دمشق – «القدس العربي»: نشرت مصادر إعلام محلية الأحد، شريطاً مصوراً يظهر فيه سيدتين من رهائن تنظيم الدولة، في محافظة السويداء، طالبت إحداهن القائمين على التفاوض بتسريع العملية نظراً لما وصفته بأوضاع الاحتجاز السيئة، يجري ذلك وسط محاولات جديدة للنظام السوري لإحداث فتنة لسلخ جبل العرب الذي يقطنه الدروز، عن محطيه السني في سهل حوران، بينما قامت ميليشيات النظام، وعناصر من الفرقة الرابعة «بتعفيش» قرية حوش حماد في ريف درعا، وسرقة أغنامها ونقلها إلى قرى السويداء حيث رفض الاهالي شراءها.
وحسب مصادر محلية من مدينة السويداء فإن المقطع المسجل يؤكد سلامة المختطفات حتى تاريخ نشره، حيث تم تسجيله «قبل إجراء عملية التبادل بموجب المفاوضات بين اللجنة المفاوضة من الأهالي وبين مقاتلي تنظيم الدولة». وقالت السيدة «سعاد اديب أبو عمار» عبر التسجيل نرجو من الاخوة المسؤولين عن التفاوض بالإسراع في العملية».
ويأتي نشر المقطع المصور بعد تخوف شعبي من ممارسات تنظيم الدولة وخاصة عقب الإعلان عن وفاة المختطفة «زاهية فواز السباعي» الخميس الماضي، وذلك بعد إعدام التنظيم للشاب «مهند أبو عمار» قبل عدة أيام، بعد فشل المفاوضات بين الوسطاء.
وأعرب المرصد السوري لحقوق الانسان عن تصاعد المخاوف حيال حياة المختطفين والمختطفات، بعد الإخفاق في الإفراج عن نحو 30 شخصاً، وإعدام فتى منهم ومفارقة سيدة من المختطفات للحياة في ظروف غامضة، حيث لا يزال مصيرهم مجهولاً، دون معلومات عن الوجهة التي اقتيدوا إليها من قبل التنظيم الذي أجبر على الانسحاب إلى ريف دمشق.
فتنة طائفية
يجري ذلك بينما تواصل قوات النظام عمليتها في اتجاه بادية ريف دمشق، وسط عمليات استهداف متجددة تطال المنطقة، فيما تسببت الاشتباكات في سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إذ وثق المرصد السوري حتى الآن خلال العملية العسكرية في السويداء، مقتل 14 على الأقل من قوات النظام خلال الأسبوع الأخير، كما قتل ما يزيد عن 30 من عناصر التنظيم ممن قتلوا منذ الـ 5 من شهر آب / أغسطس الجاري.
من جانب آخر أصدرت شخصيات مسؤولة من أبناء محافظة السويداء بياناً شرحت من خلاله ظروف القرى الدرزية ومحاولة جرها إلى حرب تهدف إلى اشعال فتنة طائفية بين أبناء جبل العرب ذات الغالبية الدرزية وأهالي سهل حوران الذي يقطنه أبناء الطائفة السنية، وإخضاع المنطقة برمتها للنظام السوري، حيث شرحت عضو الهيئة العليا للمفاوضات أليـس مفـرج لـ»القدس العربي» ظروف التصعيد في المحافظة وتواطؤ النظام، في تسهيل توغل تنظيم الدولة في المنطقة استكمالاً لسياسته المتعمّدة، والمتواصلة لزعزعة السلم الأهلي بين شرائح المواطنين المختلفة من دروز وبدو ونازحين ومـع الأهـالي في محـافظة درعـا».
وحسب البيان المعلن فإن ذلك تم «عبر تسهيل النظام السوري لتنظيم (داعش) هجومه الأخير على بعض بلدات المحافظة الحدودية بطريقة غادرة، تزامنت مع تفجيرات إرهابية داخل المدينة أسفرت جميعها عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين، إضافة إلى اختطاف نحو 34 شخصاً من النساء والأطفال، ما زالوا رهائن لدى التنظيم الإرهابي حتى الآن، وبات واضحاً للأهالي في السويداء، أنهم تركوا وحيدين لمواجهة (داعش)، بعد رفضهم الشروط الروسيّة بتقديم شبابهم كخزان بشريّ جديد لجيش النظام، يعوّض به بعض خسائره، وخاصة مع احتماليّة الانصياع الإيراني للضغوط الأمريكية بسحب جزء من ميليشياته عن الأراضي السورية».
وحض البيان «السوريين جميعاً، وخاصة الأهالي في جبل وسهل حوران على التصدي بعقلانية لتلك المخططات، مبتعدين عن ردّ الفعل، وذلك بالتمسك بمبادئ مجتمعنا السوري وأخلاقه النابذة للعنف والعنف المضاد، والعمل على مكافحة تلك الأعمال اللانسانيه بكافة الوسائل، وفضحها وتعرية مرتكبيها. وتفويت الفرصة على النظام بتخريب ما استعصى عليه حتى الآن في النسيج السوري».
ووفقاً للمصدر، «فقد توصل أبناء السويداء إلى قناعة تامّة بضرورة درء خطر (داعش) بأنفسهم، وحيدين منزوعي السلاح، إلا من بعض الأسلحة الفرديّة الخفيفة، في مواجهة تنظيم يمتلك أسلحة حديثة ودعماً لوجستياً، فعملوا على حراسة المحافظة وحدودها، وقاموا بأسر بعض عناصر داعش، فسارع النظام إلى نزعهم من بين أيادي الأهالي بحجة محاكمتهم. كما قامت الفرقة الرابعة بتسليم أحد المعتقلين لديها (الجاعوني) إلى ميليشيا الحزب القومي السوري الاجتماعي التابعة للنظام، التي أعدمته على قوس المشنقة، وقامت بأعمال مدانة أخلاقياً، وتتنافى مع قيم الجبل».
تعفيش المواشي
وأكد بيان أجمع عليه أبناء محافظة السويداء وشخصيات مسؤولة ان ميليشيات النظام، وعناصر من الفرقة الرابعة قاموا «بتعفيش» قرية حوش حماد التابعة لمحافظة درعا، وسرقة أغنامها بعد إنذار الأهالي بإخلائها خلال ساعتين أو يتمّ قتلهم. إلا أن أهالي قرى السويداء رفضوا شراء الأغنام من ضباط في جيش النظام وسهيل الحسن رغم أنهم عرضوها بأسعار بخسة، حيث يرمي النظام من وراء ذلك إلى إرهاب المدنيين وترويعهم، وزيادة الفجوة والانقسام بين السوريين، وبالتالي وضعهم أمام خيارين إما هو أو (داعش)، ومن ثم إنهاء وتصفية كافة أشكال العمل المدنيّ المؤسساتيّ، الذي عمل عليه الناشطون في السويداء خلال السنوات الماضية».