قارنها بالحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز/يوليو 2006. وأشار الكاتب إلى التقارب في استراتيجية الحوثيين وحزب الله اللبناني الذي نقل عن بعض قادته في بيروت ان الحوثيين «تلقوا تدريبات معنا في إيران ثم دربناهم هنا وفي اليمن». ونقلت «فايننشال تايمز» عن قائد آخر قوله إن إيران ربما قدمت السلاح للحوثيين. ويشير الكاتب إلى تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حول العقيدة القتالية التي نتجت عن حرب 2006 والتي تحولت نموذج لحرب العصابات.
وفي تعليقاته على الغارات السعودية قال إن «الهجمات الجوية حسب كل المدارس العسكرية لا تصنع نصرا» وأشار إلى ان الطائرات السعودية تضرب نفس الهدف أكثر من مرة. وتحدثت الصحف الموالية لحزب الله عن قدرة الحوثيين على خلق ميزان للقوة خاصة بعد سقوط مقاتلة مغربية.
ويشير الكاتب إلى أن مقاتلي الحوثيين في استهدافهم للأراضي السعودية يقومون باختبار قدرة «عقيدة المقاومة» التي تحدث عنها.
وعلى المدى البعيد يقول الكاتب إن نجاح السعوديين يكمن في قدرتهم على منع نشوء قوة ضاربة على الحدود الجنوبية من بلادهم وتتلقى دعما من إيران. وفي هذا السياق فالتجربة الإسرائيلية في مع جنوب لبنان حاضرة وتكشف أن منع حدوث هذا مهمة صعبة وتحتاج إلى أكثر من الغارات الجوية، قوات برية.
qal
إبراهيم درويش
السعودية في مهب الريح وكله راح يروح البر ويهرب يوم المعركة