السويداء على خط النار والنظام السوري يُسخِّن باديتها مع تنظيم «الدولة»

حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»:لاتزال محافظة السويداء جنوبي سوريا، الملف الأسخن ميدانياً، في ظل إصرار النظام السوري على جرها الى مزيد من التوتر في اعقاب مجزرة مروعة راح ضحيتها نحو 150 مدنياً وجرح العشرات، ونحو 35 مخطوفاً، في هجوم لتنظيم الدولة على المنطقة التي اتهم فيها النظام السوري بتسهيل تلك المجزرة بعد نقل نحو 1200 من مقاتلي التنظيم الى البادية السورية، فيما تتعاظم المخاوف من عمليات عسكرية وشيكة بعد إرسال قوات النظام امس الجمعة تعزيزات عسكرية هي الأكبر من نوعها إلى ريف السويداء الشرقي تمهيداً لهجوم محتمل على البادية، وسط مطالبته لأهالي قرية الشبكي تسليمها الأسلحة التي استحوذوا عليها من تنظيم «الدولة» ابان الهجوم الأخير.
مدير شبكة اخبار «السويداء 24» نور رضوان اكد لـ«القدس العربي» وصول تعزيزات عسكرية غير مسبوقة الى العديد من قرى المحافظة الشرقية، تضم مئات العناصر من الفرقة 15 وعشرات الآليات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والسيارات العسكرية، ومئات عناصر «الدفاع الوطني» من مركزي جرمانا والسويداء، موضحاً أن تلك التعزيزات انتشرت في القرى المتاخمة لبادية السويداء، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة اذ يتوقع ان تتخذ تلك لقرى منطلقاً للعمليات العسكرية في ريف المحافظة. وأشار إلى أن وصول قوات النظام ترافق مع حركة نزوح المدنيين من القرى الشرقية باتجاه عمق المحافظة، لافتاً إلى أن معظم هذه القرى أخليت من النساء والأطفال على وجه الخصوص بشكل تدريجي منذ هجوم تنظيم الدولة في الخامس والعشرين من شهر تموز الفائت.
وأضاف ان «التعزيزات العسكرية للجيش قدم معظمها من محافظة درعا ومن الفرقة الخامسة عشرة في السويداء، تزامناً مع وصول تعزيزات لفصائل رديفة من مدينة «السلمية» في ريف حماة، ومدينة جرمانا وصحنايا في ريف دمشق». لافتاً الى ان «قوات النظام نشرت نقاطاً عسكرية في الريف الشرقي على مدار أيام هذا الأسبوع، تزامناً مع ضربات جوية ومدفعية بشكل مكثف استهدفت مناطق سيطرة تنظيم الدولة في البادية، وتركزت على منطقة «الكراع». وكانت قوات النظام لسوري قد هاجمت تنظيم الدولة في بادية السويداء في حزيران الفائت، وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة ومحاصرة التنظيم في جيوب عدة ، خلال معارك خلفت خسائر بشرية فادحة في صفوف الطرفين، إلا أن قوات النظام انسحبت نهاية حزيران من المناطق التي سيطر عليها باتجاه درعا، وأعاد تنظيم الدولة سيطرته عليها». وقال مصدر اهلي لـ«القدس العربي» إن قوى عسكرية تابعة لفرع الأمن دخلت امس الجمعة الى قرية الشبكي وطالبت المسحلين فيها بتسليم جميع الأسلحة والذخائر التي استحوذوا عليها من تنظيم الدولة خلال الهجوم الأخير، ما دفع الأهالي لطرد الوفد العسكري واعطائهم دقائق عدة لمغادرة القرية.
وأوضح المتحدث ان حالة من الغليان تسيطر على أهالي القرية ممن يسعون الى فتح قنوات تواصل من اجل فك أسر قرابة 40 شخصاً بينهم نساء وأطفال لدى تنظيم الدولة.
مشيراً الى ان عناصر التنظيم تواصلوا مع احد أقارب المخطوفين، في السادس والعشرين من الشهر الفائت أي بعد يوم واحد من المجزرة، وأرسل له صور 14 مخطوفة، ومقطعاً مصوراً لاحدى النساء التي ذكرت في شريط مصور شروط التنظيم لإطلاق الأسرى، مبيناً الى ان المحاولات لم تتوقف في سبيل فك أسر الأهالي منذ ذلك الحين. وشملت شروط التنظيم، إطلاق سراح معتقليه لدى النظام، ووقف الحملة على حوض اليرموك، وعدم استخدام قوات النظام لأراضي السويداء في أي عملية عسكرية ضد التنظيم، وابتعادها مسافة 25 كيلومتراً عن مواقع التنظيم في البادية.

السويداء على خط النار والنظام السوري يُسخِّن باديتها مع تنظيم «الدولة»

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية