القاهرة ـ «القدس العربي» : ركزت الصحف المصرية الصادرة أمس على الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في اسبوع شباب الجامعات العاشر، الذي أقيم في جامعة قناة السويس في الاسماعيلية وتكونت من جزأين، واحد مكتوب والثاني تلقائي، وهو الأسلوب الذي اعتمد عليه السيسي في الإبقاء على العلاقة بينه وبين الناس، الذين يحبون هذا الأسلوب منه خاصة وهو يحدد المشاكل التي يواجهها نظامه واعترافه بما لم يتحقق مكررا أسلوب عبد الناصر في مخاطبة الشعب، وأشاد برئيس الوزراء المستقيل ابراهيم محلب. وقال إنه لا يستغني عنه وسيظل بجانبه وطالب الشباب بالإقبال على البرنامج التدريبي لاعداده للقيادة الذي ستنظمه الرئاسة، وكذلك المشاركة في التصويت والترشح لها. في إشارة واضحة قال بالنص: «أدعو الفتاة المصرية للمشاركة بفاعلية في الإنتخابات ومواصلة الدور الهام الذي تقوم به المرأة المصرية».
قال ذلك وهو يستند إلى التأييد الواسع الذي ناله من النساء والفتيات، أما عن الفساد فقال عنه بالنص: «لا يوجد مجال له في الدولة المصرية في فترة حكمه، ولن يصمت عليه أحد. إحنا ما عندناش فرصة ومبقاش فيه حاجة تتاخد تاني خلاص وإحنا مش حنسمح بكده يكون فيه فساد تاني في البلد والله لن نسمح بجنيه ورق يتاخد بالفساد بدون وجه حق».
ونالت هذه الجملة تصفيقا مدويا، خاصة أن الرسام الكبير سمير أخبرنا امس في «الأهرام المسائي» أنه شاهد مقدم برامج يسأل اسدا: ازاي نقضي على الفاسدين. فزأر الاسد. سيبوني عليهم.
أما بالنسبة للانتخابات فقد أعلنت التكتلات والأحزاب قوائمها ولم تغط أي منها القوائم الأربع باستثناء قائمة «في حب مصر»، وكانت وحدها دون منافس في شرق الدلتا، واعتقد البعض، أنها يمكن أن تفوز بالتزكية فيها، وهذا خطأ لأن القانون لا يسمح بذلك ويشترط في هذه الحالة الحصول على ما لا يقل عن 5 ٪ من عدد الأصوات، واذا لم يحدث ذلك يتم فتح باب الترشح من جديد. وسارع حزب الوفد بالإعلان على أنه بالاضافة لمشاركته في قائمة «في حب مصر» فانه سيخوض المنافسة على المقاعد الفردية بعدد مئتين وأربعة وستين مقعدا.. كما واصلت قوات الجيش والشرطة عملية «حق الشهيد» في شمال سيناء، وقتلت عشرات آخرين من الإرهابيين، بالإضافة إلى تصفية الشرطة في شرق القاهرة لاثنين آخرين. والى بعض مما عندنا:
أسباب اختيار شريف اسماعيل
رئيسا للحكومة الجديدة
ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على استقالة رئيس الحكومة المهندس ابراهيم محلب، وكان أولها لزميلنا وصديقنا وعضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير جريدة «الأسبوع» الأسبوعية المستقلة مصطفى بكري ومقاله يوم الأحد في «الوطن»، وقوله فيه: «الأسباب التي دعت الرئيس السيسي إلى اختيارالمهندس شريف اسماعيل رئيسا للحكومة الجديدة يمكن اجمالها في نقاط عدة أبرزها السمعة الطيبة والنزاهة المعروفة التي يتحلى بها طيلة فترة عمله في وزارة البترول، ثم تولى مهام الوزارة ضمن الفريق الوزاري لحكومة محلب عدم وجود عداوات بينه وبين اعضاء الحكومة السابقة وهو أمر يؤهله لأن يكون قاسما مشتركا للتشكيل الحكومي الجديد والاختيار وفقا للمعاييرالتي حددها الرئيس السيسي وأولها النزاهة والكفاءة والخبرة والقدرة على الإنجاز.. إن اختياره جاء مرتبطا بالفترة الإنتقالية التي لن تزيد على ثلاثة أشهر يتولى خلالها ادارة العمل الحكومي لحين اختيار رئيس وزراء جديد في أعقاب الانتخابات البرلمانية المقبلة».
«المصري اليوم»: ما فعله محلب
لم يفعله رئيس وزراء قبله
لكن هذا الكلام لم يعجب زميلنا وصديقنا محمد امين، ولذلك قال في اليوم نفسه في عموده اليومي في «المصري اليوم» – على فين- وهو غاضب: «مبروك لمحلب ومبروك لعائلته وأسرته وخسارة يا مصر.. مبروك عليه صحته فقد جاب مصر شرقا وغربا .. صباحا ومساء.. لم يفعلها قبله رئيس وزراء.. الآن يعود إلى بيته راضيا مرضيا بعد أن تقدم باستقالته للرئيس.. آخرون يخرجون من الوزارة إلى السجن .. محلب شخصيا لم يقصر، أما وزراؤه فقد خذلوه هو ليس ناظر مدرسة، ليس مخولا بتأديب الوزراء والمحافطين إن سرقوا أو انحرفوا! من الغريب أن الرئيس السيسي أشاد بأداء الحكومة، ثم طلب من رئيس الوزراء تقديم استقالته.. قبلها كان قد كلف شريف اسماعيل بتشكيل الحكومة.. كيف هذا وما معنى الإشادة اذا كانت هناك استقالة؟ ما معنى أن اشيد بك ثم اقول لك شكرا؟ ما معنى اختيار شريف اسماعيل؟ ولماذا ليس هشام رامز او مهاب مميش مثلا؟ لماذا لم يقم السيسي بنفسه بتشكيل الحكومة؟
كثير تحدثوا عن حكمة الرئيس في الإقالة والتكليف.. تحدثوا عن «الإعجاز العلمي في قرارات الرئيس».. أخشى ألا يجد السيسي من يعمل معه.. أخشى ألا يكون أمامه في الفترة المقبلة غير لواءات الجيش.. ما زالت مصر هي دولة الرئيس.. الرئيس هو من يعلم وهو من يقيل الوزارة وهو من يصدر توجيهات الإقالة غير منطقي هذا بعد ثورتين.. رئيس الوزراء في مصر ما زال كبير السكرتارية، رغم صلاحياته الدستورية! حكومة محلب استقالت عمليا منذ مرمطة وزير الزراعة في ميدان التحرير».
استبعاد السياسة عن صناعة القرار
ومن محمد أمين في «المصري اليوم» إلى زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير «المقال» ابراهيم عيسى وقوله في اليوم ذاته: «الرئيس مصمم على استبعاد السياسة عن صناعة القرار، أقال محلب التقني التنفيذي وكلف اسماعيل التقني التنفيذي، اختار وزيرا مهذبا جدا.. نعم هو رجل مهذب للغاية ومحترم ومنضبط في سلوكه وقراراته، ولكنه بلا أي رؤية سياسية لم نضبطه يوما يتكلم في مواقف سياسية أو رؤى أو قرارات أبعد من البترول هو بلا أي سيرة سياسية ولا أي خبرة بالعمل السياسي أو الجماعي أو الحزبي، بل لعله من أقل الوزراء تواصلا مع الرأي العام وأخفتهم صوتا وأقلهم ظهورا، رجل بتاع شغل وفي حاله وبيسمع التوجيهات ومهذب.. الأجهزة الأمنية تثق في ولائه.. والأجهزة الرقابية تثق في نزاهته، هل نجح وزير البترول في وزارته ومن ثم كان هذا مبررا لاختياره رئيسا للوزراء؟ إذا كان هذا المعيار «وحول هذا نقاش يستحق فإن دكتور محمد شاكر كان أجدر فهو وزير الكهرباء الذي انتقل بها من حال لحال ومن مشكلة إلى حل، لكن ربما الأجهزة الأمنية لا يزال في زورها غصة منه، حيث شائعات قديمة لكن عموما يبقى هذا المعيار يشوبه قصور فادح فالنجاح في وزارة تخصص الوزير لا يعني أنه مؤهل للنجاح كرئيس وزراء مسؤول عن السياسة العامة، والدليل هو ابراهيم محلب الذي خسرناه كوزير اسكان، فقد انتقل إلى منصب لم يمنحه ما كان البعض يتصوره بناء على نشاطه ونجاحه في الإسكان.. يبقى الشكر واجبا للمهندس ابراهيم محلب فهو فعل ما يعرف، فالرجل كان في منتهى الإخلاص والتفاني والشقاء من أجل الوطن وبذل جهودا خرافية فوق الطاقة وفوق المحتمل، وكان صادقا في كل مافعل مؤمنا بكل مانفذ، وكان عنوانا للوطني المثابر، اختلفنا معه كثيرا ورفضنا منهجه تماما، لكن هذا لم يحل قط دون أن نحبه ونحترمه ونفخر بأخلاصه ووطنيته».
«المصريون» تتساءل عن جدية مكافحة الفساد
ومن تغيير الحكومة إلى قضية الفساد التي لا تزال تجتذب الكثير من الإهتمام والنقاش والخلافات حولها وبدأها يوم الأحد زميلنا جمال سلطان رئيس مجلس ادارة وتحرير جريدة «المصريون» الاسبوعية الخاصة وقوله: «طوال السنوات الأربع الماضية قدمت الجهات الرقابية المختلفة ملفات فساد من العيار الطافح والصريح، عيني عينك فعل ذلك جهاز الكسب غير المشروع قبل احباطه، وفعل ذلك الجهاز المركزي للمحاسبات وفعلت ذلك الرقابة الادارية، وطالت هذه الملفات شخصيات رفيعة ومؤسسات مهمة من وزارة الداخلية إلى قضاة ورؤساء محاكم إلى نادي القضاة إلى النيابة العامة إلى رجال أعمال إلى وزراء سابقين وحاليين ولكن مع الأسف رموز الجهات التي قدمت ملفات الفساد وعكفت عليها وحققتها تم عزلهم، وسحب الملفات من ايديهم ثم التحريض عليهم ثم إقالتهم وربما كانوا في طريقهم إلى السجن بعد اشهر وبعضهم الآخر جار التحقيق معهم وتمت محاكمتهم بدلا من الفاسدين هذا كله مناخ محبط وكئيب ولا يعطيك أي احساس بالأمل في الإصلاح، بل يجعل كثيرين يلوذون بالصمت والتزام جانب الحيط!
لا أريد أن أكون محبطا بهذه الكلمات ودعونا نتمسك بالتفاؤل والأمل في أن تكون «الضربة» الجديدة تدشينا لمرحلة «جهاد» حقيقيي ضد الفساد ولا بأس أن تستثمرها السلطة أو الرئيس، المهم أن تمضي حتى النهاية وأن تكون في خدمة البلد المثقل بالأعباء والمواطن المثقل بالهموم والمتاعب ولا نملك إلا أن ننتظر ونرى».
«الوطن»: إتق شر السيسي إذا غضب
أما جريدة «الوطن» – اليومية المستقلة- فنشرت في اليوم نفسه تعليقا قالت فيه: «اتق شر السيسي اذا غضب وهو غاضب ومستاء من أداء حكومة المهندس ابراهيم محلب منذ بضعة اشهر، لكنه منح هذه الحكومة الفرصة تلو الأخرى وتعامل مع اخطائها بصبر وحكمة على الرغم من الضغوط التي مورست عليه – هو شخصيا – ليغيرها أو يعدلها، كان سؤال: لماذا تسكت على هذه الحكومة يواجه الرئيس في غالبية لقاءاته، سواء مع قوى سياسية أو مدنية أو اعلاميين أو حتى النخب المثقفة، وكان الرئيس يسمع ويتفحص الوجوه المتسائلة وهو يدرك أن ثمة شعرة تفصل بين الهوى والمصلحة العامة، كان يقابل السؤال بابتسامة «المقاتل» الذي يعرف بالضبط متى يتخذ القرار، وما مدى جاهزتيه لتحمل النتائج، لآن الرئيس يدرك جيدا منذ توليه الحكم أن المعركة ضد الفساد «ومشتقاته» لا تقل أهمية عن المعركة ضد الإرهاب «وميليشياته» فقد دقق كثيرا في اختيار اللحظة التي ينبغي أن يفتح فيها ملف الفساد حتى لو استتبع تغيير الحكومة بوصفها أداته الاولى والوحيدة في حربه ضد هذا الفساد «ولك أن تتخيل قسوة أن يكون أعضاء في هذه الحكومة نفسها متورطين او تحوم حولهم شبهات فساد!».
من كان يتولى فتح أبواب الوزراء
المغلقة أمام الوسيط محمد فودة؟
واذا تركنا «الوطن»، واتجهنا إلى «المصري اليوم» سنجد أن زميلنا وصديقنا سليمان جودة في عموده اليومي – خط احمر- يقدم شهادته عما رآه وسمعه عن محمد فودة في الـ«فورسيزونز» قال: «يظل السؤال الأهم عمن كان يتولى فتح ابواب الوزراء المغلقة أمام الوسيط إياه وفي مقابل ماذا على وجه التحديد كان يجري فتح الأبواب؟ هذه اسئلة تشغل كل مصري شريف ولا يجب أن تغطي عليها الدولة مهما كان الثمن ولا بد أن يقدم رئيس الوزراء بحكم مسؤوليته جوابا شافيا عنها، ولا بد من اطلاع افراد الشعب على كل شيء، ولا بد من جرجرة كل شخص له علاقة بالقضية إلى ساحات القضاء لينال جزاءه، ولا بد لكل من ابتلع قرشا من أموال هذا الشعب دون وجه حق أن يعيده إلى الخزانة العامة مرغما.. لا بد! لقد كنت يوما في فندق الـ»فورسيزونز» ورأيت بعيني كيف أن الوسيط في هذه القضية كان يتحرك في انحاء الفندق كمن يتحرك في بيته وينتقل من مكان لآخر في داخله كمن يخرج من غرفة إلى غرفة في منزله، وسألت وقيل لي يومها إنه مقيم منذ عامين اقامة كاملة في الفندق الفخم، وكان أن رجعت أسأل: على حساب من؟! وما سمعته يومها من رجل اثق فيه أن إقامته بالكامل كانت على حساب اثنين من رجال الأعمال وأنهما كانا يسددان ثمن اقامته في جناحه الوثير شهرا بشهر! سألت الرجل: في مقابل ماذا؟! قال: الله أعلم! أسأل وسوف تعرف! هذا كله لا بد من إعلانه بتفاصيله على دافع الضرائب في بلدنا ولا بد أن يقال لنا السبب الذي من أجله يبقى وزير في الحكومة إلى الآن، رغم أنه جاء عليه يوم ذهب فيه مع الوسيط إلى دائرته الإنتخابية ودار معه فيها وكان شيئا مخجلا في حينه وكان شيئا يدعو إلى الأسى أن يرتكب الوزير إياه جريمة كهذه، ثم يبقى بعدها في وزارته وكأن شيئا لم يحدث»!
«صوت الأمة»: لصوص المال العام
يشيدون المساجد والكنائس
هذه شهادة سليمان أما شهادة زميلنا عبد الفتاح علي مدير تحرير «صوت الأمة» فانها مختلفة قال: «شوهد الشيطان يسب ويلعن وهو خارج من الحدود المصرية فاستوقفه أحدهم لماذا يسب ويلعن البلد، فقال له الشيطان: أعمل ليل نهار كي أضل هذا وأخطئ هذا واستلب ذلك وبعد أن يسرقوا وينهبوا يكتبون في بروز خلفهم «هذا من فضل ربي».. نكتة مصرية صميمة تعكس وضع الحياة في مصر، وتلخص العجائب الواردة في بيان النيابة العامة حول قضية وزير الزراعة صلاح هلال، والتي جاء فيها أن المتهمين طلبوا رشوة افطار في رمضان ورحلات حج وعمرة. وكأن طلب رحلة إلى امريكا كرشوة ستغضب الله، بينما زيارة بيت الله وتقضية الفريضة الخامسة بمال حرام لا غبار عليها. بهذا المنطق لا أجد خلافا كبيرا بين كل المتهمين في هذه القضية وكل وزراء مصر السابقين والحاليين، لا فرق بينهم وبين السواد الأعظم من المصريين، فلصوص المال العام يشيدون المساجد والكنائس وناهبوا مصر الكبار لهم مخصصات شهرية تنفق على دور الأتام وآكلوا مال النبي يحرصون كل عام على اقامة اكبر وافخم موائد للرحمن في رمضان ليس هذا فقط، بل أن رواد المساجد، وخصوصا بعض من يصلون الفجر جماعة يحرصون على اصطحاب اكياس القمامة معهم في طريقهم للمسجد ويلقون بها أمام جيرانهم في هذا التوقيت تحديدا حتى لا يراهم أحد.. وهم غافلون على أن الله يرى ضمائرهم الميته وعقولهم الفاسدة التي ما عادت تفرق بين الحلال والحرام، وبين الخير والشر وبين النفع والأذى.. نحن شعب من المنافقين يمنح حبه لمن يملك القوة ويمنع حبه عن الضعيف المحتاج، فملابس الرجل هي عنوان مكانته ووجاهته وملابس السيدة هي مرآة شرفها وعفتها.. نحن شعب من المنافقين يكذب ويدلس ويعرص طالما كان السبيل لتحقيق الهدف، ثم يطوف المساجد ويركع ليل نهار طالما وقع في شر أعماله وبات بينه وبين فضيحته قيد أنمله».
مجلس النواب المقبل وتشكيله المحتمل
والى الأحزاب والانتخابات.. حيث تعرض الدكتور محمد البرادعي إلى هجمات ساخرة بسبب التغريدة التي كتبها ودعا فيها إلى مقاطعة الإنتخابات وتركزت عناصر الهجوم السخرية منه في دعوته للمجيء إلى مصر وممارسة معارضته منها بجانب أعضاء حزبه الذي اسسه وهو «الدستور»، كما شنت «اليوم السابع» يوم الأحد هجومين عنيفين من زميلينا محمد الدسوقي رشدي ودندراوي هواري ضد الفريق أحمد شفيق بسبب الهجوم الذي شنه على الرئيس السيسي في حديث نشرته له الجريدة نفسها.. بينما شن زميلنا في «الوفد» وعضو مجلس الشعب السابق محمد عبد العليم داوود يوم الأحد هجوما على مجلس النواب المقبل وتشكيله المحتمل قائلاعنه: «قيام أحزاب المال الأسود التي نشأت في السنوات الأخيرة بعد 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران بعمل مزاد لبيع وشراء مرشحي البرلمان حتى يكون غطاء سياسيا وقوة ضغط لاصحاب المال الأسود لمؤسسي هذه الأحزاب والمكلفين بالصرف عليهم وبذلك يتجرد البرلمان المقبل من ولاء هؤلاء لارادة الأمة إلى الولاء لمن اشتروا ودفعوا الثمن فرغم المبالغ الطائلة التي تم دفعها في الشراء فهناك خطة لاستمرار الدفع شهريا لضمان الولاء واستمرار الغطاء السياسي بعدما نجح لصوص المال الأسود في السيطرة على وسائل الإعلام من صحف وفضائيات ومواقع أخبارية، رغم ما يقال عن قضايا الفساد إلا أن كانت أموال اركان الحزب الوطني وكهنته وعصابة تزاوج السلطة بالثروة ما زالت في خزانها ولم يقترب منها أي نظام، سواء التي في الخارج أو الداخل بل معظم هؤلاء تجدهم يتصدرون الصفوف الاولى في المؤتمرات والاحتفالات الهامة وما زال النظام الحالي كغيره يمد حبل الود معهم بدلا من إجبارهم على إعادة ما سرقوه ونهبوه من المال العام».
جرأة أحمد عز ومحاولاته
المستمرة الترشح للإنتخابات
هذا ما قاله عبد العليم، بينما زميلنا وصديقنا في «الأخبار» ونقيب الصحافيين الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف اختار في اليوم نفسه ابداء دهشته في عموده اليومي- في الصميم- من جرأة رجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني أحمد عز ومحاولته المستمرة الترشح للانتخابات، وقال: «قد يكون أحمد عز هو العنوان الفج لهذه الحالة، ولكنه ليس العنوان الوحيد العشرات الذين سرقوا المال العام أو نهبوا أراضي الدولة يزينون القوائم او يتنافسون على المقاعد الفردية المئات من المستفيدين من سنوات الفساد العظيم موجودون في لوائح المرشحين الكبار في حزب الفساد المالي والسياسي قد يتواجدون باشخاصهم، وقد يكتفون بالوقوف وراء العشرات وربما المئات من المرشحين ليكونوا اذرعتهم في البرلمان المقبل.. مليار جنيه من اموال الفساد تكفي لتمويل الحملات الانتخابية تكفي لاكثر من نصف أعضاء البرلمان. مجالات التلاعب مفتوحة على البحري ولا توجد اجهزة تستطيع رقابة ما ينفقه المرشحون او تحديد مصادره او الإمساك بمن يمولون الحملات الانتخابية بالمال الحرام ليضمنوا أن الفساد القديم قادر على تجديد نفسه في هذه الانتخابات والخطأ ليس عند أحمد عز ولا رفاقه الميامين في حزب الفساد ولا صبيانهم الذين يعدونهم ويمولون نفقات حصولهم على عضوية البرلمان المقبل بثورتين. الحطأ عند من لم يطبقوا القوانين الموجودة بالفعل للمحاسبة على الفساد السياسي وعلى جرائم نهب المال العام والسطو على الدولة حتى الآن».
«الأهرام» وزيادة الإهتمام بأوضاع سوريا
وإلى سوريا، حيث لوحظ زيادة اهتمام «الأهرام» بأوضاعها وابداء التعاطف مع نظامها ضد المعارضة المسلمة خوفا من تعرضها للتفكك وسيطرة «داعش» و»القاعدة» عليها فقد قال عنها يوم الثلاثاء الماضي في عموده اليومي – نقطة نور- زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد: «هل ماتت النخوة العربية ولم يعد باقيا من تراثها الأخلاقي والقيمي سوى الأحقاد والحزازات الصغيرة وبلادة الحس والاصرار على الانتقام؟! وبماذا يفسر عجز العرب المخيف عن وقف الكارثة الانسانية المهولة التي تحدق بالشعب السوري وهو يفر من جحيم حرب اهلية يصعب المفاضلة فيها بين نار بشار الاسدو جحيم اضداده من جماعات الإرهاب، ابتداء من «النصرة» إلى «جند الشام» إلى آخرهذه القائمة الطويلة من المنظمات الارهابية اليدوية الصنع التي مزقت سوريا شرممزق ودفعت الملايين من ابنائها إلى ان يتشردوا في بقاع العالم.. وما الذي ارتكبه السوريون ليدفعوا هذا الثمن الباهظ لقد حافظوا على تنوعهم في دولة متعددة الأعراق والثقافات تضم الاكراد والروم والتركمان والعلويين، كما تضم تنويعات مسيحية اثرت الثقافة العربية والإسلامية، ودافعوا ببسالة عن عروبة المنطقة ووقفوا إلى آخر نفس إلى جوار أشقائهم الفلسطينيين وكانوا شركاء مصر في حرب اكتوبر/ تشرين الأول المجيدة، لو يرتكب السوريون اثما يستحقون عليه هذه المهانة ويتم سحق دولتهم لحساب «القاعدة» و«داعش» بدعوى ضرورة التخلص من بشار الاسد كشرط اساسي للتسوية السلمية».
الإرهاب يشتت السوريين
وفي العدد نفسه شن زميلنا جميل عفيفي هجوما ثانيا قال فيه: «مخطئ من يظن أن هروب اعداد كبيرة من السوريين تاركين بلادهم بسبب الرئيس السوري بشار الأسد وما يفعله الجيش السوري بالمدنيين – كما يصور الإعلام المتآمر- بل العكس صحيح ان هروبهم بسبب العمليات الإرهابية والجماعات والميليشيات المسلحة التي وجدت في سوريا مناخا خصبا لتنفيذ عملياتها بعد محاولات الخلخلة للجيش السوري منذ بداية ما يسمى الثورة السورية.. الحقيقة التي يجب أن يعلمها القاصي والداني ان الجيش العربي السوري هو جيش نظامي وطني يدافع منذ أربع سنوات عن أمن بلاده القومي، فالجيش يخوض حربا شرسة غير مدرب عليها.
إن النظام السوري ادرك مبكرا عمليات الإرهاب التي تجري على ارضه تحت غطاء الثورة السورية، فأخذ في الدفاع عن بلاده وليس نظامه، إلا أن استغاثاته لم تكن على هوى الدول الغربية التي تسعى إلى تغيير خريطة المنطقة، فقامت بتدعيم العناصر الإرهابية الفاجرة لتقتل في المدنيين وتدمر المدن والآثار ويتم الإدعاء بعد ذلك أن نظام الأسد هو من يفعل ذلك حتى يتم تأليب الرأي العام الداخلي والخارجي على النظام السوري، لتسقط ويستشري الارهاب في المنطقة لتشتعل بكاملها كما هو مخطط تماما.. افيقوا ياعرب».
نحو حل إنساني عاجل للمسألة السورية
ويوم الخميس خصصت «الأهرام» تعليقها لسوريا قائلة عنها: «الفرصة مهيأة الآن أمام الضمير الإنساني العالمي للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا بعد فشل الحل العسكري وتشرد ملايين السوريين والحل السياسي يمكن أن يقوم على أساس الخطة التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان ستورا، والتي دعا فيها إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة ومجلس عسكري مشترك بين النظام والمعارضة وصولا إلى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت رعاية الامم المتحدة، وقد تكون تلك هي الفرصة الأخيرة لانقاذ الشعب السوري بأكمله وليس اللاجئين فقط، وقبل أن تستولي «داعش» على باقي سوريا وتفرض ارهابها على المنطقة بأكملها».
اشادة بالخطة الروسية وتدخل بوتين
وأخيرا إلى يوم الأحد وزميلنا في «الأهرام» هاني عسل الذي أشاد بالخطة الروسية وتدخل بوتين قائلا: «ما يفعله الروس في سوريا الآن هو «عين العقل» و»الفرصة الأخيرة» للاختيار ما بين سوريا موحدة ومستقرة في وجود الأسد أولا سوريا نهائيا فقط دولة «داعش»!
أسلوب «وسع يا جدع» الذي بدأ ينتهجه بوتين حيال الأزمة السورية لا تهدف فقط إلى توطيد أركان الأسد في مواجهة عملاء الخارج، وإنما أيضا إلى منع تقسيم سوريا والى انهاء «العك» الأمريكي التركي الذي لم يكن له أي نتيجة على الارض سوى صعود «داعش» وتحوله إلى اسرائيل جديدة في المنطقة بالظروف النشوء والإرتقاء.. يعني لا ربيع ولا ديمقراطية، روسيا ستخلق أمرا واقعا جديدا في سوريا كما فعلت من قبل في حالة اوكرانيا مع اختلافات بسيطة هذه المرة، فروسيا أعلنت حجم وجودها العسكري ودورها في سوريا علنا وهي موجودة بعلم وموافقة اصحاب الارض، بينما الآخرون وجدوا أنفسهم الآن في صف واحد مع الإرهابيين والعملاء، وما تفعله روسيا الآن سيكشف ايضا كثيرا من الحقائق حول ما يجري على الأرض السورية بداية بفضح من وقف وراء عصابات «داعش»، ومن مولها ودعمها بالسلاح والعتاد وعربات الدفع الرباعي الحديثة ومصات التواصل على الإنترنت ومرورا بمن سهل لها تمرير آلاف المقاتلين من شتى بقاع الأرض ونهاية بغارات «الدلع والطبطبة» ضد مواقع دولة الخلافة المزعومة .. ستفضح روسيا الجميع وسيصبح المتآمرون بلاغطاء».
الطفل السوري عنوان الظلم الذي أصبح يغلف العالم
ومن «الأهرام» القومية إلى السلفيين وموقعهم في جريدة «الفتح»، لسان حال جمعية الدعوة السلفية، التي نشرت في عددها يوم الجمعة مقالا للمهندس علي حاتم قال فيه مناديا الطفل ايلان الكردي: «أيها الكردي الصغير ابن الثلاث سنوات الذي القته أمواج البحر على أحد شواطئه ووجد منكفئا أعلى وجهه، أنعيك بعينين تدمعان وبقلب ينفطر فأنت عنوان على الظلم الذي أصبح يغلف العالم بأسره ولم ينج منه الأمن رحم الله، أنت عنوان فساد الإنسانية بأسرها وغرقها في مستنقعات القسوة والظلم والطمع والعدوان والبغي ما الذي فعلته بالظالمين من حولك حتى يفعلوا بك ذلك؟ ويا للحسرة فعلوه باسم الإسلام وحسبوا أنهم يحسنون صنعا، شيعة كانوا أم «دواعش»، فالكل هدفه واحد هو القضاء على أهل السنة والجماعة.. عزاؤنا فيك يا بني أننا لا ننتظر من الشيعة الخبثاء المجرمين الظالمين الا ذلك بل اكبر من ذلك كما أننا ـ يا بني ـ على بينة من أفعال الدواعش القتلة قساة القلوب شرار الخلق فاذا لم يفعلوا ذلك فمن اذن بفعله؟! وسيأتي اليوم لا محالة بأذن الله الذي يدفع فيه الشيعة الأوغاد والدواعش كلاب النار الثمن غاليا ولله الأمر من قبل ومن بعد وهوحسبنا ونعم الوكيل».
«البوابة»: أرض الشام الحبيبة ساحة
للحرب الباردة بين السعودية وإيران
أما صاحبنا الكاتب السلفي محمد الأباصيري، فقد شن هجوما آخر يوم السبت في»البوابة» كان مختلفا عن هجوم على حاتم قال فيه: «ما أن حط قطار الربيع العبري المشؤوم «ربيع نتنياهو» بمحطة سوريا الحبيبة، وذلك في شهر مارس/آذار من عام2011 الا ورأت سوريا ويلات وويلات وخراب يتبعه دمار على أيدي ابنائها وغيرهم من شذاذ الأفاق الذين طاروا اليها زرافات ووحدانا وجاءوها من كل حدب وصوب، ليكتشف فجأة – وبقدرة قادر- أن بشار الأسد نجل حافظ الأسد، الذي ظل معارضوه يصفونه ومن قبله أبوه على مدار أربعين سنة بأنه «بعثي» علماني عدو الدين! إذ به ينقلب إلى النقيض ليتحول إلى «رجل دين، نصيري، علوي، شيعي، كافر» وما ذاك إلا ليرفع شعار الطائفية فتكون السنية في مقابل الشيعية، بدلا من الديمقراطية في مقابل الإستبداد، وانطلقت بالفعل شرارة الطائفية المصطنعة البغيضة في سوريا لتتحول بسببها أرض الشام الحبيبة إلى ساحة للحرب الباردة بين السعودية وايران ولكل مناصريه والخاسر الوحيد في ذلك كله هو الوطن سوريا ويعلم القاصي والداني ولا تخفي السعودية ذلك حجم الدعم الذي تنفقه المملكة للمجموعات الإرهابية في سوريا، سواء كان دعما ماديا أو بالعدد والسلاح أو توفير الغطاء السياسي والاخلاقي، بل والديني لهذه المجموعات وهو أمر غير مقبول مهما كان المبرر.. إن ايران ايضا تعد جزءا أصيلا بل هي الجزء الكبر للأزمة في سوريا والخلاصة أنه كما أن على السعودية أن تكف يدها تماما عن دعم المجموعات الارهابية فانه على ايران أن تنسحب هي الأخرى وفورا وإلا فانه لا حل يلوح في الأفق ما دامت السعودية وايران جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل».
معارك الإسلاميين وخلط الدين بالسياسة
والى الإسلاميين ومعاركهم ومحاولاتهم التاريخية خلط الدين بالسياسة واستخدام الإسلام لخدمة مصالحهم، رغم ما استقرت عليه الحركة الوطنية المصرية بعد ثورة 1919 من عدم خلط الدين بالسياسة ورفع شعار الوحدة الوطنية والدين لله والوطن للجميع، وهناك الكثير من المثقفين يتناسون أن عهد ما قبل ثورة «23 يوليو» وهو عهد الليبرالية والديمقراطية الحقيقية والتنوير ومحاربة الفتنة الطائفية كما يروجون له، بينما الحقيقة التاريخية عكس ذلك تماما، فقبل «ثورة يوليو» تورط كثير من الكتاب والسياسيين في محاولات الترويج للخلافة الإسلامية واضفاء قداسة دينية على الملك فؤاد، ثم ابنه فاروق واتهام حزب الوفد بأنه حزب للأقباط، وقد تكرم صاحبنا ومساعد رئيس حزب الوفد حسين منصور يوم الإثنين قبل الماضي باعطائنا لمحة في هذا الشأن بقوله في «الوفد» عن محاولة اضفاء طابع ديني على تولي الملك فاروق منصبه: «تجمع كل أعداء الوفد ناحية القصر.. علي ماهر ومحمد محمود واسماعيل صدقي والشيخ المراغي في مواجهة «الوفد» وعرقلته وفي هذا التجمع اصطفت القوى الفاشية لـ»الاخوان» و»مصر الفتاة» وكان الجديد في الأمر انضمام جرائد وأقلام كان لها واجهتها في زمن مضى عندما حان ميعاد تولي الملك الصغير سلطته دعا الأمير محمد علي الوصي على العرش أن يتولى فاروق الملك في حفل ديني يقلده فيه شيخ الأزهر سيف جده ويؤم الحاضرين في الصلاة، وصمم إلى أن يتم التنفيذ ما ورد في الدستور أن يحلف اليمين الدستورية أمام البرلمان، وبالطبع ظهر شيخ الأزهر المراغي وخرجت حملة جائرة من صحف «البلاغ» و»روزاليوسف» تستنكر اعتداء النحاس على حقوق الملك وتطرقت الحملة إلى القاء اتهامات على مكرم عبيد، سكرتير عام الوفد بشكل طائفي في أنه من منع اقامة الاحتفال.
ومن المدهش أن القصر دعا إلى فكرة الخلافة الإسلامية في عهد فؤاد، وها هو يعيد طرحها مع قدوم الوافد الصغير، وها هو العقاد يكتب «أن الخطة التي سار عليها النحاس كانت مرسومة لغاية سيئة هدامة ما كان أجدر بالنحاس وزملائه المسلمين ان ينزلقوا اليها».. في اشارة إلى أثر القبط في سياسة الوفد ثم يستمرهادرا فيقول بوضوح..»كاذب منافق من يقول إن احدا منعها غير مكرم عبيد». أما «مصر الفتاة» فقد ألقت بثقلها بجوار الملك، وكتب فتحي رضوان متهكما على مكرم عبيد..»وليم باشا يخشى على الإسلام من الوثنية والوفد يمنع حفلا دينيا ويجيز حفلا راقصا». وزحفت كتائب الإخوان إلى القصر يوم مباشرة الملك لسلطته الدستورية لتبايع الملك على كتاب الله وسنة رسوله».
قصة الحج وجمل المسيحي
وحسين منصور يقصد بالعقاد عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، وكان وفديا صميما وسجن أيام الملك فؤاد بتهمة اهانته، ثم انقلب على الزعيم خالد الذكر وزعيم الوفد مصطفى النحاس باشا وخرج من الوفد، وانضم إلى حزب الهيئة السعدية الذي كان قد انشق عن الوفد بزعامة أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي وابراهيم عبد الهادي، وأصبح من أحزاب الأقليات العميلة للقصر الملكي.
وما نسي حسين منصور ذكره موقف حزب «الأحرار الدستوريين»، الذي ضم كبار الليبراليين مثل أحمد لطفي السيد ومحمد محمود ومحمد حسين هيكل وكان عبر صحيفته «السياسة» يهاجم الوفد بسبب الاأباط ووجود صديقنا المرحوم ابراهيم فرج الذي كان معروفا بأنه ابن النحاس برغم انه قبطي وطلب النحاس ابراهيم فرج واجبره أن ينشر اسمه كاملا في الصحف في أي خبر عنه وكان سكرتيرا له وهو ابراهيم فرج واخبرني ابراهيم فرج أن النحاس كان عنيفا وهو يطلب منه ذلك.
وثارت في وزارة 1937 أيضا مشكلة المحمل النبوي والمعروف أن مصر كانت ترسل إلى السعودية كسوة الكعبة ومساعدات عذائية وطبية لتصل قبل موسم الحج وكانت هناك تقاليد لذلك، وهو أن يقوم أقدم لواء في الجيش بالإمساك بمقود جمل المحمل ويسلمه في صحراء منطقة العباسية إلى أمير الحج ثم تتجه القافلة إلى ميناء السويس وتحملها الباخرة إلى السعودية، وشاءت الظروف أن يكون أقدم لواء في الجيش في هذه السنة مسيحي اسمه نجيب مليكة فسارع ابراهيم فرج لاخبارالنحاس بذلك، وطلب البحث عن لواء مسلم منعا للحساسية، وكما اخبرني ابراهيم فرج كما جاء في كتابي الذي اعددته عن ذكرياته السياسية فقد صاح فيه النحاس بغضب: «هو فيه جمل مسلم وجمل مسيحي نجيب مليكة هو الذي سيسلمه لأمير الحج».
حسنين كروم