لندن ـ «القدس العربي»:تواجه السيارات ذاتية القيادة (بدون سائق) التي يتوقع أن يتم طرحها قريباً للاستخدام العام مشكلة قد تحول دون انتشارها سريعاً في العالم، حيث أن المشكلة تتمثل في انعدام شبه كامل للثقة بهذه التكنولوجيا، وهو ما يمكن أن يستغرق وقتا أطول قبل أن يقتنع الناس باستخدامها.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة (Goodyear) أن 11% فقط من المستخدمين، سواء السائقين الحاليين أو الركاب، يثقون بالسيارات ذاتية القيادة التي يجري العمل من قبل العديد من الشركات في العالم من أجل طرحها في الأسواق في أقرب وقت ممكن، والتي بدأت التجارب الخاصة بها بالفعل.
وأبدى واحد من بين كل عشرة سائقين شباب ثقته بالتكنولوجيا الجديدة، بينما أفاد تسعة أشخاص من بين كل عشرة بأنهم قلقون حيال هذه التكنولوجيا.
وأجريت الدراسة على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وهم الشباب الذين يبدون على الدوام اهتمامهم بالتكنولوجيا الجديدة بأنواعها، ويتوقع أن يكونوا أكثر الزبائن الذين سيقبلون على هذا النوع الجديد من السيارات.
وقال السائقون الشباب الذين تم استطلاع آرائهم إنهم يفضلون إضافة خصائص ومواصفات تزيد الأمان في السيارات العادية التقليدية بدلاً من ابتكار سيارات ذاتية القيادة بشكل كامل ولا يمكن التحكم بها من قبل السائق.
وجاءت النتائج الصادمة في دراسة تم نشر نتائجها عبر تقرير صادر عن شركة «غود يير» المتخصصة في إنتاج وصناعة وتسويق إطارات السيارات، وقد أجرت الدراسة بالتعاون مع مؤسسة (ThinkYoung) المتخصصة في استطلاعات الرأي. كما تبين من الدراسة أن السيدات أو الشابات أقل رغبة في استخدام السيارات ذاتية القيادة، وهو ما يخالف التوقعات السائدة، إذ يعتقد صانعو هذا النوع من السيارات أنهم سيقدمون حلولاً مبتكرة للنساء اللواتي يعانين من المتاعب والصعوبات في قيادة السيارات، خاصة في المدن الكبرى التي تشهد ازدحامات خانقة ومشاكل مرورية كبيرة.
وأظهر الاستطلاع أن 9% فقط من الفتيات والنساء يثقن بالسيارات ذاتية القيادة والتكنولوجيا المستخدمة في تلك السيارات، بينما ترتفع النسبة في أوساط الشباب الذكور إلى 14%.
يشار إلى أن شركة «غوغل» الأمريكية بدأت منذ شهور تجربة السيارات بدون سائق في شوارع ولاية كاليفورنيا تمهيداً لطرحها في الأسواق قريباً، في الوقت الذي تتسابق فيه العديد من شركات صناعة السيارات على إنتاج هذا النوع من المركبات، ومن بينها شركات السيارات الألمانية، مثل أودي، واليابانية مثل نيسان، وغيرهما من الشركات التي بدأت بالفعل في تطوير سيارات بدون سائق تتمتع بتكنولوجيا غير مسبوقة في العالم.
وفي شهر شباط/ فبراير من العام الحالي أصدرت الحكومة البريطانية أول موافقة لاختبار سيارات بدون سائقين في شوارع بريطانيا، في الوقت الذي يتوقع أن ترى هذه السيارات النور قريباً، وأن يتم مشاهدتها في شوارع لندن والمدن البريطانية الأخرى قريباً.
ويطور المصنعون هذا النوع من السيارات بمساعدة حكومية في بريطانيا مقدارها 19 مليون جنيه استرليني، فيما تقول الحكومة البريطانية إنه لا توجد أي قيود قانونية على استخدام السيارات بدون سائق على الطرق العامة.
وأعلنت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات مؤخراً أنها تعتزم طرح سيارات ذاتية القيادة بحلول العام 2020، وقال المدير التنفيذي للشركة كارلوس غوسن من مقرها في مدينة يوكوهاما اليابانية: «سياراتنا ذاتية القيادة ستكون جاهزة عام 2020، لكن سيرها في الشوارع العامة يتوقف على تشريعات كل بلد».
وأضاف، أن السيارات الذكية ستتوفر على عدة مزايا، أهمها الربط القوي بشبكة الانترنت، وإصدارها لكمية قليلة من الانبعاثات.
وأوضح مدير نيسان أن ما تعنيه الشركة بربط السيارة بالانترنت، هو أنها توفر لمن على متنها كل الميزات التي يتمتع بها في المنزل أو المكتب، من مشاهدة الأفلام وغير ذلك.
وختم غوسن: «إنها سيارات المستقبل، لكن الزبائن ما زالوا محافظين، لذلك فنحن حذرين جدا».
وسابقاً أعلنت شركة «غوغل» أنها تعتزم طرح سياراتها بدون سائق الصيف المقبل للسير في الشوارع العامة لأول مرة، وأكدت أنها حصلت على إذن للقيام بهذه التجارب في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت «غوغل» إن السيارة التي يجري تطويرها تعتمد على استخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار وأجهزة الكمبيوتر للتنقل في الشوارع بدون سائق يجلس خلف عجلة القيادة. وصرحت الشركة أنها قامت بتجريب نماذج مختلفة، كل منها مصمم لاختبار أنظمة مختلفة في السيارة ذاتية القيادة.
وشملت تلك النماذج المتخصصة نماذج لاختبار القيادة والمكابح، وكذلك أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار. وأضافت غوغل أن خبراء الشركة وضعوا كل تلك النُظم معا في هذه السيارة التي تعمل بكامل طاقتها، وذلك لابتكار أول نموذج كامل للقيادة الآلية تماما خاص بـ»غوغل».
لا يثق بهذة السيارات الى العميان