تونس – «القدس العربي»: إذا سلمنا جدلا بأن حرائق الغابات في تونس مؤخرا تسبّب بها الطقس الحار جدا التي تعيشها البلاد منذ شهرين، فإن هذه الحرائق تتزامن مع ثلاثة أحداث ساهمت هي الأخرى في تأجيج «حرائق» السياسة التي يبدو أنها لا تقل خطورة عن الحرائق الأولى وقد تكون -نظريا- أحد أسبابها، بدليل أن السلطات أعلنت إيقاف عدد من المتورطين في إشعالها.
وقد تكون الحرائق التي شدتها تونس مؤخرا الأسوأ في تاريخ البلاد؛ حيث تم تسجيل 94 حريقا في ثماني ولايات، التهمت آلاف الهكتارات من الغابات فضلا عن المحاصيل الزراعية، وتسببت في تهجير بعضهم من بيوتهم، وهو ما دفع رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى التدخل شخصيا لمعاينة عمليات إطفاء الحرائق على أرض الواقع، وتأكيد وجود متورطين في هذه الحرائق متعهدا بتعويض جميع المتضررين.
الأحزاب السياسية بدورها عبّرت عن قلقها من موجة الحرائق غير المسبوقة في البلاد؛ حيث أكدت حركة «النهضة» تضامنها مع المتضررين من الحرائق وأشادت بجهود الحكومة للتخفيف من معاناتهم، داعية إلى الإسراع بتعويض المتضررين، وإعادة تشجير المناطق التي أتلفتها النيران، فيما دعا محسن مرزوق الأمين العام لحركة «مشروع تونس» الدول الأوروبية وجميع «أصدقاء تونس» للمساعدة في إطفاء الحرائق، وطالب حزبه السلطات بتطبيق القانون على كل من تورّط في «جريمة حرق الغابات»، كما أطلق حملة «نرجعوها خضراء» للتشجير وإعادة إعمار المناطق المنكوبة.
حرائق الطبيعة في تونس تزامنت مع ثلاثة أحداث سياسية مهمة ساهمت في تأجيج «حرائق السياسية»، يتجلى الأول في الحملة المتواصلة التي يقودها رئيس الحكومة يوسف الشاهد ضد رموز الفساد في البلاد، التي يذهب بعض السياسيين والمراقبين إلى اتهام بعض الأطراف بمحاولة التشويش على هذه الحملة عبر الانتقاد المتواصل لأداء الحكومة ورئيسها والتشويش على عملها و»افتعال» بعض الأزمات في البلاد، من بينها حرائق الغابات الأخيرة، فيما يطالب آخرون بالابتعاد عن «نظرية المؤامرة» التي تعتبر كل من يعارض الحكومة «مذنبا» بالضرورة.
وبغض النظر عن النتائج التي حققتها الحملة ضد الفساد، والتي أدت إلى إيقاف عدد كبير من رجال الأعمال والحجز على أموالهم، فإنها أدت بلا شك إلى زيادة شعبية رئيس الحكومة الشاب، وهو دعا بعضهم للحديث عن إمكانية ترشّحه لاحقا للانتخابات الرئاسية في 2019، رغم أن الشاهد لم يعلن صراحة عن نيته خوض السباق الرئاسي.
الشعبية المتزايدة للشاهد أدت عمليا إلى تزايد خصومه السياسيين والساعين لإسقاط الحكومة واستبدال رئيسها «الطموح»، وهذا ما يفسر تصاعد وتيرة الانتقادات الموجهة للحكومة من قبل المعارضة التي حاولت التشكيك من اللحظة الأولى بمصداقية وجدوى الحملة ضد الفساد، فضلا عن مطالبتها للشاهد بالبدء بتنظيف «بيته الداخلي» عبر محاسبة فريقه الحكومي الذي تحوم شبهات الفساد حول بعض أعضائه، كخطوة أولى قبل الانتقال إلى محاسبة رؤوس الفساد في البلاد.
رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي، الذي يُعتبر من أكثر الشخصيات المؤثرة في البلاد، كان محور الحدث السياسي الأبرز في تونس؛ حيث تسبّب «اللوك الجديد» الذي اعتمده بموجة من الجدل والقراءات المتعددة لهذا «التحول» الكبير الذي اعتمده الغنوشي والتي يرى بعضهم أنه ينسجم مع التوجه الجديد لحركة النهضة «حزب مدني بهوية إسلامية».
الغنوشي الذي ظهر في مناسبات عدة مرتديا ربطة عنق للمرة الأولى (في تونس)، فتح باب الجدل على مصراعيه حول «الرسالة» التي أراد توجيهها لمؤيديه وخصومه على السواء، إلا أنه حاول تخفيف حدة هذا الجدل حين أكد ببساطة أن كل شيء يتبدل حتى طقوس وعادات الملبس، مشيرا إلى أن ما يرتديه ليس له أي أساس ديني.
وما إن توقف الجدل حول ملابس الغونشي، حتى أثارت دعوته للشاهد إلى التعهد بشكل رسمي بعدم وجود نية لديه للترشح للانتخابات المقبلة عام 2019، موجة أخرى من الجدل؛ حيث حاول بعضهم الربط بين تصريحات الغنوشي ومظهره الجديد للتأكيد بأنه يسعى للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبالتالي هو يسعى لـ»إزاحة» الشاهد من طريقه، وهو ما نفته الحركة على لسان عدد من قياداتها، مشيرة إلى أن الأمر مبكرا للحديث عن الانتخابات المقبلة، لكنها أكدت تأييدها دعوة الغنوشي للشاهد بالاهتمام أكثر بإيجاد حل للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
الرئيس السابق منصف المرزوقي، أثار جدلا كبيرا في تصريحاته المتواصلة ضمن برنامج «شهادة على العصر» الذي تبثه قناة «الجزيرة» القطرية؛ حيث اتهم الجيـش التونسـي برفـض حماية السفارة الأمريكية إثر تعرضها لهجوم عام 2012، مشيرا إلى أن الأمن الرئاسي ساهم بمنع حدوث إنزال لقوات المارينز الأمريكية في البلاد.
تصريحات المرزوقي أثارت عاصفة من الجدل في البلاد؛ حيث اتهمه الجنرال رشيد عمار قائد الجيش السابق بـ»قلب الحقائق»، بينما وصف عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق تصريحاته بأنها «مزيفة وتتضمن مغالطات»، فيما عبرت عدد من الأحزاب، بينها «النهضة»، عن قلقها تجاه التصريحات الأخيرة «غير الدقيقة» للمرزوقي، ودعت المرزوقي إلى الابتعاد عن هذا النوع من التصريحات التي قالت إنها تسيء لرئيس سابق وحقوقي بارز كالمرزوقي.
إلا أن المرزوقي عاد مؤخرا لانتقاد الجيش في حلقة جديدة ضمن سلسلة «شهادته» على العصر حيث أكد أن وزير الدفاع السابق «تواطأ» مع وسائل الإعلام؛ حيث قام، من دون إذن منه كرئيس للجمهورية وقائد أعلى للجيش، بمنح طائرة مروحية لإحدى القنوات التلفزيونية لتصوير المظاهرات خلال «اعتصام الرحيل» في 2013 والعمل على تضخيم عدد المتظاهرين، مشيرا إلى أن غتيال السياسي المعارض شكري بلعيد كان محاولة من «الدولة العميقة» في تونس لتصفية الثورة ومحاولة تكرار السيناريو المصري، الذي حالت «عقبات كثيرة» من دون تحقيقه في تونس.
ويمكن القول – ختاما- إن حملة الشاهد وتصريحات الغنوشي والمرزوقي ساهمت في اضطراب مشهد سياسي يؤججه تنافس «ضمني» بين الشخصيات الثلاثة، قد يساهم بصياغة مشهد جديد إثر الانتخابات البلدية المقبلة، التي ستعيد – بلا شك – توزيع الأدوار السياسية بعد خلط الأوراق الحزبية في البلاد.
حسن سلمان
الرئيس السابق لتونس المنصف المرزوقي هو العلماني الوحيد الذي لم يتلاعب بالسياسة
وكأن أبيات عنترة ابن شداد تنطبق عليه :
دهتْني صروفُ الدّهر وانْتَشب الغَدْرُ ومنْ ذا الذي في الناس يصفو له الدهر
وكم طرقتني نكبة ٌ بعد نكبة ٍ ففَرّجتُها عنِّي ومَا مسَّني ضرُّ
سيذْكُرني قَومي إذا الخيْلُ أقْبلت وفي الليلة ِ الظلماءِ يفتقدُ البدر
ولا حول ولا قوة الا بالله
لم يتلاعب بالسياسة … تلاعبت به السياسة.
السلام عليكم اخي داود و اسمحلي آن اخالفك الرأي المرزوقي لا يصلح أن يكون رئيس دولة فقائد دولة يجب أن يضع مصالح الدولة فوق أي اعتبار ويخدم مصالح شعبه فقط مثلا بوتين الذي اعتقد برلسكوني انه صديقه واستضافة عدة مرات في إقامته في جزيرة سردينيا ولاكن عندما تعلق الأمر بمصالح روسيا في ليبيا تهجم عليه ووصفه بالضعيف أمام ساركوزي وكذالك ترامب دي الأصول الألمانية لما انتقد ألمانيا لبيعها سيرات كثيرة في امريكا وهذا ما لم يفهمه المرزوقي عند زيارته المغرب لزيارة قبر والده وتصريحاته التي فهم منها أنه سيخرج تونس من حيادها في قضية الصحراء الغربية ثم اقتراحه فتح الحدود بين الدول المغاربية تملقا للعاهل المغربي رغم أن تونس حدودها مفتوحة مع كل الدول المغاربية وهذا ما أغضب الجزائر التي تميزها علاقات جيدة مع تونس
واختلطت دماء الشعبين في ساقية سيدي يوسف معا مما جعل الشاهد لا يقع في الفخ الذي نصب له في المغرب مستقبلا ورفض الملك استقباله بسبب ذالك وشكر وطاب نهارك
السيد الغنوشي …يتحدث عن انتخابات 2019 و يطلب من الشاهد ان أن لا يترشح ….وشورى النهضة يقول انه يساند رئيسها و
و هذا شئ طبيعى فى ايطار الولاء و البراء و السمع و الطاعة….لكن النهضة تقول… ليس وقت الحديث عن 2019 !!!! هل فهمتم شئ …؟ يعنى خطاب مطاطي و مزدوج النهضة فى أبهى مظاهرها …اه نسيت هم ابتعدوا عن الإسلام السياسي الذى ارتبط بالعنف و الارهاب حسب تعبير السيد الغنوشى نفسه و بجرة تصريح أصبحوا ينتمون الى الإسلام الديمقراطى الذى هو ليس سياسي بالضرورة !!!!!….يعنى انتقلنا من السياسي إلى الديمقراطى ….و تركنا الإسلام …و هذا هو المهم ….لانه فى النهاية الإسلام هو الحل !!!!!
السيد المرزوقى فى كل حلقة يحرق أحد قوارب العودة إلى قرطاج و هذا شئ جيد ….واصل حديثك سيد مرزوقى و نشر غسيل الدولة التونسية فى القنوات الأجنبية و على الملاء ….التونسيون تأكدوا ان هناك رجال دولة حكموا تونس و هناك أيضا فاصل فوكاهى حدث بين 2011 و 2014 …
السيد الشاهد انا أملنا الوحيد واصل عملك و تنظيف البلاد من الخراب الذى حل بتونس بعد 2011 ….نحن معك و اغلبة التونسيين معك و لا تهتم بالذين يريدون قطع الطريق امامك ….تحيا تونس تحيا الجمهورية
مثلا وزيرة الصحة تقول أن هناك فساد فى الويزارة ,المواطنين يشتكون من أن صلاحية بعض الأدوية إنتهت وغير صالحة لإستعمال ,لكن في كل الحالات لا يكشف عن المسؤول عن المسؤولين .أتصور أن في تونس ومنذ العهد القديم هناك وزير معزول يحكي وحده بدون أن يأثر في شئ أو يغير شئ و المسؤولين الحقيقيين مختفيين غير معروفيين
هذه الحالة لم يحصل حتى فى دول الشيوعية كان كل واحد عنده مسؤولية ومعروف من هو وما هي مسؤوليته
الدولة العقيمة من أيام النظام القديم تتصرف فيها ناس غير معروفة ولم تحدد الي حد الأن من هم المسوؤلين يعني محاربة الشاهد للفساد كلام ونية ربما صافية لكن بدون معرفة من مسؤوليين في الحكومة تبقي المسألة صعبة
وربما المرزوقي شعر أنه خدع أيام حكمه من طرف الدولة العقيمة ويريد الأن يسقم الحالة ,تصرفات المرزوقي مفهومة أما تصرفات الغنوشي غير مفهومة
الاخ جواد، الشبح، لم يكن فخا ابدا بل طلب فدية دبلماسية على اعتراض تونس على التحاق المغرب
بالاتحاد الافرقي. هذا شيئ يقع لاعادة الامور الى نصابها.
.
تونس قد طلبت الالتحاق بالايكواس “منظمة غرب افريقيا” و هذا شيئ لا يعلمه كثيرون من التونسيين،
و على ما يبدو قد رفض طلبها بتدخل من المغرب، و هذا لتصفية حساب قمة اتيويا و رفض تونس …
تونس من هذه الناحية تحتاج الى المغرب، لذا قام رئيس الحكومة بزيارة الى المغرب و كان شيئا لم
يقع، لترجع الامور كما كانت، لكن وزارة الخارجية اختلقت قصة البيان كرفض دبلوماسي لتضاهر رئيس
الحكومة التونسية كان شيئا لم يقع. هذا كل ما في الامر.
.
و رفض تونس التحاق المغرب للاتحاد الافريقي هو خروج عن الحياد صارخ فيما يخص قضية الصحراء المغرية.
هذه الامور تقع بين الدول بين الفينة و الاخر.
.
و السؤال الذي يطرح نفسه، لمذا طلبت تونس الالتحاق بالايكواس في نفس الاسبوع الدي قدم فيه المغرب طلب الاتحاق،
و لماذا هذا التكتم على حذث كبير كهذا الذي كان عليه ان يملأ كل الصحف التونسية … انها السياسة …
المغاربة يضنون ان جماعة من حكام الجزائر ليست بعيدة من هكذا امر.
تتمة،
اعتذر مسبقا للاخوة التونسيين على تعقيبي هذا كرد على اقحام الاخ جواد، للمغرب في موضوع تونسي بحث.
فهو للاسف، يقحم المغرب اينما حل و ارتحل، و يهبئ القارئ عاطفيا (اختلطت الدماء …) .
حق الرد هو مشروع، و اطلب من الاخ جواد، ان يعدل عن اقحام المغرب في كل شيئ.
في تونس رجال سياسة ورجال دولة حافظوا على بلدهم من اهوال المحيط فلولا حنكة السبسي والغنوشي واخرين لكانت تونس اليوم في دوامة لو ترشح الغنوشي للرئاسة ولو لم يؤسس السبسي حزبا لكانت تونس اليوم خرابا كما يتمناها الشيوعيون اليوم فراس الحرباء في تونس هم الشيوعيون الذين يدعون اليوم الديمقراطية وينفونها عن غيرهم وينعتونهم بمختلف الاوصاف اما السي المرزوقي فانه يخلط الامور وانه كان عليه كانسان تولى رئاسة تونس ان يتحلى باخلاق رجل الدولة ليلاحظ كل واحد منا رجال الدولة في تونس وهم كثر كيف يتصرفون اولا وكيف يطلقون تصريحاتهم