الرباط ـ «القدس العربي»: دشنت السلطات المغربية سياسة إعلامية في تدبيرها للملف الأمني خاصة المتعلق بمكافحة الإرهاب وخصصت لقاء موسعا للصحافة كشفت فيه عن تفاصيل خلية كانت تنشط بعدد من المدن تعد لهجمات انتحارية وعمليات إرهابية أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيكها الأسبوع الماضي.
وعرض المكتب المركزي للأبحاث القضائية (FBI) المغربي أمام الصحافيين شريطا مصورا لعملية تفكيك الخلية الإرهابية التي تقول السلطت انها تطلق على نفسها اسم «ولاية الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى أحفاد يوسف بن تاشفين».
وتم خلال الندوة الصحافية التي عقدها مدير المركز عبد الحق الخيام شريطا قصيرا حول عملية مداهمة شملت بيتين، الأول في مدينة أغادير، والثاني في طنجة، بعد عمليات تتبع قامت بها مصالح المراقبة الترابية (جهاز المخابرات الداخلية)، امتدت لخمسة أشهر وأظهر الشريط ستة مسدسات بالإضافة إلى الرصاص، بلغ عدده 440 رصاصة، إلى جانب مجموعة من الهواتف والحواسيب والسيديات، ومحجوزات أخرى بلغ عددها الإجمالي 21 محجوزا، في مداهمات طنجة وأغادير.
وقال الخيام لقد «شكل عرض الشريط الذي نعرضه بين أيديكم سابقة بالنسبة لجهاز، جرت العادة أن تظل خطواته خلف الظل وبعيدا عن الأعين».
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية يوم الأحد الماضي انه في إطار التصدي الاستباقي للتهديدات الإرهابية، تم تفكيك خلية إرهابية كانت تستعد لتنفيذ مخطط إرهابي خطير يستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد وأنها كانت تجند شبانا مغاربة للالتحاق بتنظيم داعش الذي بايعوا خليفته.
وقال بلاغ الوزارة تم إيقاف عناصر هذه الخلية بكل من مدن أغادير وطنجة والعيون وأبي الجعد وتيفلت ومراكش وتارودانت وعين حرودة والعيون الشرقية. كما تم العثور في إحدى «البيوت الآمنة» في أغادير، التي تم إعدادها من طرف عناصر هذه الشبكة، على أسلحة نارية وكمية كبيرة من الذخيرة الحية كانت ستستعمل في تنفيذ عمليات اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية ومدنية وأن عناصر هذه الشبكة الإرهابية كانت تخطط من أجل مهاجمة بعض العناصر الأمنية للاستيلاء على اسلحتها الوظيفية، وذلك من أجل استعمالها في هذا المخطط الإجرامي.
وقال عبدالحق الخيام ان عناصر الخلية كلهم رجال، تتراوح أعمارهم ما بين 19 سنة و 36 سنة، في حين أن أحدهم يشتغل في إحدى المحاكم بمدينة الحسيمة، وكانوا بصدد اغتيال 109 شخصية مدنية وعسكرية وسياسية، زيادة على مخططات تروم اختطاف 7 آخرين و41 سطوا مسلحا مؤكدا أن عملية التفكيك جرت طبقا للقانون، وبعد التأشير عليها من قبل النيابة العامة.
وكشف مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية جهاز مستحدث ضمن مديرية حماية التراب الوطني (المخابرات الداخلية المعروفة بـDST ) أن مصالح الأمن المغربية تمكنت من تفكيك 132 خلية إرهابية بين سنتي 2002 و2015، خططت لتنفيذ 119 عملية تفجير عبر المغرب وتم توقيف 2720 شخصا وإحباط 276 مشروع عملية إرهابية.
وقدر المسؤول الأمني المغربي عدد «الجهاديين» المغاربة في المناطق الساخنة كالعراق وسوريا، بـ1354 مغربيا ينتمون لتنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وقال إن عدد المقاتلين المغاربة المنضوين تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية يبلغ 500 مقاتل، منهم 286 ينشطون حاليا في سوريا و40 في العراق.
وأكد ان جهاز المخابرات الداخلية المغربية قدر عدد المقاتلين المغاربة الذين لقوا حتفهم بالعراق وسوريا بـ286 «جهاديا» كما أن 156 عنصرا منتميا لهذه التنظيمات رجعوا إلى المغرب فيما يقدر عدد النساء اللواتي ينتمين لتنظيمي القاعدة وداعش بـ185 امرأة، كما ان هناك 135 طفلا مغربيا تم ضمهم لهذه التنظيمات.
من جهة أخرى ذكر عبدالحق الخيام أن أحمد عصيد، الناشط الحقوقي الأمازيغي، كان على رأس المدنيين المهددين بالاغتيال من طرف الخلية الإرهابية المفككة حديثا والموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي، إلى جانب أسماء عسكريين وسياسيين رفض مدير المكتب الوطني ذكرها رغم الإلحاح؛ وأن تدابير أمنية مشددة اتخذت لحماية حياتهم.
محمود معروف