السيسي يطلب من الشعب «جنيهاً» والشعب ينتظر المقابل… ونظام الحكم لا يمتلك رؤية للخروج بالبلاد من أزمتها

حجم الخط
3

القاهرة ـ «القدس العربي» عادت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد للتوسع في تغطية زيارة الرئيس السيسي لكل من اليابان وكوريا الجنوبية، والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها لزيادة استثمارات البلدين في مصر، وعودته إلى مصر.
واجتماع رئيس الوزراء شريف إسماعيل بأعضاء مجلس النواب لمحافظة كفر الشيخ، حيث عرض عليهم برنامج حكومته الذي سيعلنه أمام المجلس للحصول على ثقته، وهذا الاجتماع يأتي ضمن لقاءات عديدة عقدها شريف ليضمن الحصول على موافقة الأغلبية على الثقة به. ويلاحظ أنه يركز على أن برنامج الحكومة لصالح المواطن الفقير، وذلك لتبرير، أي خطوات لإلغاء جزء من الدعم أو رفع الأسعار والخدمات. كما أكدت وزارة التموين أنها بدأت في ضخ كميات كبيرة من الزيت والأرز في المجمعات الاستهلاكية. واستمرار الشكاوى من انفلات سعر الدولار ونقصه في الأسواق. وبدأ اهتمام الأغلبية بقضية توفيق عكاشة يقل إلى حد بعيد، رغم استمرار كثرة الكتابات عنه، وفتح باب تلقي طلبات الترشح في دائرته لخلوها. كما لم يعد أحد يهتم بالضجة التي أثارتها المطربة شيرين عبد الوهاب عندما أعلنت اعتزالها الغناء، وبعدها بساعات أعلنت أنها نزولا عند رغبة محبيها عادت إليه. ومن الأخبار الأخرى إصدار محكمة الجنايات حكما بالسجن خمسة عشر عاما على أحمد مصطفى الشهير بـ»المستريح» لجمعه أموالا من الناس في الصيد لاستثمارها وتبديدها، وبأن يرد لهم مبلغ مئتين وستة وستين مليون جنيه جمعها منهم، وغرامة بمبلغ مئة وخمسة ملايين جنيه. أما الاهتمام الأكبر جماهيريا فتوجه إلى مباريات كرة القدم وعيد الأم في الواحد والعشرين من الشهر الحالي، مع استمرار الانفصال التام ما بين النخبة وما تثيره من قضايا وصخب وبين اهتمامات الأغلبية. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا..

ممتاز القط: أتمنى من البرلمان
إعمال سيادة القانون تجاه المخطئ

ونبدأ تقرير اليوم بأبرز ردود الأفعال على توفيق عكاشة وإسرائيل، وموقف الشعب المصري من التطبيع معها، وقيام زميلنا رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» الأسبق في نهاية عهد مبارك ممتاز القط وقوله يوم الخميس في «الأخبار»: «لماذا في هذا التوقيت بالذات يتجدد الحديث عن التطبيع مع إسرائيل؟ لماذا تحولت دعوة النائب د. توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي ولقاؤه في منزله إلى سبوبة للحديث عن علاقاتنا مع إسرائيل، وهي العلاقات التي تحكمها اتفاقيات ومعاهدات للسلام؟ وبغض النظر عن واقعة الاعتداء على النائب عكاشة بالحذاء، وهو سلوك مرفوض جملة وتفصيلا، فإن السبب الحقيقي ليس هو دعوة السفير الإسرائيلي، ولكن السبب هو حديث النائب عكاشة عن عبد الناصر وفترة حكمه. ولأن حديثي هنا ليس تقييما لفترة حكم عبد الناصر والأخطاء الجسيمة التي وقع فيها، فإنني أتحدث عن محاولات خلط الأوراق بعد واقعة الاعتداء على نائب البرلمان والتي أرجعوا سببها لاستقباله لسفير إسرائيل. لا أبالغ عندما أقول إن بعض الناشطين والنخبة استغلوا الواقعة أسوأ استغلال ليعطوا لعدونا الإسرائيلي الفرصة السانحة لإعادة الحديث عن السلام البارد بين البلدين، وهو السلام الذي استطعنا الحفاظ عليه لعشرات السنين. وفي إطار الزوبعة الإعلامية التي شابت واقعة الاعتداء، بدأ حديث ممجوج عن بعض الدول الشقيقة، التي كانت لها مواقف إيجابية لا تعد ولا تحصي تجاه مصر.
مرة أخرى أتمنى أن يكون للبرلمان القدرة على تجاوز سلسلة الأخطاء التي وقع فيها بعض النواب وإعمال سيادة القانون تجاه المخطئ. اتمنى ألا تأخذنا الصغائر بعيداً عن كبريات الامور والتحديات والعقبات التي تواجهها مصر. العقبات التي يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي تخطيها ولكن يبدو انه يسبح ضد تيار لا يعرف من الوطنية سوى شعاراتها الجوفاء وتفسيراتها الحمقاء».

عكاشة حول «الفراعين» إلى «مشتمة» لكل الشرفاء

وإلى «اليوم السابع» في يوم الخميس نفسه وزميلنا عبد الفتاح عبد المنعم وقوله: «المطلوب ليس إسقاط عضوية نائب التطبيع من مجلس النواب، ولكن يجب علينا إسقاط الجنسية عن هذا العكاشة، الذي يتباهى بلقاءاته مع سفير العدو الإسرائيلي، بل يقوم بزيادة التفاخر بإطلاق تصريحات من نوعية أنه سيقابل السفير ثلاثين ألف مرة وأنه سيسافر إلى تل أبيب لو أسقطنا الجنسية عنه، وهو ما نريده أن يعود عكاشة إلى أصله وكان خاله قد خان مصر وهو بالزى الميري… جميعنا لا يمكن أن نصمت على جرائم عكاشة في قناته الملاكي التي حولها إلى «مشتمة» لكل الشرفاء، فكيف نقوم بمحاسبة شبكة لنشر الفسوق في المجتمع المتهمة بتشكيلها الفنانة غادة إبراهيم، ونترك عكاشة الذي ينشر كل الشتائم في المجتمع عبر قناته، التي يجب أن تغلق فورا، لأنها أصبحت تهدد الأمن القومي.. توفيق عكاشة نائب إسرائيل الذى سرد في برنامج الشتائم على قناته الملاكي العديد من الأكاذيب والأوهام ضد رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، التي لم تخرج عن كونها «ردحا» و«سبا وقذفا»، ليس لها محل من الحقيقة أو الثبوت، لم يجد أمامه سوى التراجع خوفا وجبنا، واعتذر على الهواء فى برنامجه لرجل الأعمال، مبرراً شتائمه وقذارته التي وجهها لرجل الأعمال بأنها نتيجة الهجوم الذي شنته «اليوم السابع» ضده، وهو الاعتذار الذي يثبت أن نائب التطبيع يحاول الإفلات من قبضة الملاحقات القانونية التي انطلقت ضده بعد تجاوزاته ضد الكثير من الشرفاء».
وخال توفيق عكاشة هو الضابط المهندس فاروق الفقي الذي كان يتجسس لحساب إسرائيل ويسلم خرائط مواقع الصواريخ إلى الجاسوسة هبة سليم وتم إعدامهما أيام الرئيس الأسبق أنور السادات.

«بيت الحكماء» تسلل إليه بعض ضعاف النفوس

وفي «أخبار اليوم» عدد يوم السبت قال زميلنا صابر شوكت كلاما هاجم فيه جهازا أمنيا: «الملايين في مصر وخارجها يتخبطون حتى الآن في حيرة بالغة بعد صدمة اكتشاف حقيقة المدعو توفيق عكاشة، بأنه هو الزعيم الخفي الأكبر لمن كان هو يطلق عليهم «الطابور الخامس» المتربصين بشعب مصر العظيم ودولتنا الشامخة وقيادتنا الوطنية، التي تقود سفينة البلاد حالياً. كان عكاشة منسياً طوال حياته وفجأة مع نجاح ثورة 25 يناير/كانون الثاني بأسابيع بدأ يظهر لشعب مصر «بنيولوك» عاش به طوال هذه الفترة حتى سقوطه الأخير. عكاشة هو حالة ظهرت في هذا التوقيت للقيام بدور مخطط بإتقان، هذه الحالة نمت منذ ثورة يناير وترعرعت على أيدي «حكماء الدولة العميقة» الذين يقودون البلاد منذ نهاية عهد الملكية في مصر، ومستمرون حتى هذه اللحظة.. بيت هؤلاء الحكماء يضم وطنيين مصريين أفنوا حياتهم في سرية للعبور بمصر وشعبها منذ ثورة 1952 من أزمات وكوارث خطيرة، كانت تهدد الدولة المصرية وشعبها. هؤلاء الحكماء يعيشون ويتحركون بيننا في سرية ويموتون مع أعمالهم البطولية في سرية أيضاً. بيت الحكماء تسلل إليه أيضاً بعض ضعاف النفوس من صغار كبار العاملين، والفساد الذي تغلغل في أوساط النظام والدولة المصرية خلال 30 عاماً في حكم مبارك، كان لابد أن يجد له مكاناً داخل بيت الحكماء الطاهر».

عكاشة يقبل يد صفوت الشريف

ومن «أخبار اليوم» إلى «وفد» السبت وثلاثة من زملائنا شنوا هجمات عنيفة ضد عكاشة، الأول زميلنا سيد العبيدي الذي قال في بداية تحقيق له: «توفيق عكاشة لم يكن بطلاً قومياً بقدر ما هو بطل من ورق، كان خاله ضابطاً تجسس على مصر لصالح إسرائيل قبل إعدامه على يد قائد سلاح الصاعقة المصرية، بعد اكتشاف أمره، تاركاً خلفه ميراثاً غير أخلاقي دفع ابن شقيقته لاستكمال مشوار التطبيع مع الكيان الصهيوني. بدأ مشواره السياسي متشبثاً بالسلطة وحب الذات، فصاح في المصريين «هذا النظام العميل» متهماً حسنى مبارك وعائلته بالخيانة، لتظهر وسائل الإعلام صورته وهو يقبل يد صفوت الشريف، أحد أركان النظام الخائن كما وصفه «عكاشة». واصل توفيق عكاشة المعروف إعلامياً بنائب التطبيع سخريته من المصريين ليمنحه البرلمان بطولة من ورق يدخل التاريخ بسببها، وهي جائزة نوبل للسلام التي تطالب منظمات حقوقية بمنحها له تقديراً لدوره في إحلال السلام في المنطقة، بينما الجائزة تقف وراءها منظمات يهودية معادية لمصر!».

«طهرتك من الخيانة بإيدي يا ولدي»

والثاني كان زميله محمود غلاب وقوله: «طهرتك من الخيانة بإيدى يا ولدي! جرت هذه الكلمات على لسان الفنان القدير إبراهيم الشامي، في لحظة صعبة خلال نهاية فيلم «إعدام ميت»، وهو يغرس الخنجر في قلب ابنه الوحيد الفنان القدير محمود عبد العزيز، الذي كان دوره في الفيلم يتجسس على مصر لصالح إسرائيل. الشيء نفسه فعله مجلس النواب عندما كان في لحظة فرز في جلسته التاريخية يوم الأربعاء الماضي، عندما صوت أربعمئة وخمسة وستون عضوا، أي أكثر من الثلثين، على إسقاط عضوية «نائب التطبيع». قرار مجلس النواب الذي تجاوز توصية تقرير اللجنة الخاصة بحرمان «عكاشة» من حضور جلسات عام، إلى إسقاط عضويته هو إرساء لمبدأ الفصل بين السلطات، وليس عقابًا للنائب على مقابلته للسفير الإسرائيلي. النائبة رانيا السادات استقبلت السفير الأمريكي في بورسعيد وعزمته على أكلة سمك، ولم يتخذ معها المجلس أي إجراء، لكن عكاشة تعدى على سلطات رئيس الجمهورية بصفته رئيس السلطة التنفيذية، الذي هو صاحب السلطة في القيام بالأعمال المتعلقة بالسيادة. وجاء قرار مجلس النواب ردًا على جريمة النائب التي ارتكبها في حق الوطن والأمن القومي. أهالي دائرته انهالت طلباتهم على مجلس النواب، لتؤكد رغبتهم في التطهر من هذه الجرثومة، التي وضعت يدها في يد العدو الصهيوني لتتاجر بدماء شهداء مدرسة بحر البقر وبمياه النيل وتسيء إلى زعماء مصر السابقين، وهو بالمناسبة لا علاقة له بدور النائب».

شخصيات حية في حياة سياسية ميتة

أما الثالث فكان زميلهما منتصر جابر الذي قال: «تصور هذا المسكين في عقله.. والغلبان في تفكيره أنه يمكن أن يلعب بمفرده كيفما يشاء وكل ما يشاء، وفي أي وقت يشاء. لم يعرف الموهوم أن قيمته لا تزيد على قيمة «شُخْشِيخة» للإلهاء، وأن حجمه أقل مما هو نفسه أن يتخيل، وأن وظيفته الوحيدة ليس أن يكون حاضرا في الحياة السياسية، ولكن أن يساعد في تغييب الحياة السياسية، وليس لكي يكون سياسيا مرموقا.. ولكن لكي يحط من قدر السياسيين المرموقين ومنذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني، والحالة السياسية تحولت إلى ساحة «شرشحة» وطفحت على سطح الحياة شخصيات كانت لا تجرؤ الكلام في السياسة، تحولت بقدرة قادر في أجهزة كثيرة إلى شخصيات حية في حياة سياسية ميتة، أن الواقع السياسي أصبح مؤلما ومشوها ولا ينبئ بأي مستقبل، وكل ذلك بسبب اللعب والتلاعب في الحياة السياسية والمؤامرات والدسائس والخيانات، وكلها حصيلة 30 سنة من الفساد هذه دولة ليست في حالة بناء، ولكنها تحولت إلى معول كبير للهدم. وهذا الشعب لا يحتاج إلى قائد ولا يحتاج إلى ملهم ولو عاد عبد الناصر فلا مكان له، ولو جاء السادات لن ينفع أحدا، فهذه الدولة مؤسسة تعم فيها الفوضى وتحتاج إلى مدير يعرف فنون الإدارة، وليس فنون الحرب، هذه الدولة تحتاج إلى شعب وليس شخاشيخ».
وهكذا ذكرنا منتصر بأغنية في أوبريت «الليلة الكبير» لزميلنا الشاعر ورسام الكاريكاتير الموهوب صلاح جاهين تقول «شخشيخة للعيل يأبو العيال ميل».

إسرائيل أصل شرور المنطقة

ولذلك سنميل على زميلنا في «اليوم السابع» وائل السمري لنقرأ له: «سياسيا يجب على الحكومة المصرية استثمار حالة التوحد الشعبي خلف رفض التطبيع مع إسرائيل، فقد بعث رفض التطبيع «شعبيا» رسالة مفزعة إلى إسرائيل، ومن وراءها، وأبلغهم برسالة نصها «نحن لم ننس بعد» وهو الشيء الجدير بأن يشعرهم بخيبة الأمل وعدم التوازن، وهو ما ظهر واضحا في حديث السفير الإسرائيلي مع قناة «bbc» . وإنني أريد أن أسجل هنا أهمية أن ترفع مصر أولا شعار القضية الفلسطينية، وأن تقوم بدور فعال من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، وإجراء الانتخابات التشريعية في الأراضي المحررة، ومن ثم العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى. كما أؤكد على أهمية إجراء تغيير تكتيكي في سياسة مصر الخارجية، عن طريق مد يد التعاون مع كل الأطراف المعنية بالقضية، بداية من باكستان وإندونيسيا وإيران وحتى تونس والجزائر والمغرب، فنحن جميعا ندرك أن إسرائيل أصل شرور المنطقة وأن أبلغ رد على الهجمة هو المبادرة بـهجمة مرتدة».

«تعرف تزغط البط»

ويوم السبت أيضا كان زميلنا الرسام في مجلة «روز اليوسف» أنور يسير بجوار مجلس النواب، أثناء التصويت على إسقاط عضوية عكاشة، فلم يجد توفيق خارجا من المجلس إنما ثلاث بطات وحكاية ربط البطة بتوفيق تعود إلى الفترة التي كان يهاجم فيها الدكتور محمد البرادعي وأراد أن يثبت أنه لا يعرف مصر فسأله تعرف تزغط البط.

المباراة لم تكتمل بعد!

وأمس الأحد أراد زميلنا محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «المصريون» الأسبوعية المستقلة الدفاع عن عكاشة بطريق ملتو لمجرد عدائه للناصريين بأن قال:
«إذا كان قرار البرلمان المصري إسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان بسبب التطبيع مع إسرائيل فإن ذلك يعتبر قرارا خطيرا، ويعني إعلان الحرب على إسرائيل في اليوم التالي. في تقديري أن واقعة اعتداء النائب كمال أحمد على عكاشة بالجزمة كانت هي الأخطر، ولأجدي بالعقاب وإسقاط العضوية، فالتطبيع تحصيل حاصل وتبجيل نتنياهو مدون في الخطابات السيادية. والكلام العنتري عن التطبيع الحرام فلتستأسدوا به على من هم أكبر من عكاشة، ويملكون قرار إلغائه أو الإبقاء عليه. الآن طرد عكاشة من البرلمان فيما لا يزال يرفل في نعيمه النائب الذي ضرب زميله بالجزمة… من الصعب أن تجد مصريًا، يقتنع بأن وطنية النواب «نقحت» عليهم زيادة.. بسبب تطبيع عكاشة.. فالمجلس ولأول مرة كان كامل العدد.. في مشهد لا يخلو من إشارات بأن هناك من ساقهم بعصاه وحشدهم لهذا العمل «البطولي».. ليضاف إلى سلسلة إنجازات عصر «الكفتة» لإسعاد المصريين المعذبين بنار الغلاء: فليضحكوا ويفرفشوا.. قبل أن يقتلهم الفقر والجوع والمرض. صورة المشهد الأخير مبعثرة.. وربما يجري تجميعها فى الأيام المقبلة.. لاحظ ـ هنا ـ أنه في اليوم التالي من تصفية عكاشة.. بدأ التمهيد لتنظيم الصفوف ورد الصاع.. والضغط على الخصم لتسجيل هدف في مرماه.. بعد أن منيت «الجهة» التي تساند عكاشة بهدف في مرماها بطرد الأخير من البرلمان. في اليوم التالي.. بدأت صحف محسوبة على التيار الأمني الإماراتي فى مصر، بتنظيم حملة على النائب المثير للجدل مرتضى منصور.. ونشرت مانشيتات بعرض الصفحات الأولى، للتحريض عليه، وتصفيته سياسيًا ومعنويًا، ونشروا سيرته المهنية أيام كان يعمل قاضيًا.. وهي في مجملها نالت منه بشكل فج وفظ وصريح.. وكأن من كتبوها لا يخشون تاريخ الرجل، في مطاردة خصومه والإجهاز عليهم بالضربة القاضية.. خاصة أن ما نشر يعد سبًا وقذفًا صريحًا، لن يجد منصور أي مشقة في سوق من كتبوا ونشروا إلى غياهب السجون».
قادة دولة «التوك شو»

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي لا يجمعها ضابط ولا رابط وبدأها من يوم الخميس زميلنا وصديقنا عادل حمودة بقوله في جريدة «الفجر» الأسبوعية المستقلة: «… لو أحكمنا ضبط أمناء الشرطة ما حشد الأطباء في نقابتهم غاضبين.. وما خرج الناس من أحيائهم ــ أمام أقسام الشرطة ــ ساخطين.. وما تكاتف أهل الرأي والمشورة منذرين.. محذرين.. هل نسينا أن المشهد الأول في انهيار نظام مبارك كان تظاهرات الشعب ضد تعسف أجهزة الأمن؟ لو سارعنا بمراجعة القوانين التي تبيح لراغبي الشهرة طعن المبدعين بسيف البلاغات والمحاكمات، في ما يعرف بدعوى الحسبة ما انفصل الشعراء والروائيون والسينمائيون والمثقفون عن النظام الذي ساندوه وأيدوه ودعموه وفرحوا به. لو فرضنا المساواة في وظائف النيابة والخارجية والرئاسة بعيدا عن مجاملات الواسطة والاعتبارات الطبقية لما انفصل الشباب عن الحكم وأحس بالغربة وهو في وطنه… يبدو أن النظام شعر بأن الصمت لم يعد ممكنا، فقرر أن يتكلم. قدم الرئيس كشف حسابه في عشرين شهرا.. ليثبت بالأرقام والتواريخ أن إنجاز يوم بشهر أو بسنة مما تحسبون. وأعترف بأنني ذهلت مما سمعت، فأغلب ما قيل لم نسمعه من قبل.. طرق جديدة تجديد طرق قديمة، إضافة موانئ ومطارات، تحلية ومعالجة مياه، شقة لكل شاب إضافة طاقة كهربائية للمصانع والاستثمار البدء في مشروعات المليون ونصف المليون فدان.. وكل مشروع من هذه المشروعات يتكلف مليارات، حتى وصل حجم الدين العام إلى تريليونين من الجنيهات، تدفع الدولة فائدة عليه تصل إلى 250 مليار جنيه، ما يعني أن علينا مضاعفة ساعات العمل بدلا من الثرثرة في ما لا نعلم.. ونشر الإحباط بما نسمع. هناك حلم حقيقي يتحقق تدريجيا على الأرض.. لكن.. ثماره لن تأتي ــ كما ننتظرها اليوم. وهو ما على قادة دولة «التوك شو» شرحه وتوضيحه لنا بعد أن يعفينا مجانين الشهرة منهم من نصائحهم ومواعظهم التي حفظناها ــ مثل اسطوانة مشروخة عن ظهر قلب. كل ما نريده منهم أن يوقظوا ضمائرهم ويوقفوا معاركهم الذاتية وبطولاتهم الوهمية أو ينقطونا بسكوتهم».

حافظ أبو سعدة: لدينا انتهاك
لحقوق الإنسان لكن لدينا تحقيقات

ونشرت «الأخبار» في يوم الخميس أيضا حديثا مع صديقنا ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة أجرته معه زميلتنا الجميلة منى الحداد قال فيه: «بدون شك نحن لدينا انتهاك، لكن لدينا تحقيقات تتم في النيابة العامة، ولدينا القضاء المصري الذي يتمتع بسمعة جيدة على المستوى الدولي، ولدينا مجلس حقوق الإنسان الذي يعالج بعض القضايا ويقدم للحكومة نصائح، في ما يخص حقوق الإنسان، ولدينا دستور يترجم بعد لتشريعات وقوانين، وهذه نقطة مهمة، لأن مواد الدستور الخاصة بحقوق الإنسان تكاد تكون ترجمة مباشرة لكل المواثيق الدولية في بابين هما، باب الحقوق والحريات، وباب سيادة القانون، بالإضافة إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي البرلمان سيترجم هذه المبادئ إلى قوانين وهذا من شأنه أن يعزز حقوق الإنسان أكثر. نحن نحسن أوضاع حقوق الإنسان في مصر ليس من أجل طرف خارجي يراقبنا ويعلق على أوضاع حقوق الإنسان في بلدنا، ولكن لأن الدستور المصري يلزم الدولة ويلزم الحكومة باحترام حقوق المواطن المصري وأي إنسان على أرض مصر».

الشعب يراهن على معجزة

ومن أبو سعده إلى زميلنا محمود الكردوسي في «الوطن» وقوله في يوم الخميس ذاته في بروازه اليومي «كرباج»: «الحالة صعبة قوي. الرئيس في وادٍ والشارع في وادٍ آخر. الرئيس كعب داير وعيناه على المستقبل والشعب يغلي وعيناه تحت قدميه. الرئيس متفائل والشعب محبط. الرئيس يراهن على شعبه والشعب يراهن على معجزة. الرئيس يحارب الإرهاب والشعب يحارب طواحين هواء الرئيس يبني دولة في خياله والشعب يبحث في الواقع عن دولة يستنجد بها. الرئيس يتقرب من الشعب ولو على حساب هيبته، والشعب يلهث وراء لقمة عيشه. الرئيس يطلب من الشعب «جنيهاً» والشعب ينتظر المقابل. الرئيس يتحدث عن الأخلاق والشعب غارق في بكابورت، ربنا يستر»!.

وجدي زين الدين: العيب
ليس في الطلاب وإنما في الأساتذة

وفي «وفد» الخميس شن رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وجدي زين الدين هجوما على رئيس جامعة حلوان، بقوله عنه بعد أن ضايقه برأيه في ما قام به رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار من إقامة حفلات فنية في الجامعة: «أصابتني غصة وحالة حزن شديدة، وأنا أطالع ما دوّنه الدكتور ياسر صقر رئيس جامعة حلوان بشأن اعتراضه الشديد على قيام جامعة القاهرة بتنظيم حفل غنائي للفنان الرائع محمد منير. هزني كثيراً أن يصدر عن رئيس جامعة حديث غريب وشاذ باعتبار قيام الجامعة بتنظيم حفل غنائي للطلاب، بأن الجامعة تحولت إلى ملهى ليلي. هل وصل بنا الحال أن يكون رأي رئيس جامعة محترمة في الفنون والآداب بأن هذا ملهى ليلي؟ هل هذا هو فكر رئيس جامعة يجب أن يقتدي به الطلاب ويكون هادياً لباقي أعضاء هيئات التدريس؟ ياسر صقر لا ينفع على الإطلاق لأن يكون رئيس جامعة، طالما أنه يفكر بهذا الشكل، يجب أن يكون هناك حل لكل الأساتذة في الجامعات الذين يفكرون بهذا الشكل. الغريب والعجيب العيب ليس في الطلاب وإنما العيب الحقيقي في الأساتذة، الذين انحرف فكرهم ويريدون أن يرضعوه للطلاب».

فرقعات إعلامية

ومن وجدي إلى زميلنا في «الشروق» أشرف البربري وهجومه على الحكومة بقوله عنها: «أمر جيد للغاية أن تعلن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد مرور عشرين شهرا على توليه الرئاسة، رؤيتها لبناء الدولة. كما أن حقائق الأوضاع المالية والاقتصادية للبلاد ترجح أن تكون «مصر 2030» مجرد حلقة جديدة من مسلسل الفرقعات الإعلامية التي عودتنا عليها الحكومة خلال السنوات الثلاث الماضية. فالدين العام للدولة يتزايد بصورة تدعو للقلق، سواء كان الدين المحلي الذي وصل إلى أكثر من 2.3 تريليون جنيه، أو الدين الخارجي يتجه نحو الارتفاع، واحتياطات النقد الأجنبي تتراجع بشدة في ظل لجوء الحكومة إلى تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى بالاقتراض الخارجي، بعد فشلها في جذب المستثمرين إليها، لذا فالأولى بالحكومة أن تعيد النظر في العديد من هذه المشروعات التي لا يرى لها المستثمرون «جدوى اقتصادية». وما بين الاعتماد على الاقتراض ودعوة الشعب إلى التبرع لتمويل مشروعات الحكومة المشكوك في جدواها الاقتصادية، تزداد المخاطر التي تحيط بالبلاد في ظل نظام حكم يتأكد كل يوم أنه لا يمتلك أي رؤية حقيقية شاملة للخروج بالبلاد من أزمته».

شيرين تعود من كهف اعتزالها

لا أزمات اقتصادية ولا يحزنون إنما الأزمة الأخطر تم حلها، وكانت قد بدأت بإعلان المطربة شيرين عبد الوهاب الاعتزال ثم إعلانها تراجعها عن الاعتزال، وهو ما دعا زميلنا محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «البوابة» لأن يقول يوم السبت عن هذه الأزمة بعد أن قبل يده: «الحمد لله عادت المطربة الكبيرة شيرين من كهف اعتزالها. أعلنت مرة أخرى في تسجيل صوتي أنها استجابت لجمهورها ومحبيها ومريديها، فلا تستطيع أن تكسر بخاطرهم أبدًا، هذا بعد أن أعلنت في تسجيل صوتي أيضًا أنها ستعتزل الفن ولن تعود إلى الغناء أبدًا، لأنها تريد أن تعيش في سلام. أيام عصيبة مضت على مصر وهى تحبس أنفاسها في انتظار أن تعود النجمة الكبيرة عن قرارها التاريخي ولما عادت استراح الجميع والتقطوا أنفاسهم وعادت إليهم السكينة مرة أخرى».

الأزهر والشيعة

وإلى الأزهر والسنة والشيعة وقضية الحوار بينهم لإزالة الخلافات، وهي الدعوة التي أطلقها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من إندونيسيا ونشرت «اللواء الإسلامي» يوم الخميس سلسلة تحقيقات أجراها زميلنا مهدي أبو عالية جاء فيها: قال الدكتور سامي مندور المشرف على وحدة اللغة الفرنسية في مرصد الأزهر: «هذه المبادرة لها شقان الأول: الدعوة التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر للمصالحة أو للتقارب. والثاني: رد فعل المرجعيات الشيعية على تلك المبادرة، حتى يتحرك الطرفان معا إلى أرض الواقع، بما يخدم الإسلام وقضايا المسلمين في جميع أنحاء العالم، وحتى يمكن الاتفاق على آليات عمل مشتركة تجعلنا نحن وهم نتفق على كلمة سواء، خاصة أننا في الأزهر الشريف لا نكفر أحدا… لا يحق لمذهب أن يتدخل في شؤون مذهب آخر أو يتجاوز في حقه أو فكره أو توجهاته، لأن هذا يعد تدخلا في شؤون الآخرين. ولدى بعض أهل الشيعة ما يمس أهل السنة بشكل مباشر، وهو سب الصحابة وسب أم المؤمنين السيدة عائشة، وهما أمران في غاية الخطورة، رغم أن هذا قد يكون حالات فردية لا ترقى لفتوى عامة، لكن لا زالت بعض المراجع والمواقع الشيعية تسب صحابة رسول الله، خاصة سيدنا أبا بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، فضلا عن سب أم المؤمنين الأمر الذي يرفضه أهل السنة نهائيا، ويسبب حساسية تعوق أي تقارب بين الطرفين، لأن هذا كلام غير مقبول، فكيف يسمح مسلم شيعي لنفسه أن يفعل مثل هذا؟ أليس هؤلاء صحابة رسول الله؟ وأليست هذه زوجة رسول نؤمن به جميعا فكيف نقبل هذا، سواء في قضية التشيع وسب الصحابة وأم المؤمنين؟».

الإسلام يعلو فوق كل الاعتبارات السياسية

لكن الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية صحح بعض معلومات الدكتور سامي مندور بأن قال في «اللواء الإسلامي» أيضا: «مسؤوليتنا في الأزهر الشريف أن نساعد إيران في عدم تسييس الدين، أو استخدامه لأغراض سياسية، لأن الإسلام كدين ورسالة يعلو فوق كل الاعتبارات السياسية، وغيرها ومسؤوليتنا كذلك نبذ الخلافات وألا نتأثر بهذه الدعوات، وأن نكون أكثر تقاربا مع أهلنا المسلمين الشيعة، لأنهم في الأصل مسلمون يتجهون لقبلتنا ويؤمنون برسولنا ورسالته، وبالتالي يجب ألا يكون هناك جفاء أو سوء تفاهم، وهذه مسؤولية علماء الإسلام، سواء في الأزهر أو المرجعيات الشيعية لتحقيق هذا التآخي، وألا يتركوا للشيطان فرصة للتدخل بينهما حفاظا على وحدة الأمة الإسلامية. انتهى زمن سب الصحابة وأم المؤمنين بعد أن أطلق الإمام الخميني دعوته بعدم سب الصحابة وأم المؤمنين منذ عام 1979. أنني ذهبت لإيران أكثر من مرة وتيقنت من هذا وأي مسلم يغار على دينه لا يقبل هذا أبدا».

محمد أبو ليلية: خريطة العالم الإسلامي تتمزق

وفي التحقيق نفسه قال الدكتور محمد أبو ليلية: «مسئولية المرجعية الشيعية الآن بعد مبادرة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب تتطلب من كل مسلم يتوجه لقبلة واحدة ويحترم المرجعية الإسلامية العليا، ألا يسب صحابيا وألا ينال من التاريخ الإسلامي وأن يجد آليات التعاون والتقارب والتوحد في مواجهة شعار أهل الشر «فرق تسد». أقول للشيعة ولمرجعياتهم المتناحرة ألا يكفيكم تمزقكم ألا يكفيكم أن إرادتكم السياسية عالميا مسلوبة، وأنه لا قرار لنا كمسلمين الآن سنة وشيعة بل تصنع لنا القرارات في عواصم غربية ونحن ننفذها بأيدينا، وضد أنفسنا ماذا ننتظر وخريطة الأمة العربية تتغير الآن، وخريطة العالم الإسلامي تتمزق».

خلاف سياسي وليس خلافا فقهيا

أما الدكتور أسامة نبيل مدير «مرصد الأزهر» فقال في تحقيق زميلنا مهدي أبو عالية:
«هناك خلاف سياسي وليس خلافا فقهيا، وأعني بذلك قضية الإمامة، فنحن نــــراها أمرا ســـياسيا يتعلق بالحكــــم وليـــس أصلا أو ثابتا من ثوابت الدين، فأنتم أعلم بشؤون دنياكم، كما قال رسول الله « صلى الله عليه وسلم « والأمر هنا يتطلب إعادة التفكــــير انطلاقا من قول الله تبارك وتعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، «وإن أكرمكم عند الله أتقاكم». وإن هناك قواسم مشتركة وتقاربا كبيرا بين السنة والشيعة، لأن الأصل هو التقارب حفاظا على وحدة المسلمين وتفويتا للفرصة على كل متربص بالإسلام يسعى بكل قواه جاهدا لإشعال الفتنة المذهبية».

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خليل ابورزق:

    العجيب جدا ما يتردد في كل وسائل الاعلام المصرية و من ينقلون عنها بان عكاشة تم فصله بسبب علاقاته الاسرائيلية أوما يسمى التطبيع. الحقيقة انه لم يرد ذلك السبب ابدا في قرار الفصل. بل ان المجلس قال ان الاتصال مع اسرائيل طبيعي مع دولة معترف بها وغير عدوة. و الحقيقة ايضا ان موقف عكاشة و اتصالاته مع الاسرائيايين قديمة و علنية. و الحقيقة ايضا ان المجلس قد اتخذ اجراء ضده بمنعه من حضور 10 جلسات لم تكتمل
    السبب هو فضحه لاتصالات رئيس الجمهورية باسرائيل ومساعي نتنياهو لدى اوباما لتأهيل السيسي. وقد قيل في ذلك انه اهانة لرئيس الجمهورية

  2. يقول خليل ابورزق:

    لاحقا لتعليقي السابق فقد قال رئيس المجلس: «نود التأكيد على بعض المبادئ، وهي أولا احترام المجلس لكافة المعاهدات والتعهدات الدولية، ومن بينها اتفاقية السلام. ثانيا الوقائع التي كانت محل التحقيق لا علاقة لها من قريب أو بعيد بلقاء النائب الذي أسقطت عضويته، بسفير إحدى الدول، وإنما تتعلق ببعض المواقف التي تضر بالأمن القومي المصري، وتخرج عن نطاق العضوية البرلمانية وواجبات النائب».

  3. يقول متابع فلسطيني:

    ((حافظ أبو سعدة : ولدينا القضاء المصري الذي يتمتع بسمعة جيدة على المستوى الدولي)) أضحك الله سنك كما أضحكتنا يا أبا سعدة

إشترك في قائمتنا البريدية