السيسي بين دعم ترامب وغضب الشارع

حجم الخط
31

بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول «المحظوظين» من الزعماء العرب باتصال من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي كان الرئيس المصري قد قابله حين كان مرشحاً للرئاسة الأمريكية في أيلول /سبتمبر 2016 ودار الحديث، كما يُعتقد، عن رؤية السيسي لحال مصر والشرق الأوسط، وفي صلب هذه الرؤية، بالطبع، مطلبه بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابيّاً عالميّاً، وهو أمر لقي قبولاً لدى ترامب الذي كانت إحدى نقاط خلافه مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أنها لا تسمي ما يحصل في العالم «إرهاباً إسلامياً».
حسب وسائل الإعلام المصرية فإن الحديث الهاتفي بين الرئيسين انصبّ على «مكافحة الإرهاب والتطرف»، وأن ترامب أشاد «بالجهود المقدرة التي تبذلها مصر على هذا الصعيد»، من جهته أكد السيسي أن بلاده عازمة على مواصلة جهودها «لاجتثاث التطرف من جذوره»، حين سئل بعد لقائه الأول مع ترامب إن كان حذّره من قرار ممكن بحظر المسلمين من دخول أمريكا، أجاب الرئيس المصري بالنفي.
ينصبّ مضمون ذلك اللقاء، وهذا الاتصال الهاتفي، إذن على هدف مشترك للرئيسين، ينبع الأول من عنصرية وتصوّر غربيّ متجذّر ومتغطرس للسياسة العالمية يعتبر الضحايا والضعفاء والمحتجين – على احتلال أراضيهم وأغلبها في بلدان مسلمة، أو على استبداد طغاتهم ـ إرهابيين كامنين أو فعليين، وينبع الثاني من مدرسة عربية (ومصرية) عريقة تقوم على احتكار نخبة عسكرية ومالية للسلطة والسيطرة على مقدّرات الشعب بقوّة الغلبة والأجهزة الأمنية و… فتاوى رجال المؤسسة الدينية الرسمية، وتواجه أي محاولة لمساءلة سلطاتها، الماديّة منها والمعنوية، عدواناً على غنائمها يحوّل القائم به إلى إرهابي يجب «استئصاله» و«اجتثاثه» و«القضاء عليه».
يمثّل السيسي في هذه المعادلة مفارقة كبيرة فهو زعيم مسلم ورئيس لأكبر دولة عربية أغلبية سكانها من المسلمين، وهو، بالتالي، مثل أي مسلم آخر، موضوع استهانة وازدراء من العنصريين الغربيين أمثال ترامب ولوبان اللذين أشادا بقيادته لبلاده، أولاً لقيادته بلداً فقيراً يثقله الفساد والبطش ومؤسساته الديمقراطية كرتونيّة وأحزابه ومؤسساته المدنية وقضاؤه غير قادرة على مواجهته أو حماية أنفسها فما بالك مواطنيها.
ويحمل المديح المزجى من ترامب ولوبان وأمثالهما روائح النفاق والمقصود منه، بالطبع، هو أنّ هؤلاء المسلمين لا يستحقون قادة أفضل، وأن جلّ ما يستحقّونه هو أن يعاد مهاجروهم إلى بلادهم تلك وأن يرسفوا في قيود وأغلال الدكتاتورية هم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم!
لابد أن الرئيس السيسي، سعيد بهذه المعادلة المستجدة، فهي تؤكد «صواب» القرار الذي اتخذه بإعادة استحواذ الجيش المصري على السلطة، والقبض على أول رئيس مدنيّ تم انتخابه ديمقراطياً في مصر، ثم وضع العراقيل أمام أي ثورة جديدة، وجرّ البلاد إلى حرب أهليّة كامنة، وفتح البلاد لشروط صندوق النقد الدولي والشركات العولمية العملاقة، وبهذه «الإنجازات» التي اجترحها، وبدعم من رئيس أقوى دول العالم، سيتوطد حكمه ولن يعود مضطراً لقبول معادلات أخرى تقيده بقروض وهبات مقابل الولاء لدول الخليج العربي.
وسط هذه التطورات قد يكسب السيسي دعما مهما من الولايات المتحدة، لكنه على الأرجح سيثير غضبا ونقمة أكبر في الشارع.

السيسي بين دعم ترامب وغضب الشارع

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    والسؤال هو : هل بالفعل يستحق الشعب المصري رئيساً كالسيسي ؟ الجواب نعم لأنه فرط بحرية إختياره لقادته
    تحيه للشعب التركي (مؤيدين ومعارضين) الذي رفض الإنقلاب العسكري يوم 15-7-2016
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول ابو العينين / عمان الاردن:

    عبد الفتاح السيسي بأوضاع مصر الاقتصاديه الميؤس منها وفقدانه لأي دور سياسي وافراطه في قمع شعبه غير قادر على أن يُقدم لترامب أي
    عون ذا قيمه . انه فقط يُمني نفسه بدور

  3. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه
    (السيسي بين دعم ترامب وغضب الشارع)
    عندما اتيحت الفرصة للشعب المصري ان يقول كلمته في اختيار حكامه ، علا صوته مدويا واختار من خبرهم في الاخلاص والنزاهة والاستقامة والسداد ؛عسى ان يعوضه الله عن اكثر من ستة عقود من فساد وتبعية بساطير العسكر . لكن المكر والغدر الصهيوماسوني الصليبي المتغطرس كان له باامرصاد، فحرك قوى الشد العكسي لآمال وطموحات الشعب المصري في الحرية والنهوض واستقلال القرار ووجد ضالته المنشودة في السيسي كاداة مطواعة في ايدي الغزاة الصهاينة المحتلين لفلسطين، هم ومن وراءهم من رعاة تخلفنا الحضاري وفساد نخبنا الحاكمة وتبعيتها لهم.
    وقد تنفس السيسي وزمرته الصعداء عند صعود ترامب الى البيت الأبيض ببرنامجه المعادي(لارهاب!!) الاسلام والمسلمين بالاضافة لتزكية نتنياهو للسيسي عند ترامب كاخلص من يكون سوطا باطشا ومخلصا ضد هذا ( الارهاب!! ).
    ويظهر ان كيمياء ترامب تناغمت مع السيسي ف(بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول «المحظوظين» من الزعماء العرب باتصال من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي كان الرئيس المصري قد قابله حين كان مرشحاً للرئاسة الأمريكية في أيلول /سبتمبر 2016 ودار الحديث، كما يُعتقد، عن رؤية السيسي لحال مصر والشرق الأوسط، وفي صلب هذه الرؤية، بالطبع، مطلبه بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابيّاً عالميّاً، وهو أمر لقي قبولاً لدى ترامب) وكما يقول المثل(وافق شن طبقة) وبذلك فان السيسي يرى انه قد( آوى الى ركن شديد) فاذا كان ترامب معه فمن عليه؟. وهذا التصور المريض (على الأرجح سيثير غضبا ونقمة أكبر في الشارع) وسيقابله الشعب المصري بلسان حاله (اذا كان الله معنا فمن علينا).والله غالب على امره

  4. يقول احمد سامي مناصرة:

    “””حين سئل بعد لقائه الأول مع ترامب إن كان حذّره من قرار ممكن بحظر المسلمين من دخول أمريكا، أجاب الرئيس المصري بالنفي.”””

    ها…ها… من هنا بدأت القصة!!!

    يقول المثل الشعبي : مجنوناً أسقط حجراً في بئر، مائة عاقل لن يستطيعوا إخراجة…

  5. يقول علي علي:

    أمريكا وحرية الشعوب عدوان لدودان

  6. يقول سامح //الاردن:

    *(السيسي) في النهاية حاكم عربي
    (تابع) لأمريكا مثله مثل معظم
    الحكام العرب للأسف الشديد.
    * أعطوني دولة عربية واحدة تقول
    لأمريكا (لا) بالفم المليان..؟؟؟
    *حسبنا الله ونعم الوكيل
    في كل حاكم عربي ظالم وفاسد.
    سلام

    1. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      اخي سامح ، رغم كل ما جرى و يجري و انكشاف الأمور على حقيقتها ، لازلت تحاول مسك العصا من الوسط!

      لا يمكن ان يبرر السوء و العمالة و التبعية بحجة ممارستها من قبل البعض او الاغلب او الجميع !

      فهل صار السوء والرذيلة مرجعاً لمن يدعون الفضيلة !

      المقال عن السيسي حصراً و كيفية تعامل ترامب و الاخرين من امثاله معه ، فلماذا نحرف الكلام باتجاه اخرين ، ربما يفعلون عين الامر و ربما اسوء ، لكن الكلام عن اكبر و اهم دولة عربية و ليس عن دولة هامشية مع الاحترام لدور كل دولة.

  7. يقول Rabi Arabi:

    هذا الرجل الذي يحكم مصر الان وصل الى الحكم بمحض الصدفه بسبب خطأ ارتكبه الرئيس مرسي بتسليم السيسي منصب وزير دفاع مما ممكن من التسلل بحكم موقعه الى سده الحكم في بلد يعاني 40% من شعبه من الاميه والتخلف المزمن, فهو بالتالي يتجنب التشويش عليه من قبل زعماء اوروبا وامريكا لان التهديد الداخلي لحكمه شبه معدوم ولم يبقى الا بقايا الاخوان المسلمين في الخارج بعد ان قضى عليهم في الداخل قضاءا” شبه مبرما”. السيسي يريد بطشا” لا حدود له لشعبه لتكريس حكمه وهو بالتالي لا يريد ان يضيق عليه الغرب ويشوش عليه جراء ذلك وسيعتاد الشعب المصري على هذا الاسلوب بالحكم استنادا” الى تاريخه الفرعوني الطويل الذي تميز في مختلف مراحله بالنزعه الكامنه لديه نحو عباده الحاكم وتقديسه. ربما نحتاج الى ثلاثين سنه اخرى قبل ان نرى ثوره جديده للشعب المصري الذي ينظر الى اخطاء الحاكم على اعتبار انها من افعال الالهه كالكوارث الطبيعيه ( وانا هنا اقتبس من مقال للكاتب المصري ميشيل باسيلي في القدس العربي). من ينتظر من الشعب المصري الثوره والتململ سينتظر طويلا””.

  8. يقول ابن الجاحظ:

    الشعب المصرى عظيم وكريم و مسالم و يحب الحرية و الديمقراطية أسوة بكل شعوب العالم …..

  9. يقول محمد على:

    على الأقل السيد ترامب وماري لوبان لم يقتلا بعد آلاف من المسلمين بينما السيسي فعل ذلك بدم بارد في مجزرة الحرس الجمهوري ورابعة والنهضة والمصريون لا يستحقون الا السيسي وامثاله

  10. يقول الصوفي الجزائر:

    الى الذين استعملهم السيسي في 30 يونيو بالله عليكم هل وضعكم الان احسن مما كان عليه وقت مرسي علما ان مرسي وقتها كان قد حكم سنة واحدة اما السيسي فهو في السنة الثالثة
    ومازال ينتظركم انكد من هذا

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية