القاهرة – «القدس العربي» : أيام قليلة تفصلنا عن الذكري السادسة لثورة 25 يناير، التي اندلعت سنة 2011 ضد نظام حسني مبارك ونجحت في خلعه عن الحكم، ورغم أهمية الحدث، إلا أن السينما المصرية تتجاهله تماما، في الأفلام التي تعرض حاليا في دور العرص في موسم منتصف العام ، حيث تبتعد جميعها عن الخوض في أي أمور سياسية في ما عدا فيلم «مولانا»، الذي يدور حول الشيخ حاتم الشناوي، أحد الدعاة الإسلاميين النافذين عبر وسائل الاعلام، والذي تربطه علاقات وثيقة برجال السياسة، وتأثير كل ذلك على مصداقيته أمام جمهور هو الدور الذي لعبته الأجهزة الأمنية أيام محمد حسني مبارك لاشعال الفتن بين طوائف الشعب والدور المتزايد لنجله جمال الذي كان يتم التحطيط لتوريثه الحكم.
فيما عدا ذلك فإن الأفلام المعروضة جميعها تدور في إطار كوميدي أو اجتماعي بعيدا عن أي ذكر للثورة والأفلام هي فيلم «القرموطي بيلعب بالنار» لأحمد آدم و«آخر ديك في مصر» لمحمد رمضان و«القرد بيتكلم» لعمرو واكد وأحمد الفيشاوي و«فين قلبي» لمصطفى قمر و«ياباني أصلي» لأحمد عيد و«يجعله عامر» لأحمد رزق.
عن أسباب غياب الثورة عن الأفلام السينمائية يقول الناقد السينمائي كمال رمزي، إن الثورة نفسها لا تزال في منطقة ضبابية، ولا يمكن الجزم بنتيجتها إذا كانت نجحت أم فشلت، خاصة أنه تم اختطافها.
وأكد أن الثورات لا تؤثر في السينما ولا تتواجد فيها بقوة إلا إذا نجحت مثلما حدث مع ثورة 23 يوليو، الذي نجحت في تحقيق أهدافها لذلك تواجدت في السينما بقوة عبر أفلام كثيرة ناجة، كذلك ثورة 1917 في روسيا التي نجحت أيضا في نقل السينما الروسية نقلة ايجابية، أما الثورات المشكوك في نتائجها يتم التأجيل عن التعبير عنها سينمائيا أو يتم التعبير عنها من خلال أفلام ضعيفة مثل «صرخة نملة» أو «الفاجومي» أو «بعد الموقعة» وغيرها من الأفلام التي لم تتمكن من التعبير بشكل حقيقي عن ثورة 25 يناير.
فايزة هنداوي