السيارات الكهربائية ستغزو العالم خلال سنوات ولن نحتاج للنفط

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: تشهد تكنولوجيا السيارات تطوراً كبيراً ومتسارعاً منذ سنوات، في الوقت الذي تتسابق فيه شركات إنتاج السيارات على أحدث الصيحات والتكنولوجيات، فيما بات الوقود يشكل هما لسائقي السيارات ومالكي المركبات المختلفة في السنوات الأخيرة بعد أن وصل سعر برميل النفط إلى مستويات قياسية فوق الـ100 دولار، بل تجاوز الـ140 دولاراً قبل أعوام قبل أن يبدأ رحلة هبوطه الأخيرة.
ومنذ ارتفاع أسعار النفط أصبح الوقود وكيفية التقليل من استهلاكه واحداً من أبرز مجالات التنافس بين منتجي السيارات، كما أن ارتفاع مستويات التلوث أيضاً تسبب بقلق لدى منتجي السيارات دفعهم إلى البحث عن طرق لاستخدام الوقود النظيف، وجاء هذا في الوقت الذي تمكنت فيه شركات سيارات كبرى من إنتاج مركبات هجينة تستهلك كميات أقل من الوقود، إضافة إلى أن المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل بدأت بالظهور والانتشار هي الأخرى منذ سنوات.
ونقلت صحيفة «اندبندنت» البريطانية عن عدد من الخبراء في مجال السيارات توقعاتهم أن تهيمن السيارات الكهربائية على العالم خلال السنوات العشر المقبلة فقط، وأن تبدأ السيارات العاملة بالوقود التقليدي في الاختفاء من الشوارع. وقال الخبراء إن السيارات الكهربائية ذاتية القيادة ستنتشر بشكل أكبر للحماية من التلوث إذ سيتزايد الاعتماد عليها في الأماكن العامة في العديد من دول العالم بحلول عام 2030.
وقال الخبير في مجال السيارات سيمون تريكر إن السلطات البلدية في اسكتلندا تفكر في تغيير شكل الشوارع خلال العقود المقبلة، فالسيارات ذاتية القيادة لن تحتاج أماكن للوقوف في المدينة، أو مواقف للاصطفاف بها، إذ سيتم استخدامها لتوصيل الركاب من وإلى أماكنهم والعودة إلى مكان بعيد عن المدينة. وجاءت هذه التصريحات قبل انعقاد مؤتمر مصادر الطاقة المتجددة الاسكتلندي الذي يعد الأول للمدن منخفضة الكربون والذي سينعقد في شباط/فبراير المقبل في مدينة أدنبرة.
يشار إلى أن شركة «غوغل» الأمريكية العملاقة تتبنى أضخم وأشهر مشروع لإنتاج السيارات ذاتية القيادة في العالم، وهو مشروع ينطوي على تطوير التكنولوجيا للسيارات ذاتية التحكم، وهي سيارات كهربائية بشكل خاص. ويجري حاليا المشروع بقيادة المهندس سيباستيان ثرون، المدير السابق لمختبر الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد ومخترع «غوغل ستريت فيو».
وفي الولايات المتحدة أصدرت أربع ولايات قوانين تسمح بالسيارات ذاتية القيادة، من بينها العاصمة الأمريكية واشنطن، وولاية نيفادا التي أصدرت أول رخصة لسيارة ذاتية القيادة في أيار/مايو 2012.
وفي نيسان/أبريل 2014 أعلن الفريق المطور لسيارات «غوغل» ذاتية القيادة أن السيارة المبتكرة قطعت مسافة 700 ألف ميل (1.1 مليون كم) خلال فترة التجربة، كما كشفت نموذجاً جديداً من سيارتها بدون سائق، وهو نموذج ليست لديه عجلة القيادة ودواسة البنزين أو دواسة الفرامل، وهي سيارة مستقلة بذاتها وذاتية القيادة بنسبة 100٪.
وفي عام 2012 أعلن مؤسس «غوغل» سيرغي برين أن السيارة ذاتية القيادة ستكون متاحة لعامة الناس في عام 2017 إلا أن «غوغل» لا يبدو أنها تطمح أن تتحول إلى صانع للمركبات، وإنما تأمل أن تبيع التكنولوجيا لمنتجي السيارات من كبرى الشركات في العالم، ما يعني أن السيارة قد تصبح متاحة لعوام الناس في العالم خلال الفترة بين 2017 و2020 حسب تقديرات المراقبين.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن نسبة كبيرة من استهلاك النفط في العالم يذهب إلى تشغيل السيارات والمركبات وفي قطاع المواصلات، حيث تقول الأرقام الأمريكية على سبيل المثال ان الولايات المتحدة وهي أكبر مستهلك للنفط في العالم، يذهب أكثر من 30٪ من المحروقات لديها في تشغيل قطاع المواصلات، ما يعني في النهاية أن انتشار السيارات الكهربائية سيؤدي إلى هبوط كبير في الطلب العالمي على النفط، الأمر الذي قد يؤدي مرة أخرى إلى انهيار في الأسعار خلال السنوات المقبلة.
وكانت أسعار النفط قد بدأت رحلة هبوط قاسية في أواخر العام 2014 عندما استمر الهبوط لينزل سعر برميل النفط عن مستوى الثلاثين دولاراً في الأسواق، قبل أن يعاود الارتداد إلى مستويات الخمسينيات بعد الاجراءات التي اتخذتها الدول المنتجة للخام من أجل انقاذ الأسعار ووقف التدهور في الأسواق.

السيارات الكهربائية ستغزو العالم خلال سنوات ولن نحتاج للنفط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Leila Hasned - USA:

    نعم سيقل الاحتياج للنفط ولكنه سيستمر الى ان يتم ضخ كل ما تحت الارض . وسيزداد الطلب على السيارات الكهربائية ولكنها ستحتاج الى كهرباء لشحنها والتي تأتي جزئيا من محطات توليد الكهرباء من النفط . يذكر المقال ان 30% من النفط يستخدم في تشغيل قطاع الاتصالات في امريكا – ولكن الاكبر من هذا المقدار تستمر الحاجة له للماكنات الزراعية الضخمة مثل الحاصدات وغيرها ولا يمكن لهذه المعدات ان تعمل بالكهرباء مثل سيارات النقل . وماذا عن الطائرات والسفن الخ . سياتي يوم تكون الكهرباء من المصادر الشمسية هي الحل لمشكلة الطاقة للانسانية – ولكن ذلك لن يحصل الا بعد ان ينفذ النفط وتنتهي عدة حروب على هذا الطريق .

إشترك في قائمتنا البريدية